نترجَّى قيامة الموتى

 

نترجَّى قيامة الموتى

 

في العالم الوثنيّ، كانوا يُرسلون "الميت" في طريق بعيدة لكي يلتقي بالآلهة بعد المرور في أنهار جامحة وأمام حارسين لا يسمحون بالميت أن يخرج من هنا. وفي العالم اليهوديّ، كان الموتى بشكل "أشباح" ترود وترود إلى أن ترتاح. لها شبه حياة. وفي أيِّ حالٍ لا تستطيع أن تمجِّد الله. "ليس الأموات يسبِّحون الربَّ ولا الهابطون إلى الجحيم كافَّة." فيقولون: "الكلب الحيّ أفضل من الأسد الميت." أي مهما كانت حياتنا تعيسة فهي أفضل ألف مرَّة من الإقامة في الشيول أو مثوى الأموات، حيث يكون الجميع أبرارًا أو أشرارًا. وقالت بعض النصوص: الله ذاته لا سلطة له على مثوى الأموات. فمن فُقد فُقد. لهذا كان المؤمن يقول له: ماذا تستفيد إن أنا نزلتُ إلى الشيول؟ من سوف يسبِّحك بعد مماتي إذا كنتَ لا تشفيني من مرضي؟

هذه العادات ما زالت حاضرة في مجتمعنا. لن أعود أراك. وتمضي المرأة إلى قبر زوجها كلَّ يوم، ولا نتكلَّم عن طريقة الحزن والبكاء وترقيص التوابيت والندب وغيره من الأمور. قال لنا الرسول بالنسبة إلى الذين سبقونا "لا ينبغي لكم أن تحزنوا عليهم كسائر الناس الذين لا رجاء لهم. فإن كنّا نؤمن بأنَّ يسوع مات ثمَّ قام، فكذلك نؤمن بأنَّ الذين رقدوا في يسوع سينقلهم الله إليه مع يسوع" (1 تس 4: 13-14).

كان العهد القديم استشفَّ شيئًا من قيامة الموتى. قال أيُّوب: "بهذا الجسد سوف أعاين الله." وهتف إشعيا النبيّ: "يحيا أمواتك، تقوم جثثهم. استيقطوا يا سكّان القبور، ترنَّموا" (26: 19). أمّا كلام دانيال فكان في خطِّ العهد الجديد: "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبديَّة..." (12: 2).

قيامة يسوع هي أساس قيامتنا. ويتعامل بولس بالمنطق: إن كان المسيح قام فنحن نقوم. وإن كان المسيح لم يُقَم فنحن لا نقوم. وإن قلنا إنَّه قام وهو ما قام، نكون شهودًا كذبة، وأنتم تكونون أشقى الناس جميعًا. ولكن يهتف الرسول من عمق إيمانه: "المسيح قام وهو بكر الراقدين." إذا كان البكر قام، فالباقون يتبعونه ويقومون.

ذاك هو رجاؤنا منذ هذه الحياة. قال الربُّ: "طوبى للودعاء فإنَّهم يرثون الأرض" (مت 5: 5). أرض الموعد التي هي رمز إلى السماء. منذ الآن نحن وارثون. ولكن يقول لنا يوحنّا في رسالته الأولى: منذ الآن نحن أبناء الله. ولكنَّ هذا لم يظهر حتَّى الآن، ولكنَّنا "نعرف أنَّ المسيح متى ظهر نكون مثله، لأنَّنا نراه كما هو" (1 يو 3: 3).

 

رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 13-18

وأنا مريدٌ يا إخوتي أن تعرفوا أن لا تكونوا حزانى على هؤلاء الراقدين مثلَ بقيَّة الناسِ الذي ليس لهم رجاء. فإذا نحن مؤمنون أنَّ يسوعَ ماتَ وقام، هكذا اللهُ أيضًا مؤتٍ بالراقدينَ بيسوعَ معه. ونحن قائلونَ لكم هذه في كلمةِ ربِّنا: نحنُ الأحياء المستأخَرون في مجيء ربِّنا لا ندركُ الذين رقدوا. لأنَّ ربَّنا نفسَه، بأمرِ وبصوتِ رئيسِ الملائكةِ وببوقِ الله، هو نازلٌ من السماء، والموتى الذين في المسيح يقومون أوَّلاً. وحينئذٍ نحن الأحياءَ المستأخرينَ نُخطَفُ معهم سويَّةً في السحب للقاء ربِّنا في الهواء، وهكذا نكونُ في كلِّ حين مع ربِّنا. فكونوا معزِّينَ الواحدُ الواحدَ بهذه الكلمات.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM