ونؤمن بكنيسة

 

ونؤمن بكنيسة

 

تأسَّف بعض المتفلسفين المسيحيِّين في القرن التاسع عشر: هل أراد يسوع أن يؤسِّس كنيسة؟ قالوا: هو أعلن الإنجيل فكانت الكنيسة. تكلَّموا هكذا حين رأوا أعضاء الكنيسة يسيرون أحيانًا في خطٍّ لا يوافق الإنجيل، ولكنَّهم نسوا أنَّ في الحقل الزؤان والحنطة. وأنَّ في الشبكة السمك الجيِّد والسمك الرديء. تلك هي الكنيسة في ضعفها البشريّ وقوَّتها الآتية من الروح القدس. لا شكَّ في أنَّ فيها خطأة، ولكن فيها أيضًا قدِّيسون.

لو نقرأ الإنجيل: أعلن بطرس ليسوع: "أنت المسيح ابن الله الحيّ". فأجابه يسوع: "أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (مت 16: 16ي). أراد بعضهم أن يقول إنَّ يسوع هو الصخرة. ربَّما. ولكنَّ الربَّ أراد أن يقول: أنت الصخرة. بالرغم من ضعفك ونكرانك وخوفك، أنت الصخرة وعليك أضع البنيان. ما هذه الثقة عند الربِّ بالبشر؟ "امضوا إلى كرمي." هو سلَّم الكرم إلينا، وهو عارف من أيِّ طينة نحن، ومع ذلك وعدَنا بأن يكون معنا، لا بأن يحلَّ محلَّنا. يده بيدنا. وإن لم تعمل يدنا فيدُه لا تعمل.

وما قاله الربُّ لبطرس سوف يقوله للرسل فيعطيهم قوَّته بالذات. فبعد أن أرسل الناس إلى الكنيسة، قال: "الحقَّ أقول لكم: كلُّ ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكلُّ ما تحلُّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (مت 18: 17-18). أجل، تلك هي قدرة الكنيسة التي أسَّسها الربُّ وأعطاها في ما أعطاها السلطان الذي كان له كابن الإنسان في غفران الخطايا. قال مت 9: 8 بعد شفاء المخلَّع: "ومجِّدوا الله لأنَّه أعطى البشر هذا السلطان."

والكنيسة هي شعب الله. وهي عروس المسيح. والكنيسة هي جسد المسيح. هو الرأس ونحن الأعضاء. هو الكرمة ونحن الأغصان. أجل، نحن الكنيسة. كلُّ واحد منّا عضو فيها. كلُّ واحد منّا يمثِّلها. فإن عشنا بحسب الإنجيل، مجَّد الناس الله. وإذا لا سمح الله كنّا خائنين للمسيح، يجدِّف الناس على اسم الله بسببنا. فهل عرفنا أنَّنا نأتي بالناس إلى الكنيسة، كما نبعدهم عن الكنيسة؟ عندئذٍ يُقال لنا: الويل لكم. أو: يا لك عبدًا صالحًا وأمينًا!

 

رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى أهل كورنتوس 3: 5-15

فمَنْ هو بولس؟ ومن هو أبلُّوس؟ سوى خادمين بأيديهما آمنتم، وإنسانٌ إنسانٌ كما وَهبَ له الربّ. أنا نصبتُ وأبلُّوس سقى، لكنَّ اللهَ أنمى. والآنَ، لا ذاك الناصبُ هو شيء ولا ذاك الساقي لكنِ اللهُ المُنمِّي. فمَنْ هو الناصبُ ومَنْ هو الساقي؟ هما واحدٌ، والإنسان متقبِّلٌ أجرَه بحسبِ عملِه. فمعَ اللهِ نحن عاملان، وأنتم عمَلُ الله وبنيانُ اللهِ أنتم. وحسبَ نعمةِ الله التي وُهبَتْ لي، وضعتُ الأساسَ مثلَ مهندِسٍ حكيم، وآخرُ عليه بانٍ. لأنَّ ما من إنسانٍ قادرٌ على وضعِ أساسٍ آخرَ عدا هذا الموضوعَ الذي هو يسوعُ المسيح. وإذا إنسانٌ بانٍ على هذا الأساسِ ذهبًا أو فضَّة، أو حجارةً كريمةً أو خشبًا أو تبنًا أو قشًّا. فعملُ كلِّ إنسانٍ مكشوف. لأنَّ هذا اليومَ كاشفُه، لأنَّه بالنارِ مَكشوفٌ، وعملُ كلِّ إنسانٍ أينَ يكونُ تميِّزُه النار. والذي يبقى عملُه هذا البانيه، أجرَه يَقبلُ، والذي عملُه يَحترقُ يَخسَر. أمّا هو فينجو هكذا كما من النار.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM