مثل الخادم الأمين.

 

مثل الخادم الأمين

آ45. مَن تُراهُ العبدَ الأمينَ الحكيم الذي أقامَه سيِّدُه على بَني بيتَه. الأمين لئلاّ يَغشَّ، والحكيم لئلاّ يُغَشّ بتعاطيه بمال سيِّده مع خدّامه. ليُعطيَهم الغداءَ في حينِه. فقديمًا كانت الدراهم نادرة، ولذا كانت أجرة الخدّام طعامًا ومؤونة.

آ46. طوبى لذلك العبدِ الذي يأتي سيِّدُه فيجدُه فاعلاً هكذا.

آ47. الحقَّ أقولُ لكم إنَّه يُقيمُه على كلِّ ما هو له، أي يرفع مرتبته ويعظِّمه.

آ48. فإنْ يقُلْ ذلك العبدُ الشرّيرُ في قلبِه: إنَّ سيِّدي يتأخَّرُ مجيئُه.

آ49. ويبدأ يضربُ رُفقاءَه ويأكلُ ويشرَبُ مع السكِّيرين.

آ50. يأتي سيِّدُ ذلك العبد في يومٍ لا يظنُّه وساعةٍ لا يَعرفُها.

آ51. ويفصلُه ويجعلُ حظَّه مع المرائين. هناك يكونُ البكاءُ وصريفُ الإنسان. إنَّ المسيح ألحقَ بكلامه هنا هذه الآية تحذيرًا للرسل وغيرهم من الرؤساء في الكنيسة أو في الجماعة، موضحًا أنَّهم إن تعاطوا كما أُمِروا فطوبى لهم، وإن ظنُّوا أنَّ سيِّدهم يتأخَّر مجيئه الأخير أو في يوم الموتن وشرعوا يخاصم بعضهم بعضًا ويعيشون بحسب أهوائهم ورغباتهم المنحرفة، فيأتي سيِّدهم على حين غفلة ويُهلكهم في جهنَّم. فيحرّض الرؤساء والرعاة على الجدّ بإتمام واجبات دعوتهم المقدّسة. وبقوله" من تُراه" ؟ يُشير إلى أنّ الرؤساء والرعاة الذين يسهرون على رعاية القطيع المسلَّم إليهم كما ينبغي، هم القلائل. قال مار إيرونيموس*: كثرة الكهنة هي قلَّة الكهنة. وقال القدّيس بونيفاسيوس* الشهيد رسول جرمانيا: "كان سابقًا كهنة الذهب يقدِّسون في آنية من خشب، والآن كهنة الخشب يقدِّسون في آنية من ذهب. وأشار بقوله "يضرب رفقاءه ويأكل ويشرب إلخ" إلى أن نقائص الرؤساء والرعاة الرئيسيَّة اثنتان خاصَّة، تَصدر عنهما البقيَّة، وهما الجسارة بالتسلُّط الأمريّ والظلَّميّ والرغبة في الملذّات الأرضيَّة. فمن كانوا كذلك يتهدُّدهم المخلِّص بمجيئه بغتة يوم الموت والدينونة، وبفصله لهم من جماعة الطوباويّين والسماء، وتعذيبهم في النار الخالدة. وبالعموم يحرِّض المخلِّص كلَّ مؤمن ليستعدّ بالأعمال الصالحة ليوم الربّ، وإن كان ممَّن يموتون قبل اليوم الأخير. فإنَّ ذاك اليوم يأتي على كلِّ إنسان متى حضر موته، بنوع أنَّه يخرج من هذه الحياة، كما يحكم عليه في اليوم الأخير كما قال مار أغوسطينوس*.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM