يسوع والأطفال.

 

يسوع والأطفال

آ13. حينئذ قدَّموا إليه أطفالاً ليضعَ يدَه عليهم مصلِّيًا، أي ليباركهم ويصلّي إلى الله من أجلهم. وقد اتَّخذ العبرانيّون هذا الطقس من تك 48: 14، حيث ورد أنَّ يعقوب بارك أفرام ومنسّا ابني يوسف واضعًا يديه عليهما. ومن قول ابن سيراخ (3: 10): بركة الأب تُثبّت بيوت الأولاد ولعنة الأمِّ تستأصل الأساسات. ولذا درجت العادة في الكنيسة أنَّ الكهنة والأساقفة يباركون العالميّين لاسيَّما الأطفال خارج الكنيسة أيضًا. فزجرَهم تلاميذُه. سبب زجر التلاميذ لهم كون المسيح كان مشتغلاً بما هو أعظم وأهمّ، وقد اعتبروا أنَّه لا يليق به أن يشتغل مع الأطفال، كما فسَّر فم الذهب* وينسانيوس*.

آ14. فقال لهم يسوع: دعوا الأطفال يأتون إليّ ولا تصدُّوهم لأنَّ ملكوتَ السماء لمثلِ هؤلاء. قال: "لمثل هؤلاء"، ليعمّ كلامه الأطفال سنًّا والأطفال خصالاً، نظرًا إلى السذاجة والوداعة والبرارة والاتِّضاع، كما نبَّه أوريجانوس* وإيرونيموس* وأغوسطينوس* وغيرهم، كذا قال ملدوناتوس*. ويظهر من هنا أنَّه عبثًا يمنع ناكرو معموديَّة الأطفال هؤلاء الأطفال من التعميد وبالتالي من ملكوت السماء. وليس بهذه الآية وحدها كفاية لإثبات جواز تعميد الأطفال بمنزلة عقيدة دينيَّة، فإنَّ هذه العقيدة موسَّسة بأخصِّ نوع على التقليد العامِّ في الكنيسة.

آ15. ووضعَ يدَه عليهم وترحَّلَ من هناك. ولم يذكر متّى اختصارًا أنَّه صلّى عليهم، وقد ذكره مر 10: 16 بقوله: واحتضنهم ووضع يده عليهم وباركهم.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM