الميمر السابع: مجمع الأساقفة.

الميمر السابع

مجمع الأساقفة[1]

 

الرعيَّة تجتمع عند الصليب

أمانُك، يا ربَّنا، يكون حظيرة للرعاة

ليجمعوا فيها كلَّ قطيعك لدى والدك.

صليبك الغافر يكون عصا تحفظ

القطيع الناطق الذي خلَّصت بدم صلبك.

5      بك يفتخر الرعاةُ وقطعانهم،

بك تُحرَس الرعيَّة ورؤساؤها.

خبرُ قتلك جمعهم في المحبَّة

ليوزِّعوا على قطيعك جسدك فيتنعَّم به.

أنت العظيم وسيِّدُ الأسياد كلِّهم

10     يا من سلَّمت نفسك للصلب لأجل قطيعك.

 

أنتَ وجدتَ الخروف الضالَّ في البيادي[2]

فريَّحته على كتفيك ليعود إلى موضعه (لو 15: 1-7).

لأجلك كان مجمعُ الرعاة

ليكلِّموا قطيعك بخبرك الكلام العذب.

15     أنت المرج وفيك يرعى القطيعُ كلُّه،

وأنت ماء الحياة ومنك يشرب (القطيع) كلَّ يوم ويشبع[3].

ملحُ القطيع الرسل، كما كُتب (مت 5: 13)

يسندونه بطَعْم سيرتهم السليمة.

في مروج صهيون رعى القطيع كلَّه وسمُنَ

20     فاقتادوه وأسقوه ليشرب الماء من الجلجلة[4].

حلَّت الرعيَّة على نبع فتحه الرمح،

فسمنَتْ منه والتذَّتْ وشبعت من شرابه.

رأتْ صليب النور في مجرى المياه، فأحبَّته

فصار حاميًا، فحملته لتشربه لأنَّها تاقت إليه.

25     من داخل المياه لبست لونه لكي تتشبَّه به،

بحبٍّ رأته وحملت صورته على أعضائها.

الرعاةُ الرسل بيَّنوا لها جدول دم

وُضع فيه الصليب فاشتمَّتْ رائحته وذاقت الحياة.

 

سمعان الصفا

سلَّم ابن الله قطيعه (لرسله) الاثني عشر

30     وبدل الطعام وهب له جسده ليحيا منه.

أوكل قطيعه إلى سمعان الصفا الذي أحبَّه،

ولأنَّه رأى أنَّه يسمع له، جعله راعيًا.

اختبر حبَّه وحينئذٍ أطلقه ليرعى قطيعه[5]،

لأنَّ الحبَّ (وحده) يقدر أن يحمل ثقل المريضات (النعجات).

35     سأله: إن أحبَّه رعى خرافه

وإذ عرف أنَّه يحبُّ كثيرًا، فأعطاه كثيرًا

سلَّم بيديه الحملان والنعاج والخراف

لأنَّه اقتنع بحقيقة حبِّه تجاه رعيَّته:

"سمعان، إن أنت تحبُّني ارعَ لي خرافي" (يو 21: 18)

40     بيِّنْ صدْقَ حبِّك للخراف التي أوكلتُ لك

الراعي الصالح يضع نفسه من أجل خرافه (يو 10: 11)

تطلَّعْ فيَّ وارعَ القطيع بالآلام والعذابات.

إن سُحق الراعي ارتاح القطيع وسَمُن

وإن استراح نقص وتبدَّد وأكلته الذئاب (يو 10: 12).

 

45     ارعَ لي حملاني وارعَ نعاجي، يا رئيس التلاميذ،

بالتعب والكدّ، احفظ الرعيَّة من المضارّ.

بالرمح طُعنت (يو 19: 34) لأجلها، بين لصَّين

ثقبوا يديَّ (مز 22: 17) ولم أتركها بالرغم من الضربات.

أحاط بي الكلاب (مز 22: 17) بين اللصوص الذين سلبوا الرعيَّة.

50     ولأنّي أحببتُها ما تركتُها حين طُعنْتُ.

جماعةُ الأشرار أحاطوا بي من كلِّ جانب

لكي أترك القطيع، فما تركتُه للعذابات.

ولولتْ عظامي من الضربات حين طُعنتُ

وتمسَّكتُ بالقطيع فما أخذوه منّي في كلِّ الآلام.

55     إلى أعماق الشيول (مثوى الموتى) دخلتُ وراءه حيث حُبست

وافتدتُه وخرجتُ من البيادي وما قويَ عليَّ إنسان

بدمي الثمين اشتريتُ القطيع من اللصوص،

فقُمِ الآن يا سمعان، وارعَهُ باجتهاد.

خذ لك الصليب عصا عظيمة مليئة بالحياة

60     وبه اطرد الموتَ واجلب إلى الحظيرة القطيع الذي خلَّصت.

أنا أنا مأكلٌ، أنا أنا مشربُ القطيع كلِّه

ضعْني قدَّامه لكي يأكلني كلَّ يوم ويهنأ.

 

سمعان والرسل

قبل سمعان بحبٍّ أن يرعى القطيع للابن

أخذ الوديعة ووهب العهد على الرعيَّة.

65     والرسل كلُّهم قبلوا القطيع مع الصفا

من رئيس كلِّ الرعاة وسيِّدهم.

هذا الذي قاله مخلِّصنا لسمعان

كلُّهم قبلوه لأنَّ المسيح قاله لهم كلِّهم.

هناك تكلَّم مثل رئيس بين نظرائه

70     فسمع الجميع الكلمة العموميَّة بحبٍّ عظيم.

"يا سمعان، إن تحبَّني ارعَ لي خرافي".

وبما أنَّهم كلَّهم يحبّون الابن رعَوا له قطيعه.

 

هؤلاء الصادقون غاروا ليبيِّنوا حبَّهم للابن

وفي الرعيَّة بيَّنوا وبرهنوا كم أحبَّوه.

75     هؤلاء التلاميذ خرجوا وراء القطيع الذي بادَ

فجمعه الصليبُ إلى المروج الخصبة ليحلَّ فيها.

أصنامُ الأرض سرقت القطيع وبدَّدته

وأدخلته ووضعتهُ في كهنوفها ومغائرها.

فقام التلاميذ وأسقطوا الأصنام

80     بخشبة[6] الصليب واقتادوا القطيع إلى الأمان العظيم.

بنوا (للقطيع) حظيرة قرب ينبوع المعموديَّة

وغسلوه ونقّوه بالمياه الحيَّة لأنَّه كان ضعيفًا.

 

الثالوث والإيمان به

هؤلاء الرعاة خطبوا القطيع (كما العروس) بدم ربِّه

ليكون متميِّزًا بلون الصليب المغبوط.

85     كان الثالوث له وسمًا وبه طبع

ووسموا القطيع كلَّه بالآب والابن والروح.

ختمٌ مختار لا يَفسد ولا يُغشّ

وسمٌ مجيد لا يسلبه اللصوص.

ثالوث لا يقدر المجادلون أن يبصُّوا فيه

90     إله لا يقدر الحكماء أن يدركوه.

أقانيم أرفع من معرفة البشر

طبيعة أرفع من أن تروي كلَّ الأخبار أخبارها

كائن تعجز كلُّ العقول أمام كينونته (جوهره)

ربٌّ امتلأت السماوات والأرض من تسبحته.

 

95     الآب هو الأوَّل ولا شيء كان قبله

والابن الحقيقيّ الذي لا طرفة بينه وبين أبيه.

والروح القدس الذي من الكائن، لا يُترجَم.

إلهٌ واحد وابنه وروحه بلا تفسير.

الآب لامولود، والابن مولود، والروح منبثق

100   من الآب، طبيعة واحدة، ولاية واحدة

الثلاثة متساوون في اللاهوت وفي السيادة

وفي التسبحة وفي العظمة وفي الشكر.

الثلاثة هم واحد، ومهما بحثت تجد (أنَّهم) واحد.

طبيعة متساوية لا تنقسم من كينونتها (جوهرها).

105   أسماء ثلاثة ولثلاثتهم قدرة واحدة،

وسلطة واحدة لا تنقسم إلى أجزاء.

مجيدٌ هو الوالد والولدُ مجيد مثل الوالد

قدّوس هو الروح، والآب قدّوس معه والابن.

نورٌ عظيم وشعاع والإشراق الذي من جوهره

110   نهار واحد كلُّه نور لمن يحبُّه.

تعلَّمتُ ثلاثة وواحدًا أعرف ثلاثتهم.

أعترفُ بواحد الذي هو أيضًا ثلاثة لمن يسجد له[7].

 

ادعُ الثلاثة بالإيمان فيجيبَك واحد

اعترفْ باسم الواحد فتجده ثلاثيًّا.

115   أن تجاسرتَ أن "تكبِّر" الآب و"تصغِّر" الابن

أفسدتَ موضوع الإيمان ورميتَ الشقاق.

فالآب الجبّار لا يلد ما هو صغير

لأنَّ ابنه هو مثله في الجوهر وفي الجبروت.

الآب ولد في الأزل، ابنًا لا بداية له،

120   وهو معه في طبيعته، بلا نهاية.

الآب حرَّك بابنه كلَّ كائن ليأتي به

من لا شيء ويصير شيئًا له جسم.

به قام العالم، ولولاه لما قام[8]،

هو البداية وهو النهاية وبه يقوم كلُّ شيء.

125   به بنيَتْ منذ البداية قاعةُ العالمين.

وهو من بنى البيعة[9] فلا تقوى عليها أمخال الجحيم (مت 16: 18).

 

الكهنوت وأسرار الكنيسة

ابنُ الله أعطى أبناء لاوي الأفود (علامة الكهنوت)

ولبيتَ سمعان اليدَ التي تلد الروحيّين.

كُتب: "ابن الله هو أمسِ واليومَ وإلى الأبد" (عب 13: 8).

130   كما كتب: "يأتي بعدي من هو أقدم منّي" (يو 1: 25).

وهب للأوَّلين الحبريَّة[10] والقداسة

وللآخرين وهب الكهنوت صانع العجائب.

وهب البخور لهرون الكاهن ولإلعازار

ووضع اليد لسمعان الصفا وليوحنّا.

135   كان خادمه ملكيصادق الشهير

وكان كاهنه توما ومتّى مع رفاقهما.

له صعدَت كلُّ ذبائح بني لاوي

وله قرَّب الخبز، في الأسرار، فصار جسده.

 

موسى صوَّره بدم ذبائحه، بشكل سرّيّ

140   والكاهن مزجه بالخمر والماء للعالم كلِّه.

برُّه قامت قبَّة الزمان لشعب (هذا) الزمان

وبيديه أعدَّت البيعة (لتكون) عن يمينه، من أجل الشعوب

بهذه الأسرار (أسرار) العروس بنت النهار

خدم جميع الذين نالوا حياة روحيَّة.

145   قُرِّب الخبز والخمر بدل كلِّ الذبائح (تك 14: 18)

من عند ملكيصادق الحبر العظيم، في السرِّ الخفيّ.

وإبراهيم أيضًا (لرسل) الابن الاثني عشر

بذبائح قسَّمها أجزاء في أرض كنعان.

أسحق الصبيّ حين رُبط على المحرقة

150   بيَّن لأبيه يوم الابن، فرآه وفرح (يو 8: 56).

 

الابن والبيعة والرسل[11]

يعقوب الذي مسحَ حجر بيت إيل حين كان هاربًا،

رسمَ لصنعه البيعة والمذبح والمائدة.

المسح للحجر! لماذا يا يعقوب

إلاَّ من أجل هذا السرّ (سرّ) مائدة الحياة الجديدة؟

155   يصبُّ الكاهن على المائدة زيت القدس

فيقدِّسه بمسحة ابن الله.

وهذا السرّ خُدِم بالحجر الذي مسحه

يعقوب في بيت إيل، التي هي بيت الإله

في بيت إيل، الحجر، وداخل البيعة ها هي المائدة

160   فالبيعة هي بيت إيل التي هي بيت الله.

من أين الزيت في الجبل ليعقوب البارّ

إلاَّ لأجل هذه الأسرار التي خُدمت.

 

بعصاه[12] هرب وأخذ بيده قرن الزيت

ليرسم طريق الرسل في طريقه كلِّها.

165   العصا هي الصليب، والمسحة هي الرسم الخفيّ

حمله (الصليب) الرسل في الطريق ويعقوب وهو يسير.

ترك يعقوب غنى عظيمًا حين هرب

وما أخذ معه إلاَّ عصا والزيت فقط.

وبلغ إلى جبلٍ وجعل الحجر مخدَّته ونام

170   وضمَّ عصاه والزيت الذي أتى به من بيت أبيه.

 

وصار[13] الجبل بيت الله من أجل يعقوب

وأتى الصليب ووضع فيه نفسه مثل سلَّم.

هبط الجليان من عند الله إلى النفس الصافية

وصوَّر ليعقوب كلَّ (العهد) الجديد وما صُنع فيه.

175   البارُّ الذي نام وحضن العصا،

يعني ابن الله الذي مات على الصليب على الجلجلة.

هذه السلَّم التي قامت بين العلوّ والعمق

هي الصليب الذي صار مصعدًا لبيت آدم.

انظروا أيُّها المتميِّزون في سنة صمت ذاك الصدّيق.

180   وفي صلب ابن الله: الصورة واحدة.

هناك العصا، وهنا الصليب الذي هو بالفعل

عصا القوَّة أرسلها الربُّ لشعبه الذي خلَّصه.

نام يعقوب على عصاه، على الجبل، وأصعد الصورة

لابن الله الذي مات على الصليب، على الجلجلة.

 

185   وضع الحجر هناك وسادة حين نام

ورسمَ البيعة حاملةَ موت الوحيد.

رمى الزيت فوق الحجر وبيَّن

كيف يمسح الكهنة كلَّ مائدة في بيت الله.

رأى سلَّمًا رُبطت بها السماء والأرض

190   ووضع صليبًا خلط الجانبين، هذا مع ذاك.

بالزيت الذي عليه (= الحجر) رُسمت المعموديَّة والمشحة

لمن يتطلَّع ليستنير.

وبالسلَّم صُوِّر المصعد، كما قلنا

لأنَّه يُصعد الإنسان إلى عُلى الآب الخفيّ.

 

195   فالمكان الذي فيه خُدمَتْ هذه الأسرار

صار بيتَ إيل، البيعةَ التي هي بيت الله.

بجبل يعقوب أُتقنت البيعة بشكل سرّيّ

وخُدمتْ فيها كلُّ أنماط الأمور الحقيقيَّة.

صلّى فيها يعقوبُ العظيم وأبو الكهنة

200   لكي يتعلَّم العالم أنَّ البيعة هي بيت الصلاة (حرفيًّا: الصلوات)

نذر ذاك الصدّيق نذرًا في بيت إيل

وعلَّم الناس أن يأتوا بنذورهم إلى بيت الله.

على جبل بيت إيل وضع يعقوب أساس البيعة

وصوَّرها وزيَّنها: كيف تقوم في الأرض وبماذا تقوم.

205   أبو الأنبياء تنبّأ لبنت الأنوار:

وُضع الصليب فيها وهو يرفع الإنسان إلى عُلى الأعالى.

تقدَّم ذاك البارّ ودعاها بيت الله،

لتكون مختومة باسم الله الذي خُطبَتْ له.

ذاك الذي نزل (إلى حاران) وخطب من الينبوع امرأتين

210   صوَّر الختن الذي اختار النقيَّة من داخل الماء.

 

من الأنبياء إلى الرسل

في الطريق الرفيعة زيَّح الأبرارُ عروس النور

وها هم يرسمونها من الأزل بإيحاءاتهم.

عبيدُ الملك لعروس الملك قدَّموا الإكرام

واجتذبوها وأتوا بها في طريق الأسرار إلى بيت الله.

215   ركضتْ قدَّامها طريقُ النبوءة وضجَّت

حتّى أتتْ فوصلَتْ وقامت لدى الرسل[14].

أنبياء الآب أخفوا العروس عن (عيون) الناظرين

حتّى أتى الصليب وخطبها وكشف عن وجهها.

من عرف ماذا صنع يعقوب على الجبل

220   حتّى الوقت الذي فيه ظهرت الأسرار وتجلَّت؟

من عرف أنَّ العصا هي الصليب، في النبوءة

أو أنَّ موت الوحيد صُوِّر في الرقاد،

أو أنَّ بالمسحة "ركض" رسمُ الرسل،

أو لماذا مُسح هذا الحجر بيد الصدِّيق؟

225   إذ كانت مخفيَّة، كانت مخفيَّة بأوقاتها

والآن بعد أن أتت الأسرارُ وتجلَّت، يراها كلُّ إنسان.

 

تعالَ وانظر الكهنة الذين يمسحون الحجر في بيت الله

واصرخ: هذا ما صنعه يعقوب على الجبل.

انظر السلَّم التي تكلَّموا عنها في ذاك الجليان

230   واعرف أنَّ الصليب الذي جاء في الوسط، قام بين الجانبين.

اسمع ما يقولون هنا: هب لنا خبزًا دائمًا

وأنصتْ من هناك: الصلاة واحدة هنا وهناك.

طلب يعقوب هناك فقط الخبز الدائم

وتقدَّم فرسم ما قيل لدى التلاميذ.

 

235   ها هو الجليان الذي رآه يعقوب جليًّا وقائمًا:

هذا هو البيت الذي كملَتْ فيه الأسرارُ كلُّها.

على الأساس الذي وضعه الصدِّيق هناك

ارتفع بنيان الكنيسة – بيت إيل – كما قيل.

الأنبياء، حرَّاس العروس، مثل حكماء

240   صوَّروا لها صورة وأخفوا جمالها عن المقلقين.

وإذ أتى خطِّيبُها البارّ ودخلت معه،

فرحَتْ بها الشعوب والعوالم: كم هي جميلة!

صوَّرها الأنبياء كلُّهم بإيحاءاتهم وزيَّنوها

وكلُّ واحد منهم رتَّب محاسن في وقتٍ بلغَه.

245   صوَّر لها يعقوب بالزيت صورة، كما قلنا

وبيَّن هناك أنَّ الزيت هو رسم البيت العظيم.

وأتى موسى ووضع مائدته في قبَّة الزمان

فقدَّسها الزيتُ المعصور ودمُ الذبائح.

بالزيت وهب صموئيل الملك لبني شعبه،

250   وإليشاع الذي مسح الملوك، خدم الأسرار.

 

وجه المسيح

المسيح هو علَّة كلِّ أنماط المسحة

وبه كمل كلُّ ما كُتب في النبوءات.

منذ الأزل، تعب المهندسون في هذا البيت،

الأنبياء والأحبار والآباء بإيحاءاتهم.

255   ربُّ القطيع صنع رسم الزيت لقطعانه،

لئلاَّ يتشوَّه بالحدِّ جسم خرافه.

أمسكت البيعة وسمًا عظيمًا هو مسحة القدس

ووسمت بالمسح الحملان والخراف والنعاج.

القطيع المُتعَب الذي أتى به الصليب من السابين،

260   وسمه بالمسحة لئلاَّ يقترب منه الحديد الذي يسم.

وسمُها هو زيت الأحبار الذي تسلسل إليها

من عند يعقوب وأتى إلى موسى وإلى صموئيل.

خطِّيبُها هو الدم الذي وهبَه لنا من على الجلجلة

جنبُ الراعي الذي به خُطب القطيع كلُّه.

 

وجه الكنيسة

265   هذا هو البيت المبنيُّ بسرِّ النبوءة

وفيه رُتِّبت كلُّ محاسن الرسل.

زيَّن الآبُ هذا الخدر لوحيده

ورتَّبه وملأه بكلِّ المحاسن التي لا تُدرَك.

عروس النور دخلَتْ لتكون للملك ربِّها،

270   فرتَّب المجيدة وزيَّنها بكلِّ المحاسن.

الأنبياءُ صاروا لها عبيدًا وخدموها بإيحاءاتهم

والملوك ندماءَ يزيِّحون جمالها على طغماتهم.

والكهنة كرَّموها بلباسهم وأفودهم،

واللاويّون بأبواقهم وبخورهم.

275   الأسرارُ سندتْها، وبالإيحاءات ركضت في طريقها

ودخلت فورثت بيت الآب وكنوز الابن.

من بداية العالم، أتت صورةُ الملك وتزيَّحت

فحملها الأبرارُ كلُّهم مع أزمانهم.

هابيل بدمه أرسلها إلى نوح ليأتي بها إلى الأرض،

280   ونوح مدَّها فوهبها لإبراهيم وملكيصادق.

وأبرام (أو: إبراهيم) لإسحق، وإسحق وهبها ليعقوب البارّ.

مشتْ من عند موسى وأتت وتوقَّفت عند يوحنّا (المعمدان)

وأخذها سمعان وملأ منها البرايا كلَّها[15]...

285   بوضع يد الرسل ملأت الأرضَ

أولادًا جددًا يكثرون كلَّ يوم بشكل روحيّ.

الصليب هو غنى وجمال وتاج في جماعاته

مبارك من بأسراره قامت البيعة لتمسك الأرض.[16]

 


[1] ܥܠ ܟܢܘܫܝܐ ܕܐܦܣܩܘܦܐ. ويستعمل لتقديس البيعة وحين يجدَّد الهيكل (أو: تجديد الهيكل، وبالتالي تجديد البيعة، كما في الليتورجيّا). بيجان، الجزء الرابع، الميمر 135، ص 789-803.

[2] ܐܒܕܢܐ. ترجمة بديلة: الهلاك.

[3] إشارة إلى مز 23 الذي يتحدَّث عن الربِّ الراعي وعن المراعي الخصبة والماء...

[4] رج يو 19: 34 حيث جرى الماء (مع الدم) من جنب المصلوب. هو يدلُّ على المعموديَّة.

[5] إشارة إلى ما حدث بعد الصيد العجيب، في الإنجيل الرابع. رج يو 21: 15ي.

[6] ܚܘܛܪܐ. حرفيًّا: قضيب. ثمَّ ܙܩܝܦܘܬܐ: الصلب، فجعلنا الصليب.

[7] نلاحظ هذه الدراسة الرائعة عن الثالوث: طبيعة واحدة، أقانيم ثلاثة. نعلن هذه العقيدة ولكنَّنا لا نستطيع أن نتفحَّصها، أن نبصَّ فيها وكأنَّها "مادَّة كيمائيَّة". فماذا ننتظر لنعلن إيماننا؟

[8] بالابن كان كلُّ شيء. هذا ما يحيلنا إلى مطلع الإنجيل الرابع (يو 1: 1ي)

[9] ܥܕܬܐ. الكنيسة. فيها الكهنوت وأسرار الابن.

[10] ܟܘܡܪܘܬܐ. الكهنوت ܟܗܢܘܬܐ

[11] بعد أن ذكر السروجيّ موسى وملكيصادق وإسحق، ها هو يصل إلى يعقوب فيقرأ الحلم الذي رآه في بيت إيل (تك 28: ذ10ي)، مع أمور أخرى من حياة أبي الآباء هذا.

[12] بعد الحجر ܟܐܦܐ تأتي العصا ܚܘܛܪܐ.

[13] هنا الانتقال من العهد القديم إلى العهد الجديد للكلام عن الصليب والكنيسة.

[14] ܫܠܝܚܘܬܐ. حرفيًّا: مصفِّ الرسل.

[15] سقط شطر هنا.

[16] وُضع لهذا الميمر أكثر من عنوان. الأوَّل: مجمع الأساقفة. الثاني: تقديس البيعة وتجديد الهيكل (والبيعة). الثالث: على قول ربِّنا لسمعان، ارعَ غنمي. نقرأ هنا توسيعًا عن الثالوث الأقدس وعلاقة الأقانيم بعضها مع بعض. ثمَّ عن الكنيسة التي صوَّرها الأنبياء من الابتداء وزيَّنها الرسل وافتداها المسيح بدمه. في خطِّ ثالث، كان تشديد على شخص سمعان الذي كلِّف برعاية القطيع كلِّه، مع دور بسيط لسائر الرسل. أمّا المقطع الكتابيّ الذي سيطر فهو سلَّم يعقوب الذي حمل أسرارًا سوف تكتمل في العهد الجديد.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM