كنيسة رسوليَّة

 

كنيسة رسوليَّة

 

في الرسالة إلى أفسس، يفهم المؤمنون أنَّهم ليسوا غرباء ولا ضيوفًا، بل يؤلِّفون مع القدِّيسين (هم من الوثنيِّين واجتمعوا مع كنيسة أورشليم) رعيَّة واحدة. فهم "من أهل بيت الله" (2: 19). وكيف تمَّ ذلك؟ يتواصل الكلام: "بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو يسوع المسيح" (آ20).

الكنيسة رسوليَّة لأنَّها مؤسَّسة على الرسل. وهي رسوليَّة لأنَّ الرسل هم الذين أطلقوها. منذ البداية: بطرس ويوحنّا. ويأتي يومٌ يُقطَع فيه رأس يعقوب بالسيف لأنَّه حمل الرسالة. وإذ فعل ذلك هيرودس، أرضى اليهود (أع 12: 1ي). ويأتي بعد ذلك بولس الذي يهتمُّ بأن يبني على أساس الكنيسة التي هي هيكل مبنيَّة بحجارة حيَّة كما قال بطرس في رسالته الأولى (2: 5).

أساس متين وضعه يسوع. لهذا انطلقت الكنيسة، وبسرعة حملَت الإنجيل إلى العالم المعروف كلِّه. وما أن نكتشف أرضًا حتَّى يكون المرسَلون رافقوا أوَّل الداخلين إلى الأرض. ولمّا سُئلنا إن كان هناك من بشر على وجه كوكب من الكواكب، كان الجواب: إذا كان هناك بشر، يمضي "الرسل" الحديثون ويحملون الإنجيل إلى هناك. فالمسيح لا يأتي في "نهاية" الكون أو بالأحرى في "تبديل وجهه" إلاَّ "حين تُعلَن بشارة (أو: إنجيل) ملكوت الله في العالم كلِّه. شهادة لي عند الأمم كلِّها" (مت 24: 14).

لا. لم تتوقَّف الرسالة بغياب آخر الرسل. بل هي تتواصل. وكنيسة لا تكون رسوليَّة ليست بكنيسة، بل هي جماعة منغلقة على ذاتها، تحاول أن تحافظ على أبنائها من "الذئاب" الخاطفة. أما هذا الذي حصل للكنائس في الشرق. مع كنيسة المشرق راحوا في طريق الحرير فوصلوا إلى الصين ومنغوليا. ولمّا انغلقوا على ذواتهم ماتوا. فأخذ غيرهم الطريق عينها. فألغوا اسم المسيح. ولكن الحمد لله أنَّ الرسالة التي انطفأت في الشرق انطلقت من الغرب، فوصلت إلى الشرق الأقصى ودخلت قلب الصين والهند وغيرهما من الدول هناك. أمّا كنائسنا فخانت مسيحها شيئًا فشيئًا وصارت أقلِّيَّة قليلة بانتظار أن تنقرض، لأنَّها لم تعد رسوليَّة فصارت بدعة أو "قطيعًا" يكفي لعيش رعاته، كما قال حزقيال. توقَّفت فيها الحياة فماتت قبل أن تموت. فمتى نتعلَّم مثلاً من أفريقيا التي صارت رسوليَّة، رسوليَّة؟

 

رسالة القدِّيس بولس إلى أهل أفسس 2: 10-22

فنحنُ خليقتُه الخاصَّة الذين خُلقنا بيسوعَ المسيحِ للأعمالِ الصالحةِ التي، من قديم، هيَّأها اللهُ لكي نسلُكَ فيها. من أجلِ هذه كونوا ذاكرين أنَّكم كنتم شعوبًا من قديمٍ في اللحمِ، وكنتم مدعوِّين غرلةً من تلك التي هي مدعوَّةٌ ختانة. وفيها صُنعُ الأيدي في اللحم. وكنتم أنتم في ذلك الزمان بلا مسيحٍ وأجنبيّين عن تدابيرِ إسرائيل.

أمّا الآنَ ففي يسوعَ المسيحِ أنتم الذين كنتم من قديمٍ بعيدِينَ، صرتُم قريبينَ بدمِ المسيح. فهو أمانُنا وهو الذي صنعَ الاثنينِ واحدًا وهو حلَّ السياجَ الذي كان قائمًا في الوسط. والعداوةَ بلحمِه وناموسَ الوصايا بوصاياه أبطل، لكي يَخلقَ الاثنين في أقنومِه، إنسانًا واحدًا جديدًا، وصنعَ الأمان. وصالحَ الاثنين في جسدٍ واحدٍ مع الله، وبصليبِه قتلَ العداوةَ، وأتى فبشِّرَكم بالسلام أنتم القريبين والبعيدين. لأنَّه كان لنا به القربُ للاثنينِ في روحٍ واحدٍ لدى الآب. إذًا ما كنتم غرباءَ ولا ضيوفًا. بل أبناءُ مدينةِ القدّيسين وأبناءُ بيتِ الله. وبُنيتُم على أساسِ الرسلِ والأنبياء وكان رأسَ قرنِ البنيانِ يسوعُ المسيح. وفيه البنيانُ كلُّه مركَّبٌ ورابٍ هيكلاً مقدَّسًا للربّ. وأنتم أيضًا فيه مبنيُّونَ مسكنَ اللهِ في الروح.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM