أقوال الحرس.

 

أقوال الحرس.

آ11. ولمّا ذهبنَ جاء أناسٌ من الحرّاس إلى المدينة وأخبروا عظماءَ الكهنةِ بكلِّ ما صار. يظهر أنَّ الملائكة لبثوا هناك بالصورة المنظورة إلى أن رجعت النساء من عند القبر، وأنَّ الحرّاس عند رؤيتهم الملاك ودحرجة الحجر اعتراهم الرعب فلبثوا هناك منذهلين، وهذا كان بتدبير الله ليرَوا ويسمعوا كلَّ ما كان ويخبروا الرؤساء به. ولمّا ذهبت النساء ولم يعد الملائكة يظهرون، تقدَّم الحرّاس إلى القبر، ولاحظوا كلَّ شيء بإمعان، وارتأوا أن يرسلوا بعضًا منهم إلى رؤساء الكهنة ليخبروهم بحدوث الزلزلة، وانحدار الملاك، ودحرجة الحجر، وقيامة المسيح، ورؤيتهم القبر فارغًا. ويوضحوا لهم براءة الحرّاس من الذنب، إذ يمكنهم أن يحاربوا البشر لا الملائكة.

آ12. فاجتمعوا، أي عظماء الكهنة، حينئذٍ مع المشايخ يتشاورون وأرْشَوا الحرّاسَ بفضَّة ليسَت قليلة، كالتي أعطوها ليهوذا، بل وافرة الكميَّة، وقالوا لهم:

آ13. قولوا: إنَّ تلاميذَه أتَوا ليلاً وسرقوه ونحن نائمون. فلو لم يرَ الرؤساء قيامة المسيح محقَّقة لما أعطَوا الحرّاس كمِّيَّة وافرة من الدراهم، بل لعاقبوهم على إهمالهم. ومن ذا يصدِّق أنَّ جنودًا عديدين معتادين على السهر محتاطين القبر لا يستيقظ أحد منهم مع الضجَّة الشديدة بدحرجة الحجر وكثرة التلاميذ؟ وإن كانوا لبثوا نيامًا، فمن أين عرفوا أنَّ تلاميذه سرقوه؟ فربَّما رأَوهم متأخِّرًا بعد أن أخذوه. ولكن لماذا لم يتبعوا أثرهم ويفتِّشوا عليه؟ وكيف ترك الولاة تغاضي هؤلاء الجنود دون عقاب؟ وهل يُتصوَّر أنَّ الرسل المرتعدين خوفًا يُقْدِمون على جسارة كهذه؟

آ14. وإذا أُعلن هذا أمام الوالي توسَّلنا إليه وجعلناكم بغير لوم. أي أقنعناه كما باللاتينيَّة، ليغضَّ الطرف عن هذا الأمر. ولا ريب أنَّ الوالي فهِمَ أنَّ الجنود كذبوا بقولهم إنَّ التلاميذ سرقوه، وحقَّق الأمر من قائد المئة وغيره، وكتب إلى قيصر في ذلك كما روى هاجيسبوس*، لكنَّه رأى بإقناع رؤساء اليهود، ومجانبة للسجس، أنَّ المواراة أحسن، وخاصَّة لأنَّه افتكر أنَّ الضرر يعود إليه لحكمه على المسيح بالموت.

آ15. فأخذوا حينئذٍ الفضَّةَ وصنعوا كما علَّموهم، أي أخفَوا الحقَّ وقالوا الكذب. وأنكر متفرستي* أنَّ لونجينوس القائد طاوعهم على ذلك. وخرجَتْ هذه الكلمةُ بين اليهودِ إلى اليوم، أي أنَّ يسوع لم يقم بل سرقه تلاميذه

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM