الفصل الحادي عشر والثاني والثالث عشر

الفصل الحادي عشر

ثمَّ اجتمع مجلس الشيوخ الرومانيّ مع القنصل ومع الشعب أمام الباب اللاتينيّ. وأعطيَ الأمر بأن يُؤتى ببرميل مملوء بالزيت المغليّ، فيُرمى فيه يوحنّا الرسول الطوباويّ ليلة «نوني»([1]) أيّار، عريانًا، مجلودًا، معامَلاً باحتقار. ولكن حمَتْه النعمةُ الإلهيَّة، نعمةُ ربِّنا يسوع المسيح، فخرج من هذا الزيت المشتعل والمغليّ، مثل مقاتل مليء بالعزم بحيث لم يشعر بأيِّ ألم. وبات مليئًا قوَّة وعزمًا. والمؤمنون الذين كانوا هناك بكوا فرحًا ورفعوا أصواتهم نحو السماء وامتدحوا الثبات الرسوليّ واستحقاق يوحنّا الإنجيليّ. وعابدو يسوع المسيح الذين كانوا أمام الباب اللاتينيّ، شيَّدوا كنيسة وكرَّسوها لاسم يوحنّا. فالله استعمل هذا الطاغي القاسي ليصل إلى أهدافه. وكما أنَّ يوحنّا وبطرس كانا رفيقين([2]) بفضائلهما والمعجزات التي صنعا، كذلك فعلت مشيئةُ الله بحيث تَركا في رومة ذكرى انتصارهما. فصار البابُ الفاتيكانيُّ([3]) بابَ النصر بسبب صليب بطرس. واشتهر البابُ اللاتينيّ بسبب برميل يوحنّا. وإذ رأى القنصل أنَّ الرسول خرج من الزيت دون أن يناله أذى، وأنَّه مُسح بالزيت مثل مقاتل من أجل يسوع المسيح، أصابَتْه الدهشةُ، ولكان أطلقه لو لم يخَفْ غضب الإمبراطور. ومنع دوميسيان القنصل أن يُعذِّب بعدُ يوحنّا، وأمرَه بأن يحتفظ به إلى أن يقرِّر في أمره.

الفصل الثاني عشر

بعد أن حصلتْ هذه الأمور، تراءى الربُّ ليوحنّا وقال له: «يجب أن ترجع إلى أفسس، وبعد ثلاثة أشهر تُرسَل إلى المنفى في بطمس. هذه المدينة تحتاج إليك حاجة كبيرة. وبعد أن تزرع فيها الكثير، تهديها إليَّ». فدخلْنا أيضًا إلى أفسس، فتحطَّمت التماثيل التي لبثت (قائمة)، ولم يَعُد من هيكل في أفسس إلاَّ وأزيلت منه نجاسة تماثيل الآلهة الكاذبة. أجرى يوحنّا هذه العجائب قبل أن يُنفى، وكان له أن يتألَّم كثيرًا من اليهود واليونان والرومان، الذين يحرِّكهم إبليس عليه، فكتب الكهنة وقضاة أفسس إلى دوميسيان رسالة أخرى هذا نصُّها:

الفصل الثالث عشر

«من سكّان أفسس إلى دوميسيان، سيِّدِ المسكونة. نطلب منك أن تأتي إلى معونتنا لأنَّ رجلين خرجا من اليهوديَّة، اسمهما يوحنّا وبروخور، أتيا ورمَيا البلبلة في مدينتنا وهما يكرزان تعليمًا جديدًا. ودمَّرا بحيلهما وسحرهما جميع هياكل آلهتنا العظام. إنَّنا نُعلمك بهذه الأشياء لكي ننفِّذ إرادتك تجاههما، بحسب أوامرك». حين رأى الإمبراطور هذه الرسائل، أمر بأن نُنفى، وكتب في هذا الصدد.

 


[1](1)  Nones: هو اليوم السابع.

[2](2)  في أع 3: 1ي نرى بطرس ويوحنّا معًا، ولاسيَّما حين أبرأا الكسيح.

[3](3)  La porte vaticane

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM