الكنيسة جسد المسيح

 

الكنيسة جسد المسيح

 

حدَّثنا يسوع في إنجيل يوحنّا عن الكرمة وعن الأغصان. الكرمة هو ذاته. والمؤمنون هم الأغصان. فالحياة تنطلق من الكرمة وتصل إلى كلِّ واحد منّا. الغصن الذي يثمر يُنقِّيه الله لكي يحمل ثمرًا أكثر. والغصن الذي لا يحمل ثمرًا، يقطعه، لأنَّه يعطَّل الكرمة. والمبدأ: من يثبت في الكرمة، يعطي ثمرًا كثيرًا. ومن لا يثبت، ييبس. والأغصان اليابسة تُجمع وتُطرح في النار فتَحترق (يو 15: 1ي).

هي صورة عن عالم النبات تفهمنا علاقتنا بالمسيح. والصورة الثانية مأخوذة من عالم الإنسان. قال الرسول: "المسيح الذي هو صورة الله (كو 1: 15) هو رأس الجسد، أي رأس الكنيسة" (آ18). أجل، الكنيسة هي جسد، والمسيح رأسه. "وهو البدء وبكر مَن قام من بين الأموات لتكون له الأوَّليَّة في كلِّ شيء."

وما قرأناه في الرسالة إلى كولوسِّي، نجده موسَّعًا في الرسالة إلى أفسس، وسبق وذكرناه في مقابلة مع الزواج: "الرجل رأس المرأة كما أنَّ المسيح رأس الكنيسة. وهو مخلِّص الكنيسة وهي جسده" (5: 23). وتلك علاقة الكنيسة، شعب الله، جماعة المؤمنين، بالمسيح. علاقة الرأس بالجسد. فالرأس يوجِّه الجسد كلَّه، عضوًا عضوًا. وما أحلى الأعضاء حين تتكاتف وتتعاون من أجل خير الجسد كلِّه.

وهناك علاقة الأعضاء بعضهم ببعض. قال الرسول: "وكما أنَّ الجسد واحد والأعضاء كثيرة، وهي على كثرتها جسدٌ واحد، كذلك المسيح. ونحن كلُّنا... تعمَّدنا بروحٍ واحد، لنكون جسدًا واحدًا... وما الجسد عضوًا واحدًا، بل أعضاءُ كثيرة" (1 كو 12: 12 -14). هل من عضو يشبه الآخر؟ كلاَّ. هل من عضو يقرِّر أن يعمل ما يعمله الآخر؟ مستحيل. اليد تعمل ما لا تعمله الأذن. ما أجمل التنوُّع في الجسد، وما أغنى التعدُّد في جسد المسيح. كلُّنا نستقي الحياة من النبع الواحد، من أجل خير الجسد كلِّه. فلا يستطيع أحد أن يستأثر بما نال من موهبة. فلا مكان للأنانيَّة في الجسد. إذا كان الرأس، إذا كان المسيح أعطى كلَّ ما له للجسد، فماذا يفعل العضو؟ وهنا المسؤوليَّة. كلُّ نفسٍ ترتفع، ترفع معها العالم. وعكس ذلك، إذا انحدرت النفس... إذا جعل العضو المرض فيه، ألا يتألَّم الجسد كلُّه؟ ما من أحد جزيرة في بحر، بل يتَّصل الواحد بالآخر، ولكن داخل الجسد نتَّصل بالرأس. كيف نتصرَّف اليوم بعد أن عرفنا موقعنا بالنسبة إلى يسوع وإلى الكنيسة جسد المسيح؟

 

إنجيل يوحنّا 15: 1-11

أنا، أنا جفنةُ الحقِّ وأبي هو الفلاّح. كلُّ غصنٍ فيَّ لا يهبُ ثمارًا، ينزِعه، وواهبُ الثمار ينقِّيه لكي يُؤتي الثمارَ الكثيرة. أنتم مِن الآنَ أنقياءُ، لأجلِ الكلمةِ التي تكلَّمتُ بها معكم. اثبتوا فيَّ وأنا فيكم. وكما أنَّ الغصنَ غيرُ قادرٍ أن يهَبَ ثمارًا من نفسِه إلاّ إذا كان ثابتًا في الجفنة، هكذا أنتم أيضًا إذا لا تثبتونَ فيَّ.

أنا، أنا الجفنةُ وأنتم الأغصان. فالذي يثبتُ فيَّ وأنا فيه، هذا يُؤتي ثمارًا كثيرة، لأنَّكم بدوني أنا غيرُ قادرينَ أنتم أن تصنعوا شيئًا. وإذا الإنسانُ لا يثبتُ فيَّ يُطرَحُ إلى الخارج، كما الغصنُ اليابسُ: يلقطونَه ويرمونَه في النارِ ليَحتَرق. أمّا إذا تثبتونَ فيَّ وكلماتي تثبتُ فيكم، كلَّ ما تريدون أن تسألوا يكونُ لكم. بهذا يُمجَّدُ الآبُ أنَّكم بالثمارِ الكثيرةِ تأتونَ وتكونون تلاميذي. كما أحبَّني أبي، أنا أيضًا أحببتُكم، فاثبتوا في محبَّتي الخاصَّة. وإذا وصاياي تَحفظونَ تثبتونَ في حبّي الخاصّ، كما أنا حفظتُ وصايا أبي وثابتٌ في حبِّه. بهذه تكلَّمتُ معكم لكي يكونَ فرحي بكم كاملاً ويكتملَ فرحُكم.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM