سلطة يسوع.

 

سلطة يسوع

آ23. ولمّا أتى يسوعُ إلى الهيكل، جاء إليه عظماءُ الكهنة وشيوخُ الشعب وهو يعلِّمُ وقالوا له: بأيِّ سلطانٍ تفعلُ هذا ومَن أعطاكَ هذا السلطان؟ يعني بسلطان من تدخل المدينة باحتفال ملوكيّ وتطرد الباعة من الهيكل وتعلِّم الشعوب متواترًا؟ وكأنَّهم يقولون: إنَّ السلطان على الناس لا يناله أحد من نفسه، بل إمّا من الله، وإمّا من أصحاب الولايات الشرعيّين مثلنا نحن الجالسين على كرسيّ موسى. فمن أعطاك أنت هذا السلطان؟ فكان يسهل على المخلِّص أن يقول لهم إنَّه أخذه من الله، لكنَّه لو قال ذلك، لثلبوه بقولهم إنَّ الأنبياء الكذبة من عادتهم أن يدَّعوا ذلك أيضًا. ولذا بكلِّ صواب، ردَّ مسألتهم بمسألة أخرى يتعلَّق بحلِّها حلُّ مسألتهم أيضًا. فأجابهم يسوع قائلاً.

آ24. وأنا أسألُكم أيضًا عن كلمةٍ واحدة فإنْ قلتُم لي أقولُ لكم بأيِّ سلطانٍ أفعلُ هذا.

آ25. معموديَّةُ يوحنّا، وبالتالي إنذاره وتعليمه، إذ يُبان من الآية التالية أنَّهم فهموا ذلك بهذا المعنى، من أين هي؟ نظرًا إلى رسمها الأوَّل وممَّن أخذ هو سلطانه. أمِنَ السماء؟ أي من الله دون واسطة. فالعبرانيّون كانوا يسمُّون الله "شمايم" أي سماوات، باستعمالهم الحاوي عوضًا عن المحويّ، وتبعهم في ذلك شعراء اليونان. أمْ مِنَ البشر؟ فإن كان أخذ سلطانه من السماء، كما هي الحقيقة، وكما كان جميع الأنبياء، فتُحلُّ مسألتُكم، أي أكون أنا نلت السلطان من السماء أيضًا، لأنَّ يوحنّا شهد لذلك علانية وأبان أنّي ابن الله والماسيّا ومخلِّص العالم. فطفِقوا يُفكِّرون في نفوسِهم. وقوَّة الكلام في اليونانيَّة: يتفاوضون بينهم كيف يجيبون. قائلين.

آ26. إنْ نقُل: من السماء، يقُلْ لنا: لماذا لم تصدِّقوه؟ إذ أَثبتَ أنّي الماسيّا وأقنعكم بأن تستعدُّوا بالتوبة لنعمتي وخلاصي. وإنْ قلْنا من الناس نخَفْ منَ الجمع، لئلاّ يرجمنا كما زاد لو 20: 21. لأنَّ الجميعَ كانوا مُتَّخِذين يوحنّا بمنزلةِ نبيّ حقيقيّ.

آ27. فأجابوه قائلِين: لا نعلم. قد كذبوا بذلك، لأنَّهم كانوا رأَوا سيرة يوحنّا واحتماله الاستشهاد لتوبيخه على الفحشاء، وسمعوا إنذاره المقدَّس والإلهيّ. فقال لهم يسوع: ولا أنا أقولُ لكم. بألفاظ أوضح وأفصح، إذ قلت لكم ذلك مرّات بأيِّ سلطانٍ أفعلُ هذا. فلم يقل: ولا أنا أعلم، كما قالوا وكذبوا، بل ولا أنا أقول لكم. فكأنَّه يقول: أمّا أنا فأعلم بأيِّ سلطان أفعل هذا، لكنّي لا أشاء أن أقول لكم الآن، بعد أن صرَّحت بذلك مرّات.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM