الخاتمة.

 

الخاتمة

أربع محطّات في هذا الكتاب الذي قرأناه. في المحطّة الأولى، فتحنا نافذة على انجيل متى. نافذة تأمّلية يمكن أن تتبعها نوافذ. هناك مقالات وكتب دوِّنت حول انجيل متى. ولكن النظرة تختلف عن النظرة، والفكرة ترتبط بظرف من ظروف الحياة فتأتي جديدة وإن نحن عرفنا النصّ غيبًا وردّدناه أكثر من مرة.

في المحطّة الثانية، تعرّفنا إلى أنبياء يحملون كلام الله، في أفواههم وفي حياتهم، وهذا دون النظر إلى حياتهم السابقة وما يمكن أن يكون فيها من نقص وربّما من خطيئة. ابراهيم دُعيَ النبي حين كان في جرار. الملك الوثني بدا »أصدق« منه، ومع ذلك، الرب أدخله في سرّه، خصوصًا حين دمار سدوم وعمورة. وموسى الذي أراد أن يسرّع عمل الخلاص من أجل هؤلاء »الرعاع« الذين خرجوا من مصر. ولكن الرب يعرف الساعة التي يعمل فيها. لهذا كلّم موسى. والتقليد دعا داود نبيًا لأجل المزامير التي ارتبطت باسمه. حياة إيليا كانت نبوءة. وأشعيا بدأ كتابًا امتدّ على مئتي سنة ونيّف مع تلاميذ واصلوا عمله وتعمَّقوا فيه فأوصلونا إلى المسيح، إلى يسوع المسيح. ولوقا كان المعلّم في كتاب الانجيل وأعمال الرسل. وبولس فتح الطريق إلى العالم الوثني.

المحطّة الثالثة ربطت الكتاب المقدس بالليتورجيا. مقالات صدرت في أعداد حياتنا الليتورجية. كان بعضها أوسع من ذلك. ولكن حصل ما حصل. فجاء بعضها طويلاً والآخر أقلّ طولاً. نحن لا ننسى أن الليتورجيا أو صلاة الله في شعبه وصلاة الكنيسة حول يسوع مخلصها وفاديها، انطلقت من الكتاب المقدس. قرأت نصوصه وتوسّعت فيها أناشيد وصلوات. ونحن أخذنا الطريق المعاكس. انطلقنا من النصوص الليتورجية فاكتشفنا جذورها الكتابيّة.

والمحطّة الرابعة جاءت متنوّعة. مقالات من هنا وهناك. جمعناها في قسم أخير في امتداد جزء أول دعوناه »رابطة الايمان«، في »القراءة الربيّة«.

ذاك هو الكتاب الذي قدمناه. كِسرٌ وفتاتٌ جُمعت بحيث لا يضيع شيء. كلمة الله تتوجه إليّ في الآن والمكان. كما تتوجّه إلى القارئ. وهكذا تغتني الكنيسةُ على مرّ العصور، منذ بداياتها وحتى نهاية العالم. ولماذا كل هذه الكتب؟ قال البعض. وما هي ثمرتها؟ قال البعض الآخر. واعتبرت فئة ثالثة أنها منقولة، مترجمة، مكتوبة بيد غير يدنا. يقول المثل اللاتيني: الكلام الشفهي يخرج من الفم ويطير في الهواء. أما الكلام المكتوب فيبقى محفورًا على الورق قبل أن يُحفَر في القلوب. وهذه الكتب الكثيرة، ليست بشيء تجاه ما يصدر هنا وهناك. أما سائر ما يُقال فلا يعنينا.

الكتاب، من التعليم إلى الصلاة. ويبقى المعلّم الأول يسوع المسيح. سمعه الناس، فقالوا: ما علّم أحد مثل هذا الانسان. ولما أرسل اليهود شرطًا ليمسكوا يسوع، سمعوه، فإذا هو يمسكهم. أجل، كلام الله ما زال يأسرنا إلى هذه الساعة، فهلاّ تركنا الايمان يجذبنا إليه؟

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM