يسوع عند بيلاطس.

يسوع عند بيلاطس

آ11. أمّا يسوعُ فإنَّه وقفَ أمامَ الوالي، أي بيلاطوس بمنزلة مجرم، وكان اليهود أعلموه بدعوى يسوع. فسألَه الوالي قائلاً له: أنتَ هو ملكُ اليهود؟ أي أنت ملك اليهود المنتظَر منذ أزمنة، وهذه دنائنك وذلك؟*** وبعد ما رواه يوحنّا (ف 8) من قول بيلاطوس: أيَّة مثلبة لكم توردونها على هذا الرجل؟ وجوابهم: أنَّه لو لم يصنع شرًّا لما كنّا نسلِّمه، وقول بيلاطوس لهم: خذوه واحكموا عليه بموجب ناموسكم، وجوابهم: أنَّه لا يجوز لنا أن نقتل إنسانًا. فمن بعد ذلك وغيره أجاب يسوع بيلاطوس، فقالَ لهُ: أنتَ قلت، أي أنا ملك اليهود.

آ12. وفيما كان يقرفُه رؤساءُ الكهنة والمشايخُ فهو لم يُجِبْ بشيء.

آ13. حينئذٍ قال له بيلاطوس: أما تسمعُ كم يُشهِدون علَيك. كان ذلك بعد أن أوردوا عليه ثلاث وشايات: بأنَّه يُطغي شعبهم، ويمنع من إداء الجزية لقيصر، ويقول إنَّه المسيح الملك. وبعد أن أرسله بيلاطوس إلى هيرودس وامتهن به وأرجعه إلى بيلاطوس كما روى لو 23: 2.

آ14. فلم يرُدَّ له جوابًا ولا عن كلمةٍ واحدة، للأسباب التي ذكرناها في الفصل السابق (آ63). ولهذا تعجَّبَ الوالي جدًّا من جسارة اليهود واتِّفاقهم وإلحاحهم على قتله، ومن ثبات يسوع ووداعته وكِبَر نفسه واحتقاره الموت، وفوق ذلك من كونه كان يراه بارًّا وحاذقًا ويراه صامتًا مع خطر الموت عن تفنيد التهمات المورَدة عليه مع ظهور بُطلانها. على أنَّ صمت المخلِّص كان فعّالاً حتّى جعل الوالي الوثنيّ نفسه يقنع بأنَّ ما يثلبه به اليهود أفكٌ وزور. فيُسأل: هل أراد بيلاطوس حقيقة إطلاق المسيح؟ أجيب: أنكر ذلك روبرتوس* زاعمًا أنَّ بيلاطوس قد أرى وأظهر فقط أنَّه يريد إطلاق المسيح مع أنَّه كان مرتضيًا سرًّا بقتله. والأصحّ ما ذهب إليه مار أغوسطينوس* والباقون: أنَّ بيلاطوس أراد حقيقة إطلاق المسيح وهذا يظهر ممّا رواه لو 23: 20 بقوله عن بيلاطوس: إنَّه شاء أن يطلق يسوع. ومن أع 13 وممّا نراه بعيده***، ومع ذلك لم يكن بريئًا من الإثم.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM