تقديم

ينبوع الإيمان -23 -

يعقوب السروجي، تجارب إبليس من أيوب إلى يسوع

الخوري بولس الفغالي

منشورات الجامعة الأنطونية

تقديم

وُلد هذا الكتاب حين كنّا ندوّن تفسير سفر أيوب في سلسلة المجموعة الكتابيّة. أردنا أن نرفق هذا التفسير بنصوص من آباء الكنيسة، فنقلنا أولاً ما تركه يعقوب السروجي حول تجارب أيوب. ثم أضفنا ما في الأدب السريانيّ من تفاسير. ولكن أسلوب يعقوب اختلف عن سائر التفاسير، فقدّمنا القصيدتين اللتين تركهما مع قصيدتين تتحدّث عن تجارب إبليس ليسوع. وهكذا كان ينبوع الإيمان، 23، بعنوان: يعقوب السروجي، تجارب إبليس من أيوب إلى يسوع أما النصوص اليونانيّة واللاتينيّة، التي نقلنا، فراحت هي أيضاً إلى مؤلّف آخر يكون في سلسلة آباؤنا والمعلمون. وهكذا بقي لدينا فقط التفاسير السريانيّة بالمعنى الضيق للفظ تفسير: شرح الكلمات والأفكار، الاستنتاج الخلقيّ والروحيّ، نظرة إلى المسيح والكنيسة.

هي خمسة أقسام: تفسير منسوب لافرام وصل في السريانيّة ونشره الأب بطرس مبارك اليسوعي في مجموعة السمعاني. ثم نصّ ضاع في السريانيّة ووصل في الأرمنيّة. والنص الثالث ارتبط بيوحنا المتوحّد أو الأفامي وقد جاء في الطريقة الاليغوريّة أو الاستعاريّة. أما تيودور بركوني فقدّم لنا كتاب الدريسات Scholia وهي مجموعة أسئلة وأجوبة حول أسفار العهد القديم والعهد الجديد. وقد اخترنا منها ما يتعلّق بأيوب. وموسوعة إيشوعداد المروزي أتحفتنا بتفسير الكتاب المقدس كله، في شرح متكامل، حيث المعنى الحرفي أو التاريخيّ يتجاور مع المعنى الروحيّ.

وأردنا أن نضيف إلى هذه النصوص الآتية من التراث السرياني، تفسيراً كُتب في لبنان بيد أحد الآباء اليسوعيين واسمه أنطونيوس ڤنتوري. أما عنوان الكتاب فهو: كتاب بلاوى أيوب الصديق مفسَّر من أقوال مواعظ يوحنا الذهبي الفمّ، وقد خُطّ سنة 1738 وكانت النهاية في 5 أذار. جاءتنا صورة عن المخطوط من مكتبة الآباء المرسلين اللبنانيين، بعد أن تكرّم علينا بها حضرة الأب اغناطيوس سعاده بلطفه المعهود وسعة معارفه.

والفصل الأخير مقالة وردت في كتاب جذورنا، الذي نشره سنة 2005 مركزُ الدراسات والأبحاث المشرقيّة. عنوانها: التفسير الكتابي في اللغة السريانية.

خط جديد نفتحه في التعرّف إلى ما تركه لنا الآباء السريان على مستوى شروح الكتاب المقدس. ونرجو، بنعمة من لدنه تعالى، أن نواصل هذا الخطّ الذي يُفهمنا أن تفاسير الكتاب المقدّس لا تُحصَر في العالمين اليوناني واللاتيني، بل إن السريان أدلوا بدلْوِهم في هذا المضمار، وقدّموا بدورهم تقليداً يستطيع أن يرافق سائر التقاليد الكنسيَّة، لكنه يبقى مجهولاً وهو يدعونا لأن نكشف عنه الحجاب.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM