الخاتمة
في هذا الخبر ينقص أمر واحد ويكمل
وبعد قليل يصل هدفُ قصَّتي إلى غايته.
بقفزة واحد يقوم بها ليخطف العلوّ
320 ويثبِّت الأسس التي تبلغه إلى التعمير.
وإن كان بناء كلماتي متواضعًا ولا يليق،
فبقيَّة الأمور محفوظة لموضوعٍ آخر.
لو أنَّ الخمر الذي أسقى كأسُه لساني لم يكن لذيدًا
هناك طَعْم آخر يُحفَظ في الإناء.
325 خمر الصليب هو أحلى من كلِّ الفيوض
وطعم ألم الابن أعزُّ من كلِّ طعم.
كان موسى مصلوبًا على رأس التلَّة بنمط جليّ
فتقوّى من أجل القتال في سرٍّ خفيّ.
استمرَّ الشيخ حتّى المساء وها هو ينزل
330 ورأى بأنَّ عدد وزناته نقص فلسًا.
رأى الرسّام أنَّ الصورة العظيمة تمَّت
ونقصها فقط لونٌ واحد وتأخذ حدَّها.
رأى أنَّ خبر البيعة بعيد عن قصَّته.
فخاف أن ينزل وهو لم يرسمها في تراتيله.
335 أتوا بحجر ووضعوه تحته فجلس عليه
وأتقنت البيعة وعليها الصليب. مبارك خلاصه.[1]
تمَّ على سرِّ الصليب.
[1] سرّ الصليب حاضر هنا، وموسى مثَّله حين كان على الجبل مع هرون وحور، فحمل العصا على ذراعيه فبدا وكأنَّه واقفٌ على الصليب مثل ابن الله. ولكنَّ الفرق شاسع بين موسى ويسوع وإن قال موسى إنَّ الربَّ يرسل إليهم نبيًّا "مثلي". فما يصنعه الابن لا يستطيع موسى أن يصنعه مهما قال اليهود. ثمَّ إنَّ موسى انتصر في موضع محدَّد، أمّا المسيح ففي الأقطار كلِّها. حضر موسى وسط شعبين فقط، أمّا المسيح ففي الشعوب كلِّها، وهو يحارب الشرَّ والبدع والوثنيَّة.