عبرة التينة.

 

 

عبرة التينة

 

آ32. تعلَّموا المثَلَ من التينة فإذا لانَتْ أغصانُها ونضُرَتْ أوراقُها تَعلمون أنَّ الصيفَ دنا، أي قرب. وقد ذكر المسيح التينة دون غيرها من الأشجار، لأنَّ شجرة التين لا تورق ولا تظهر نضارتها إلاّ عند تزايد حرارة الصيف، لأنَّ دسمها ثقيل متكاثف يحتاج أكثر حرارة.

آ33. هكذا عندما تشاهدون هذه العلامات كلَّها تحقَّقوا أنَّه قد وصل إلى الباب. يعني قد وصل الديّان أو ملكوت الله وافتداؤكم كما قال لوقا. وبالحقيقة أنَّه يكون أقرب من الصيف بعد نُضرَة أوراق التين. فكأنَّه يقول: كما أنَّ نُضْرَة أوراق التين تدلُّ على إقبال فصل الصيف وثماره العذبة، هكذا إذا رأيتم الضيق في الأرض، فاستدلُّوا على قرب مجيئي الثاني وتنعيمي المختارين باللذات السماويَّة.

آ34. الحقَّ أقولُ لكم إنَّ هذا الجيلَ لا يزولُ حتّى يكونَ هذا كلُّه. ارتأى بعضهم أنَّه يُراد "بهذا الجيل" قبيلة اليهود. كأنَّه يقول: إنَّ أمَّة اليهود الموجودة الآن لا تزول حتّى يتمَّ كلُّ ما قلتُه، إذ تفضل بقيَّة من اليهود إلى اليوم الأخير من العالم كما يُبان من قول الرسول في رو 11: 25. وارتأى إيرونيموس* أنَّه يُراد بهذا الجيل جميع البشر. كأنَّه يقول: إنَّ هذا كلَّه يحدث قبل نهاية العالم. وارتأى أوريجانوس* وفم الذهب* وغيرهما أنَّه يُراد به جميع المسيحيّين. كأنَّه يقول: إنَّ الدين المسيحيّ لا يزول حتّى يطوَّب مختاريَّ في يوم الدين.

آ35. السماءُ والأرضُ تزولان، أي تجتازان إلى حال غير الحاضرة، فلا يعود فيها تولُّد وفساد، بل تنتقل إلى حال السكون الأكثر حسنًا. وكلامي لا يزول، أي لا يكون كاذبًا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM