الفصل الثالث والعشرون: تحذير من الكتبة والفرّيسيّين ووصاياهم.

 

الفصل الثالث والعشرون

فحواه تعليمه بالامتثال لتعليم الكتبة والفرّيسيّين ووصاياهم حيث يظهر ضلالهم وعدم الاقتفاء بأعمالهم التي يؤنبُّهم عليها تأنيبًا عنيفًا. وإنذاره بامتلاء كيل إثمهم وخراب أورشليم وترك سكَّانها لها.

تحذير من الكتبة والفرّيسيّين

آ1. حينئذٍ خاطبَ يسوعُ الجموعَ وتلاميذَه. حينئذٍ أي حين إذ فنَّد يسوع أضاليل الكتبة والفرّيسيّين، وأوضح صراحة أنَّه الماسيّا وابن الله، وهم لم يؤمنوا بل ازدادوا رغبة في هلاكه، فحينئذٍ أوضح إصرارهم وخبثهم بهذه الخطبة، لئلاّ يقتفي الشعبُ إثرهم.

آ2. على كرسيّ موسى جلسَ الكتبةُ والفرّيسيّون. أي قاموا مقام موسى مباشرين الحقَّ والسلطة على تعليم الشريعة وتفسيرها، وهذه كانت وظيفة الكتبة. وعلى سياسة الشعب والحكم عليه وهذه كانت وظيفة الفرّيسيّين. وكان كثير من الكتبة والفرّيسيّين كهنة أو لاويّين، ولم يشأ المخلِّص أن يسمِّيهم كهنة حرمة للكهنوت.

آ3. فمهما يقولوه لكم لتحفظوه فاحفظوه واعملوا به، بحيث لا يتَّضح كونه مضادًّا لشريعة موسى. كما أنَّ الوصيَّة التي ذكرها الرسول في كو 3: 20 وهي: أيُّها الأبناء أطيعوا آباءكم في كلِّ شيء، يضمر فيها أيضًا، بحيث لا يأمرونكم بشيء يضادُّ الوصايا الإلهيَّة. ولكنْ مثلُ أعمالِهم لا تعملوا لأنَّهم يقولون ولا يفعلون. أي يقولون أقوالاً حسنة ويسيرون سيرة رديئة، فأعمالهم تضادُّ أقوالهم. وهذه هي الرذيلة الأولى التي يؤنُّبهم عليها، وهي أنَّهم يحتقرون وصايا الله ويخالفونها ويُضرُّون غيرهم بمثَلهم الرديء.

آ4. ويربطون أحمالاً ثقيلة ويَضعونَها على مناكبِ الناس. وقرأت اللاتينيَّة: أحمالاً ثقيلة غير قابلة الحمل، وليس ذلك على إطلاقه، إذ لا يلتزم أحد بالمستحيل، بل ذلك عبارة عن صعوبة حملها من جرى*** كثرة التقليدات البشريَّة، خاصَّة بالغسل والعشور والبكور التي كانوا يطلبونها من الشعب بكلِّ صرامة، ومن جرَّاء تفسير الشريعة بمزيد الصرامة، كشريعة السبت إذ حرَّموا إبراء المرضى يوم السبت. وهم لا يريدون أن يحرِّكوها بإحدى أصابعِهم. أي لا يريدون أن يخفِّفوا تلك الأحمال بحلِّ شيء من وصاياهم، بل يتصارمون على الشعب مفسحين لنفوسهم تفسُّحات باهظة، فيثقِّلون غيرهم ولا يشاركونهم بحمل أثقالهم، وهذه هي الرذيلة الثانية ممّا يؤنُّبهم عليه.

آ5. وجميعُ أعمالِهم يَعملونَها تَظاهرًا للناس. وهذه الرذيلة الثالثة وهي المجد الباطل. يعرِّضون عصائب الكلمات العشر. هذه العصائب كانت قطعًا من الرقّ يكتبون بها أخصَّ وصايا الشريعة تذكارًا للسنَّة الإلهيَّة. فاليهود كانوا يفسِّرون طبق الحروف ما ورد في تث 6: 8 وهو: "وتعقدها علامة في يدك وتكون متحرِّكة بين عينيك". ولذا كانوا يعلِّقون بساعدهم الأيسر ويضعون على جباههم هذه العصائب بشكل إكليل. وكان الكتبة والفرّيسيّون يعرِّضون هذه العصائب أكثر من غيرهم ويكتبون فيها وصايا كثيرة ليُظهروا أنَّهم شديدو التحفُّظ على شريعة الله. كذا قال مار إيرونيموس* وغيره، ولهذه الغاية نفسها كانوا يطوِّلون أهدابَ أرديتِهم. والأهداب خيوط كان اليهود يعلِّقونها بأطراف أثوابهم، وكان لونها سماويًّا، ليُظهروا أنَّهم يسيرون سيرة سماويَّة. وقال مار إيرونيموس* إنَّ اليهود الأكثر تورُّعًا كانوا يضعون في هذه الأهداب أشواكًا حادَّة لتنخسهم، فتنبِّههم إلى حفظ السنَّة. وكان الفرّيسيّون يجعلون هذه الأهداب أكثر طولاً وعددًا من أهداب غيرهم.

آ6. ويحبُّون أوّليةَ المتَّكئين في العشاء ورئاسةَ الجلاّسِ في المجامع، أي يرغبون في أن يُعطَوا المحلَّ الأوَّل في كلِّ مكان ليكرّمهم الجميع بمنزلة رجال قدّيسين وحكماء.

آ7. والسلام في الأسواق. أي يرغبون في أن يحيِّيهم الجميع بالسلام بعظم الاحترام. وأنْ يُدعَوا من الناس رابّي، أي يا معلِّمي أو يا عظيمي، مع أنَّهم ليسوا علماء ولا عظماء، فيرغبون في الاسم ويرغبون عن العمل.

آ8. وأمّا أنتم فلا تُدعَوا رابّي. وفي اللاتينيَّة: وأمّا أنتم فلا تريدوا أن تُدعَوا رابّي أي معلِّمين أو عظماء. فالمسيح ينهى هنا عن الفخفخة التي كان الكتبة والفرّيسيّون يريدون بها السموَّ على غيرهم، وأن يُدعَوا معلِّمين بالتفضيل على المسيح أيضًا. فإذًا لا يُحرِّم هنا التسمية باسم معلِّم، إذ عدَّ الرسول المعلِّمين بين ذوي المراتب في البيعة، وقد دعا نفسه معلِّمًا للأمم (أف 2: 7). فإنَّ عظيمَكم واحدٌ وحيد وهو الذي يحقُّ له هذا الاسم بالحقيقة والحصر والتفضيل على الجميع، وهو المسيح. كما زادت النسخة اليونانيَّة هنا، وكما ورد في باقي النسخ في آ10. وكلَّكم إخوة. فللمسيح وحده العمل المعصوم من الضلال، والسلطة على التعليم من ذاته، ولا يجهل شيئًا ولا يقرع طبلات الآذان بالألفاظ فقط، بل ينير المعقول أيضًا. وهو الحقيقة الأولى وينبوع ومصدر كلِّ حقّ.

آ9. ولا تَدَعوا لكم في الأرض أبًا فإنَّ أباكم واحدٌ وهو الذي في السماء. يعني أباكم الأوَّل الذي يخصُّه بالإطلاق كمال الأبوَّة، لأنَّه مبدع حياتكم نظرًا إلى النفس والجس، وهو الذي يساعدكم ويحفظكم وينشئكم بتواصل، ويمنحكم الميراث الأبديّ، ومنه تُسمّى كلُّ أبوَّة في السماء والأرض، كما قال الرسول في أف 3: 12. فإذًا لا ينهى السيِّد هنا إلاّ عن اتِّخاذ أب من الناس المائتين نعتبره أبًا لحياتنا ومعاشنا، ونتعلَّق به ونتَّكل عليه أكثر من الله كعادة الوثنيّين والزنادقة. قال القدّيس إيرونيموس*: كما أنَّ تسمية إله واحد بالطبيعة لا تمنع من تسمية غيره إلهًا وابنًا لله بالذخيرة، كما ورد في الكتاب المقدَّس. هكذا تسمية أب واحد لا تمنع من تسمية غيره أبًا ومعلِّمين ثانين بعد الآب الواحد.

آ10. ولا تُدعَوا مدبِّرين، أي لا ترغبوا في أن يدعوكم الناس مدبِّرين في اللاتنيَّة معلِّمين. وفي اليونانيَّة: مهذِّبين. فإنَّ مدبِّرَكم واحدٌ وهو المسيح. فهو يعلِّمنا أوّليًّا بنفسه ويدبِّرنا ويقتادنا بطريق الفضيلة إلى السماء، وباقي المعلِّمين يعلِّموننا بعد تعليمه لهم وهم يعلِّمون بالألفاظ وحدها، والمسيح يطبع معانيها في النفوس وينيرها. وهم ينبِّهون إلى ما تأمر به السنَّة، والمسيح يساعد الإرادة بالنعمة.

آ11. فالكبيرُ فيكم فليكُنْ لكم خادمًا. قال فم الذهب* قد علَّم أنَّ داء المجد الباطل يلزم الفرار منه. وهنا يعلِّم أنَّه يلزم الفرار منه بالاتِّضاع.

آ12. لأنَّ مَنْ يَرفعْ نفسَه يَتَّضِعْ ومَنْ يُواضعْ نفسَه يَرتفِع لدى الله، كما قال ريميجيوس*، وعند الناس. ودرجات الاتِّضاع ثلاث: الأولى معرفة الإنسان نفسَه ودنائتَه. والثانية احتماله الإهانات أنّى أتتْه. والثالثة وهي الكملى*** السرور بالإهانة والاحتقار.

آ13. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون. اعلم أنَّ المخلِّص كما عيَّن في مت 5 ثماني تطويبات، هكذا يتهدَّد هنا بالويل ثماني مرَّات، كما صنع موسى إذ ذكر بركات كثيرة لحافظي السنَّة ولعنات مثلها لمخالفيها. وكلامه هنا كلام متهدِّد بالعقوبات للكتبة، ومشفق ومتوجِّع عليهم. لأنَّكم تأكلون بيوتَ الأرامل بعلَّةِ تطويلِ صلواتِكم ولهذا تأخذونَ أعظمَ دينونة. كذا قرأت النسخة السريانيَّة وفم الذهب* وأوتيميوس* وتاوافيلكتوس*. واللاتينيَّة قرأت ما في الآية التالية وهو: لأنَّكم تغلقون ملكوت السماء إلخ. قبل ما في هذه الآية، وهو: لأنَّكم تأكلون بيوت الأرامل إلخ. والمعنى أنَّكم تسلبون ما في بيوت الأرامل طالبين منهنّ أجرة زائدة بحجَّة تطويل صلواتكم. فمن دأَبِ الأرامل أن يكنَّ أوفر سهولة وميلاً إلى الانخداع بالرياء والتظاهر بالقداسة، وإذ ليس لهنَّ من مشير فيدفعن إلى المرائين من أموالهنَّ دون توفير. ولذا يقول المخلِّص لهؤلاء المرائين، إنَّهم ينالون أعظم شجب لسلبهم الأرامل الفقيرات، ولريائهم بالقداسة، وتعليمهم الأرامل أضاليلهم وآثامهم عقابًا مضاعفًا لإثمهم وإثم غيرهم.

آ14. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون لأنَّكم تُغلقون ملكوتَ السماء أمامَ الناس. يريد بملكوت السماء الكنيسة والسماء التي فتح بابها للجميع. فلا أنتم تدخلون ولا تدعُون الداخلين يَدخلون. يعني: تمنعون الناس الذين يريدون الدخول إلى السماء بي أنا الباب، كما قال عن نفسه بواسطة الإيمان الحقيقيّ، أو المعنى على ما فسَّر فم الذهب* وملدوناتوس* أنَّ الكتبة والفرّيسيّين لم يدخلوا ملكوت السماء لأنَّهم لم يحفظوا وصايا الله، ولم يدَعوا الغير يدخلون لأنَّهم أثقلوهم بتقليدات ووصايا يعسر تكميلها ولا نفع بها.

آ15. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون لأنَّكم تطوفون البرَّ والبحرَ لتَصطنعوا غريبًا واحدًا، أي تبذلون كلَّ جدِّكم لتُرجعوا غريبًا أو أجنبيًّا من عبادة الأوثان إلى الديانة اليهوديَّة. ولمّا كان هذا نادرًا، كان الكتبة المتكبِّرون يرغبون فيه جدًّا لنوال المجد الباطل والمكسب من أتباعهم***. فإذا صار جعلتموه ابنًا لجهنَّم مضاعفًا عليكم. إذ تربُّونه شرَّ تربية بالتعليم والمثَل، فيصير شرًّا منكم وابنًا لجهنَّم مضاعفًا ما أنتم عليه من الإثم. قال فم الذهب* هيهات أن نستطيع الاقتداء بالمعلِّمين الصالحين. وأمّا المعلِّمون الأشرار فنفوقهم شرًّا لزيادة تأهُّبنا للشرّ.

آ16. الويلُ لكم يا قادةً*** عميان تقولون مَنْ يَحلفْ بالهيكل فليسَ هو شيئًا، أي لا يلتزم بشيء لتوهُّمكم أنَّ هذا ليس بحلف. ومَنْ يَحلفْ بذهبِ الهيكلِ يُشجَب. يريد بذهب الهيكل، الذهب الذي كان يُلقى في خزانة الهيكل لإعالة خدّامه. فالكتبة والفرّيسيّون كانوا ينتجون من أمر الله بأن يصير الحلف به أنَّه إذا لم يصر التصريح باسم الله، فيكون الحلف كلا شيء، وإن أقسم الإنسان بخلائق الله. إلاّ أنَّ البخل كان يحملهم إلى استثناء بعض مخلوقات كذهب الهيكل وتقدمات هيكل الله، لأنَّها كانت تجرُّ نفعًا لهم لكونهم كهنة. كذا قال إيرونيموس* وبيدا*. كان الذهب الذي يقدِّسه الهيكل يصير أكثر قداسة من الهيكل نفسه. كما صرَّح بذلك بقوله:

آ17. أيُّها الجهلةُ العميان أيُّما أعظمُ؟ الذهبُ أو الهيكلُ الذي يقدِّسُ الذهب. فبرهان المسيح جليّ ومُفحِم. فالقداسة أمر باطن، والهيكل يسمّى مقدَّسًا بالاستعارة لتكريسه للأمور المقدَّسة كالصلوات والذبائح. والهيكل يُشرك بقدوسيَّته ما يقدَّم إليه، ولذا يكون الهيكل أقدس ممّا يقدَّم إليه. ولذا من يحلف بالهيكل يكون أشدَّ التزامًا ممَّن يحلف بذهبه، وهم كانوا يعلِّمون عكس ذلك.

آ18. ومَن يَحلِفْ بالمذبح فليس هو شيئًا، أي لا يلتزم بشيء على رأيهم. ومَن يَحلفْ بالقربان الذي فوقَه يَلتزم. أي يلتزم أن يفي ما حلف عليه أو نذره، والبرهان فيه كالبرهان السابق، كما أوضحه بقوله.

آ19. أيُّها الجهلةُ العميان أيُّما أعظمُ القربانُ أو المذبحُ الذي يقدِّسُ القربان. وينتجُ مِن برهانِه هذا قولُه:

آ20. فمَن يَحلِفْ إذًا بالمذبح يحلِفْ به وبكلِّ ما فوقه. يعني أنَّه بنفس حلفه بالمذبح يكون حلف بالقرابين التي عليه.

آ21. ومَنْ يَحلِفْ بالهيكل يحلِفْ به وبالساكن فيه. لأنَّه بمنزلة بيت لله وحده.

آ22. ومَنْ يَحلِفْ بالسماء يحلِفْ بكرسيّ الله وبالجالسِ عليه. فإنّ من يحلف بالهيكل أو السماء، فيحلف بالله الذي يُعتبَر ساكنًا فيهما، ويستدعيه للشهادة عليه، ولا يقام الهيكل أو السماء شاهدًا لأجل ذاتهما بل لاختصاصهما بالله.

آ23. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون لأنَّكم تعشِّرون النعنعَ والسبتَ والكمّون. إنَّ العشور كانت مفروضة بسنَّة الله. غير أنَّ الفرّيسيّين كانوا يدقِّقون كثيرًا على أعشاب لا ذكر لها في السنَّة أيضًا، كالنعنع وهو نبات معلوم، والسبت وهو نبات ذو رائحة (ولعلَّه الأنيسون كما في اللاتينيَّة وتسمِّيه العامَّة يانسونًا)، والكمّون وهو معلوم أيضًا. وأهملتُم أثقالَ الناموس مغضِّين عمّا يطلبه الله أكثر أي الحكم. ويُراد به الإنصاف للمظلومين والمحبَّة للجميع. والرحمة للخطأة والبائسين. والأمانة في العهود والمواعيد أو الإيمان بالله ومسيحه. وكان الواجبُ أن تَعملُوا هذه، أي الحكم والرحمة والأمانة، ولا تَرفُضوا تلك، أي تعشير الأعشاب المأمور والمسموح بتعشيرها في الناموس.

آ24. يا قادةً عميانًا يميِّزون البقَّةَ ويَبتلعونَ الجمَل. كأنَّه يقول: إذا وقعت بعوضة في الخمر أو المشرب الذي تتناولونه، فترفعونها من الكوب لئلاّ تشمئزّوا بابتلاعها أو تتنجَّسوا بها، وأنتم تبتلعون الجمل، أي لا تعتبرون الأمور الباهظة بشيء. فذلك مَثَل يُضرَب لمن يحتقر الأمور الباهظة ويعتبر الطفيفة. يريد المخلِّص به هنا أنَّ الكتبة والفرّيسيّين يحافظون على تعشير الأعشاب ونحوه من الأمور الزهيدة الاعتبا،ر ويتغاضون عن الوصايا والأمور الباهظة والمهمَّة.

آ25. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون لأنَّكم تُنظِّفون خارجَ الكأس والصحفةِ وداخلُهما مملوءٌ خطفًا وإثمًا. كأنَّه يقول: إنَّكم أيُّها الفرّيسيّون ترغبون في غسل أيديكم وأجسامكم والكؤوس والصحون، وضميرُكم مملوء خطفًا ونجاسة كلِّ إثم، مع أنَّ الاهتمام الأوجب هو بتنقية الضمير، فيعبِّر بخارج الكأس والصحفة عن الجسم والأيدي، ويعبر بداخلهم عن النفس والضمير. أو المعنى الأظهر كأنَّه يقول: إنَّكم تغسلون الكؤوس والصحف مجانبة لتنجُّسكم بها، وتُهملون غسل ضمائركم بالتوبة من أقذار الخطيئة.

آ26. أيُّها الفرّيسيّون العميان نَقُّوا أوَّلاً داخلَ الكأسِ والصحفَةِ ليَتنقّى خارجُها، أي نقُّوا ضمائركم أوَّلاً لأنَّها منبع الطهارة والنقاوة، وعنها تأخذ الطهارة جميع الأفعال الخارجة.

آ27. الويلُ لكم أيُّها الكتبةُ والفرّيسيّون المراؤون الذين تُضاهون القبورَ المكلَّسَة التي يُرى خارجُها حسنًا وأمّا داخلُها فهو مملوءٌ عظامَ الأموات وكلَّ نجاسة.

آ28. هكذا أنتم تَظهرون للناس كأنَّكم صدِّيقون وباطنُكم مملوءٌ إثمًا ورياء، أي تُظهرون خارجًا الاعتبار للسنَّة وتحتقرونها باطنًا وتخالفونها خفية، وتفسير كلِّ ذلك بيِّن.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM