المسيح وداود.

المسيح وداود

آ41. وفيما كان الفرّيسيُّون مُجتمعين. في الهيكل كما روى مر 12: 35. سألهم يسوع. إنَّ المسيح اتَّخذ سبيلاً ليبرهن لهم أنَّه المسيح وابن الله، ويجازيهم عرض شرِّهم خيرًا، فسألهم قائلاً.

آ42. ماذا تقولون عن المسيح ابن من هو؟ فقالوا له: ابن داود. والجواب الحقيقيّ أنَّه، نظرًا إلى كونه إلهًا، هو ابن الله، كقول المرتِّل أنت ابني وأنا اليوم ولدتك. ونظرًا إلى كونه إنسانًا، هو ابن داود. إلاَّ أنَّ الأوَّل كانوا يجهلونه أو لم يشاؤوا أن يقولوه. وروى مرقس ولوقا أنَّ المسيح قال: كيف تقول الكتبة عن المسيح إنَّه ابن داود. والتوفيق أنَّ المسيح سأل الفرّيسيّين أوَّلاً ماذا يقولون عن المسيح ابن من هو، كما روى متّى. فأجابوه: إنَّ الكتبة أي علماء السنَّة يقولون إنَّه ابن داود. فحينئذٍ قال يسوع: كيف يقول الكتبة عن المسيح إنَّه ابن داود؟ كما روى مرقس ولوقا.

آ43. فقالَ لهم: فكيف داودُ يَدعوه بالروحِ ربَّه. يعني إذا كان المسيح ابن داود فكيف يدعوه داود بإلهام الروح القدس ربَّه، وبالتالي أنَّ داود عبد له. فيكرِّر المخلًِّص على الفرِّيسيّين البرهان من آيات جليَّة، أنَّه ليس إنسانًا محضًا كما كانوا يظنُّون، بل إله أيضًا. وهو ابن داود بحسب الطبيعة البشريَّة، لكنَّه ربُّه بحسب الطبيعة الإلهيَّة، كما يتَّضح من مز 109، حيثُ يقول داود:

آ44. قال الربُّ لربّي: اجلِسْ عن يميني، أي ارتفع بحسب الطبيعة البشريَّة أيضًا فوق جميع المراتب والرؤساء، حتّى أضعَ أعداءَك تحتَ قدمَيك، أي املكْ معي بالمجد حتّى يوم الدين، إذ أُخضِع لك جميع أعدائك الأثمة. وحتّى هنا لاتِّصال*** ما بعدها بما قبلها إذ يبقى المسيح مالكًا مع أبيه بعد إخضاع أعدائه له أيضًا.

آ45. فإنْ كان داودُ يَدعوه ربَّه فكيف هو ابنُه. لا ينتج من برهان المخلِّص أنَّه ليس ابن داود بل أنَّه أكثر من ابن داود، أي ابن الله وإله حقيقيّ، لأنَّ داود يدعوه ربَّه، وإن كان من ذرِّيَّته وابنه نظرًا إلى الجسد.

آ46. فلمْ يعُدْ يستطيعُ أحدٌ أن يَرُدَّ له جوابًا ولم يعُدْ يَجسُرُ أحدٌ من ذلك اليوم، الذي هو الثلاثاء والثالث قبل آلامه، أن يسألَه أيضًا، كما اعتادوا أن يسألوه ليجرِّبوه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM