تقديم

 

سلسلة "شذرات"،21

نؤمن بالله الآب

  الأبوان

أنطوان الدويهيّ وبولس الفغاليّ

الرابطة الكتابيَّة

الطبعة الأولى (2015)

 

الشَّذرة هي قطعة ذهب تُلقّط مِن معدنها. وهي أيضًا اللؤلؤة الصَّغيرة .

ذلك هو هدف سلسلة "شذرات".نحنُ نُشبه طالبي ملكوت السَّماوات، نبحث عن "اللُّؤلؤة الثَّمينة".

نترافق في هذا الكتاب مع القديس يوسف خطيب مريم ومربّي الفادي، متأملين في حياته . نعود إلى العهد القديم مع يوسف بن يعقوب. وجه يوسف هو مثال الآباء والعمال وشفيع العائلات المسيحيَّة والكنيسة.

 

تقديم

 

كم طلب الطالبون كلامًا عن القدّيس يوسف، خطّيب مريم العذراء وحارس الفادي! وكم أحببتُ أن أترك الأمور العاطفيَّة والنظرات التقليديَّة التي تبعدنا عن كلام الله، فيوسف، شأنه شأن مريم، غارقٌ في كلام الله. هما من الأتقياء، اللذان يمضيان كلَّ سبتٍ إلى المجمع اليهوديّ، فيشاركان في الصلاة، وينشدان المزامير، ويستمعان إلى ثلاث قراءات: واحدة من الأسفار الخمسة، وثانية من الأنبياء، وثالثة من الكتب الباقية، من سفر الأمثال وغيره. ذاك ما فعل يسوع حين أتى إلى الناصرة. سبقه قارئ نقلاً بعض ما في أسفار موسى. وجاء دوره فقرأ من نبوءة إشعيا: "روح الربّ عليَّ..."

وبعد القراءة، يأتي الشرح أو العظة. وهذا واضح بالنسبة إلى بولس ورفيقه برنابا. تُليَت القراءات من "أسفار الشريعة والأنبياء" (أع 13: 15).

عندئذٍ أرسل إليهما رؤساء المجمع قائلين: أيُّها الرجال الإخوة، إن كانت عندكم كلمة وعظ للشعب، فقولوا." عندئذٍ قام بولس وانطلق من خروج الشعب من مصر ليصل إلى داود... وكذا نقول عن إسطفانس الذي بدأ كلامه من إبراهيم (أع 7: 2) وبلغ إلى موسى الذي رفضه شعبُه...

مريم أنشدت: "تعظّم نفسي الربّ". وزكريَّا، والد يوحنّا المعمدان، قال: "تبارك الربُّ الإله... لأنَّه افتقد شعبه وصنع له فداء... وكان بالإمكان أن يصلنا نشيد من يوسف، الذي كان هو أيضًا ينتظر نداء شعبه.

في هذا المناخ أردنا أن نتعرَّف إلى يوسف، هذا الرجل البارّ، فعُدنا إلى يوسف بن يعقوب وقرأنا النصوص الإنجيليَّة، فكانت لنا هذه التأمُّلات مع ما جاءها من غنى قرأناه عند آباء الكنيسة وصولاً إلى المعلّمين وإلى البابوات. فلنمضِ إذًا إلى يوسف ونتعلَّم منه كما تعلَّم يسوع حين كان يرافق أباه إلى المجمع.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM