السرُّ الثاني صعود الربّ

إنَّ يسوعَ الذي ارتفعَ عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموهُ منطلقًا إلى السماء.

نقرأُ النصَّ الكاملَ في أع 1: 4-11

4وحين أكلَ معهم خبزًا أوصاهم أن لا يفترقوا عن أورشليم، بل ينتظروا وعدَ الآب، ذاك الذي سمعتُم منّي، 5أنَّ يوحنّا عمَّدَ بالماء وأنتم تُعمَّدون بالروحِ القدس، لا بعدَ أيّامٍ كثيرة. 6وهم إذ كانوا مُجتمعينَ سألوه قائلين: "ربَّنا، أفي هذا الزمنِ مُعيدٌ أنتَ المُلكَ لإسرائيل؟" 7وهو قالَ لهم: "ما كان لكم أن تعرفوا الزمنَ أو الأزمنةَ التي وضعَها الآبُ بسلطانِه الذاتيّ، 8لكن حين يأتي الروحُ القدسُ عليكم، تقبلون قوَّةً وتكونون لي شهودًا في أورشليمَ وفي اليهوديَّةِ كلِّها وبين السامريّين أيضًا وحتّى أقاصي الأرض." 9وحين قالَ هذه، أُصعدَ وهم راؤونَ له وغمامةٌ قبلَتْهُ وغطَّتْهُ عن عيونِهم. 10وإذ ناظرين كانوا في السماء وهو صاعدٌ، وُجِدَ رجلانِ اثنانِ واقفين لدَيهم بلباسٍ أبيض. 11وقائلان لهم: "أيُّها الرجالُ الجليليّون، لماذا أنتم قائمون وناظرونَ في السماء؟ فيسوعُ هذا الذي أُصعِدَ منكم إلى السماءِ هكذا يأتي كما رأيتموه حين صعِد إلى السماء."

*  *  *

"أنا معكم". ذاك ما قالَ يسوعُ ساعةَ اختفى عن أعينِ تلاميذِه. ارتفعَ في المجدِ ليُقيمَ حيثُ مكانُه منذ الأزل. ومع ذلك، هو باقٍ معنا عبرَ علامةِ الخبزِ والخمر، متَّحدًا بدون انفصالٍ بعلامةِ إخوتِه الذينَ يعطينا إيَّاهم لكي نحبَّهم كما نحبُّه ونخدمَهم كما نخدمُه.

                                                *  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الحاضرِ بالمجدِ إلى جانبِنا".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الحاضرِ بالمجدِ إلى جانبِنا. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

خبرة واحدة في شكلين بشريّين. في القيامة، خرج يسوع من الموت وعاد إلى المكان الذي له منذ الأزل. تمجَّد في لاهوته وتمجَّد في ناسوته. وفي الصعود، ترك يسوع هذا العالم كما اعتاد التلاميذ أن يتّصلوا به: يرونه، يسمعونه، يلمسونه، يأكلون معه ويشربون.

أعطاهم وصيَّته. انتظِروا الروح القدس. ثمَّ تنطلقون في حمل البشارة، ولا حدود لانطلاقتكم. إلى أقاصي الأرض. أمّا هم فما زالوا ينتظرون ملكوت الله على الأرض وينتظرون ملكوتًا لإسرائيل وحدها. كأنّي بهم لا يريدون أن يتركوه يمضي ويرسل الروح إليهم. نسوا أنَّه سبقهم وهو ينتظرهم. "متى ارتفعتُ جذبتُ إليَّ الجميع" (يو 12: 32). يجذبنا إلى الصليب لنموت معه. ويجذبنا في الصعود لكي نصعد نحن كما صعد، ويغمرنا الربُّ كما بغمامة لنكون معه كلَّ حين، حيث لن يكون مرض ولا ألم ولا موت.

وماذا نفعل بانتظار كلِّ هذا؟ هل نُبقي عيوننا مرتفعة، ناظرة إلى فوق، ناسية الرسالة التي كلِّفنا بها؟ كلاّ. بل نمضي في الرسالة ونعمل ونحن ننتظر مجيئه.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM