إيشوعداد المروزي: كتاب تفسير أيُّوب

إيشوعداد المروزي

كتاب تفسير أيُّوب([1])

المقدِّمة

بعد ذلك، تفسير كتاب أيُّوب الصدِّيق. ربَّنا أعنِّي برحمتك.

أمّا الطوباويّ أيُّوب فكان أدوميّ الجنسيَّة، حسب تسليم السبعينيَّة([2]). فإليك ما كتب اليونانيّ([3]) في نهاية كتابه: هذا يوباب هو ابن زارح، الخامس بعد إبراهيم([4]). هذا غير مكتوب في السريانيّ الذي استخرج من العبريّ، ولا هو في العبريّ نفسه. ولكن لأنَّهم وجدوا في قبائل عيسو إنسانًا اسمه يوباب (تك 36: 23)، ظنُّوا أيضًا وكتبوا أنَّ هذا هو أيُّوب بن زارح([5]) بن رعوئيل بن عيسو بن إسحاق بن إبراهيم([6]). وهو أيضًا من بني أبناء بسمة (بنت إسماعيل، لأنَّ بسمة امرأة عيسو وَلدتْ رعوئيل جدَّ أيُّوب([8]). ومن جهة أخرى، هناك إنسان اسمه يوباب من بني يقطان([9]). وتخيَّل أناسٌ في شأنه أنَّه هو أيُّوب البارّ (أو: الصدِّيق). وكان هذا، في الحقيقة، هو ابن عيسو. سُمِّي زارح بن يوباب في ترتيب تعداد الملوك (تك 36: 33).

ظهر (ܐܬܚܙܝ رُئي) قبل ناموس موسى، وعُرف في سنة ستين ليعقوب بن إسحاق([10]). وحسب تسليم (النسخة) العبريَّة، و(نسخات) أخرى، بعد أن دخل يعقوب إلى مصر مع أبنائه، أخذ أيُّوبُ هذا الذي نزل أيضًا إلى مصر ليشتري([11]) القمح، زوجةً هي دينة بنت يعقوب([12]) التي حُطَّت (أو: زُلَّت) بيد شكيم بن حمور (تك 34: 2) ومنها أنجب (ܐܘܠܕ، ولد) أبناءه (ܒܢܘܗܝ أو: أولاده) العشرة الأوَّلين الذين ماتوا خلال محنه (أي 1: 18-19). وهي هي التي جدَّفت في وقت المحنة [وأثارت بعلها (زوجها) ليجدِّف (2: 9). ولهذا ماتت في زمن المحنة]([13]). وما استحقَّت أن ترى هذا التحوُّل السعيد (ܝܡܝܢܝܐ). وهكذا أنجب أيُّوب أولاده الآخرين من امرأة أخرى، عربيَّة([14]).

موطنه (ܐܬܪܐ) عوص (1: 1)، في أرض العرب، وأم مدائنها (أو: عاصمتها) بصرة([15]). قال المفسِّر المطوَّب (تيودور): «يستطيع([16]) كلُّ من يطلب أن يمضي إلى أرض العرب، أن يرى هناك بيته وقبره وموضعَ جهاداته، أي الزبل([17]) حيث كان جالسًا»([18]). وشهد المفسِّر نفسه: «كان أيُّوب في عزِّ شبابه، حين نزل بنو إسرائيل إلى مصر بعلَّة الجوع».

وأصدقاء أيُّوب الثلاثة الذين أتوا لديه([19]) في وقت ضيقه: واحد منهم هو أليهو([20]) البوزيّ. بوز هو شقيق عوص([21]). على اسميهما دُعيَتْ هاتان المنطقتان([22]). والآخر هو أليفاز الذي من تيمان، وابن عيسو (تك 36: 4، 10). والثالث، بلدد الشوحيّ من بني قطّورة، سريَّة إبراهيم([23]).

إن موسى الإلهيُّ([24]) كتبَ كتابَ الطوباويّ أيُّوب، كما شهد الكثيرون ومنهم يوحنّا الذهبيّ الفم، في تلك الأربعين سنة التي فيها أقام بنو إسرائيل في البرِّيَّة. ولكن حسب المفسِّر الطوباويّ، هو أمرٌ آخر. قال([25]): «إنَّ أيُّوب الطوباويّ اشتهر اسمُه في كلِّ الشعوب، ومآثر فضيلته ومحنته رُويَتْ في كلِّ شعب وفي كلِّ أمَّة وفي كلِّ جيل وبكلِّ فم. وبعد عودة بني إسرائيل من بابل، اهتمَّ إنسان من العبرانيِّين، حاذقٌ جدًّا ومتعمِّقٌ أيضًا في ثقافة اليونان، فسلَّم، في كتابٍ، خبرَ الصدِّيق (البارّ)». وقال: «إذ أراد أن يفخِّم الخبر مزجه بأقوال الإطناب([26]) لدى الشعراء». وجعله (= كتابه) شعرًا لكي يهنأ به القرّاء جدًّا. ومهما يكن من أمر، فنحن عرفنا فضيلة البارّ من فم الله المسجود له، الذي عدَّه مع نوح وأيُّوب ودانيال (قائلاً): «إن قام نوح وأيُّوب ودانيال قدَّامي، لا ينقذون أنفسهم([27])، إلخ.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM