كنيسة واحدة

 

كنيسة واحدة

 

كم نتألَّم حين يصلِّي المؤمنون كلَّ سنة من أجل اتِّحاد الكنائس؟ فهل هناك كنائس عديدة؟ وهل هناك أكثر من جسد للمسيح؟ جسد المسيح واحد. والكنيسة واحدة، إيمانها واحد وإن ابتعد هذا أو ذاك عن الإيمان وأسَّس "كنيسة" على قياسه، فيكون كالخروف الضالّ أو كالمسيح الدجّال.

كناس ثلاث. أو بالأحرى مجموعات ثلاث. فمتى يُصبحون كنيسة المسيح الواحدة لكي نستطيع أن نتلو قانون الإيمان ونكون صادقين: "وبكنيسة واحدة"؟ فمن المؤسف، منذ البدايات أخذت الكنيسة تتفتَّت ورداء المسيح المخيَّط كلُّه يتمزَّق. وأصحاب هذا التمزُّق تعاملوا بكبرياء، لا بتواضع، بروح العالم لا بروح المسيح. فقالوا الكنيسة النسطوريَّة والكنيسة السريانيَّة والكنيسة القبطيَّة... وكلُّ واحدة تعتبر نفسها الكنيسة. أمّا الآخرون فهم مرذولون. ولهذا، ويا لفداحة ما سيفعلون، نعمِّد من سبق له وتعمَّد لكي نزوِّجه أو حتَّى لكي ندخله في جماعاتنا. كما قال لي أحدهم: الآن أنا مؤمن. وماذا كنت قبل ذلك حين انتقلت من جماعة إلى جماعة؟ أو أنت بحاجة إلى أن تأتي عندنا لكي تصبح مسيحيًّا. وهكذا أنا ابن هذه الطائفة، ابن هذه الجماعة، هذه الفئة، هذه البدعة. وحتَّى في "الكنيسة" الواحدة، الكاثوليكيَّة مثلاً، هناك جماعات تحسب نفسها وحدها الكنيسة. ولا نقول شيئًا عن تفتُّت من دعوا نفوسهم "إنجيليِّين" والكنيسة الأرثوذكسيَّة صارت كنائس وبطريركيَّات ومطرانيَّات. وكلُّ دولة لها كنيستها وقوانينها.

أهذا ما تمنَّاه يسوع؟ أن يكون لنا تفكير متنوِّع، غنيّ. هذا حسن جدًّا. ولكن أن نتخاصم باسم المسيح، ونفتري بعضنا على بعض، ونحسب نفوسنا ربحنا إذا أتى واحد من كنيسة أخرى إلى كنيستنا؟ عندئذٍ نستحقُّ كلام الربّ: "تطوفون البحر والبرَّ لتكسبوا واحدًا إلى ديانتكم (كلُّ فئة مسيحيَّة لها ديانتها. ذاك هو ظنُّها)، فإذا نجحتم، جعلتموه يستحقُّ جهنَّم ضعف ما أنتم تستحقُّون" (مت 23: 15). هل نحن مستعدُّون أن نسمع؟ وإذا سمعنا، أن نفعل؟ وإلاَّ الويل لنا. وكلُّ مدينة تنقسم على نفسها تخرب.

 

رسالة القدِّيس بولس إلى أهل رومة 12: 1-8

إذًا أنا طالبٌ منكم، يا إخوتي، برحماتِ الله أن تُقيموا أجسادَكم ذبيحةً حيَّةً ومقدَّسةً ومقبولةً للهِ في خدمةٍ ناطقة. ولا تتشبَّهوا بهذا العالم، لكن تبدَّلوا بتجديدِ ضمائرِكم وكونوا مُميِّزين ما هي إرادةُ اللهِ الصالحةُ والمقبولةُ والكاملةُ. فأنا قائلٌ بالنعمةِ التي وُهبَتْ لي لكم كلِّكم أن لا تكونوا مرتَئين خارجًا ممّا يجب أن ترتأوا، لكن تكونون مرتئين بالطهارة، كلُّ إنسانٍ كما قسمَ اللهُ له الإيمانَ بمقدار (بمقياس). فكما أنَّ لنا في جسدٍ واحدٍ أعضاءً كثيرة، والأعضاءُ كلُّها لا يكونُ لها عملٌ واحد، هكذا أيضًا نحن الكثيرين. فنحنُ جسدٌ واحدٌ في المسيح، واحدًا واحدًا منّا، لكن نحن أعضاءُ بعضِنا لبعض. إنَّما لنا مواهبُ مختلفةٌ بحسبِ النعمةِ التي وُهبَتْ لنا. هناك النبوءةُ بحسبِ مِقياسِ إيمانِه. وهناك الخدمةُ التي له في خدمتِه. وهناك المعلِّمُ في تعليمِه. وهناكَ المعزّي بعزائِه والواهبُ بالبساطةِ والقائمُ في الرأسِ باجتهادٍ والراحمُ بابتهاج.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM