الفصل السابع عشر: مجد القيامة وثمارها

الفصل السابع عشر
مجد القيامة وثمارها
2: 22- 28
3: 13- 19
5: 27- 33، 40- 41
إذ نتأمل سر المسيح القائم من الموت، نقرأ بعض المقاطع من الكرازة الرسولية الأولى، ولا سيما كرازة بطرس. سنجد فيها أولى تمتمات الرسل الذين وجب عليهم أن يشرحوا حياة المسيح وموته وقيامته على ضوء الروح القدس. سنقرأ ثلاثة نصوص تجعلنا في الجو الفصحي، تجعلنا ننعم بفسحة الفرح الواقعة بين القيامة والعنصرة كما يسمّيها ترتليانس.
أ- نشيد القائم من الموت (2: 14، 22- 28)
نحن هنا أمام قطعة من خطبة بطرس يوم العنصرة. وقف الرسول مع الأحد عشر واستعد ليشرح السر الذي حدث. إن أبّهة آ 14 (فرفع صوته وقال لهم) تجعلنا نفكر بمدخل خطبة يسوع على الجبل (مت 5: 1- 2) أو عظته في مجمع الناصرة (لو 4: 20- 21). لن نتوقف عند نبوءة يوئيل (3: 1- 5) التي يوردها بطرس والتي تتمّ في عطية الروح. وننتقل إلى ما يقوله بطرس عن سر المسيح.
"يسوع الناصري" (آ 22). يتبنّى الرسول أسلوباً خاصاً ليروي حياة يسوع: ينطلق من العناصر المحسوسة ليصل إلى السر (رج لو 24: 19 ي). "كان يسوع الناصري رجلاً أيّده الله...". هي جملة مبنية بناءً عجيباً، وتشهد على براعة مُحكمة. ليس من السهل أن يتذكّر بطرس الأيام السابقة ويتكلَّم في أورشليم عن موت المسيح، الذي هو "شك لليهود". ولكن صدق الرسالة وحريتها فرضا عليه ذلك. وكيف يقوم يسوع إن لم يمرّ عبر الموت. على كل حال، يتّخذ بطرس احتياطاته. فلا يؤكد بصورة واضحة الجرم الذي اقترفه اليهود، إلا بعد أن يبين أن الله شهد ليسوع وأعدّ لموته في مخططه الخلاصي: "أيدّه الله... صنع على يده معجزات في وسطكم... حسب قصده وعلمه السابق" (آ 22- 23). ويلتقي هذا العمل الإلهي مع خبرة السامعين الشخصية: "كما أنتم تعرفون" (آ 22). شاهدوا عجائبه أو سمعوا عنها. وفي نهاية الجملة (في اليونانية) أطلق بطرس الكلمات القاسية بإيجاز وقوة: "صلبتموه وقتلتموه" (آ 23). ولكنه يزيد حالاً عبارة قصيرة ليخفّف بعض الشيء من خطورة الخطيئة التي اقترفوها: "بأيدي الكافرين" (أي الوثنيين).
إن موت المسيح الذي أراده الله والذي ظهر ذنب البشر فيه، هذا الموت لا يكاد بطرس يذكره. إنه ينتقل حالاً إلى مجد القيامة. فيسوع الناصري هذا "أقامه الله" (آ 24). يبدو أن فن التعارض هذا موجود في قلب تاريخ الخلاص. إذا فتحنا التوراة نجد هذا التعارض في خبر يوسف (تك 45: 5، 8) وفي حياة موسى النبي الخادم (أع 7: 35- 39)، وفي شخص عبد يهوه (1 ش 53: 10- 12)، وفي البار و"ابن الله" (رج حك 2: 13، 18). إن الحجر الذي يرذله البناؤون يصير دوماً رأساً للزاوية (مز 118: 22). وفي العهد الجديد تعبرّ مريم في نشيدها (تعظّم نفسي الرب) عن المفارقة عينها (لو 3: 51- 53). ويجعل اسطفانس هذا التعارض في أساس خطبته (أع 7)، ويستعيده بولس حين يدافع عن نفسه بوجه خصومه
(2 كو 12: 10: "عندما أكون ضعيفا أكون قوياً").
إذا كان الله سمح بموت يسوع، إلا أنه ما تخلىّ عنه، بل مجّده "حين نجّاه من شباك الموت" (آ 24). أُخذت هذه العبارة من مز 18: 5 حيث نقرأ في النص العبري: "حبائل الموت اكتنفتني" (رج 2 صم 22: 6. ز 116: 3). فصار في اليونانية: "آلام الموت" (في العبرية: "حبلى" تعني حبال وتعني آلام الحبل والولادة). ثم إن الفعل "لوو" يعني حلّ، حرّر، خلّص، ويعني أيضاً أكمل. إذا الفكرة هي: حين أقام الله يسوع وضع حداً لآلام ولادة الموت، وهكذا بلغ النور "بكر الأموات" (رج 26: 23؛ 1 كور 15: 20؛ كو 1: 18). ويزيد بطرس: لا يمكن أن يبقى في قبضة الموت" (آ 24).
حينئذ يأتي نشيد ظفر القائم من الموت. فكما أن نصّ يوئيل فسّر عطية الروح، كذلك تنبأت الأسفار المقدسة على قيامة المسيح وحملت معها نورها، "لأن داود يقول فيه". ويورد بطرس (آ 25- 28) مز 16: 8- 11 مشدداً على تأويل آ 10 (أع 2: 27) التي يفسرها في معنى مسيحاني (كما كان يفعل العالم اليهودي في أيامه).
إنه نشيد نصر مسيحاني وُضع على شفتي يسوع، كما وُضع على شفتي مريم نشيد تعظيم في بداية إنجيل لوقا. عرف المسيح أن الله هو عن يمينه، فلم يقلق ولم يضطرب. وقد جسده في الرجاء وكأنه مختبىء في عش. ذلك هو الفرح الموعود به للأزمنة الأخيرة، كما يقول المزمور. عرّفه الله، لا طريق الشريعة المستقيم، بل طرق الحياة الأبدية: جعله الحضورُ الإلهي في ذروة السرور. وهكذا، يحتفل المسيح بقيامته الخاصة مستعيداً نشيد داود، ومعطياً كلماته بُعداً جديداً: "لن تترك نفسي في الجحيم، ولن تدع قدوسك يرى الفساد" (كلمة شحت تعني الهاوية وترمز إلى الموت. في زمن المسيح كانت تعني أيضاً الفساد) (آ 27).
وقدّم بطرس برهانه بجرأة ومحبة: "أيها الإخوة، دعوني أقول جهاراً (آ 29): داود أبونا مات هنا ودُفن: نحن نعرف كلنا أين يقع مدفنه: داخل المدينة. وقد حلف الله له أن واحداً من نسله سيجلس على عرشه. وبما أنه كان نبياً، عرف مسبقاً بقيامة المسيح الذي لم يتركه الله في الشيول (عالم الأموات)، الذي لم ير جسده (بدنه) فساداً" (آ 31) (مز 16: 10). وأخيراً جمع بطرس العبارات التي سبقت ايراد المزمور (آ 22- 24)، فاختتم هذا القسم من خطبته وعلى محياه آيات النصر: "فيسوع هذا أقامه الله. ونحن كلنا شهود على ذلك" (آ 32).
إذن، رأى بطرس على ضوء المزامير، في قيامة يسوع، تتمّة الأسفار وكمالها. إن المزامير تدخلنا في فهم سر الفصح فهماً عميقاً. بل يمكننا القول إن مز 16 يساعدنا على مشاركة المسيح نفسه في عواطفه في صباح القيامة البهيج.
ب- ملك الحياة (3: 13- 15، 17- 19)
هذا المقطع هو جزء من خطبة ألقاها بطرس بعد شفاء (تمّ بالإيمان وباسم يسوع) كسيح يستعطي عند مدخل الهيكل، عند الباب الجميل (3: 1– 11). أكّد الرسول لشعب وقف أمامه مندهشا: ليست هذه العجيبة ثمرة قدرته الخاصة أو نتيجة عاطفة دينية تفرّد بها.
وتابع خطبته بنبرة احتفالية مورداً دفعة واحدة نصّين مهمين (أ 13 أ) مأخوذين من إطار تاريخ الخلاص. الأول (إله ابراهيم، رج خر 3: 6، 15) يتعلّق بالزمن الذي فيه خلص اسرائيل بواسطة عبده موسى (ذكر في آ 22- 23) وبركة ابراهيم الكبيرة (آ 25- 26). الثاني (مجّد فتاه أو عبده يسوع) يطبّق على يسوع عبارة من أناشيد عبد يهوه (أش 52: 13). ومزج بطرس هذين النصين الرئيسيين ببساطة: إن الفداء الذي صوّره تحرير اسرائيل وتنبّأ به أشعيا عبر عبد يهوه، قد تحقق بقيامة يسوع.
حين نقرأ آ 13 ب- 15 التي تلي هذا التأكيد الأول، نلاحظ أن مبدأ مثلثاً حلّ محل مبدأ التعارض: تمجيد، ذنب، تمجيد. لا يقول بطرس شيئاً عن حياة يسوع العلنية (سيصوّرها في ف 10). ولكنه يتحدّث بالتفصيل عن الآلام: أُسلم الى بيلاطس الذي حاول أن يخلّصه. أنكره الشعب وطلب تحرير برأبا. ويحتفظ بطرس، بجانب من هذه الإذلالات المتعاقبة ولقب عبد الله، بثلاث تسميات أخرى تكشف مختلف وجهات شخص يسوع ورسالته: هو القدوس، البار، ملك الحياة. كل هذا يرد في جملة مركبة تركيباً محكماً.
صوّر لوقا (آ 13- 15) بإيجاز كلّ شر إسرائيل، وفي الوقت نفسه كل إشعاع القداسة والطهارة الذي يصدر من يسوع ينبوع الحياة.
يسوع هو "القدوس" (رج لو 1: 35) الذي ينتمي بصورة فريدة إلى عالم الألوهة. إنه "قدوس الله" (لو 4: 34، يو 6: 69). "عبد الله القدوس" (أع 4: 27، 30). إن القداسة التي هي الزرع الأخير لسّر الله في العهد القديم، قد أفرخت الآن في آلام يسوع. إنه "تقديسنا" (1 كور 1: 30). وعلينا أن نصير قديسين لأنه هو قدوس (رج 1بط: 15 ي): "تقدسنا في المسيح يسوع ودُعينا لنكون قديسين" (1كور 1: 22).
يسوع هو "البار" كما قال الضابط "فمجّد الله" عند الصليب (لو 23: 47). فهو يظهر بطريقة بارزة برّ الله الذي يخلصنا. إنه هو "بِرّنا" (1 كور1: 30).
يسوع هو "ملك الحياة" (صاحب الحياة، مؤسس الحياة). فهو من جهة، يدرّج البشر في حياة جديدة بعد أن كان زمنياً أول من "قام من بين الأموات" (26: 23). ومن جهة ثانية يؤسّس ويخلق حياة جديدة كونه ملكاً. إنه يستطيع بآلامه وقيامته، مثل موسى جديد، أن يُدخل أخصّاءه في الحياة وذلك ساعة ظنّ الناس أنهم "سلبوه الحياة".
إن صورة موسى النبي وعبد الله تختفي وراء هذه الألقاب الكرستولوجية المختلفة وتجمعها كلّها. وهكذا صرنا معدّين لنسمع ذكر موسى في آ 23. كانت آ 13 قد ذكرتنا بدعوة موسى. ومن الممكن أن تطابق "عبد أشعيا الممجّد" مع النبي الشبيه بموسى الذي أعلنه تث 18: 15. كان موسى البار والقديس (رج حك 11: 1) وسيسميه اسطفانس "الرئيس والمخلّص" (7: 35).
وتربط آ 16 بين هذا التعليم عن المسيح، والمعجزة التي تمّت "بالإيمان باسمه". وفي آ 17، يفسّر بطرس خطيئة شعب إسرائيل ورؤسائه بالجهل الذي كانوا فيه: لم يعرفوا أن من كان بين أيديهم هو "ملك الحياة". ومع ذلك، لا يزالون مجبرين على توبة كاملة (آ 19). في الواقع، جهلوا مخطّط الله الذي تمّ بطريقة سرية في آلام المسيح، والذي كان الأنبياء قد أعلنوه (آ 18). هذا المخطّط قد أتمّه الله هكذا. نلاحظ قوة كلمة "هكذا" التي تنهي الجملة اليونانية لتدلّ على الطريقة التي لا تصدّق والتي بحسبها خرج الخلاص الإلهي من جريمة البشر.
"توبوا إذن وارجعوا" (آ 19). سينبع الارتداد من الآلام كالثمرة من الشجرة، كخاتمة ومتطلبة معاً. قارب لوقا بين آ 18 وآ 19، فأظهر أن لموت المسيح فاعلية خلاصية. هذا ما يُنكره بعض النقاد المعاصرين. ولكن بولس يتوسّع في الموضوع نفسه: إن موت المسيح يقود إلى التوبة، ويغفر الخطايا. ويشير القديس بطرس إلى "ميتانويا"، إلى توبة، بها يتخلىَّ الخاطئ كلياً عن عقليته الشريرة، إلى ارتداد به يوجّه حياته في وجهة جديدة أو يعيد توجيهها إلى المسيح. في العهد القديم كان الإنسان يهتدي إلى الله. بعد الآن، صار المسيح مركز كل شيء بآلامه وقيامته. وفي مكان آخر سيدعو بطرس الناس إلى المعمودية بطريقة واضحة (2: 38). قد يلمّح إليها هنا حين يزيد: "حتى تمُحى خطاياكم" (آ 19 ب. رج رؤ 7: 17؛ 21: 4؛ كو 2: 14).
لقد حوّلت قدرة الله إذلالات الآلام إلى مجد القيامة حيث تشع القداسة والبر والحياة. وجميع الناس، حتى الخطأة منهم، يقدرون أن يطهّروا من خطاياهم وأن ينتظروا بثقة "زمن الفرج" (آ 25).
ج- القيامة هي ينبوع حياة وحرية
(5: 27 ب- 32، 40 ب- 41).
إن الخطبة القصيرة التي يلقيها بطرس باسم الرسل أمام السنهدرين وتدخل رابي جملائيل، ينهيان سلسلة من المشاهد ارتبطت بعضها ببعض. قال العلماء: هناك تقليدان مختلفان يتحدّثان عن واقع واحد. وقال آخرون: نحن أمام واقعين تعاقبا في الزمن فرواهما لوقا. مهما يكن من أمر، فسفر الأعمال يقدّم لنا لوحة كبيرة تتضمّن عدة مشاهد: يشكّل شفاء كسيح الهيكل نقطة انطلاق لخطبة بطرس، ويثير الخلاف مع السلطات (4: 1- 22). حين أطلق الرسل، بدأوا يصلّون معاً ليبقوا أمناء لرسالتهم وينالوا من جديد الروح القدس (4: 23 ي). بعد حادثة حنانيا وسفيرة وإجمالة حول النشاط الرسولي (5: 1- 16)، يعود النزاع مع السلطات الصادوقية. تحرّر الرسل من سجنهم بطريقة سرية (بواسطة ملاك، رج 12: 1- 19 وتحرير بطرس)، فعادوا يكرزون في الهيكل. وإن آ 21- 26 التي تسبق الخطبة التي ندرس، تصوّر الوضع الذي وجد فيه اليهود نفوسهم والذي يبعث على السخرية: اجتمع السنهدرين ليحكم على الرسل، ساعة كان الرسل يبشّرون في الهيكل. كانت الحراسة مشدّدة على السجن، ولكن السجناء أفلتوا، "تبخّروا". دهش أعضاء المجلس وطلبوا أن يُعاد المتّهمون من دون عنف: لقد خافت السلطات من الشعب.
ذكّرهم رئيس الكهنة أنه منعهم أن يبشروا "بهذا الاسم" (آ 28، رج 4: 18). فأجاب بطرس بكل هدوء: "يجب أن نطيع الله لا الناس" (آ 29 ب). حين مثلوا أمام السلطات للمرة الأولى (رج 4: 19)، كان جوابهم قاطعاً. تجرأوا فتحدّثوا إلى ضمير القضاة وزادوا: "أما نحن فلا يمكننا إلا أن نتحدّث بما رأينا وسمعنا" (4: 20). لقد رأى الرسل في موت المسيح وقيامته الباعث لكي يتصرفوا بهذه الطريقة، والينبوع النقي للحرية المسيحية. كل هذا قد يفرض أن يضحي الانسان بحياته أمام متطلّبات السلطة السياسية أو الدينية. هذا ما عمله يسوع وبيّنه بحياته، بل بموته.
وتظهر في آ 30- 31 المعارضة بين عمل الله الخلاصي وحُكم البشر: إن أعمالكم هي خيانة لآبائكم ولله. "حين علّقتموه على الصليب" (تث 21: 22. رج أع 10: 43) كما تأمر الشريعة، ظننتم أن اللعنة ستحل عليه (تث 21: 23. رج غل 3: 13). ولكن الله مجّده. جعل من الخشبة عرشاً، ومن المحكوم عليه ملكاً (رج 3: 15)، ومن الإنسان المائت مخلّصاً.
المسيح هو المخلّص. فمنذ ولادته (لو 2: 11) طبّق لوقا هذا اللقب في عملية هجوم على آلهة الشرق واليونان أو على الملوك (وخاصة قيصر رومة) الذين سمّوا نفوسهم "مخلّصين". سمّي يسوع المخلص في خط العهد القديم حيث يخلّص الله شعبه (إسرائيل، أش 49: 7) ويعده بالخيرات المسيحانية (أش 59: 20. لو 1: 47. 2: 30). إن موضوع الخلاص يملأ مؤلف لوقا منذ الطفولة وبداية حياة يسوع العلنية (لو 3: 6) حتى نهاية نشاط القديس بولس (أع 28: 28). إن يسوع يرث لقب يهوه. ولقد عرف المسيحيون الأولون معنى كلمة يسوع: "إنه هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21).
كان بطرس في 3: 19، 26 قد حرّض، الشعب. أما هنا فلا يقدر أن يحرّض قضاة يحاولون أن يحكموا عليه. لهذا ذكّرهم أن يسوع الذي تمجّد، يقدر أن يمنح التوبة وغفران الخطايا (آ 31) حتى لإسرائيل.
"نحن شهود على هذا كله، نحن والروح القدس" (آ 32). يحتاج القاضي إلى شاهدين ليحكم في قضية هامة (تث 17: 7). كان بطرس شاهداً أول، فتحدّث عن رجاء كل الرسل الذين هم شهود على هذه الأشياء أو هذه الأقوال (ريماتون في اليونانية، دبار في العبرية، تدل على الكلمة والواقع أو الشيء). فكل أعمال الله هي أقوال تخبر عن سّره وحبه. وأقواله هي أيضا مواعيد تتحقق وتبقى الى الأبد.
أما الشاهد الثاني والفريد من نوعه، فهو الروح القدس. إنه غير منظور في كيانه الحميم، ولكنه ملموس ومحسوس في عمله. حوّل جماعة من الجليليين الخائفين إلى مبشّرين، وأعطاهم الجرأة والحرية. (بريسيا أو دالة) (4: 29، 31). الروح هو غنى الذين يطيعون الله (آ 32 ب). وهكذا ينهي بطرس خطبته حيث بدأها (آ 29).
لا تكتفي قيامة الرب بأن تُظهر مجد يسوع. إنها الأصل في غفران الخطايا وحرية الرسل وشهادة المسيحيين.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM