تقديم

ينابيع الإيمان – 21 –

يوسف بن يعقوب

قصائد منسوبة إلى أفرام السِّرياني 1-7

الخوري بولس الفغالي

منشورات الجامعة الأنطونية

تـقـــديـــــم

في نهاية القرن التاسع عشر، نشر الأب توما جوزيف لامي اثنتي عشرة قصيدة تروي خبر يوسف. منذ باعه إخوته حتَّى موته ودفنه. جاءت عشر قصائد في الجزء الثالث(1)، على أنَّ العاشرة كانت ناقصة، فنشر الأب لامي ما نقص منها ثمَّ أضاف القصيدتين الحادية عشرة والثانية عشرة في الجزء الرابع(2).

ذكر الأب لامي خمسة مخطوطات عاد إليها.

الأوَّل: مخطوط مارونيٌّ يتضمَّن ثماني قصائد، مع أنَّ العنوان يتحدَّث عن 12 قصيدة.

الثاني: مخطوط فاتيكانيٌّ يتضمَّن عشر قصائد. نسخها للناشر الراهب العالم أغوسطينوس الشبابيُّ الراهب المارونيّ الذي كان حينئذٍ يُقيم في مصر. في الواقع، نحن أمام 12 قصيدة لأنَّ القصيدة الثامنة دَمجت قصيدتين. وكذلك القصيدة التاسعة.

الثالث: مخطوط جاء به من الشرق، الكاهنُ الفارسيُّ اللعازاريّ، بول بيجان. طبعه في مدينة ليبسيا سنة 1887(3). هذا المخطوط هو ملك العلاّمة عبديشوع الخيّاط، رئيس أساقفة آمد (= دياربكر الحاليَّة).

الرابع: المتحف البريطانيّ 12166، الوريقات 103-124. يعود المخطوط إلى القرن السادس ويتضمَّن عددًا من النصوص اللاهوتيَّة: أفرام، باسيل، يعقوب السروجيّ، إسحاق الأنطاكيّ. فيه قصيدتان، من قصائدنا هما الأولى والثامنة وهما يُنسَبان إلى بالاي. نشرهما أوفربيك(4).

الخامس: المتحف البريطانيُّ 14590 من القرن الثامن أو التاسع، الوريقة 61-68. نجد هنا فقط القصيدة الثانية التي لا يُذكر اسمُ ناظمها.

هذه القصائد التي تبدو أفراميَّة، لأنَّها تأخذ بالوزن السباعيّ، نسبها بعضهم إلى بالاي الذي عُرف شعره بالوزن الخماسيّ. مهما يكن من أمر، نعرف أنَّ أكثر من أبٍ سريانيٍّ وصف حياة يوسف بن يعقوب. نذكر بشكل خاصٍّ يعقوب السروجيّ الذي نظم عشرة قصائد، موجودة في المتحف البريطانيّ (14590)، ويبدو أنَّها في معرض النشر كما قيل لنا في المؤتمر السريانيِّ الأخير الذي انعقد في إسبانيا.

نذكر هنا أنَّ هذه القصائد الاثنتي عشرة جاءت متواصلة، فقسمها الناشر إلى قصائد ومقاطع (أو: أجزاء)، ولاسيَّما لامي الذي تبعه الخورأسقف بولس السمعانيّ(5). أمّا العناوين التي جعلها الأب لامي للقصائد فجاءت كما يلي: الأولى: بيع الإخوة ليوسف. الثانية: إيصال القميص إلى يعقوب. الثالثة: يوسف يُباع لفوطيفار. الرابعة: يوسف يمرُّ في التجربة. الخامسة: يوسف يُوضَع في السجن. السادسة: يوسف يكرَّم. السابعة: مجيء الإخوة إلى مصر. الثامنة: وأتى بنيامين إلى يوسف. التاسعة: وعرف الإخوة يوسف. العاشرة: إبلاغ البشرى إلى يعقوب. الحادية عشرة: موت يعقوب. الثانية عشرة: موت يوسف.

أمّا خبر يوسف فيرد في سفر التكوين (ف 37-50) بعد الأخبار عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وموضوعها الأساسيُّ الغفران بالرغم من الخطيئة الكبيرة التي اقترفها إخوة يوسف تجاه أخيهم. ولم يتمَّ الغفران في الحال، لأنَّ يوسف أراد لإخوته أن تكون توبتهم حقيقيَّة، فجعلهم يمرُّون في الألم ويستعدُّون لأن يتركوا الحسد جانبًا، كما الأنانيَّة تجاه ابني راحيل (يوسف وبنيامين)، بحيث يضحِّي الواحد بحياته من أجل الآخر. هذا ما ظهر عند يهوذا الذي كان له الدور الأوَّل في هذه القصائد.

لا نجد هنا المعنى اللاهوتيَّ بشكل مباشر، بل هو الخبر يتبع ما نقرأ في الكتاب المقدَّس، ويقدِّم الحوارات العديدة محاولاً كشف عواطف يوسف وإخوته بانتظار أبيه. شِعرٌ سلس في السريانيَّة. حاولنا أن نكون قريبين من النصِّ مع السعي إلى إبراز نصٍّ شعريٍّ قدر الإمكان. وهكذا نكون فتحنا مجالاً في عرض هذه الميامر الأفراميَّة. ومن يدري، فقد نعرض ميامر يعقوب السروجيّ حين تُنشَر...

فإلى هذه القراءة الشيِّقة ندعو نفوسنا وندعو القرّاء، في جزء أول يتوقّف عند القصيدة السابعة واستعداد الإخوة للانطلاق إلى مصر مع بنيامين، على أن تتواصل القصائد الخمس الباقية في جزء ثانٍ، بعونه تعالى.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM