الفصل السادس عشر:مساعي موآب في أورشليم

الفصل السادس عشر

مساعي موآب في أورشليم

أرسل أهل موآب وفدًا إلى أورشليم، ولكنَّ أورشليم خافت على نفسها فأعلنت أنَّها لا تستطيع أن تفعل شيئًا لجيرانها. وهكذا جاء ف 16 كما يلي: إرسال الوفد (16: 1-2)، توسُّل الموآبيّين (آ3-5)، جواب أورشليم التي ردَّت "موآب إلى موآب": فالكبرياء لا دواء لها. هي الخطيئة النموذجيَّة التي تقطع كلَّ أمل لدى الأشخاص كما لدى الأمم (آ6-12). والخاتمة (13-14) تعلن أنَّه تكون بقيَّة صغيرة، ولكن بعد ثلاث سنين.

16: 1-2 إرسال الوفد

"أرسلوا حمل" (ك ر). هو الجزية التي يدفعها الملك الخاضع لسيِّده. هكذا دفع ميشع ملك موآب "مئة ألف خروف ومئة ألف كبش بصوفها" (2 مل 3: 4). أمّا الحمل هنا فتقدمة رمزيَّة يحملها الموآبيّون ليجعلوا نفوسهم في حماية ملك يهوذا، الذي دُعي "حاكم الأرض" أو بالأحرى "المتسلِّط" (م ش ل). ابنة صهيون هي أورشليم. يبدو أنَّ سالع هي البتراء الحاليَّة، لأنَّ سالع يعني الصخرة مثل Petra اليونانيَّة.

تجاه "ابنة صهيون" هناك "بنات موآب". عادة هي المدن. أمّا الآن، فالكلام عن النساء اللواتي أتين باكيات مع أولادهنَّ: هُجِّر الشعبُ فهربوا.

16: 3-4 توسُّل الموآبيّين

"هاتي مشورة". هو المؤنَّث المفرد. الكلام يتوجَّه إلى "بنت صهيون": ماذا تستطيع أن تعمل لحماية الهاربين؟ تخبِّئهم. تسمح لهم "باللجوء". "المخرِّب" (ش و د د) قريب، الظالم آتٍ.

فإذا فعل "الملك الداوديّ" هذا الإحسان، يكون حقًّا هو ذاك الملك المنتظَر في خطِّ ما قرأنا في 9: 6؛ 11: 4. نقرأ هنا أربع صفات: اللطف (ح س د)، قبل الرحمة، المحبَّة. والصفة الثانية: الحقّ (ا م ت) أو الأمانة. ثمَّ "القضاء" (م ش ف ط) الذي يعني الاهتمام بأمور الناس، لا بشعب الله فقط، بل بسائر الشعوب المتألِّمة. والصفة الرابعة البرّ (ص د ق) أو الصدق في التعامل مع الممالك المجاورة. أورشليم مضايقة وموآب مضايق. يا ليت موآب ينعم بما تنعم به أورشليم، فيرتاح من المخرِّب الذي هو الأشوريّ، على ما يبدو.

16: 6-12 جواب أورشليم

"سمعنا بكبرياء موآب". إذًا، لا سبيل للمساعدة، والتاريخ السابق مليء بالكلام الذي لا يشرِّف هذا "الجار" (ي ج و ر و، في آ4). وما يلي من آيات يستعيد البكاء والولولة على ما حصل للبلاد من خراب: الكروم في سبحة (بين حشبون ونبو) مع نبيذها المعروف بقوَّته. أقراص الزبيب (أ ش ي ش ي) التي اشتهرت بها "قير حارسة" (هي قير موآب في 15: 1). امتدَّت الكروم إلى يعزير (شمالي حشبون) ووصل نبيذها عبر البحر الميت، إلى يهوذا وأبعد من يهوذا. ولكن ذبلَتِ الأشجار والمزروعات.

كان يُعصَر الخمر ويُنشد الدائسون، أمّا الآن فتوقَّف الفرح لأنَّ العصير لا يجري بعد، بل الدم (63: 1-6). وهكذا يسيطر البكاء. "أبطلتُ الهتاف". أنا (آ10). ولكن ماذا ينفع المضيّ إلى المرتفعات؟ فإلهكم لا يقدر أن يفعل شيئًا (آ12).

16: 13-14 الخاتمة

من قال هذا الكلام؟ الربُّ الذي يرى الأحداث قبل وقوعها: منذ زمان (م ا ز، منذئذ). فيدعو الناس للعودة إليه، على مثال ما قيل: "ما لكم والأصنام"؟ حين تصرخون فلينقذكم جموع (أصنامكم)، ولكنَّ الريح حملتها كلَّها. نفخةٌ أخذتها (57: 13). ومع كلِّ هذا الدمار تبقى بقيَّة (ش أ ر) قليلة (م ع ط). فالربُّ لا يفني خليقته إفناء، بل يعيد البناء مهما كانت البقيَّة صغيرة[RK1] .

 


[RK1]هل من تطبيق معاصر في ما يخص الأقليات في عالمنا العربي؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM