الفصل التاسع والأربعون: عبد الربّ والنداء إلى الشعوب

الفصل التاسع والأربعون

عبد الربّ والنداء إلى الشعوب

مع ف 49 ندخل في منعطف تتبدَّل فيه أمور كثيرة: انتهت مهمَّة كورش فلم يَعُد يُذكر. انتهت بابل وانتهت معها أصنامها، فلا حاجة بعد للكلام على الآلهة الكاذبة. وتبدَّلت لهجة النبيّ: لا مجال بعدُ للتوبيخ والاتِّهام، لأنَّ الشعب صار قريبًا من اليأس. فلا بدَّ من تشجيعه وتذكيره برحمة الربِّ وحنانه. والكلام يتوجَّه إلى أورشليم عروس الله وهو يُغدق عليها الخيرات. وماذا نقرأ في ف 49؟ بنو إسرائيل والأمم هم مدعوّون للتجمُّع حول أورشليم بعد أن امتلأت بالسكّان. لم تعُد تلك المهدومة التي تركها أهلها فهربوا إلى مصر أو سُبوا إلى بابل. بل رجعت إلى سابق عزِّها. ثلاثة أقسام في هذا الفصل. الأوَّل (49: 1-6) يتحدَّث عن عبد الربِّ الذي هو نور الأمم. هو النشيد الثاني بين أناشيد عبد يهوه الأربعة. الثاني (آ7-13) يتحدَّث عن نجاة الشعب وتجميعه من أقاصي الأرض. الثالث (14: 26) يذكِّرنا بمحبَّة الله وأمانته لشعبه. لا، لا يمكن الربّ أن ينسى صهيون، كما الأمُّ لا تنسى رضيعها.

49: 1-6 اسمعي لي

في 48: 20 تلقّى الشعب توصية بأن يوصل خبر الخلاص إلى أقاصي الأرض. وها هو ينفِّذ ما طُلب منه (49: 1) ليصل بهذا "الإنجيل" إلى الأمم (آ6). في 48: 21 كان كلام عن مسيرة الخروج مع الماء الذي يُعطى في البرِّيَّة. وفي 49: 8-13 يبدأ خروج جديد مع مياه الينابيع التي تتفجَّر بحيث لا يعطش السائرون إلى أرض الربّ. من أجل هذا لا ييأس الشعب لأنَّ الربَّ يعيد تكوين الشعب. فيبقى على المؤمنين أن يعلنوا في العالم كلِّه قدرة المخلِّص الحقيقيّ.

"الجزر"، "الأمم" (آ1). كلُّ الشعوب معنيَّة بما يناله شعب إسرائيل. الجزر أي الأماكن البعيدة البعيدة، ولو في قلب البحار. وإليهم يوجِّه الكلام عبدُ الربّ وعابده. هو مدعوٌّ من أحشاء أمِّه. فالربُّ أعدَّه إلى هذه الرسالة قبل أن يُولَد. هذا ما سوف يقوله الكتاب عن إرميا (إر 1: 5)، وعن بولس أيضًا (غل 1: 15: اختارني وأنا في بطن أمّي). ويتابع النصّ: "ذكر اسمي". أي قال للناس ما هو اسمي: عبد يهوه. هكذا يعرفني الناس. نتذكَّر هنا مقال الرسول: هو عبد يسوع المسيح (رو 1: 1)، هو الملتصق بسيِّده على مثال عبد الربِّ هنا.

من أين أتت قوَّة "العبد" وثباته؟ من الله. مثل "سيف حادّ". يقطع قطعًا. ثمَّ مثل "سهم مبريّ". يدخل إلى الأعماق. هكذا هو فم من أرسله الربّ، على ما قالت الرسالة إلى العبرانيّين: "كلمة الله حيَّة فاعلة، أمضى من كلِّ سيف له حدّان، تنفذ في الأعماق" (عب 4: 12). في الهجوم هو قويّ. ولكن ألا يهدِّده الخطر؟ والجواب كلاّ. وذلك لأنَّ الله يحميه. قال: "في ظلِّ يده خبأني". فمن يكشفني. ثمَّ "في جعبته سترني" (هـ س ت ي ر ن ي)، أخفاني. فمن يراني لكي يصيبني بسهمه؟

سلاح مختار. بالسيف يصيب القريبين. وبالسهم يصل إلى البعيدين. وجاء النداء: أنت عبدي. رأى فيه آباء الكنيسة يسوع المسيح (مت 3: 17). وأضيف "إسرائيل" لكي يفهم المؤمنون أنَّهم يحملون كلام الله كلٌّ بمفرده، وكجماعة منظَّمة. فلا يذهب أحدٌ وحده إلى الحرب. والربُّ نفسه اختار السبعين (أو: 72) وأرسلهم اثنين اثنين (لو 10: 1ي). ما هي المهمَّة الموكلة إليهم؟ أن يذيعوا مجد الله وبهاءه ("ف أ ر"، لا "ك ب و د"). "ترنَّمي أيَّتها السماوات لأنَّ الربَّ فعل" (44: 23).

أرسل الربُّ عبده، فبان العبد تعبًا، يائسًا. عمل وعمل وكانت النتيجة الفراغ (ت ه و) والباطل (ه ب ل). ما من فائدة من كلِّ هذا العمل. ذاك كان وضع عدد من الأنبياء. إيليّا قال: "غرتُ غيرة للربِّ إله الجنود... فبقيتُ أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1 مل 19: 14). لم يسمح الربُّ لنبيِّه بأن يحسَّ بالإحباط: "اذهب راجعًا في طريقك..." (آ15). وأعاده إلى الرسالة ومنها أن يجعل إليشع نبيًّا بعده (آ16). وإرميا تكلَّم عن وجع يحسُّ به وجرح لا يُشفى. فهل يمكن "الوثوق" بالرسالة التي يكلِّف الربُّ بها نبيَّه (إر 15: 18). فشدَّد الربُّ نبيَّه: "هم يرجعون إليك وأنت لا ترجع إليهم". تلك هي الحال التي يعرفها "عابد الربّ". ففهم أنَّه أخطأ لأنَّه ارتكز على البشر. "قضائي" (م ش ف ط ي) أو: حقّي هو لدى الله. وجزائي أو عملي "مع إلهي". هو الذي يُنمي بعد أن يكون النبيّ غرس وسقى. فما عليه سوى أن ينتظر.

وتكلَّم الربّ (آ5). ماذا فهم النبيّ من كلامه؟ ثلاثة أمور. الأوَّل، الربُّ جبلني، كوَّنني، صوَّرني من أجل هدف معيَّن: أن أكون عبده الملتصق به وعابده، ورسالتي تقوم في حمل كلمته مهما كانت الصعوبات. الثاني، الربُّ أعطاني رسالة: أن أُرجع يعقوب الضالّ إلى الربّ. ثمَّ أن "أضمَّ" إسرائيل بعضه إلى بعض. هو مشتَّت وينبغي أن أجمعه. الثالث، "العبد" له وزنه (ك ب د. ذاك هو المعنى الأوَّل، قبل "المجد") عند الربّ. قرأنا في 43: 4: "أنت كريم في عينيّ، تستحقُّ كلَّ إكرام. أنت لك وزنك وأنا أحببتك". ثمَّ إنَّ العبد "عزيز" في عيني الربّ، ومن الربِّ "عزَّته (ع ز ي)، قوَّته".

"قليل" (آ6). هي مهمَّة صغيرة يقوم بها "عبد الربّ" بالنسبة إلى أسباط يعقوب. فالمطلوب منه أن يوصل خلاص الربِّ إلى أقاصي الأرض. فالأمم تنتظر، لا شعب إسرائيل وحده على أنَّه نور الربّ. وهذا الواقع يتمُّ في شخص يسوع المسيح. فحين قُدِّم في الهيكل، قال عنه سمعان الشيخ هو "الخلاص المهيَّأ للشعوب كلِّها والنور الذي يهدي الأمم" (لو 31: 32). وحين كان بولس يعظ في أنطاكية بسيدية، ردَّد هذا الكلام بعد أن رفضه اليهود: "جعلتُك نورًا للأمم، لتحمل الخلاص إلى أقاصي الأرض" (أع 13: 47).

49: 7-13 هكذا قال الربّ

لا مجد بدون ألم، ولا قيامة لا يسبقها الموت. ذاك هو عبد يهوه، ومثله يكون يسوع. عنه تكلَّم الرسول أمام أغريبّاس: "المسيح يتألَّم ويكون أوَّل من يقوم من بين الأموات ويبشِّر اليهود والأمم بنور الخلاص" (أع 26: 23). شعَّ النور على فستس، الوالي الرومانيّ، ولكنَّه رفض النور. مرَّ عبد الربِّ في الذلِّ ولكن لن يبقى هناك. فالربُّ هو من يفتديه، هو القدّوس الذي يقدِّسه، كان عبدًا لدى العظماء فتحرَّر بقدرة الله وعُرف أنَّه عبد الربِّ فنال الكرامة. هؤلاء الذين احتقروه ها هم يقفون حين يمرُّ أمامهم. ويسجدون له كما يُسجَد للملوك. فقد رأوا فيه ذاك الذي اختاره الربُّ وكلَّله بأمانته[RK1] .

"هكذا قال الربّ" (آ8). وتتكرَّر العبارة. فقول الربِّ فعلٌ، ومشروعه يتمُّ لا محالة. هذا إذا كان مشروعَ الله، لا واحدًا من مشاريعنا البشريَّة. فما هو من البشر يزول مع البشر. وما هو من الله يدوم ما دام الله. ذاك ما قاله غملائيل لأعضاء المجلس: "إذا كان (هذا المشروع) من عند الله، لا يمكنكم أن تزيلوه" (أع 5: 39).

أربعة أفعال وردت في صيغة الماضي. فما قاله الربُّ تمّ: أجبتك، ساعدتك. حفظتك (وضعتك في صرَّة)، جعلتك (عهدًا). أو: أعطيتك للشعب هديَّة باسمي. لن يكون عهدٌ بين الربِّ والشعب بواسطة عبد الربّ، بل عبد الربّ هو يكون العهد. وإذا نظرنا إلى يسوع عبد الربّ، نفهم أنَّ هذا العبد لا يتبدَّل لأنَّ كافله هو ابن الله.

حين يكون "عبد الربّ" مرسلاً من قبل الربّ، فهو يصنع العجائب. ويُذكر هنا بعضها. فرغت الأرض من سكّانها، ونبت فيها الشوك والعوسج. وعبد الربِّ "يقيمها". صارت الأرض خربة وهرب السكّان. أين صار ميراث الربِّ الذي قسمَه يشوع بين القبائل؟ هي قسمة جديدة بين العائدين من المنفى. والأسرى؟ عبد الربِّ يخرجهم. كورش بدرجة أولى. ثمَّ الذي سار أمامهم في طريق العودة. وأخيرًا، يسوع المسيح الذي طبَّق هذا الكلام على نفسه (إش 61: 1ي): أنادي للأسرى بالحرِّيَّة" (لو 4: 18). وأخيرًا الذين اختبأوا وما تجرّأوا أن يظهروا للنور خوفًا على حياتهم، سوف يظهرون.

وتتكرَّر مسيرة الخروج من مصر: المرعى للمواشي، الشبع للعائدين، الحماية من الشمس. كلُّ هذا ثمرة رحمة الله. "يقودهم" بيده إلى حيث المياه. والجبل لن يعود عائقًا. يُسوَّى. والوادي يصبح مسلكًا بعد أن يُرفَع.

انفتحت الطرق، فماذا ينتظر البعيدون ليرجعوا إلى أرض الربّ؟ الشمال أي بابل وأشور. المغرب أو البحر (م ي م: من اليمّ). هم بعيدون جدًّا بالنسبة إلى الآتين من بلاد الرافدين. وأخيرًا من أسوان، جنوبيّ مصر، إذا قرأنا مخطوط قمران (هنا نقرأ: سينيم) وصلوا كلُّهم، فهتفوا وابتهجوا. فهم كما في تطوافٍ داخل إلى أورشليم في عيد من الأعياد. الربُّ "عزّى". هو كتاب التعزية. الربُّ "رحم"، فهو أمٌّ وأب معًا. أنشد النبيّ فاستبق ما يمكن أن يقوله المنفيّون في يأسهم. الربُّ حاضر لدى الأمِّ الثكلى، لدى الأولاد اليتامى، وها هي النتيجة أمامكم.

49: 14-26 وقالت صهيون

هو اعتراض أوَّل: اتَّهمت أورشليم الربّ: تركها، نسيَها. هو الرجل يترك امرأته. هو الأب يترك أولاده. فردَّ الربُّ مبيِّنًا أنَّ حبَّه يتجاوز كلَّ حبٍّ بشريّ. يتجاوز حبَّ الأمَّهات لأولادهنَّ. قد تنسى الأمُّ ابنها أو ابنتها، أمّا الله فلا يمكن أن ينسى. فالله المتسامي يتسامى في كلِّ شيء وخصوصًا في حبِّه الأبويّ والأموميّ: "أفرايم ابن عزيز لديّ، ولد يسرُّني. وكلَّما تكلَّمت عليه وهدَّدته، تذكَّرته وتذكّّرته وتحرَّكتْ أحشائي له ورحمة أرحمه" (إر 31: 20). كذا قال الربُّ لابنه وقال لعروسه: "لحظة تركتك وبمراحم عظيمة أضمُّك" (إش 54: 7).

"نقشتك". كما العريس يكتب اسم عريسه وشمًا على زنده، هكذا فعل الربّ. وكلَّ مرَّة يفتح كفَّه يرى مدينته التي أحبَّها. وأكثر من ذلك: رسم الربُّ مدينته أمامه بأسوارها وأبراجها. في هذا المجال أنشد المرنِّم: "طوفوا بصهيون ودوروا حولها. عدُّوا أبراجها، ضعوا قلوبكم على متاريسها. تأمَّلوا قصورها" (مز 48: 13). وأنشد أيضًا: "اسألوا السلام لأورشليم... ليكن السلام في أبراجك والراحة في قصورك" (مز 122: 6-7).

"بنوك" (آ17). هذا ما نقرأ في النصِّ الماسوريّ. أمّا مخطوط قمران فقال: بانوك. أي الذين يبنونك بعد أن هرب الذين هدموك وضربوك. وربَّما "بنوك" هم "بانوك". العدوّ دمَّر والأبناء بنوا. في الماضي كانت أورشليم فارغة من السكّان. أمّا اليوم فامتلأت من جديد بعد أن عاد العائدون. عندئذٍ يكونون لك زينة وأحلى زينة. عندئذٍ تبدو أورشليم ضيِّقة بالنسبة إلى الآتين إليها. أمّا الذين حاولوا أن "يبتلعوا" المدينة فيبتعدون إلى غير رجعة. ذاك كان الاعتراض الثاني: "أنا مهدومة" ولكنّك ستُبنين من جديد. واعتراض ثالث...

كانت أورشليم أمٌّ ثكلى، وها هم أولادها الكثيرون يعودون. لا مكان يكفي للجميع. يقولون: "وسِّعي لي". فتطرح السؤال على نفسها: من أين أتى إليَّ كلُّ هؤلاء الأولاد؟ ووضعت حالها بعد سنة 586 ق.م.: "ثكلى" فقدت أولادها. "عاقر" لا تستطيع أن تحبل ولا أن تلد. "مجلوَّة"، أي عائشة في الجلاء مثل أمة وجارية. "منفيَّة"، مطرودة من بيتها بعد أن أزالها المحتلّ "كالدجاجة التي ابتعدت عن بيضها وفراخها". أربع صفات ارتبطت بالشقاء. وأخيرًا قالت: "أُبقيت وحدي" بعد أن تركني الجميع. تساءلت أورشليم وجاءها الجواب: الله وَلد لها هؤلاء الأولاد، الله ربَّاهم لها. عادة الأم هي التي تلد. أمّا الآن فجاء الفعل في صيغة المذكَّر ("ولد" لا "ولدت"). فالله هو الأب والأمّ كما نقرأ في نبوءة هوشع (11: 1ي): هو الذي "ولد" وهو الذي "كبَّر" (ج و ل) وربّى. فلم يبقَ لأورشليم سوى أن تستقبلهم.

ويتواصل عملُ الربّ: يرفع يده، ينصب الراية لكي يجتمع الآتون حولها. هو نداء إلى الأمم والشعوب ليردُّوا البنين (ب ن ي ك) والبنات (ب ن ت ي ك): في الأحضان، على الأكتاف، كما يُحمَل الأطفال. فهم لا يقدرون أن يمشوا المسافات الطويلة كما فعل آباؤهم حين مضوا إلى السبي. من يحتضن هؤلاء الأولاد؟ الملوك. من يرضعهم؟ الأميرات (ش ر و ت). وكلُّهم يأتون خاضعين. وهكذا تنقلب الأدوار. حين احتلَّ البابليّون أورشليم، سجدت (هي وملكها) لهم ولحست التراب. والآن بعد أن عاد المجد إلى أورشليم بفضل الربِّ الساكن فيها، يسجد لها الذين أذلّوها. لا مكان بعدُ للخزي لأنَّ المدينة جعلت رجاءها وانتظارها في الربّ، ذاك ما يعرفه بنو إسرائيل ويعرفه العالم كلُّه.

اعتراض بعد اعتراض، وسقط كلُّ اعتراض. هي المغناج لا المنسيَّة. هي الكثيرة السكّان لا العائشة وحدها في البرِّيَّة. هي المحرَّرة بعد أن كانت سجينة. والآن، من ينقذ أورشليم من الجبّار؟ أخذ المدينة غنيمة، فمن هو أقوى من البابليّ ليستردَّ الغنيمة؟ هذا العاتي يمسكني، قالت عروس الربّ، كيف أفلتُ منه؟ وجاء الجواب: سبيُ الجبّار يسلب، وغنيمة العاتي تغلت. من يفعل هذا؟ أنا الربّ. أكون خصم البابليّ، أدافع عنك، أخلِّص بنيك. هنا نتذكَّر المثل الإنجيليّ: الرجل القويّ المتسلِّح يحرس بيته. ولكن إذا هاجمه رجل أقوى منه وغلبه، "ينتزع منه كلَّ سلاحه الذي كان يعتمد عليه ويوزِّع ما سلبه" (لو 11: 21-22). القويّ في المثل الإنجيليّ هو الشيطان، والأقوى منه هو يسوع المسيح. وفي إشعيا، البابليّ هو الجبّار العاتيّ، والربُّ الإله يستعيد منه الغنيمة ويحرِّر البنين والبنات.

لا حاجة إلى الهجوم على بابل، فأولادها يأكلون بعضهم بعضًا كما في ثورة داخليَّة، حين الواحد لا يعرف الآخر. ذاك ما حصل بالنسبة إلى المديانيّين حين جعل جدعون الرعب يسيطر في المخيَّم "وجعل الربُّ سيف كلِّ واحد بصاحبه" (قض 7: 22). ما سفك دمُ أحد سوى دم سكّان بابل. قال النبيّ: "سكروا بدمهم". وهكذا كانت الهزيمة كاملة وعرف البشر كلُّهم أنَّ الربَّ لا يُقهَر: أ ب ي ر.

دعا "عبد الربّ" الأمم القريبة والبعيدة ليروا مآثر الربِّ بالنسبة إلى الذين يتَّكلون عليه. كانوا في الذلّ والعبوديَّة، فافتداهم الربُّ وكثَّرهم وأفاض الخير عليهم. هذا ما يجب أن يعرفه بنو إسرائيل، هذا ما يجب أن يعرفه الأمم بعد أن وصل إليهم النور الذي هو رمز للخلاص والحياة.


[RK1]معالجة جيدة للحالات التي يمر بها عبد الرب.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM