الفصل الثاني: تفاسير الكتاب المقدّس في اللغة السريانيّة

الفصل الثاني

تفاسير الكتاب المقدّس في اللغة السريانيّة([1]

أ. أفرام (+373)

أكثر التفاسير السريانيّة التي وصلت إلينا، هي تفاسير أفرام، شمّاس نصيبين والرها. أوّلاً تفسير سفر التكوين وبعض سفر الخروج. نُشر هذا النصّ([2])، وهو يتبع ترتيب النصّ البيبليّ. نجد أنّه لا يشرح سوى بعض المقاطع المختارة. توسّع الشارح في الفصول الثلاثة الأولى حول الحرّيّة البشريّة. ولكن بدت التيبولوجيّا شبه معدومة. وهذا عكس ما نجد عنده في الأناشيد.

عُرف تفسير الدياتسّارون أوّلاً في الأرمنيّة، قبل أن يُكشَف عن قسم كبير منه في السريانيّة([3]). تبع أفرام متتاليات الدياتسّارون خطوة خطوة. وبما أنّ نصّ تاتيان اختفى، كان تفسير أفرام ثمينًا لاكتشاف النصّ السريانيّ للإنجيل الرباعيّ.

حُفظت تفاسير سفر الأعمال ورسائل بولس في الأرمنيّة. بالإضافة إلى ذلك، نُسب عددٌ من التفاسير إلى أفرام، بسبب شهرته الواسعة([4]). يبقى أن ندرس هذه النصوص لنرى صحّة نسبتها.

وبعد منتصف القرن الخامس، تأثّر التفسير السريانيّ بالتفسير اليونانيّ ولا سيّما مع تيودور أسقف المصيصة.

ب. تيودور المصيصيّ (+ 428)

التفسير الكبير للعهدين القديم والجديد، في خطّ مدرسة أنطاكية، ضاع في اليونانيّة. ولكنّه حُفظ في السريانيّة، ولا سيّما في التقليد النسطوريّ: مقاطع من سفر التكوين والمزامير والأنبياء الصغار ومتّى والرسالة إلى العبرانيّين. ولكنّنا احتفظنا بتفسير كامل لإنجيل يوحنّا([5]). ويبدو أنّ المترجم السريانيّ أخذ نصّ البسيطة وما نقل النصَّ اليونانيّ الأصليّ.

ج. فيلوكسين المنبجيّ (+ 523)

كتب فيلوكسين تفاسير حول مطلع يوحنّا (بشكل عرض لاهوتيّ)، وإنجيلَيْ متّى ومرقس. نستخلص عنوان الأوّل: «كتاب فصول منتقاة من الأناجيل. صنعها القدّيس فيلوكسين، أسقف منبج». ويبدأ الكتاب كما يلي: «لو أنّ أولئك الذين أراد يسوع أن ينجّيهم ويخلّصهم لم يصيروا من اللحم والدمّ، فهو أيضًا ما كان وجب أن يصير (ܢܗܘܐ) إنطلاقًا من هذين العنصرين. أمّا الآن وقد اتّضح أنّ كلّ واحد منّا يصير إنسانًا إنطلاقًا من اللحم والدم، فهو أخذهما وتأنّس (ܐܬܒܪܢܫ) منطلقًا منهما»([6]).

توزّعت شذرات تفسير متّى ولوقا في مخطوطات عديدة([7]). وقولوفون (أي نهاية المخطوط، الذي تذكر الناسخ وسنة النسخ...) المتحف البريطانيّ 16126 يؤرّخ فصول خمسة أخذتْ من الإنجيليّ لوقا. «انتهى الكتابُ الرابعُ من تفسير الإنجيليّين متّى ولوقا، الذي صنعه محبُّ الله فيلوكسين أسقف منبج. نُسخ في مدينة منبج سنة 822 للإسكندر المقدونيّ»([8]).

خمسة وثلاثون مقطعًا من متّى، واثنان وعشرون من لوقا. أكتفي بأن أورد الأوّل: «كما هو الأمر بالنسبة إلى الخطيئة التي هي خارج الطبيعة، نال موتُ الجسد والمواتُ الفعليّ السبب. فمن العدل أن يُعرَف هذا المواتُ الفعليّ وموت الجسد خارج الطبيعة. هذا لا يعني أنّ الجسد لم يكُن مائتًا في طبعه، ولكنّه لم يكن مائتًا بالفعل. وإن لم يكن الأمر هكذا، فكيف يمكن أن يُوجَد تجاه النفس»([9]).

د. من اليونانيّة إلى السريانيّة

حين نتحدّث عن تيودور وعن فيلوكسين، لا بدّ من ذكر أعمال تفسيريّة تُرجمت من اللغة اليونانيّة إلى اللغة السريانيّة. من أثناز، رسالة إلى مَرسلان حول تفسير المزامير([10]): مضمون المزامير، الطابع المسيحانيّ، واستعمالها في العبادة. من سرابيون، عظة حول يوحنّا المعمدان([11]). من تيوفيل، أسقف الإسكندريّة، عظة على الدينونة([12]). من كيرلّس الإسكندرانيّ، السجود والعبادة بالروح والحقّ([13])، وشرح إنجيل لوقا([14]).

إذا انتقلنا إلى آسية الصغرى وإلى أنطاكية، يتكاثر عدد المؤلّفات التفسيريّة. من القدّيس باسيل، هكساإميرون أو خبر أيّام الخلق الستّة في سفر التكوين([15]). ثمّ الروح القدس([16]) والمجدلة التي قدّمها بولس للآب مع الابن، تجاه للآب بالابن في الروح القدس. من غريغوار النيصيّ (335-394) بعض المؤلّفات ولا سيّما النسخة السريانيّة لتفسير النشيد التي تمّت بين سنة 450 وسنة 550([17]). ومن أوسيب القيصريّ: أسماء العلم([18])، مسائل وحلول إنجيليّة([19]). وهنا يبدو أوسيب أمينًا لأوريجان.

سبق وتكلّمنا عن تيودور المصيصيّ. فالمقطع السريانيّ، مع مقاطع أخرى، يقدّم جزءًا يغطّي فعل الخلائق وترتيب الخلائق والقوى اللامنظورة([20]). ونشر لوقا فان رومباي مقاطع سريانيّة من شرح المزامير (مز 118؛ 138-148) في لوفان (بلجيكا) سنة 1982 (الكتّاب المسيحيّون الشرقيّون (كمش) 435-436، سريانيّ 189-190). هنا قرأ تيودور النصّ بالنسبة إلى السياق التاريخيّ. رأى الأصل الداوديّ في جميع المزامير، ولكنّه اعتبر أنّ السياق وإطار العدد الكبير لا يوافق زمن داود.

وانتقل من يوحنّا الذهبيّ الفم إلى السريانيّة، عدد من التفاسير: العظات حول متّى. هي تسعون عظة ألقيت في أنطاكية سنة 390. جاء تفسير الأمثال تفسير معلّم كبير. وإذ أراد الردّ على الأريوسيّة، استفاد الذهبيّ الفم من النصّ ليبيّن أنّ الابن مساوٍ للآب وليس أدنى منه. ثمّ كانت عظات حول إنجيل القدّيس يوحنّا (الباترولوجيا اليونانيّة، الجزء 59)، وعظها سنة 391، في الصباح، فما جاءت طويلة مثل عظات إنجيل متّى. سيطر الجدال مع الأريوسيّين والأنوميّين (إمتداد الأريوسيّين) الذين سعوا إلى تبيان الخلاف الجوهريّ بين الآب والابن.

نُشرت عظات قليلة حول الرسائل البولسيّة([21]) من الذهبيّ الفم. في الواقع ليست الحاجة إليها ملّحة، لأنّ النصّ الأصليّ اليونانيّ قد حُفظ، كما حُفظت الترجمة الأرمنيّة. أمّا النصّ السريانيّ لتفسير متّى، فلا نمتلك منه سوى مقاطع([22]).

د. تفاسير كتب خاصّة

تحدّثنا عن أفرام وشرحه لسفر التكوين. ونذكر يوحنّا الأفاميّ الذي عاش في القرن الخامس، ترك لنا تفسيرًا عن سفر الجامعة، وقد نُشر سنة 1988، ونحن ننتظر ترجمته([23]).

وكتب دانيال الصلحيّ شرحًا لسفر الجامعة حُفظ في مجمل مؤلّفات سويريوس سابوخت. وقد تكلّم هو نفسه عن تفسير للمزامير أنهاه سنة 542 وقسّمه ثلاثة أقسام (في كلّ قسم 50 مزمورًا). إمتلك دير الشرفة في لبنان ثلاثة مخطوطات لهذا التفسير. الأوّل نُسخ عن المتحف البريطانيّ 17187 (مز 1-50)، وهو يعود إلى القرن العاشر. والثاني نُسخ عن المتحف البريطانيّ 14679 (مز 51-100) ويعود إلى القرن الثاني عشر؛ والثالث (مز 101-150) نُسخ عن مخطوط برلين عربيّ 250 (ساخاو، 55، القرن 18)([24]).

و. شروح الأيّام الستّة

هناك تقليد معروف يشرح الفصل الأوّل من سفر التكوين، أو الخلق في ستّة أيّام. حين كتب القدّيس باسيل نصّه وضع أمام عينيه بأنّ يقدّم فكرة مسيحيّة عن العالم مقابل النظرات الوثنيّة القديمة والتعليم المانويّ. وأن يجعل القارئ يكتشف الخالق من خلال الخليقة.

لم يكن الفكر السريانيّ مختلفًا عن الفكر اليونانيّ. وأوّل تفسير عرفناه، كان تفسير أفرام السريانيّ. لا شكّ في أنّنا لا نمتلك نصًّا مستقلاً، ولكنّ الباعث هو هو. يجب أن نميّز الخليقة عن ذاك الذي هو (ܐܝܬܝܐ). ونميّزه أيضًا عن العناصر ܐܣܛܘܟ̈ܐ التي تحدّث عنها اليونان αιεχιοτσ وحلّت مسألة النور والظلمة في معنى مسيحيّ في علاقة بين النور والظلمة. ونقول بشكل عابر، هناك رواية تعتبر أفرام غير عارف باليونانيّة. وأنّه طلب أن ينجو «ن سمّ اليونان». غير أنّ تفسير (ܦܘܫܩܐ) سفر التكوين يدلّ على أيّ حدّ عرف أفرام الفكر اليونانيّ ولكنّه لا يتوقّف عنده طويلاً، لأنّه لم يكن فقط ذاك «العالم» والباحث ورجل المنطق. همّه أن يكتشف الخطأ بسرعة ويحذّر المؤمنين من أخطاره([25]).

وبعد أفرام، قدّم يعقوب السروجيّ أربع قصائد([26]). ما أخذ هذا الكاتب خطَّ معلّمه. فبالنسبة إليه، «لا تُفهم الخليقة إلاّ إذا فُصلت عن الفعل الإلهيّ الخالق الذي هو ينبوعها والذي يعطيها معناها وقيمتها"([27]). المخلوق كلُّه صُنْعُ الله. خُلق الملائكة في اليوم الأوّل. ما تحدّث يعقوب عن الروح القدس الذي يرفرف على المياه ليُخرج الخلائق. فلبث في خطّ أفرام. نحن فقط أمام الريح (ܪܘܚܐ). الدور الأوّل يعود إلى الابن، فهو يحقّق فعل الخلق، وجاء هدف السروجيّ دفاعيًّا في سياق الصراع الكرستولوجيّ. الابن هو ابن الخالق. وإذ هو الابن هو الخالق مثل أبيه.

ونرساي، الشاعر «النسطوريّ» ترك هو أيضًا شرحه للأيّام الستّة([28])، وهو لا يختلف كثيرًا عمّا نجد عند يعقوب. وقد أراد أن يزاحمه كما تقول الترجمة. ويعقوب الرهاويّ (640-708) ابن منطقة أنطاكية وأسقف الرها حوالي سنة 684، اعتزل سريعًا حين رأى موقف التساهل عند السلطة في ما يتعلّق بممارسة القوانين الكنسيّة. شرح أيّام الخلق الستّة وجعل في شرحه عددًا من المواد العلميّة. ما انتهى عمله. فأكمله جرجس (+724) أسقف العرب([29]).

وموسى بركيفا (833- 12 شباط 903). وُجد تفسيرُه للأيّام الستّة([30]) في خمسة كتب. نُشر فقط قسمٌ من النصّ السريانيّ. ونقرأ الشرح حول الفردوس في ثلاثة كتب. وإن لم يكن النصّ السريانيّ قد نُشر، إلاّ أنّه دُرس ونُقل إلى أوروبّا سنة 1569، على يد أندرياس ماسيوس([31]). يجدر القول أيضًا إنّ موسى شرح العهد الجديد([32]) وكتب مقدّمة لسفر المزامير ([33]).

ونستطيع أن نذكر في النهاية عمانوئيل برشهاريّ (النصف الثاني من القرن العاشر) الذي وصل لنا منه تفسيرٌ موسَّع عن الأيّام الستّة، لم يُنشَر إلى أيّامنا. وسوف نعود إلى تيودورس بركونيّ وإيشوعداد المروزيّ.

ز. شرح الكتاب المقدّس كلّه

بعد شرح لا نعرف اسم كاتبه، نورد ثلاثة أسماء: إيشوعداد المروزيّ، ديونيسيوس بر صليبي، غريغوريوس ابن العبريّ.

قدّم لنا كاتب أغفل اسمه شرح دياربكر([34])، في بداية القرن الثامن. هو شرح للكتاب المقدّس كلّه. يعود المخطوط إلى سنة 1605-1606، ولكنّ النصّ الأصليّ سبق إيشوعداد المروزيّ الذي ترشّح لأن يكون الكاثوليكوس سنة 852. لا يستعمل هذا الشرح نصّ السداسيّة السريانيّة الذي يعود إلى القرن السابع. دخل هذا الكتاب في تيّار جمَّاع عرف ذروته في نهاية القرن الثامن. لوقا فان رونباي نشر تفسير تك- خر 9: 32 سنة 1986 (كمش 483-484، سريانيّ 205-206)، وعدّ 51 دفترًا تتجوّل في العهد القديم مع ابن سيراخ (دون الأسفار اليونانيّة) والعهد الجديد (دون 2 بط، 2 يو، 3 يو، يهو، رؤ)([35]). وفي النهاية، نجد نصًّا غير كامل للرسالة إلى العبرانيّين.

الجزء الأوّل: "ܐܘܪܝܬܐ، التوراة فسِّرت: النور الذي أتى. إذن، يبدأ عرض كتابه بهذه الصورة". في البدء. "قال هذا ليبيّن أنّ هذا هو أساس جميع الخلائق وجميع الكائنات" (ص 5=7).

ولبث إيشوعداد أوسع مفسِّر للبيبليا كلّها، العهد القديم والعهد الجديد، ناقلاً معه المواد القديمة. كان أوّل كاتب في الشرق يستعمل أكيلا وسيماك وتيودوسيون (ثلاث ترجمات يهوديّة للكتاب المقدّس) كما وجد النصوص في هامش السداسيّة السريانيّة([36]).

منذ سنة 1950، بدأت نشرة نصوص العهد القديم مع ترجمة إلى الفرنسيّة (التكوين، كمش 126، 156؛ الخروج، اللاويّين، العدد، التثنية، 176، 179: كتب المجالس، 229-230؛ أشعيا والإثنا عشر، إرميا، حزقيال، دانيال، 328-329). وظهر الجزء الأخير بهمّة فان دان إيندي سنة 1972. ونحن ننتظر ما تبقّى. أمّا العهد الجديد، فقد نُشر سنة 1911-1918، مع ترجمة إنكليزيّة([37]).

العنوان العامّ: إضاءة، إنوار (ܢܘܗܳܪܐ)، تفسير الخليقة (سفر التكوين) الذي صنعه مار إيشوعداد المروزيّ، أسقف الحديثة، وعنوان الكتاب الأوّل: «إنارة الجمل الصعبة والألفاظ الغامضة التي في الكتب المقدّسة، صنعها إيشوعداد أسقف الحديثة». وطلب الناسخُ عون الله: «بقوّة الثالوث الأقدس، نبدأ بكتابة إنارة...»

ديونيسيوس بر صليبي (+ 1171)، كان أسقفًا سنة 1148، ومطران آمد على أيّام البطريرك ميخائيل الأوّل. عُرف كمعلّم فصيح، وكأغزر كاتب في الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، في القرن الثاني عشر، بشروحه عن العهد القديم التي لم يُنشر أكثرها. ولكنّ العهد الجديد كان أكثر حظًّا. فمنذ الرقم 15 من كمش ظهر نصّ تفسير الإنجيل([38]): «كتاب شرح الإنجيل لمار ديونيسيوس، الذي هو يعقوب بر صليبي، مطران مدينة آمد». وبعد العنوان، نقرأ بحسب باريس سرياني 67 و68: «في ثقة ثابتة بالله الواحد، معطي جميع الخيرات، نبدأ بكتابة شرح الإنجيل المقدّس الذي اختاره بإيجاز أبونا يعقوب بر صليبي، من جميع كتب الشرح...»

واستعاد ديونيسيوس، شأنه شأن إيشوعداد، من الشرَّاح الذين سبقوه، سواء اليونان الذين نُقلوا إلى السريانيّة، أو السريان الغربيّين والشرقيّين. واعتاد أن يرتّب تفسير العهد القديم في جزئين ܣܘܥܪܢܐܝܬ أو الشرح الواقعيّ والمادّيّ. ܪܘܚܢܐܝܬ أو الروحيّ.

كان ابن العبريّ (1225-30 تمّوز 1286)، بعد أفرام، أكثر كاتب عُرف في العالم السريانيّ. ترك وراءه عملاً موسوعيًّا. في اللاهوت، تحدّث عن الخلق في ستّة أيّام، كما عن الملائكة والأرواح الشرّيرة والفردوس، في ܟܬܒܐ ܕܙܠܓ̈ܐ أو كتاب الأشعّة. ولكن يجب أن نذكر «مخزن الأسرار» ܐܘܨܪ ܪ̈ܐܙܐ، الذي نجد أقدم مخطوط له في فيرنزي (فلورانس، أيطاليا) وهو يعود إلى سنة 1278، أي قبل موت الكاتب. في الواقع، هي ملاحظات لا تفسير كامل حول البنتاتوكس وأسفار العهد الجديد. الاهتمام الفيلولوجيّ (فقه اللغة) والنصوصيّ واضح. هذا الشرح الذي يتوقّف بالأحرى عند حرفيّة النصّ، يورد البسيطة والسريانيّة السداسيّة والترجمات اليونانيّة. إذا وضعنا جانبًا بعض النشرات الجزئيّة، لم ينشر من هذه الشروح سوى تعليقات حول تك – 2 صم، في شيكاغو، سنة 1931.

ح. تعليقات، عظات، كتاب قراءات

«التعليق» أو سكولية (كلمة يونانيّة تعني الشرح، أو: دريسة) ملاحظة غراماطيقيّة، قواعديّة، نقديّة، تاريخيّة، حول نصّ قديم. وهنا حول النصّ البيبليّ. نذكر هنا اسمين. الأوّل، يعقوب الرهاويّ (+708). سبق وتحدّثنا عنه. ترك لنا تعاليق (سكوليات، دريسات) حول العهد القديم. ذكره ديونيسيوس بر صليبي، ثمّ غريغوريوس ابن العبريّ. ثمّ نقرأ 2860 سكولية في سلسلة سويريوس([39]). وقد يكون جزء من تفسير الخروج المنسوب لأفرام، في نشرة السمعانيّ، قد جاء من سكوليات يعقوب([40]).

عاش تيودور بركونيّ([41]) في نهاية القرن الثامن. كان معلّمًا في مدرسة كشكر في بيت عيناثا. تمّ «كتاب الأسكوليات» (ܟܬܒܐ ܕܣܟܘܠܝܘܢ) سنة 792، وتضمّن أحد عشر مقالاً. تعالج الميامر 1-9 الكتاب المقدّس (1-5، العهد القديم، 6-9، العهد الجديد). نجد داخل هذه التوسّعات العناصر الفلسفيّة. وهكذا نستطيع القول إنّنا أمام موجز يدويّ في اللاهوت والفلسفة، ينطلق أساسًا من البيبليا. الميمر العاشر دفاع عن المسيحيّة يتوجّه إلى المسلمين، والمقال الحادي عشر يذكر مختلف الهرطقات مع إيرادات من نصوص دينيّة مندائيّة. فيبدو أنّ المقالين الأخيرين قد أضيفا. ثمّ نجد نقاحين لهذا النصّ، فمثّلا نشرتين متتاليتين قام بهما الكاتب نفسه([42]).

في هذا الخطّ نجد «أسئلة وأجوبة» ليشوع برنون (744- 1 نيسان 828). ترك فيما ترك، «أسئلة مختارة من العهد القديم والعهد الجديد». قد يكون وُجد عملٌ سابق ضاع اليوم. نُشر البنتاتوكس وحده.

أمّا بالنسبة إلى عظات حول نصوص أو أحداث بيبليّة، نذكر فقط نرساي، يعقوب السروجيّ، وعددًا من القصائد لا نعرف كاتبَها.

وننهي هذه اللائحة الطويلة مع جنّة الأطياب (ܓܢܬ ܒܘܣܡ̈ܐ) التي هي تفسير لكتاب القراءات. نورد في هذه المناسبة كتاب قراءات دير عزازائيل في طور عبدين. هي نصوص السداسيّة السريانيّة التي تُقرأ خلال السنة الليتورجيّة: الميلاد، الختان، بعد الميلاد، الدنح (الغطاس أو الظهور الإلهيّ) وهكذا وصولاً إلى زمن الصوم والعنصرة...([43]) في الوريقة الأولى، نقرأ نصًّا من العهد القديم، من سفر الخروج (4: 19-29)، ثمّ قراءة من بولس. في الوريقة الثانية، قراءة من حزقيال (37: 15ي)، ثمّ من الرسالة إلى العبرانيّين. ونشر أرثور فوبوس، سنة 1986 كتاب قراءات أخرى، جاء من كنيسة الأربعين شهيدًا، من طور عبدين (كمش، 485، امتداد 76). بدأ مع تقديس الكنيسة ثمّ البشارة لزكريّا... وانتهى بتذكار الشهداء. كلّ مرّة، هو عددٌ من القراءات. في الوريقة 2-5، نقرأ خر 24: 4-5؛ 25: 1-7؛ مز 44: 8-18؛ 45: 4-11؛ يش 8: 30-34؛ 1 مل 6: 1-5، 37-38؛ حب 2: 1-10؛ عب 8: 1-2، 5-6. «كتب موسى كلَّ كلمات الربّ...» ما يلفت النظر هو مقدّمة في الكرشونيّ قبل قراءة الرسالة إلى العبرانيّين، تتحدّث عن حكمة بولس (وريقة 4-5)([44]).

في الواقع، بدت جنّة الأطياب شرحًا لهذه القراءات. سنة 1988، قدّم راينينك آحاد المجيء مع ترجمة ألمانيّة (كمش 501-502، سريانيّ 211-212). وسبق هذا الكاتبُ فدرس المراجع وتاريخ تقليد هذه التفاسير الإنجيليّة([45]). إنتمت ܓܢܬ إلى القرن الثالث عشر واحتفظت بمقتطفات من التفاسير القديمة([46]).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM