إشعيا نبيّ يسوع المسيح.

 

إشعيا نبيّ يسوع المسيح.

نطالع العهد الجديد فنجد النصوص العديدة المأخوذة من سفر إشعيا. نصوص عن ولادة يسوع، وعن حياته التبشيريَّة، وعن آلامه وموته. نصوص من حياة الكنيسة التي تبشِّر باسم الربّ (رو 10: 15). وعن وجه الكنيسة الممجَّدة التي يقول فيها سفر الرؤيا (21: 23): لا حاجة للمدينة إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئانها، لأنَّ مجد الله أنارها (إش 60: 19). سنتوقَّف على شخصيَّة إشعيا الذي سمَّيناه نبيّ المسيح، لأنَّ الكلمة التي جعلها الربُّ في فمه ظلَّت على ألسن تلاميذه حاملة بشرى الخلاص المسيحانيّ، الخلاص الذي يحمله يسوع بمجيئه على الأرض بالجسد.

أ‌-     من هو إشعيا؟

1- هو نبيّ من مملكة يهوذا، في الجنوب، ولد حوالي سنة 765 ق.م. وعايش ملوكًا عديدين أمثال عوزيّا وآحاز وحزقيّا. في عهده كانت حرب الأشوريّين على التحالف الآراميّ الأفرائيميّ الذي سبَّب سقوط دمشق (سنة 732) ثمَّ سقوط السامرة (سنة 722) وباقي ممالك سورية ولبنان وفلسطين. وحدها أورشليم لم تسقط رغم أنَّ سنحاريب الأشوريّ حاصرها مرَّتين. مرَّة أولى دفع الملك حزقيّا جزية باهظة، ومرَّة ثانية تفشّى الوباء في جيش الأشوريّين فأُجبروا على الانسحاب.

رجل من الطبقة الرفيعة وقد قالت تقاليد المعلِّمين إنَّه من نسل ملوكيّ. نراه يحدِّث الملك آحاز (7: 11ي) أو الملك حزقيّا (37: 2 + 39: 3) كما يحدِّث الرجل صديقه. هو يعرف العاصمة أورشليم بقنواتها وبركها وحصونها وما في خزائن ملكها. لقد رأى مساحة الهيكل وأعيادها المطبوعة بالروح الوثنيَّة (1: 10ي)، ورأى قصور الأغنياء حيث يعيِّدون ويرقصون بينما يموت الشعب جوعًا (5: 8ي).

رجل يتحلّى بإرادة قويَّة لا تعرف التردُّد وبعزم ثابت يقف عند مسؤوليّاته دون أن يتهرَّب منها. نتطلَّع إلى مداخلاته السياسيَّة فنكتشف ذكاءه الحادّ وفكره الثابت. نراه خاصَّة قرب الملك حزقيّا والخطر يحدِّق بأورشليم. أرسل الملك يقول لإشعيا: اليوم يوم الضيق، فيجيبه إشعيا: لا تخف من كلام ملك أشور الذي سمعته (37: 3ي). ونراه يساند حزقيّا في إصلاحه الدينيّ الذي ألغى المعابد المتفرِّقة وأعاد الاحتفال بالفصح بالبهجة اللازمة.

شاعر، لا بل أكبر شاعر في الكتاب المقدَّس مع كاتب سفر أيّوب، يتمتَّع بالشعور المرهف وموهبة التصوير والمقدرة على الخلق. يكفينا أن نذكر صور السلام الآتي إلى الأرض يملأها الحرب (2: 2-5 + 9: 1ي)، أو صور الكرمة التي تمثِّل شعب الله في رفضه لوصايا ربِّه (5: 1ي). كتابه يقسم إلى قسمين. القسم الأوَّل (1-39) يذكر دينونة الله وعقابه للأمم الخاطئة، والقسم الثاني يعرِّفنا إلى الربّ (40-66) الذي يغفر بعد أن يضرب، ويعيد بناء شعبه ومدينته بعد الخراب والدمار.

2- هو نبيّ ناداه الله فلبّى نداء الربِّ له. رغب إليه في حمل رسالة كلمته، لم يتردَّد إلاَّ قليلاً. سينبِّه الملك والأعيان إلى أنَّ الغنى والازدهار التي تتمتَّع به المدينة، يخفي وراءه ألف مصيبة ومصيبة. فما على مملكة يهوذا إلاَّ أن تتأمَّل في مصير السامرة: جاءت أمّة من أقصى الأرض، سهامها محدَّدة وقسيّها مشدودة... صارت الجثث كالزبل في وسط الشوارع (5: 25-28). ولكنَّ الملك رفض نصيحة النبيّ وأراد التحالف مع البشر لا الاتِّكال على الله. ولكنَّ العظماء ظلُّوا على حياتهم الماجنة والفاجرة، وقامت فئة الساخرين المستهزئين الذين لا يصدِّقون حتّى يروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم (5: 19).

ناداه الله وهو في الهيكل، وظهر له بشكل ملك رهيب تحيط به كائنات علويَّة. هي الساروفيم، تنشد قداسة الله ومجده في جوٍّ يشبه ما حدث على جبل سيناء وسط النار والدخان (6: 1ي). خاف النبيّ فارتعد لأنَّه أحسَّ أنَّه خاطئ يعيش وسط شعب خاطئ، وعرف خطيئته على ضوء كلام الله وحضوره. ولكنَّ الله يزيل إثمه بجمرة محرقة ويسلِّم إليه رسالة، فيحملها إشعيا بحماس واندفاع قال الربُّ: من أرسل؟ قال إشعيا: هاأنذا فارسلني. فينطلق النبيّ فيتعرَّف إلى قلب الشعب الغليظ وأذنيه الثقيلتين وعينيه المغمَّضتين وقلبه الأعمى، ولكنَّه لن ييأس.

رفض الملك والعظماء أن يسمعوا له، وتبعهم الشعب فلم يقتنعوا بكلام النبيّ، حينئذٍ اعتزل إشعيا وجمع حوله بعض التلاميذ (8: 17ي) كما سيفعل يسوع عندما يذهب مع تلاميذه إلى قيصريَّة فيلبُّس ويكشف لهم أنَّه المسيح ابن الله الحيّ الذي سيتحمَّل الآلام من أجل شعبه. سيحدِّث النبيّ تلاميذه عن "عمّانوئيل" الإله الذي معنا. والذي سيحمل الخلاص، عن المسيح الملك الذي ينجِّي إسرائيل رغم الخطر المحدق به، عن هذا المسيح الذي سيحمل إلى الأرض عدلاً وسلامًا وسعادة.

"ولد لنا ولد، أُعطي لنا ابن، دُعي اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا جبّارًا" (9: 6)، يخرج غصن من جذر يسّى، ملك من نسل داود، يستقرُّ عليه روح الربّ، روح الحكمة والفهم والمشورة (11: 1-2). وعلامة خلاص الربّ هو هذا الولد الآتي بصورة عجيبة: ها إنَّ العذراء تحبل وتلد ابنًا (7: 14)، وهو صورة عن يسوع المسيح الذي ولد من العذراء مريم (مت 1: 13) على عهد أوغسطس قيصر إمبراطور رومة وبيلاطس ملك اليهوديَّة.

ب‌-من هو النبيّ

1- النبوءة هي الإخبار عن الله، والنبيّ هو المخبر عن الله. أنبأه الخبر أي أخبره إيّاه، وتنبَّأ أي تكلَّم بالنبوءة، لا تكلَّم عن الغيب والأمور المستترة كما يظنُّ العامَّة. ولقد ترجمت كلمة نبيّ إلى اليونانيَّة فعنت من يتكلَّم عن الله وباسم الله. فكما أنَّ هارون تكلَّم عن موسى (خر 4: 13-17)، فكان له نبيًّا، كذلك يفعل إشعيا أو إرميا أو حزقيال فيتكلَّمون عن الربِّ الذي يحدِّثهم في الرؤيا أو في الحلم، ويطلب إليهم أن يحملوا رسالته.

كما أنَّ لا أحد يعطي لنفسه كرامة الكهنوت إلاَّ من دعاه الربّ (عب 5: 4)، كذلك لا أحد يعطي لنفسه كرامة النبوءة إلاَّ من دعاه الله. كان عاموس (7: 15) راعيًا من رعاة تقوع في شمال البلاد، فأخذه الربّ من وراء الغنم وقال له: انطلق وتنبَّأ لشعبي. كان إشعيا (6: 8) رجلاً أرستقراطيًّا فأخذه الربّ من محيطه وأرسله إلى ملك يهوذا. كان إرميا (1: 15) كاهنًا يعيش حياة هادئة في قرية عناتوت القريبة من أورشليم فأرسله الربُّ ليقول كلامه على الأمم والممالك التي ستخرب بفعل ملك أشور.

هو الله يختار نبيَّه فيدعوه ويرسله، ولكنَّه يطلب إليه بالمقابل أن يسلِّم ذاته إلى الربِّ فيهب عقله وفهمه لكي يوصل كلام الله إلى المؤمنين دون تشويه، ويقدِّم حياته من أجل الكلمة وهو سيتألَّم ويموت من أجل الكلمة. فميخا بن يملة سيلطم على فمه ويوضع في السجن ويطعم الخبز والماء لأنَّه رفض أن يتكلَّم كسائر الأنبياء الكذبة، بل قال ما قاله له الربّ (1 مل 22: 13-14، 24-27)، وإرميا سيتخلّى عنه الجميع، وسيضطهده المقرَّبون من الملك بانتظار أن يُرمى في الجبِّ ويغوص في الحمأة والوحل (إرميا 38: 6)، ويوحنّا سيقطع رأسه لأنَّه قال لهيرودس باسم الربّ: "لا يحلُّ لك أن تأخذ امرأة أخيك" (مر 6: 18).

2- يتكلَّم النبيّ فيزعج المتسلِّطين الذين يخافون كلام الله، يتكلَّم النبيّ من موقع القوَّة لأنَّه يتكلَّم باسم الله. "هكذا قال الربّ، إليك كلام الربّ". وهو لا يتكلَّم من عنده، بل من عند الذي أرسله. يعظون الشعب ويحرِّضونه على التوبة والرجوع إلى الله الذي لا يريد للخاطئ أن يموت بل أن يحيا. الربُّ يريد أن يبني ويغرس، لا أن يقطع ويهدم (إر 1: 10)، الربُّ سيعيد بناء أورشليم وسيجمع شعبه وإن تشتَّت، هذا هو الكلام الذي به يقوّي إشعيا قلوب المؤمنين المتألِّمين (40: 1ي).

يوصل الأنبياء كلامهم إلى الشعب عبر الكلام الواضح (14: 22-23)، أو عبر الصور والتشابيه (حز 31-32)، أو عبر الإشارات والحركات (1 مل 11: 31 + إش 3: 4). فتصبح أعمال النبيّ وحياته كلُّها أسلوبًا يكلِّم به الشعب. لم تعد النبوءة أمرًا خارجًا عنه، ووظيفة يقوم بها قبل أن يرجع إلى بيته، بل تصبح شغله الشاغل وهمَّه الدائم. هم لا يحلِّلون أو يعلِّلون بل يوجِّهون كلماتهم ضاربة مؤلمة ليوقظوا الضمائر ويردُّوا القلوب. يهتزُّون ويرتعشون من التأثُّر على الحالة التي يعيش فيها شعب الله، ويطلبون إلى المؤمنين أن يتجاوبوا مع الربِّ الحيّ الذي يريد أن يمنع عن البشريَّة الخراب والدمار. ولكنَّ خطيئة الإنسان وقساوة قلبه تفعل فعلها. لهذا يقول النبيّ: ويل للذين يعتبرون نفوسهم جبابرة حكماء فيقلبون الشرَّ خيرًا والخير شرًّا (5: 20-22).

ج- إشعيا نبيّ يسوع المسيح

1- الرؤيا التي رآها إشعيا في الهيكل (6: 1ي) علَّمته قداسة الله وأفهمته أنَّ هذه القداسة تتعارض وخطيئة البشر. وحده الله ينزع إثم البشر الذين يستطيعون أن يشاركوه قداسته أو تحلَّوا بإيمان ثابت ومارسوا وصايا العدل والمحبَّة. كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدُّوس، يقول الربّ (أح 19: 20). قال إشعيا للشعب وقت الحرب: إن لم تؤمنوا لن تأمنوا أي لن تسلموا (7: 9). وأعطى آية للملك آحاز، وأفهمه أنَّ الاتِّكال على الربّ، قدّوس إسرائيل، خير من الاتِّكال على فرسان الدولة ومركباتها الحربيَّة (31: 1-2). كما شجَّع حزقيّا وبعث في قلب شعبه الإيمان بالله ساعة حاصر سنحاريب أورشليم. امدحي يا أورشليم الربّ، سبِّحي إلهك يا صهيون، فإنَّه مكَّن مغاليق أبوابك وبارك بنيك في داخلك (مز 147: 1-2).

علامة الإيمان بالله تقوم بممارسة وصاياه. لا يكفي أن نكون من شعب الله لنعتبر نفوسنا قدّيسين، والربُّ يستطيع أن يخرج من الحجارة أبناء لإبراهيم (مت 3: 9). أنكون من شعب الله ونحن نظلم القريب ونكدِّس الخيرات ونفاخر بغنانا على عيون المساكين والبائسين: ما بالك تسحقون شعبي وتطحنون المساكين، يقول الربّ (3: 13) الذي انتظر الإنصاف فوجد سفك الدماء، وانتظر قيام العدل فسمع صراخ المساكين (5: 7). ماذا ينفع الإنسان إن كرَّم الربَّ بشفتيه وبقي قلبه بعيدًا عنه (29: 12). فإن أكثر من الصلاة لن يستمع إليه الله لأنَّ يده مملوءة بالقتل والدماء (1: 15).

وهنا نسمع نشيد الحبيب لكرمه، نشيد الربِّ لشعبه. بعد أن اهتمَّ به وأحاطه بسياج وغرس فيه أفضل كرمة، وانتظر أن يثمر عنبًا فأثمر حصرمًا برِّيًّا (5: 1-2). انتظر أن يثمر ثمرًا يليق بالتوبة... ماذا تكون حالة الكرم؟ ماذا ستكون حالة الشعب بعد نكرانه جميل ربِّه؟ بيوت كثيرة ستخرب، مساكن جميلة ستبقى بغير ساكن، الأراضي ستصبح بورًا... لأنَّ اسم الربِّ يتعالى بالإنصاف ويتقدَّس بممارسة العدل.

2- وجه الله

في القسم الأوَّل من إشعيا نكتشف وجه الله القدّوس. الربُّ هو القدير الملتحف بالبهاء، الله يخيفنا ولكنَّه يجتذبنا إليه، الله هو من نحسُّ أنَّنا لسنا بشيء أمامه. لا نستطيع أن ندخل سرَّه، وهو من يخفي السارافيم وجههم أمامه بسبب قداسته. أمامه قال إشعيا: ويل لي قد هلكت لأنّي رجل دنس الشفتين (6: 5)، وعرف إبراهيم أنَّه تراب ودماء (تك 18: 27)، وستر موسى وجهه إذ خاف أن ينظر إلى الله (خر 3: 6). وكذا فعل إيليّا على جبل حوريب (1 مل 19: 13). غير أنَّ هذا الإله القدوس هو قريب من البشر وهو يعمل في التاريخ. بواسطة شعبه ومؤمنيه يتمِّم في كلِّ وقت مخطَّطه. قال الربّ: الذي توبته هو سيكون والذي أمرته هو سيتمّ (إش 14: 24).

في القسم الثاني من إشعيا نتعرَّف إلى الإله الواحد الحقيقيّ الذي تبدو الأصنام كلا شيء أمامه. هذا الإله يتجلّى عبر عمل الخلق. أما عرفتهم ما فعله منذ البدء، أما تبيَّنتم أنَّه أسَّس الأرض، بسط السماء كستار، مدَّها كخيمة يسكن فيها (40: 21-22). ويتجلّى في سيادته على الزمان والتاريخ. من عرف أنَّ قورش سيأتي؟ وحده الله الذي أرسل المنادي إلى صهيون والبشير إلى أورشليم (41: 25ي). وهذا الإله ليس إله إسرائيل فحسب بل إله جميع الشعوب الذين يأتون هم أيضًا إلى أورشليم ليعبدوا الله الواحد.

3- وجه يسوع المسيح

في القسم الأوَّل من إشعيا نكتشف وجه المسيح، عمّانوئيل، الإله الذي هو مع أورشليم ساعة الضيق (إش 7: 14)، سيصير معنا بفعل التجسُّد (مت 1: 22-23)، والنور الآتي على زبولون ونفتالي (إش 8: 23) سيسكن بيننا (مت 4: 13-16) ويكون نور العالم (يو 8: 12). هذا المسيح سيأتي ليجعل على الأرض السلام ويكون ملكًا على الشعوب باسم الله. ولكن كيف يعبِّر النبيّ عن هذا السلام إلاَّ بالصور والتشابيه؟ يقول: يسكن الذئب مع الحمل، يربض النمر والجدي... الأسد يأكل التبن كالثور والولد يلعب على جحر الأفعى (إش 11: 6ي) لأنَّ الربَّ في نهاية الأزمنة سيمحو كلَّ شرٍّ عن الأرض ويمنع كلَّ الحروب (يضربون سيوفهم سككًا، يحرقون كلَّ ثوب متلطِّخ بالدماء، 9: 5) ويفيض الخيرات على شعبه فيكون لهم وفرة من اللبن والعسل (7: 22).

في القسم الثاني من إشعيا نكتشف وجه الله وخادمه المتألِّم، وهذا يعني أنَّ خلاص الشعب سيتمُّ عبر الألم والموت. عبد يهوه هو صورة عن يسوع المسيح الذي أفهم تلاميذه أنَّه كان يجب عليه أن يعاني هذه الآلام قبل أن يدخل في مجده (لو 24: 26). عبد يهوه الذي اختاره الله وجعل عليه روحه هو ضعيف، لا يصيح ولا يرفع صوته، قصبة مرضوضة لا يكسر وسراجًا مدخِّنًا لا يطفئ (إش 42: 1ي + مت 12: 8ي). عبد يهوه تألَّم لأنَّه تكلَّم باسم الربّ، ضرب على ظهره، نتفت لحيته فلم يعاند ولم يرجع إلى الوراء، ولم يستر وجهه عن الكلمات والبصاق (إش 50: 4-6 + مت 26: 67 + 27: 30). عبد يهوه اختاره الربُّ نورًا للأمم ليصل الخلاص إلى أقاصي الأرض. عبد يهوه تألَّم لكي يغيث المتألِّمين، أخذ عاهاتنا وحمل أوجاعنا، ضُرب لأجل معاصينا وسحق لأجل آثامنا. من أجلنا سيق كشاة إلى الذبح وكحمل صامت أمام الذين يجزّونه ولم يفتح فاه. غير أنَّه بعد كلِّ هذه الآلام سوف يرى النور، نور الحياة، ويبرِّر الكثيرين بعد أن حمل آلامهم (إش 53: 1ي). هذا هو وجه يسوع المتألِّم الذي تمنّى كثير من الأنبياء أن يروه فما رأوه (مت 13: 17)، والذي تأمَّل فيه أجيال من المؤمنين هم مساكين الربّ فانتظروا خلاصه نورًا يضيء للقاعدين في الظلمة وفي ظلال الموت، ويهدي خطاهم في طريق السلام (لو 1: 79).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM