القصيدة الأولى:حسد الإخوة

القصيدة الأولى

حول الحسد وبسببه باع يوسفَ إخوتُه(1)

عنوان القصيدة: الحسد. وبسبب هذا الحسد باع يوسفَ إخوتُه. يتوسَّع الشاعر في مفهوم الحسد الذي ينقلب على صاحبه. أمّا المحسود فهو مثل الذهب الذي يُصفَّى من الأدران إذا مرَّ في المحنة. يوسف كان جميل الوجه وحسن السيرة فأحبَّه أبوه. غير أنَّ يوسف أخطأ في نظر إخوته مرَّتين. في المرَّة الأولى، أخبر الوالد عن سيِّئاتهم. وفي الثانية، قصَّ أحلامه فأوَّلوها على أنَّ هذا الأخ الذي هو أصغر إخوته، سوف يستعبدهم مع الوالد. حفظ يعقوب الخبر في قلبه حين سمعَ أحلامه. أمّا الإخوة فاستعدُّوا لقتل يوسف: لا بدَّ أن يرسله الوالد إلى إخوته وهم مع الغنم. وهكذا كان. نلاحظ هنا براءة يوسف تجاه مكر إخوته. هو يبكي وهم يضحكون، هو في البئر وهم يتلذَّذون بالطعام. وفي النهاية، بان التجّار أفضل من إخوة يوسف الذين قالوا إنَّهم من أرض مقدَّسة. بدا بعض التعليم الأخلاقيّ. ولكن ما ميَّز هذه القصيدة الأولى هو مقابلة بين يوسف ويسوع، على ما نقرأ مثلاً عند أفراهاط الحكيم الفارسيّ.

حسد الإخوة

الحسد يضرُّ صاحبه

الحسد يسيء إلى الحاسد، أمَّا المحسود فلا يناله ضرر

فمن حسدَ بدا صغيرًا، ومن صبر نال الإكليل.

فالحسدُ سهمٌ قاسٍ وهو يقتل من يطلقه.

ينشب السهم في يده وإيّاه يُفسد بمكره.

5       والزارع أيضًا يجمع له من حقله بقدر زرعه:

إن هو الزرع سيِّئ يغتمُّ لأنَّ غلَّته أسوأ منه.

وإن الفلاحُ طمر (أخفى) الزؤان يحصد الشوك.

وإن كانت حنطة كنفه نقيَّة، كانت جميلةً سنابلُ غلاَّته.

هكذا (تكون) الخسارة للأشرار، وهكذا الفائدة للأبرار.

10     فللأشرار الخسارة، بسبب مكرهم وحسدهم.

حسدَ الأشرارُ وظلموا فكان الربحُ للمحسودين.

فربُّهم يقوم لأجلهم ويُمسك الترس (دفاعًا) عنهم.

بيوسف نرى البرهان وبإخوته نتعلَّم التشابيه:

فالمحسود تعالى جدًّا والحسَّاد ذُلُّوا ووُضعوا.

15     في أرض كنعان، بنو يعقوب أبغضوا أخاهم مجّانًا،

كشفوا مكرهم لكي يصطادوا ذاك الذي أحلامُه أجنحتُه(1).

أكثروا أَشراكهم وطمروها، فقطع الأيِّل حبالهم.

نصبوا له (الفخاخ) ذُلُّوا ووُضعوا

والظبيُ أفلتَ من حبائلهم.

قدّام خطواته بنوا سورًا، فسقطت أسسُ الإثم قدَّامه.

 

قيمة الذهب قيمة يوسف

20     من اقتنى الذهب النقيَّ، لا يمنعه عن النار(2)،

والله الذي اقتنى البارَّ لا يعصمه من التجربة.

ففي داخل النار يُعرَف جمالُ الذهب النقيِّ،

وفي الجهاد تُكرَز حقيقةُ الرجال الأبرار.

فالذهبُ يَجمع الأضرار، والأبرار يجمعون المكرمات.

25     كثيرة هي خطايا الذهب(3)، وغنيَّة هي أعمال الصالحين.

يتقبَّل الإنسان الذهب لأنَّه حلو، (ولكنَّه) يخنق الضمير.

والمستقيمُ يتقبَّله ربُّه، ويعلِّمُهُ في الأرض مشيئته.

فمن لا يحبُّ يوسف الذي أحبَّ إلهَه!

الذهب أصغر من (الرجل) الثابت، والنقيُّ يَرجح على النجس.

30     طُمر (دُفن) الجمال في قصَّة (يوسف)، فالحديث عنه حلوٌ للفم.

تأمُّلُ الضمير فيها لذيذ، لأنَّ فيها طُمر مخزنُ الغنى.

 

يا صالحًا أحبَّه ابنُ يعقوب، هب لي أن أعلن مكرماته.

أمينٌ هو بابك ومفتوح، فاقتربتُ إلى قصَّة عبدك.

ليكن فمي طريقًا لأقوالي، ولساني سبيلاً لأخبر عنه.

35     شفتاي تنبضان وتعزفان نغمات بطولته،

وبيتُ عقلي سلِّم إليك، فاملأه بمدائح مُحبِّك.

إفتحْ ذهني مثلَ الناي لكي أحتفل بأبناء بيتك.

يا من صوَّر نمطَه في يوسف، هب لي أن أعلن مكرماته.

استحقَّ أن يكون نمطًا لك، فليعظّم خطابي كلا الاثنين(4).

40     برُّك ما ظلمه(5) (= يوسف)، فلا تظلُمْني نعمتك.

هو حبيبُك اقترب إليك، لأقربْ منه بعون مراحمك.

كفر بيوسف الأقرباء، إخوتُه الذين صاروا له غرباء(6).

حين أكون أخًا له بأقوالي، أَمتدح أمجادَه.

فالميناء التي تستقبل المضطهدين، استقبلَت يوسف وأراحَتْه.

45     لبسَ يوسفُ معطفًا، السيرةَ الجميلة، الصالحة،

اكتسى شبه أبيه، مخافةَ ربِّه (الإله) الحقيقيّ.

لماذا أقام (الله) في الجهاد بارًّا أحبَّه بهذا المقدار؟

لكي ترى المسكونة نقاوة الذهب الذي تَخلَّّص من خبثه.

ما كان الله ليوسفَ مبغضًا حين أقامه في قلب الجهاد.

50     مثل الشمس رسَّخه في العلاء، لترى الخليقةُ جمالَه.

وجهُ يوسف (كان) جميلاً، و(أجمل) من وجهه تصرُّفُه.

حملت أعضاؤه الحياة وامتلأت تصرُّفاتُه عجبًا.

يعقوب البارُّ اشتهى (يوسف) وأحبَّه من أجل الاثنين(7)

تلألأ جدًا بجماله، وبسيرته اشتهر.

55     فحيث يكون البرُّ يكون رفيقه الحبُّ الجميل.

 

وأخبر يوسف أباه

أصابَ (يعقوب) الشيخُ حين أحبَّ الإنسان الذي ثماره بارَّة.

وكان أصغر من إخوته بالسنين، وأغنى منهم بالمعرفة.

اقتنى الحكمة الحقيقيَّة، فانزرع الحسد في (إخوته) الضعفاء.

أتى إلى أبيه بأقوالهم وتصرُّفاتهم المشينة(8).

60     روى مقالهم: ما كانت أقوالهم حسنة:

«خرجتُ إليهم (وهم مع) الغنم فسئلت (فطُلب منّي) أن أهرب                                                                     (ابتعد) عنهم.

فلا يُعرَف بينهم من هو الشيخ ومن هو الصبيّ.

تساوى في وسط جماعتهم ابنُ راحيل وابن زلفة(9).

بادَ فيما بينهم ترتيبُ العفَّة مع الحرِّيَّة.

65     ترفَّعت الأمةُ على ابن الحرَّة وترفَّعت.

رأيتُ إشارة غير حسنة: العبيدُ يحتقرون أسيادهم».

سمع يعقوب هذه الأقوال ومال بقلبه إلى يوسف(10)

الذي من صباه امتلأ عقله بالحكمة.

سمع الإخوة يوسف، فحزنوا لأنَّ يعقوب أحبَّه أكثر منهم.

70     امتلأت قلوبهم غضبًا وامتلأت عقولهم مكرًا.

وفي الحال حملت أفكارُهم غمامةً جمعت البغض،

ومن ذلك الوقت تطلَّعوا وانتظروا كيف يُفرغون سُمَّهم.

 

حلم يوسف الأوَّل

في ذلك الوقت كانت أسبابٌ فكشفت خزيهم:

أتت الأحلام على يوسف، وحبال الكآبة على إخوته.

75     افتقد الله (يوسف) بالأحلام لكي يكشف انتصاره:

كان يوسف مثل حاصدٍ يرمي الحزم على الأرض.

فرأى حزم أخيه الإحدى عشرة ترتمي إلى جانب حزمته.

وفي الحال انتصبت حزمتُه وقامت بنتُ الأحرار وجلسَتْ

و(حزمُ) الآباء الإحدى عشرة أحنت قدَّامها         رؤوسها(11).

80     أخبر يوسفُ بما رأى وما أدرك المسألة،

كان بريئًا حين أخبر بأحلامه للمحتالين الذين فسَّروها.

ما أخفى شيئًا ممّا رأى ولا إخوتُه (أخفَوا) ما أدركوا.

هو أخبر ببساطة وهم بحكمة فسَّروا.

أحلامُه جعلته حاصدًا والمفسِّرون جعلوه ملكًا(12).

85     الجماعة التي معه فكَّرت: المفسِّرون (يكونون) له عبيدًا.

هذا ما كُرز في فمهم: تكون مَلكًا على إخوتك!

تكلَّم يوسفُ وسكت، وفسَّر مبغضوه محامدَه.

وأضافوا أيضًا على بغضهم أنَّهم تمرمروا في تفاسيرهم،

وتبلبلت أفكارهم باعوجاج أقوالهم.

 

90     إن لم تكن أقوالُه حقيقيَّة، فلماذا تخافون أيُّها الأغبياء؟

وإذا أخبروا بتفسير أحلامهم أنَّه يكون ملكًا بحسب قولهم،

فلماذا أبغضه إخوته وما أحبُّوه كما يليق؟

أجاب إخوته وقالوا له: «حلمتَ أحلامًا كاذبة.

فلا يليق بك، يا يوسف، أن تعظِّم نفسك على (نفسنا).

95     إن صرت ملكًا، يكون من الصعب أن يسجد لك إخوتُك.

فلا يليق بنا أن ننحدر (إذلالاً) في ملكوتك وفي عظمتك.

أنت علوتَ وكُرِّمت، وفي ارتفاعك واضعتنا.

منذ الآن لا يقدر قلبنا أن يتكلَّم معك بصفاء.

أنت أصغر سنًّا من كلِّنا، وها بأحلامك استعبدَتنا.

100  إنَّ فينا من هو أعتق منك، وها أحلامك بلبلتنا كلَّنا.

وما بقيت حزمةٌ واحدة إلاَّ وانحنت لدى حزمتك.

وربَّما يأتي يومٌ تكون حزمتُك مأمورة عندنا (= خاضعة لنا).

فأنت ما وقَّرتَ رأوبين الذي هو بكر الإخوة.

ها نحن نخرج من عند يعقوب لئلاَّ نضايقه بسببك،

105  ولننظر الأحلامَ التي حلمتَ لنا إن هي ستتحقَّق».

حلم يوسف الثاني

«لا تلوموني(13)، يا أحبّائي، لأنِّي أخبرتكم بما رأيتُ من أحلام.

فأنتم فسَّرتم لي ما سمعتم، وأقوالكم جعلتني ملكًا.

كنتم لي كلُّكم شهودًا على أنِّي أكون عليكم ملكًا.

كنتُ مرتابًا حين تكلَّمتُ، فثبَّتُم (ما قلتُ) حين كرَّرتم.

110  رقدتُ في منامي فنالني المكر، ولأنِّي رأيت حلمًا صرتُ مبغَضًا.

لماذا عذل (لام) المفسِّرون هذا الحلم الذي رويت؟

الإنسان في يقظته يرتاب من أعمال تحصل له.

إذًا أمرتُم الأحلامَ أن تزورني في منامي.

وأخاف أيضًا أن أروي هذا الحلمَ الآخر الذي رأيت.

115  فكما رويتُ الأوَّلَ، ها أنا أروي الآخر أيضًا.

(كانت) الشمسُ مثبتة في الرقيع (= الجلد) والقمر يسير معها.

رأياني فأحنيا رأسيهما، وسجدا لي مثل حزمكم.

الكواكب الأحد عشر الثابتة في دائرة السماء الجميلة،

رأتني وسجدت لي هي أيضًا، على مثال الشمس والقمر(14).

120  في أحلامي زغتُ وارتعبتُ، فما استطعتُ أن أحمل ثقلها.

خفتُ حين رأيتُ النيِّراتِ تُكرم صباي وكأنِّي السيِّد».

 

وفسَّر الإخوة الأحلام

لمَّا سمع إخوة يوسف هذا الحلم الثاني

فرحوا كثيرًا لأنَّه ساوى أباهم معهم في السجود.

«ها هي الفرصة لمشيئتنا بأن نتكلَّم بما نشاء:

125  أبونا هو الشمس الذي سجد!» ووضعوا تفسيرًا (للحلم) الآخر.

هذا هو تفسير الحلم، فكم تواقح على والده.

تشاوروا الواحدُ مع الآخر بأن يسمع يعقوبُ الحلمين.

«فإن سمع مثلَنا يتألَّم معنا على احتقاره.

ففي حلم الحزم لم يَذكُر أن أبانا يعقوب سجد له.

130  فإذ حزمته ما سجدت في (الحلم) الأوَّل، فهي أحنت رأسها في

الآخر.

في الحلم الأوَّل غضضنا النظر، لأنَّ والدَنا ما كان معنا.

أمّا في هذا فابيضاضُ (شعره) الوقور أُخضع معنا.

نكشف له داهية مشتركة وهو يفسِّر كما يفهم.

فإذا سمع أبونا (الحلم) الآخر، اغتاظ أيضًا من الأوَّل.

135  وإذا سمع كم ترفَّع (هذا)، عظَّم حبَّه لنا أكثر ممَّا له».

 

وأخبروا أباهم

اجتمعت جوقةُ الإخوة، ودخلوا إلى يعقوب الشيخ.

وقالوا له: «قم اسمع أقوالاً رُوِيَتْ عليك.

بيننا أخٌ واحد يتكلَّم بوقاحة:

جعلنا كلَّنا عبيدًا له وأنت أيضًا يا من أنت أبوه، بحسب أقواله.

140  ما قسا قلبنا مثل قلبه لنُخبر عن وقاحته.

فمن كرَّر مقالَه، كرَّرت شفتاه الاحتقارَ لك.

بحجَّة الحلم احتقرَنا، فقال لنا: هكذا رأيت.

علَّق إرادته بأحلامه، ليكون غريبًا عن الملامة».

فقال يعقوب: «قولوا لي: ما هي (هذه) الأحلام؟

145  ومن هو الرجل الذي رأى لأتعلَّم منه عن أحلامه.

فبِيَد حلم أفلتُّ أنا حين هربتُ من عيسو(15).

لعلَّ من رأى كان بارًّا، وكانت أحلامه حقيقيَّة مثل (أحلام) أبيه».

 

دخل يوسف وكرَّر (ما قال)، (بعد) أن دعوه إخوتُه بغضب.

هو ما خاف من والده، ولا تزعزع ولا ارتعد من أبيه.

150  عرف أنَّ يعقوبَ بارٌّ وأنَّه لن يخجل من أقواله:

«رأيتُ الشمس العظيمة، الجميلة، تنزل وتسجد قدَّامي.

فارتعتُ حين رأيتُ شعاعاتها، لأنَّ دائرتها انحنت لديَّ.

ورأيتُ القمر يسجدُ لي على مثال الشمس الجميلة.

لك تراءت السلَّمُ ولي تراءى الفَلَك.

155  أحلامُك تحقَّقت من أجلك فنزل الملائكة لتكريمك،

فلا تكن مرتابًا في ثمرة (أحشائك)، لأنَّ برارتَه مثل برارتك.

أحد عشر كوكبًا نزلوا من العلاء حيث هي مُثبتة،

وهي أيضًا طأطأت رؤوسها وسجدت لي باجتهاد».

 

سمع الشيخُ فتبيَّن أن الأحلام تحمل قوَّة،

160  واستسلم في الخفاء للتفاسير التي قالها أبناؤه.

ما استطاع أن يرتاب بعد أن صُنع له الشيءُ المماثل.

كان أصغر من عيسو، وجعلتْه الأحلامُ رئيسًا.

أحلامُ يوسف حقيقيَّة، وغضبُ الأبناء شديد.

زجر يوسف علنًا: «بزجري له يسكت الصفقون

165  باحتراز حُفِظَتِ الأحلامُ لديَّ وفي عقلي(16)،

فعرفتُ ما فيها من قوَّة، لأنَّ الربَّ بالأحلام اختارني».

 

ردَّةُ فعل يعقوب

ظنَّت جماعة الإخوة أنَّ يعقوب يسمع الخبر،

فينتهره ويشمئزُّ منه، لأنَّه استعبد إخوته وأباه أيضًا.

سمع يعقوبُ الشيخُ الأحلامَ وما تبدَّلت إرادته،

170  لأنَّه عرف أنَّ الأحلام التي نطق بها ابنه هي من الله.

ما رذلها الشيخُ، لأنَّه تثبَّتَ أنَّها تحمل قوَّة.

أخذ الحسّادُ سببًا ليرموا الكلام مثل السهام.

نخسوا (أذنَ) الصدِّيق بنصال مقالهم:

«ما احتشم يوسف فقال هذا قدَّامك،

175  هيَّأ سَفافة كبيرة وما عفَّ أمامك.

استعلى علينا وجعلنا عبيدًا، نحن إخوته،

وما خجل منك فأنزلك (أنتَ أيضًا) إلى العبوديَّة.

ما حزنُنا نحن لأنَّنا صرنا عبيدًا،

ولكنّ ألم أبنائك عظيم حين يرون أباهم عبدًا.

180  فاحذر الآن: ماذا يكون لهذا الصبيُّ الذي سيعتلي هكذا،

لئلاَّ نفعل بمعزل عنك، وندفع الألم إلى وجدانك:

استخفَّ بأمِّه وبإخوته أيضًا، وأخضع أباه في العبوديَّة.

فلا نقدر أن نتحمَّل، يا أبانا، إهانتك التي سمعنا».

 

«يا بَنيَّ، واضعوا وجدانَكم ولا تتحاربوا مع الأحلام،

185  فربُّه القادر أن يحفظه، جعله ملكًا في رقاده.

أَمسِكوا أحلامه ولا تهتمُّوا له، ففيها جُعلت العظمة له.

ستتذكَّرون أقوالي التي تتمُّ كما فسَّرتُم».

«أعبثًا قلنا لك، يا أبانا، إنَّك تحبُّ راحيل وأبناءها!

ما استفدنا ممّا عرضنا قدَّام أذنيك لأنَّك ما سمعتَ لنا.

190  وما أقلقك هذا الكلامُ لتأتي إلى ما يجب (أن تفعل).

فإن هو اختبأ داخل "عبِّك" فستتمُّ به إرادتنا».

 

وتشاور الحسَّاد

تشاور الحسَّادُ فيما بينهم، (تشاور) إخوة يوسف على قتله.

«نقتاده إلى الجبل ونقول له (= لأبيه) ونضلُّ وجدانه بكلامنا.

نبيِّن له (ليعقوب) أنَّنا نصدِّقه الخبر حول يوسف.

195  نخفي الأمان في مقالنا، ونخبِّئ الغضب في قلبنا.

فلا يتأخَّر فيزيل يوسف الذي أحبَّه أكثر منَّا كلِّنا.

والذي يقدر أن ينقذه هنا، لا يقدر أن يدافع عنه في الجبل.

فليروِ هناك أحلامه لأنَّ البرَّ يتَّسع لكبريائه.

هنا يصعبُ علينا أن نأمر، لأنَّ نفسه ملتصقة بأبيه.

200  في الجبال الفارغة من البشر، ننتقم منه انتقامًا.

بأمانٍ نخرج من عند أبينا الشيخ، لئلاَّ نؤلمه.

ونخبِّئ داخل وجداننا مرارة الموت التي صغناها.

فإن عرف أنَّنا غاضبون لا يرسله إلى جانبنا (حيث نكون).

نقول له: ابقَ بسلام أنتَ مع حبيبك يوسف.

205  وإن حصل وأخَّرنا، (نقول له): عرِّفنا بحلمك،

واغفر لأخينا زلَّته حيث جعلك عبدًا وجعلنا نحن أيضًا،

لأنَّ الصبيّ تسرَّع فتكلَّم بحسب هواه».

 

ومضوا إلى الغنم

سمع يعقوب وهو البارُّ، وصدَّق ما قالوه من أقوال.

تقبَّل الكلمات التي تكلَّموا بها قدَّامه في زيغهم وشرِّهم.

210  وزوَّدهم بالبركات، وقبَّل أحبّاءه وصرفهم.

خرجوا ومضوا إلى القطيع ويعقوب يكرِّر بركاته:

«يمين المراحم تكون على أجواقكم، يا أحبّائي،

ثوبُ الأمان يكسو الجوقَ الذي به يليق الحبُّ،

وليبتعدْ عنكم الحسدُ والسيفُ المخيف».

 

حبُّ يعقوب ليوسف

215  قاموا وخرجوا، انطلقوا ومضوا من عند أبيهم يعقوب.

وتكلَّم الواحد مع الآخر عن حبِّه (= يعقوب) تجاه يوسف.

«أحبَّ بكرَ راحيل، وخذل بكر ليئة.

وإن هو أبغض رأوبين(17) الذي أذنب، فيهوذا لم يُذنب إليه.

ذنبُ من هو أعظم بين هذين الذنبين،

220  (ذنب) رأوبين الذي أذلَّ فراشه أو (ذنب) يوسف الذي استعبد                                                                             أباه؟

في رأوبين وجد وزرًا فحفر وطمره في وجدانه(18).

وهذا ذنب لا حدَّ (كيل) له، أعبره من أذنه إلى أذنه.

أبَدْنا مدينة (قرية) شكيم بسبب خطيئةٍ عظيمة ارتُكبت،

فصعد الغضب (في يعقوب) وتمرمر على الأخوين لاوي وشمعون(19).

225  فكيف يستعذب أن نُستعبَد بالأحلام،

ولا يلتهب وجدانُه لأنَّه أنزل جنسنا إلى العبوديَّة.

لمن منا نسج قميصًا كما ليوسف(20)؟

بالثوب الذي وهبه له يُعرَف أنَّ قلبَه كلَّه (يميل) إليه.

وتراءى له بالنسبة إليه أنَّ أحلام يوسف حقيقيَّة.

230  فلو أنَّه ما صدَّق أحلامه، لما كان أطال عليه روحه هكذا.

أجبر نفسه وقال له كلمة واحدة من أجلنا:

لا يليق بأبيك(21) وأمِّك وإخوتك أن يأتوا للسلام عليك».

 

وأرسل يعقوب يوسف

وإذ كان هؤلاء يردِّدون (هذا الكلام) وأكثر منه،

بلغت الأيّام التي فيها يُرسل يعقوبُ يوسفَ إليهم.

235  «يا ابني يوسف، ها زمانٌ مضى على خروج الغنم من عندنا(22).

فتأخَّرَ خبرُ السلامةِ الذي اعتاد أن يعضد شيخوختي.

فلا تتهرَّب من التعب يا يوسف، ولا تستصعب الجبال.

امضِ يا ابني، وجئني ببشارة حول صحَّة أبناء أبيك.

ومتى بلغتَ إليهم ووجدتَهم، لا تتأخَّرْ عندهم.

240  لا تتركْ إخوتك يهتمُّون بك فأحزنَ من أجلك.

والله الذي تدبَّر صباي في أماكن غريبة،

هو يرافق خطواتك فتعود آمنًا إلى أبيك.

لا تنفصلْ عنِّي زمنًا طويلاً فأنا لا أقدرُ أن أحتمل،

لا تتأخَّرْ عند الغنم وترمي الضيق على أبيك.

245  فالأمر جليٌّ لدى إخوتك (= يعرفون) كم أنت عزيزٌ على أبيك!

فحتّى إن طلبتَ أن تبقى، فهم لا يستبقونك عندهم».

«يا أبي، ها أنا صانع إرادتك بقوَّة بركاتك،

خَفِيَ عنك تفكيرُ بنيك بالنسبة إلى أخيهم.

ولأنَّك زوَّدتني بالخبز لإخوتي، أتموَّن وأحمل البركات.

250  ألبَسُ صلواتك ترسًا وأجعلها معطفًا لي كلَّ ساعة،

ليبطل سهمُ الحسد ولا يصيبني نصالُه».

 

فمضى إلى إخوته

فقام وخرج من بيت أبيه وحمل الزاد على كتفه.

مضى فتاهَ بين الجبال، حمَلاً بين القاتلين.

بلغ يوسف إلى دوتان، ورأى الغنم من بعيد،

255  ظنَّ والناس يضجُّون أنَّ ساعة الأمان أقبلت.

فرفع إخوتُه عيونَهم ورأوه وهو آتٍ.

كان بغضهم راقدًا، فأيقظوه حين رأوا يوسف.

محوا اسمَ الأخوَّة بحقد صار مثل اسفنجة.

وهبطَ بَرَدُ الغضب ليضرَّ بجفنة الرحمة.

260  لبستْ أفواهُهم التهديد، ووجوهُهم الشراسة،

لكي يصطادوه ساعة ارتباكه، وقبل أن ينفصل عنهم.

 

«ها حالم الأحلام(23) أتى، فانظروا إليه كلُّكم بقساوة!

تعالوا فنكون له قتلة ونزيل العارَ عنَّا كلِّنا».

سلَّموا نفوسهم للإثم معًا، وبالنفاق أبغضوا أخاهم.

265  «في (هذه) الأيّام نُواضعُ شرَّّه، لأنَّه حلم أحلامًا كاذبة،

فلا نبقى عبيدًا قدَّامه، ولا يكون في منامه ملكًا علينا.

ها بَطُلَتْ أحلامٌ رآها، فعادت عليه عكس ما أراد.

ها هو يحمل الزاد كالعبد فيُمسي كتفه عبدًا قدَّامنا.

فلو وهب الله له، قبالة الأحلام التي حلم،

270  ظهرًا مستقيمًا في انحنائه، لكنَّا كلُّنا قدَّامه.

فإن كان إله أبينا (هو من فعل هذا) فقد جازى ولده على احتقاره.

احتقر يعقوبَ وأبناءه، واليوم فُقِدَتْ أحلامه.

أناس كثيرون صاروا أسيادًا في أحلامهم،

ولمّا استيقظوا من نومهم، عادوا إلى الطبيعة التي كانت لهم».

 

275  «نام يوسف ورأى في حلمه أنَّه صار سيِّدًا علينا كلِّنا،

طوباه إن سمحنا له بأن يكون عبدًا لزمرتنا.

رأى أبونا يعقوب البارُّ أحلامه التي تحقَّقت،

فإن كان يوسف بارًّا مثل يعقوب، تصدُقُ أحلامُه مثل أحلام أبينا.

صار يوسف سبب عذابه (عذاب يعقوب) بترفُّع تكلَّم به فمُه.

280  والآن فالذين يشاركون في قتله لا يخطأون.

الآبارُ كثيرةٌ في الجبال، وها قطيعنا وافى إلينا.

ليقطع سكِّينُنا عنُقَه، وليكن الجبُّ قبره».

 

فأجاب واحد منهم وقال لإخوته كلِّهم معًا:

«يا إخوتي، أما أحبَّه يعقوب الشيخ مثلنا كلِّنا؟

285  فقد تصيبه مصيبة إن قتلْنا ابنه يوسف،

فنُنزل بسببه شيخوخته في الدم، إلى الشيول(24).

ونكون مشاركين في قتل أبينا يعقوب ويوسف.

فإن هو أمر جماعتنا بأن (نقول) الحقيقة وطالبنا،

وإن كذبنا على برارته وهو يعرف الإثم الذي صنعنا،

290  دعانا كلَّنا قتلةً وجعلنا مكروهين».

«نحن(25) (كُلُّنا) مشاركون، فمن يتجاسر أن يكشف هذا لأبينا؟

وإذا إنسانٌ تكلَّم على رفيقه كتب نفسه بين القتلة.

وهناك حيل تقنع (الإنسان) البسيط فيصدِّقنا:

إذ(26) تاه يوسف في البرِّيَّة، ما الذي حصل له؟ لا نعلم».

استقبال البغض والحقد

295  حين وصل يوسف إلى إخوته، أحنى رأسه مسلِّمًا

فما تجاسر إنسانٌ منهم أن يردَّ له التحيَّة.

شدَّوا سهام بغضهم وأحنوا رؤوسهم في الأرض (مطرقين)،

وأمسكوا كنانة الحسد، كنانة الإثم الماكر.

وبلغت ساعةُ العمل وبلادةُ العقل التي اقتنوا.

300  وبالحسد وبالافتراء رمَوا سهامَهم على ذاك البريء.

وصل الصدِّيق وبلغ إلى إخوته وإلى غنم أبيه.

بشَّرهم بالخبر (الطيِّب) وصحَّة أبيه يعقوب،

فرذلوا سلامَ أبيهم الذي وهبَه بفم أخيهم.

وكرهوا سلام المحسود وأهملوا مُحبَّه معه.

305  بطُلَ هناك فعلُ حبِّه بعد أن تحرَّكت ساعةُ الغضب.

هربوا منه لئلاَّ يتوحَّدوا معه بكلمة السلام.

إلى البعيد أداروا وجوههم لئلاَّ ينظروا إليه بصفاء.

حزن يوسف وتضايق حين رأى السيوف المسلولة،

فيا ليتها سيوف الغرباء، بل هي سيوف الإخوة!

 

310  «يا يعقوب الشيخ، مَرحًى لحبِّك، الذي ولَّد الغيرة في الإخوة

انفصلتُ عن أبي وتركتُه، وتضايقتُ لأنِّي فارقته.

وخطئتُ إلى إخوتي الذين سيغسلون أيديهم بدمي.

يا أخي رأوبين، يا بكر إخوتي، اكشفْ لي لماذا كلُّ هذا !

إن صنعتُ أمرًا بغيضًا وتجاوزتُ (الطريق)، فاغفر بالحبِّ لي.

315  حقير أنا وصغير، وذنْبي سخيف مثلي،

لماذا يتَضايَقُ الجبابرة حين يرون واحدًا ضعيفًا.

هل أنا عظيم هكذا بحيث أقدر أن أسحق عشرة منكم ؟

بقدر ما يَكثر الغيظُ عليَّ هكذا تُشهَر كرامتي».

 

فقال رأوبين ليوسف: «على هذا عزموا في وجدانهم.

320  من يوم قصصتَ الأحلام لا تُسمَّى (بعد) أخاهم

والقميص الذي تلبسه حرَّكَ فيهم حسدًا كبيرًا

فما إن رأوه حتّى تثبَّتت النصال في ضمائرهم».

 

«إذا(27) كانت ضمائرهم تمرمرت بسبب القميص،

فيا أخي رأوبين، انزعه وأعطِه لمن تشاء.

325  ليأتِ ذلك عليَّ بيديك، بحقٍّ إله أبينا يعقوب.

أَذكرُ أيضًا أنِّي أذنبتُ إليك، فاغفر لي ليغفر لك أبي أيضًا.

أمُّك ليئة وأمِّي راحيل، والأمتان زلفة وبلهة أمتَانَ،

فاحفظ حبَّك مع ابن الأحرار لأنَّ أمِّي وأمَّك ما اختلفتا».

 

«إمضِ، اسقط (أرضًا) واسجد قدَّامهم فيركنوا إلى تواضعك،

330  وتتهذَّب ضمائرهم (وتفرغ) أفكارُهم من الغضب».

فبرَك وسجد قدَّامهم وعيناه حاملتان الدموع:

«انظروا الآن دموعي وتجاوزوا عن ذنبي، أطلب منكم يا إخوتي.

كذبتْ أحلامي كثيرًا عليَّ فما كان لي كما رأيتُ.

ساعةَ كنتُ نائمًا أحاطت بي أحلامٌ ولَّدت مصائبي.

335  أتريدون أن أكون عبدًا، أتطلبون راعيَ غنم؟

أَخفِضوا فقط ضمائر مُصلتة مثل السيوف قبالتي».

التصق بلاوي وشمعون ويهوذا ليقوموا له (ويدافعوا عنه):

«أبَدتم مدينة بكاملها(28) فأحيوا (= احفظوا حياة) محسودًا بدلها.

في شكيم أريتُم سيفًا لأنَّها فعلت الإثم بدِينة،

340  فلا يقُمْ عشرة على واحد حين ضرب القلعةَ ثلاثةٌ (منكم)».

 

رأوبين وابنا الجارية

قال ابنا زلفة لأخوتهما: «لا تقبلوا بكاء (يصدر) منه،

فإن تصاعدت أحزانُه، فهي صنع بؤبؤ (العينين).

نحن ما قتلناه من ذاك اليوم، لئلاَّ نُحزن أبانا يعقوب،

ولكنَّنا لا نترك بسلام رجلاً أهاننا هكذا».

 

345  «حاشا لكم، يا إخوتي، أن تتقبَّل آذانكم بكاء يوسف،

فإن بقي هذا على قيد الحياة تطلبون إهانة أبيكم».

فطلب رأوبين أن ينقذه(29)، فما استطاع ذلك بشكل مكشوف

فركَّب الأسبابَ وأتى بها لئلاَّ يقوموا على أفكاره:

«إذا شئتم أنصحُكم نصيحة لا تُخسرنا شيئًا،

350  لا نكن لأخينا قتلة ولا نكن مذنبين بدمه.

نرميه في بئرٍ من آبار البرِّيَّة فيغرق في الوحل.

في العمق يسقط، يهلك ولا نصبغ سيفَنا بدمه».

باسم جبٍّ طلب أن ينقذه من الموت،

ومتى استراح غضب الهائجين يسرقه، يصعده من الجبِّ.

355  فقبلوا نصيحة أخيهم بأن يرموا يوسف في الجبّ.

*  *  *

بكى (يوسف) بمرارة حين اقتادوه إلى فم الجبِّ.

بمرارة سخروا منه، وبأحلامه بوقاحة.

قالوا له: «تنزل إلى الجبِّ وتكون في داخله مَلكًا.

فأين أحلامك يا يوسف التي جعلَتْنا نسجد لك؟

360  ها نحن نزعنا عنك قميصك ورأت عينُنا عُريَك.

نسج أبوك قميصًا مدهشًا وألبسه لمبغض إخوته.

فمن يبيِّن لنا الآن كيف خلعه ورماه!»

 

«اتركوا عليَّ كسوة أكسو بها عريَ آدم،

عفِّفوا (في العفَّة) أعضائي بلباسي، بحقِّ إله سيِّدي إبراهيم».

365  «لماذا تحتاج إلى كساء؟ فالظلمة داخل الجبِّ!

فمن يراك هناك لكي تخجل في عريك؟»

«أنا خائف منكم لأنَّ صورة يعقوب مصوَّرة فيكم،

فيا ليتني أنالُ خرقةُ صغيرة من غنى بيت آبائي».

 

وعرَّوا يوسف من ثيابه وجعلوه في الجبِّ.

ازدروا بأقواله وجرَّدوه من ثيابه، فنزل عريانًا.

370  فشرع هو يبكي، وجلسوا هم يتلذَّذون.

هم ارتووا (سكروا) من الخمر، وارتوى يوسف من الدموع.

الجبُّ صرخ معه وفي الحزن ولول!

كيف تلذَّذوا بأفواههم وهم يأكلون!

من يقدر أن يسمع تنهُّد يوسف ويحتمل!

375  مريرةً كانت تنهُّداته التي تُسمَع من فمه.

كان الجبُّ فارغًا من الماء فنضحت أرضُه بالدموع.

 

في داخل الجبِّ صلَّى يوسف، وأخذ يطلب ويتضرَّع:

«يا إله سيِّدي إبراهيم، لا تتخلَّ عن ابن يعقوب.

أنت يا ربُّ بيَّنتَ لي الأحلام، وهذه الأحلام جعلتني في الضيق.

380  فأنت قادر أن تثبِّت الأحلام وتصعدني أيضًا من الجبِّ.

كلَّمَني يعقوبُ عن حبِّك حين انطلق إلى فدَّان أرام(30)،

وإذ كان نائمًا في موضع صعب، أحاط به الملائكة في البرِّيَّة(31).

ليُشبه الجبُّ البرِّيَّةَ، وابنُ يعقوب أباه يعقوب،

ولتأتِ الملائكة من عندك وتنتشلْني وتصعدْني من الجبِّ.

385  فمن يبيِّن ليعقوب أنَّ حبيبه ملقى في الجبِّ؟

فها هو جالس وينتظرني، وأنا غارق في عمق الجبِّ.

صلاتي ضعيفة لكي تنقذني، فها (صلاة) يعقوب أبي تحصِّنني.

وإن كان إلهي لا يتخلَّى عنِّي فهو لا يرذل (صلاة) حبيبه».

 

وصول القافلة

حين صلَّى يوسف في الجبِّ، سمع الله دعاءه.

390  وفي برِّيَّة فارغة من البشر أتى العربُ صدفةً.

كان (هذا) من إعداد الله أن يأتي المديانيّون صدفة،

لتتمَّ صلاةُ البارِّ ويُزدَرى الإخوةُ الذين لا حنان عندهم.

احتُقر بكاؤه في أعينهم، فتوسَّلت تنهُّداتُه إلى ربِّه،

ولأجله جعل الأعراب يعبرون في الطريق باتِّجاه الجبِّ.

395  فرفع العبرانيّون أعينهم فرأوا المديانيّين(32).

*  *  *

وعرفوا أنَّهم منطلقون إلى البعيد لأنَّ قافلتهم كانت عامرة.

فأجاب يهوذا وقال لإخوته: «أنا أخاف من أخي رأوبين،

وإلاَّ لقلتُ لجمعنا مشورة تساعدنا،

فإن اتَّفقت الآراء كانت المشورة مساعدة عامَّة لنا.

400  نتخلَّص من القتل ونستفيد من الثمن،

نبيع أخانا للعربان ولا نلطِّخُ أيدينا بدمه.

فإثمُ البيع صغير أمّا المطالبة بدمه فقاسية.

شديدةٌ هي خطيئة موته وصغيرةٌ هي الإفادة من عملنا.

إلينا كلِّنا يصلُنا من ثمنه إن هو مضى مع التجّار.

405  فالعربان منطلقون إلى البعيد وهو يمضي مثل عبدٍ معهم.

وبما أنَّ المسيرة بعيدة يبقى هناك إلى الأبد».

 

أنقذه رأوبين من القتل، ويهوذا من داخل الجبِّ،

وهذان الرجلان الحكيمان وقَّرا يعقوب بأخيهما.

اقتنعَ بيهوذا إخوتُه بأن يمضي يوسف بعد أن يُباع،

410  وقالوا له: «منفعتنا كانت مطمورة في نصحك الحكيم»(33).

 

بين يوسف ويسوع

شرعوا يركضون باتِّجاه الجبِّ الذي تبدَّلت فيه الأمور:

نزل فيه ابن الأحرار، فأصعدوه من الجبِّ عبدًا.

يا للغريق الذي في الجبِّ! طارت صلاته إلى العلاء.

ويا أيُّها القائمون بجانب الجبِّ، أجسامُكم غرقَتْ في الوحل.

415  حُرِّّر يوسفُ من الإثم واقتبلَ عنقه العبوديَّة.

والأسياد بملء إرادتهم خدموا الخطيئة وفعلوها.

 

على الجبِّ هزئوا بأحلامه، كما أولادهم بالصليب.

فصاحوا فيه: «أين هي الأحلام؟ أما قامَتْ وخلَّصتْ نفسك؟

صاح الصالبون بالوحيد: «انزل من على خشبة الصليب!»

420  وآباؤهم صاحوا: «تعال يا يوسف واصعد من الجبِّ!»

خُذل الصالبون لأنَّ البكر نزل عن الخشبة.

وفي البرِّيَّة خزيَ الوقحون لأنَّ يوسف صعد وارتفع(34).

 

«بفمك اعترف أنَّك عبدٌ، أُمر يوسف من لدنهم وهو في الجبِّ،

فإن كشفتَ أنَّك ابن الأحرار تُنزع منك حرِّيتك في الجبِّ.

425  وإن سلَّمتَ نفسك عبدًا وما كشفت أنَّك أخونا،

ربَّما يتبدَّل الزمان، ربَّما تلاقيك الصالحات.

حُكم عليك الآن أن تختار واحدًا من اثنين،

أو أن تمضي مع العربان أو أن يكون الجبُّ قبرَك».

واستعدُّوا لعمليَّة البيع

أجاب يوسف من داخل الجبِّ، وردَّ لهم المقال:

430  «أَفعلُ كلَّ ما تريدون لأنَّكم بالفعل أسيادي.

تعال يا الله، وانظر تنهُّداتي، وروِّح عنِّي (وأخرجني) من ضيقاتي.

أنا ما خطئتُ إلى إخوتي بشيء، فليِّن عذابي وأرحني.

حين انفصلت عن يعقوب وهبني لك وديعة،

فاحفظ يا إلهي، وديعة الشيخ الذي أحبَّك كثيرًا».

435  حسب الحسابَ يوسف وأدرك: «أفضلُ لي أن أكون عبدًا

فأفلت من الجبِّ، وإلاَّ يكون هلاكي بأيديهم».

*  *  *

جذبوه وأصعدوه من الجبِّ فابتهجت وجوههم،

وقبالة الدموع التي في عينيه، لبست الضحكَ أفواهُهم.

إنطفأ جمال وجهه لأنَّه تلوَّث في وحل الجبِّ.

440  وإذ خاف من أن لا يصعد، ألبس جسده الرعدة.

فلماذا إكثار البكاء والعدوُّ يتلذَّذ بالبكاء!

فالضيق يؤلم المحبَّ والشيخ الذي يُحبُّ بعيد هو.

وليس أخ ابن أمٍّ يقدر هناك أن يقاوم (الإخوان).

أغلق الصمتُ آذانهم، وتدنَّست علامةُ الحبّ.

445  فاستاق القساة حبيب (يعقوب) ليأخذوا ثمن ابن الأحرار.

فاضت دموعه حين رأى الثمن الذي يتقاضوه على الحرِّيَّة.

أجاب التجّار ووهبوا كلامًا لإخوة يوسف:

«جميلون أنتم أيُّها الرجال المقتنون، ومحبوب العبد الذي أقتنيتم

ملامحُه ترينا أنَّه لابس سيماء الأحرار.

450  ما رأينا قطُّ عبدًا مكتسيًا بمثل هذا البهاء.

نرى فيكم وجهه، ولستم غرباء عن حياته.

ولولا القيود في يديه لخلطنا جنسه بجنسكم».

 

تمرمر إخوة يوسف لأنَّ العربان هكذا تكلَّموا،

فشبَّهوا بهم يوسف بحسنه وجماله وهو ابن الأحرار.

455  «شبَّهتم عبدنا بأخينا، وهذا لا يمكن أن يكون،

فما سُمع في البريَّة (الخليقة) أن يبيع الإنسانُ أخاه.

أرضنا هي أرض الله، وهذا يصعب علينا أن نفعله.

فاصمتوا لئلاَّ ينتشر هذا التعليم داخل أرضنا.

سيِّده أحبَّه حبًّا كثيرًا فجمع من الحبِّ الصلف.

460  ولمّا استقبله سيِّده عاد فاحتقر أبناء سيِّده.

من أمجاده أفاض أبونا هذا البهاء على عبده.

فكان هذا الفتى يأكل معه، ومعه ينام في فراشه.

فأحبَّه أكثر منّا حتّى رأى تعاليَه،

فأرسل لنا من أجله وعرَّفنا كم هو بغيض.

465  ولو تأخَّرتم قليلاً لكان مات في الجبِّ الذي سقط فيه.

ولعلَّ الله ما أبغضه فاخترتم (المرور) قرب جُبِّه».

*  *  *

تعجُّب التجَّار

«ولأنَّه تواقح(35) مثل صبيٍّ لبستُم عليه هذا الغضب،

وما رميتم على جسم (هذا) العبد خرقة ولا رقعة!

خذوا الثمن وسلِّمونا العبد فتسير طريقُنا قدَّامه،

470  وإن أكثرتم الثمن برز كلامكم كاذبًا.

فلا يمكن لعبد مثله أن يمضي بثمن (عبد) صالح.

وبما أنَّكم أخبرتم جدًّا بمساوئه يصعب علينا أن نعطي الثمن».

 

قال يوسف: «أنا عبد، هبوا الثمن فأَمضيَ معكم:

عبدًا لإنسان أكون، ولا أتعبَّد للخطيئة(36).

475  وأرجو الإله الذي أتعبَّد له أن تفرحوا بي.

فالعبدُ الذي يطلب الضيق لمقتنيه يُغضِب ربَّه.

أنا عبد وأسيادي عشرة باعوني فقبلتُ.

فالأرض للربِّ من أقصاها (إلى أقصاها) وعليها يُقيمُ العبدُ وسيِّده.

أَشتغلُ لكم مثل عبد وأحفظُ أوامركم،

480  لا أسيء إلى كيسكم وهاربًا لا أكون أنا.

أطلب منكم يا أسيادي الجدد الذين حصلتُ عليهم اليوم:

هبوا الثمن فأَمضي معكم لأنِّي أحببت سيادتكم (عليَّ)».

عشرون من الفضَّة

«هبوا(37) لنا عشرين من الفضَّة والعبدُ يقودُ جِمالَكم،

ولا نطلب عنه أكثر لأنَّ التاجر يطلب أن يربح.

485  يكون لكم عبدًا متنبِّهًا، وها ثمنه ليس بالكثير.

لا تمتنعوا عن شرائه، (مخافة أن) يسرق الكيس ويهرب».

«نحن لا نتخلّى هكذا عن (عبد) لائق، لأنَّ طريقنا كلَّه ربح.

في هذا الطريق يفرح بنا وأرضُ مصرَ كريمة.

ولو طلبتم مئة من الفضَّة لكنتم طلبتم منّا القليل القليل.

490  وما الذي في الأمر إن كان ثمنه قليلاً.

فإن كان فيه عيب بعتموه بهذا الثمن.

فأنتم تعرفون والله يعرف أنَّنا اشتريناه بحسب كلامكم.

أقوال العبد لم تكن قاسية علينا كما حرَّكتنا أقوالكم.

فلو كان الأمر كما قلتم أنَّ عبدنا يصبح سيِّدنا،

495  لثـبُّـتُم للعبد الحرِّيَّة التي هي لنا».

«طلبتم(38) أن تشتروا عبدًا وها أنتم تتطلَّبون على ثمنه».

 

وصار ابن الأحرار عبدًا

مدَّ (الأخوة) الأشرار أيديهم ليأخذوا ثمنَ الذي حسَدوا:

دخل مامون (المال) في الأيدي، وخرج ابن الأحرار إلى العبوديَّة.

ما ترطبّ الحنقُ الذي فيهم لأنَّ السخط اشتغل فيهم عند الجبِّ.

500  فالأصابع كتبت كتابة الحسرات على جانب الجبِّ.

كان رأوبين البكرُ بعيدًا حين بيعَ يوسف،

وخارجًا عن إرادته فعل إخوتُه إرادتهم.

كان يخاف من الله ويهاب أباه،

فأحبَّ يوسف أخاه وترجَّى أن يُنقذَه (من قبضتهم).

 

505  وزن التجّار الفضَّة وامتدَّت الطريق للمسير.

نظر يوسف باتِّجاه إخوته وجرت دموعه بالبكاء:

يا للعجب كم احتمل! أمّا هم فما ارتاحوا من سخطهم.

حتّى في ساعة الفراق ما انفرج بغضُهم.

القتلة يرحمون إخوانهم حين يرون دموعهم،

510  وأبناء يعقوب ما اقتنعوا بأن يرحموا أخاهم.

رُبطت رجلاه بالقيود وهو يمشي، كما كُتب(39)،

واكتسى جسمُه بالحديد القاسي وهو يدخل (مصر).

 

«يكفيني أنِّي صرتُ عبدًا لأنِّي رويتُ أحلامي،

فقابلتْ عبوديَّتي الخبرَ ووقاحتَه.

515  إن سكتُّ غضب عليَّ ذاك الطبع الذي بلبلتموه،

وحرمتوه ممّا له، ووهبتم له ما لم يطلبه لنفسه.

وبهذا أفسدتم الطبع أنَّكم جعلتم ابن الأحرار عبدًا

ما جَعلتُ (أحدًا) عبدًا في كنعان وأنتم كسوتموني العبوديَّة.

بي استعبدتُم حرِّيَّتكم ورميتموني في القيود.

520  سورٌ هو ثلمُ سخطكم، وحجارتُكم خدشت وجوهَكم».

 

فاعتبروا أنَّهم ردُّوا له

«منك يا يوسف تعلَّمنا أنَّ الأحرار يصيرون عبيدًا.

أنت استعبدتنا بأحلام الليل، ونحن بِعناكَ في النهار.

وما توقَّفَتْ جسارتك فقط في أن تقتنينا عبيدًا،

بل ترفَّعتْ صفاقتُك فاستعبَدْتنا معًا نحن وأباك.

525  نوح الصدِّيق ناله العار فسخط ولعن ابنه(40)،

فصار أولاد كنعان عبيدًا، بعد أن أنالوا أباهم العار.

فإذا كان نوح ما تحمَّل فلعن ابنه الذي ضحك منه،

فإنَّ يعقوب الذي جعلته عبدًا ، عمل لك ما عمل نوح».

 

«إذًا(41)، جعلتموني سيِّدًا وصرتم أنتم عبيدي،

530  وأخفيتم فيوض مراحمي التي أفضتُ على رؤوسكم!

فإذا حصل وتمَّت الأحلامُ التي رأيتُ وفسَّرتُم،

فسوف تُكتَب مراحمي عليكم في الأجيال الآتية.

هذا الطريق الذي سرتُ فيه هو يكشف ذنبنا،

ويبيِّن بعد زمان من الذي سار فيه للشرّ.

535  هبوا لي السلام، يا إخوتي، محبَّتكم توقَّدت في وجداني،

ووازنوا جهالتي وضيقاتي وانظروا الإثم الذي صنعتم.

توسَّلتُ إلى أسيادي كلِّهم وما من أحد كان راضيًا.

أزيلوا بغضكم عنّي، فها حُكم عليَّ أن لا أبقى عندكم».

 

«رأيتم يديَّ موثقتين، رأيتم دموعي المتفجِّرة،

540  فما حصدتُ من قلوبكم زرعًا زرعتُ في آذانكم.

فابقَ في سلام، يا يهوذا، ويا أخي رأوبين يا من ساعَدْتَني.

مشورة رأوبين خلَّصتني، ومشورتك (يا يهوذا) أصعدتني من الجبِّ.

وصفا حبُّك، وها أنا أرسل إلى بنيامين رسالةً معك:

أن لا يترك كنف أبيه لئلاَّ يُعدَّ إخوتُه (فضَّةَ) ثمنه.

545  صنعتم مأثرة عظيمة ستأتي وتخرج إلى الأجيال:

اجتمع الإخوة العشرة واستوفوا ثمن أخيهم.

فلتسكنِ الآن الأفكار ولترتَحِ الضمائر أيضًا.

فالمقلق والفاسد ابتعد عن دياركم (حرفيًّا: من عندكم).

وأنا أخاف أن يصبح صنعُكم عادة».

 

550  «فإذ أذنب إليكم أخوكم ملأتم كيسكم من ثمنه،

فما من إنسان فتح قدّامي هذا الباب الذي يستعبد الأحرار.

ألبستم الصغير البكوريَّة اللامطلوبة،

وإذ أنا حزين أترك بسلام جوقة إخوتي.

ومن يعرف إن كنّا نرى بعضنا بعضًا في هذه الأزمنة (أو: الحياة).

555  وحين تعودون إلى يعقوب، هبوا له سلام ابنه.

فأنا عارفٌ أنَّكم لا تقدرون أن تكشفوا له هذه.

أَطلبُ منكم يا إخوتي أن تكون عيونكم على بنيامين ،

فإذا كنتم أذنبتم إليَّ فلا تخطأوا ضدَّ بنيامين.

بواسطة النذور كنّا لأمِّنا أنا وأخي بنيامين.

560  ما كان أسعده يعقوب الشيخ لو أنَّ راحيل ما ولدت (له).

لا أرغب أن أترككم، وها التجّار ينتظرونني.

وما إن رميتُ رجليَّ في الطريق حتّى قام الحبُّ قدّامي ومنعني.

خاف التجّار الذين استعبدوني لأنِّي تمسَّكتُ بكم».

 

تهديد يوسف الأخير

«إن لبث العبدُ عندكم ردُّوا لنا الذهب الذي وهبناه».

565  «امضِ معهم، يا يوسف، في الطريق، ولا تفتخر بأنَّك لست عبدًا،

لئلاَّ تقسو مضايقُك وليس من قريب يعينك.

ولا تقُلْ بعد أن نفترق إنَّك ابن الأحرار ونحن إخوتك

فإن قيلت هذه الكلمة للتجّار تكون بمثابة شكوى.

يُحسَبون أنَّهم سارقون يَقتَادون الأحرار عبيدًا.

570  وإن اشتهر (الأمر أتوا) في إثرهم وقطع السيفُ رؤوسهم».

 

ومضى مع التجّار

أكمل الأخ كلامه الذي تكلَّم به إلى أحبّائه بالحسرات،

وانفصل عنهم وهو يشهق لأنَّه تذكَّر إيّاه وإخوته.

«نحن التجّار رأيناك اليوم حزينًا جدًّا،

والآن ابتعدنا عنهم، فعرِّفنا ما هو ذنبك.

575  فسخطُهم كبيرٌ جدًّا وبغضُهم قاسٍ قاسٍ.

ما هذه طريق العبيد ومُطلقُ الذين يسيرون فيها».

«لا أعرف أنّي أذنبت تجاه سيِّدي الأوَّل الذي اشتغلت عنده».

«لا تهرب منّا في الطريق وإن وثقت (بنا) لا تُحتقَر.

لا نمنع عنك نعمة حين نعرف استقامتك».

 

580  أخبر التجّارُ الواحد الآخر وقالوا في الطريق ما حصل:

«كم صبرَ هذا الفتى وكم تعالى أسياده.

تكلَّمنا باستقامة فبان سخطهم وقساوتهم.

وما قُبل قدَّامهم لأنَّنا كشفنا الحقيقة.

عزَّزوا أنيابهم وحرقوا (أسنانهم) على (إنسان) وديع.

585  ولو حصل وتركناه لهم لكانوا نهشوه نهش الذئاب.

استرجعناه من أيديهم كما العصفور من فم الباشق،

وكالفريسة من فم الأسد، أفلتناه من أسنانهم».

 

إهدأ يا يوسف، لا تكتئب أن يكون أسيادك فعلوا لك هكذا،

فعسى يرضى بك الله ويشتريك سيِّدٌ صالح،

590  وتعبر أزمنةُ الضيق وتأتي أزمنة الأفراح

ويكون لك تذكُّرٌ حسن بأنَّنا كنّا لك سبب خير.

فكم مرَّة تقوم عاصفة البحر على التجّار،

وتفكِّر (أنت) أنَّ عبور العاصفة يصنع ربحًا عظيمًا.

فعاصفة سيِّدك سحقتك (وها أنت) تسير بالسفينة إلى الراحة،

595  وتكون لك مصر جزيرة(42) تُخرج إلى لقائك الخيرات.

(1) إشارة إلى أحلام يوسف التي رواها لإخوته ووالده (تك 37: 5-11)، وإلى أحلام فسَّرها في السجن (40: 9-19) وإلى أحلام فرعون (41: 17ي).

(2) فالنار تنقِّي المعادن، وكذلك التجربة.

(3) محبَّةُ المال تدفع إلى الخطيئة (1 تم 6: 10).

(4) أي أنت أيُّها الربُّ ونمطك.

(5) بمعنى: هضم حقَّه، أنكره.

(6) ܢܟܪ. تنكَّروا له، اعتبروا أنَّهم لا يعرفونه، اعتبروا أنَّه غريب.

(7) جمال وجهه وجمال سيرته.

(8) تك 37: 2: «أخبر أباه بما يُشاع عن مساوئهم».

(9) زلفة هي جارية ليئة (30: 9). وراحيل هي المرأة المحبوبة (آ1).

(10)   تك 37: 4: «أحبَّه أكثر منهم جميعًا».

(11)   تك 37: 5-7: «نحزم حزمًا في الحقل...».

(12)   تك 37: 8: «تملك علينا».

(13)   هنا يبدأ جواب يوسف لإخوته.

(14)   تك 37: 9-10: «كأنَّ الشمس ساجدة لي والقمر...».

(15)   تك 28: 12: «حلم أنَّه رأى سلَّمًا...».

(16)   تك 37: 11: «فحفظ أبوه هذا الكلام».

(17)   تك 35: 22 (ضاجع بلهة)؛ 49: 9 (علوتَ فراش أبيك).

(18)   أي رفض أن فينساه فذكره حين أعطى البركة لأبنائه. أمّا ذنب يوسف فنسيَه.

(19)   تك 34: 5 (سمع يعقوب أنَّه دنَّس دينة ابنته)، 25 (أخذ لاوي وشمعون كلُّ منهما سيفًا).

(20)   تك 37: 3: «صنع له قميصًا ملوَّنًا».

(21)   ܐܒܘܢ (أبانا). بل يجب أن نقرأ: ܐܒܘܟ: أبيك. رج تك 37: 10 (أبوك وأمُّك فنسجد لك). كان هنا فقط كلام عن «السلام» لا عن «السجود».

(22)   تك 37: 12-14 (إخوتك يرعون الغنم).

(23)   تك 37: 19: «ها صاحب الأحلام».

(24)   أو: مثوى الأموات. الجحيم حيث يرقد الأبرار والأشرار معًا. ذلك ما سوف يقول يعقوب لبنيه حين يأتون إليه (تك 37: 35).

(25)   بعد كلام يبدو لرأوبين (تك 37: 21)، يجيب أحد الإخوة ويهدِّد.

(26)   هكذا يحسب الإخوة أنَّهم لا يعرفون شيئًا عمّا حصل له في البرِّيَّة.

(27)   هنا جواب يوسف: إذا كان القميص هو السبب فأعطه لمن تشاء. ونبَّهه أنَّه ابن الحرَّة مثله، لا ابن الأمة التي تكون زلفة (جاد، أشير) أو بلهة (دان، نفتالي). رج تك 30: 1-13.

(28)   تك 34: 25: شمعون ولاوي...

(29)   اندفع ابنا زلفة، ثمَّ راح آخر (345-346) في الخطِّ عينه. أمّا رأوبين فأراد أن ينقذ أخاه، فاقترح بأن يُرمى في جبّ (37: 21-22)، أو ما يُسمّى (ܫܡܐ) جبًّا. أمّا الهدف فإنقاذ أخيه.

(30)   تك 28: 50: مضى إلى سهل أرام.

(31)   تك 28: 12: ملائكة تصعد وتنزل.

(32)   يتحدَّث النصُّ هنا عن «العرب» أو «العربان» ܥܪ̈ܒܝܐ. كما يتحدَّث عن المديانيّين ܡܕܝܢܝܐ. في النصِّ هناك «الإسماعيليّون» (37: 25) ثمَّ «المديانيّون» (37: 28).

(33)   تك 37: 26: «ما الفائدة من قتله». تلك كانت حيلة يهوذا. وهكذا نجا يوسف مرَّتين، مرَّة بواسطة رأوبين ومرَّة بواسطة يهوذا.

(34)   نقرأ هنا مقابلة بين يوسف ويسوع. آباء الشعب العبرانيّ استخفُّوا بيوسف، وأولادهم بيسوع: «انزل»، رج مت 27: 42.

(35)   هنا بداية كلام التجّار. نلاحظ أنَّ ما قاله الإخوة عن يوسف كان صحيحًا، سوى أنَّهم دعوه عبدًا وهو حرٌّ مثلهم.

(36)   نلاحظ هنا قراءة أخلاقيَّة: عبد للناس ولا عبد للخطيئة. ثمَّ كلام عن واجبات العبد تجاه سيِّده على ما يقول بطرس في رسالته الأولى (2: 18ي).

(37)   هنا جواب الإخوة. رج تك 38: 28: بعشرين من الفضَّة.

(38)   ردَّ التجّار على إخوة يوسف، فضجر هؤلاء وما أرادوا البحث أكثر من ذلك.

(39)   مز 105: 18: «جسوا رجليه بالقيود، وأدخلوا عنقه في الحديد».

(40)   تك 9: 25: «ملعون كنعان! عبدًا...».

(41)   قابل الإخوة أباهم مع نوح، لهذا تحوَّل يوسف إلى عبد، فأجابهم.

(42)   فيها تكون بعيدًا عن الأشرار فتجد ملء السعادة.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM