ثلثاء الأسبوع السابع من زمن القيامة

النصُّ الكتابيّ (أف 4: 17-24)

17وأنا قائلٌ هذه وشاهدٌ في الربّ: منَ الآنَ لا تكونونَ سالكينَ مثلَ الشعوبِ الباقين السالكينَ بفراغِ ذهنِهم، 18والمُظلمين في عقولِهم. فهم غريبون عن حياةِ الله، لأن ليس فيهم معرفةٌ وبسببِ عمى قلبِهم. 19أولئك الذين قطعوا رجاءَهم وأسلموا أنفسَهم للدعارة ولعملِ كلِّ نجاسةٍ بظلمِهم. 20أمّا أنتم فما هكذا تعلَّمتم المسيح 21إذا بالحقيقةِ سمعتموه ومثلما تعلَّمتم كما هو الحقُّ في يسوع 22إنَّما تزيحون عنكم تصرُّفاتِكم السابقةَ ذلك الإنسانَ العتيقَ المفسَدَ بشهواتِ الضلال. 23وتجدَّدون بروحٍ أذهانِكم. 24وتلبسونَ الإنسانَ الجديد الذي خُلقَ في الله بالبرِّ وبطهارةِ الحقِّ.

*  *  *

السلوك كأبناء النور

أتت جماعة أفسس من عالم وثنيّ اعتاد بشكل خاصّ على عبادة أرتاميس إلاهة الحبّ. في هذا الإطار، سيطر الزنى والدعارة وما يتبع ذلك من استغلال للناس ولاسيَّما الجهَّال منهم. والمسيحيُّون؟ ألا يجب أن ينفصلوا عنهم كما طلب عزرا من الرجال الأتقياء؟ وهكذا حذَّر بولس المؤمنين من "الأمم"، لا في ذاتهم، بل في سلوكهم بما فيه من جهل وبطلان، وفي فكرهم بما فيه من ظلام، وقلبهم بما فيه من غلاظة.

ويسأل: أهكذا تعلَّمتم المسيح؟ دخل كلامه في قلوبكم، وحياته في حياتكم، فكان استعدادكم مرضيًّا له في استعدادكم للعماد المقدَّس. وسأل أيضًا: هل سمعتم من يكلّمكم عنه؟ أو ربَّما أردتم أن لا تسمعوا. فنحن اليوم نعيش في عالم "وثنيّ" حيث يرفض المسيحيُّون أن يسمعوا إلاَّ أمور الأرض. أمّا كلام الله فلا يعنيهم كثيرًا. يقولون: هو لا يُطعم خبزًا. إن لم نسمع، كيف نتعلَّم؟ ومن المؤسف أن نعرف أيَّ "تعليم" نتعلَّم فنمضي في كلِّ ريح. وحده المسيح الذي هو الحقّ يقودنا إلى النور وإلاَّ نكون في الظلام مهما تبجَّحنا بانتمائنا إلى هذه الطائفة أو تلك مع الصفات الفضفاضة.

 

آدم صورة الابن

قام (آدم) وحده صورةَ الابن وامتلأ محاسن

فخافت البرايا من هذه الصورة وسمعَتْ لها.

شبهُ الإنسان رُئيَ في الوارث الذي وُجد

وله خضعت الأعالي والأعماق وكلُّ البرايا.

المسيح الجديد، آدم الذي كان صورة الابن،

قام في العالم، والعالم كلُّه ركعَ وسجدَ له.

اشتاق إليه النور بعد أن صُوِّرت في وجهه صورةُ النور

فرح الرقيعُ (جلد السماء)، ولخدمته ركضَت النيّرات

رقص البحرُ وأعدَّ أسماكه ليقرّبها له (الصيد العجيب)،

وسُرَّت الأرض وركعت وسجدت مع أشجارها.

الشمس قرَّبت له والقمرُ أشعَّتهما،

وبإشراقهما بديا في الحسن للسيّد الجديد

                                        يعقوب السروجيّ

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM