الكنيسة وزمن الروح

 

الكنيسة وزمن الروح

 

الأحد الخامس بعد العنصرة (1 كو 14: 1-5؛ يو 16: 12-15)

 

12ولي أيضًا كثيرٌ أقولُ لكم، لكنَّكم غيرُ قادرينَ على الاحتمالِ الآن. 13أمّا متى أتى روحُ الحقِّ فهو يدبِّرُكم في الحقِّ كلِّه، لأنَّه لا يتكلَّم من ضميرِ نفسِه، بل كلَّ ما يسمعُ بذلك يتكلَّم، والعتيداتِ يُعلِّمُكم. 14وهو يمجِّدني لأنَّه يأخذُ ممّا لي ويظهرُه لكم. 15كلُّ شيءٍ يوجَدُ لأبي خاصَّتي هو. لأجلِ هذا قلتُ لكم يأخذُ ممّا لي ويظهرُه لكم.

*  *  *

شدّد يسوع في كلامه على الروح، أنّه المرشد والمعزّي. وها نحن نختبر أسبوعًا تلو أسبوع أهميّة الروح في حياتنا. فالكنيسة هي زمن الروح والروح هو الفاعل فيها. تعيش الكنيسة من أسرارها، وأسرارها نعم خاصّة تمنحنا الروح القدس. في هذا الأسبوع نتأمّل في الروح القدس المرشد إلى الحقّ كلّه.

1. يسوع هو الحقّ:

أعلن يسوع نفسه أنّه "الطريق والحقّ والحياة". هو الطريق الصعب والباب الضيّق الذي يجتازه القليلون لبلوغ الحياة، بينما طريق الهلاك رحب وبابه واسع وكثيرون الذين يجتازونه. هو الحقّ والحقيقة وما عداه هو وهم وضلال لا بل شرّ ورذيلة. هو الحياة الأبديّة التي يتمنّى الوصول إليها كلّ أحد لكنّ الكثيرين يضلّون الدرب ويبحثون عن الظلمة والموت لئلاّ تفتضح أعمالهم.

لا أحد يستطيع أن يقول إنّ يسوع ربّ إلاّ من كان فيه روح الله. ولا أحد يجتاز درب المسيح، درب الحقّ ما لم ينفتح لإلهامات الروح القدس.

2. الروح يرشد إلى الحقّ:

ننال الروح القدس بواسطة أسرار الكنيسة. فالروح القدس الحالّ فينا يرشدنا إلى الحقّ كلّه. هو يقودنا إلى الاستماع إلى كلام الحقّ وحفظه والعمل به. هو الّذي يذكّرنا بكلّ ما قاله يسوع ويدفعنا إلى وضع كلامه موضع التنفيذ وعيشه بكلّ اندفاع واقتناع. هو "لا يتكلّم من عنده، بل يقول كلّ ما يسمع، ويطلعنا على ما سيكون". هو يأخذ ممّا هو للابن ويطلعنا عليه. هو إذن، يرشدنا إلى طريق الحقّ لنبلغ الحياة. هو يقودنا إلى الاتّحاد بالمسيح فنبلغ بواسطته ملء قامة المسيح.

3. يأخذ كلامي ويقوله لكم:

لا يتكلّم هذا الروح من تلقاء نفسه، بل ينقل كلام الابن. فكما أنّ الآب أعطى الابن كلّ شيء، كذلك أعطى الروح القدس كلّ شيء، وأعطاه أن ينقل كلام الابن إلى العالم. فكلّ ما هو للآب هو للابن وكلّ ما هو للابن هو للآب، لذا يقول المسيح: "يأخذ ممّا لي ويطلعكم عليه".

عمل الثالوث عمل متكامل. ما يفعله الآب يفعله الابن على مثاله. فالآب يعمل والابن يعمل أيضًا عمل الآب. أمّا الروح فهو يتابع عمل الآب والابن معًا. وعملهم واحد، لأنّهم إله واحد. الآب هو رأس المثلّث الذي يعمل عملاً جماعيًّا واحدًا.

الروح القدس هو المرشد الوحيد لكلام الله كلام المسيح. فلا يضلّنا أحد، بل لنستمع إلى همسات الروح الحالّ فينا، ونسير طبق تعاليم المسيح وحده، فهي الطريق وفيها الحقّ وبواسطتها الحياة. فلا ننخدع بكلام معسول أو منمّق، ولا ننجرف وراء تيّارات وأفكار يطلقها أصحاب الغايات الخاصّة، بل لنفحص كلام الآخرين على ضوء كلام المسيح ونعمل بها.

يا روح الآب والابن أيّها المتّحد جوهريًّا بالآب والابن، اجعلنا نتّحد بكلام الربّ يسوع فلا نحيد عن الطريق والحقّ التي تقودنا إلى الحياة. إجعل كلام الربّ يسوع نورًا في دربنا فلا نعثر بل نسير دومًا على طريق الحقّ والحياة فنبلغ السعادة الأبديّة. لك المجد إلى الأبد. آمين

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM