شبكة في البحر.

 

شبكة في البحر

آ47. وأيضًا يشبهُ ملكوتُ السماوات شبكةً أُلقيَتْ في البحر فجمعَتْ من كلِّ جنس من السمك.

آ48. ولمّا امتلأتْ أصعدوها إلى شاطئ البحر، وجلسوا فجمعوا الأخيارَ في الأوعيةِ، والأردياءَ طرحوهم خارجًا.

آ49. هكذا يكون في انقضاءِ هذا العالم، تخرجُ الملائكةُ فتميِّزُ الأشرارَ من بين الصدّيقين.

آ50. ويطرحونهم في أتُّون النار هناك يكونُ البكاءُ وصريفُ الأسنان. قد بيَّن المخلِّص بالمثلين السابقين عظمة اعتبار التعليم الإنجيليّ، وهنا يبيِّن عظمة امتداده في المسكونة كلِّها. وإنَّ الكنيسة التي تعلِّمه تحوي الأخيار والأشرار، وذلك لئلاّ يتعجَّب الرسل إذا وجدوا أشرارًا في الكنيسة. ولئلاّ يفتخر أحد بكونه في الكنيسة، مع أنَّها تحوي الأشرار أيضًا. فإذًا يراد بالسمك المؤمنون، وبالصيّادين الرسل، وبالشبكة الإنجيل والكنيسة. وبالأوعية، المنازل التي في بيت الله، وبالسمك الرديء الأشرار، وبالسمك الجيِّد الأخيار، وبأتُّون النار جهنَّم. وسواء فُهِم بالملكوت هنا الإنجيل أو الكنيسة، فمن ذلك برهان ساطع ضدَّ الأراطقة المتجدِّدين، على أنَّه ليس كلُّ من يَقبلون الإنجيل أو يدخلون الكنيسة أي يؤمنون يخلصون، بل من كانوا سمكًا جيِّدًا أي يعملون أعمالاً صالحة. فالكلُّ سمك أي نصارى ومؤمنون، غير أنَّ بعضهم أخيار لملكوت السماء، وبعضهم أشرار لجهنَّم.

آ51. ثمَّ قال لهم يسوع. لا وجود لهذه العبارة في اللاتينيَّة الدارجة، وهي موجودة باليونانيَّة. أفهمتم هذا كلَّه؟ أي فهمتهم كلَّ هذه الأمثال؟ وهي سبعة: مثل الزارع، ومثل الزرع الذي زرع العدوّ بينه زؤانًا، وأمثال حبَّة الخردل والخمير والكنز المخفيّ والدرَّة الثمينة والشبكة. قالوا له: نعم يا ربّ، أي فهمنا، إذ كان فسَّر لهم مثلَي الزارع والزرع اللذين هما أكثرغموضًا من باقي الأمثلة.

آ52. فقال لهم: من أجل هذا، أي من أجل أنَّكم فهمتم كم هو ثمين هذا الكنز الذي هو الإنجيل والتعليم الإنجيليّ، فلهذا، كلُّ كاتب، أي كلُّ معلِّم ومنذر نظيركم، يُتلمَذ لمكوت السماء، أي للشريعة الجديدة الإنجيليَّة، يشبهُ إنسانًا ربَّ بيت، أي يلزمه كصاحب العائلة اليقظان، أن يُخرجُ من ذخائره، أي من ذلك الكنز، ويعطي غيره جُددًا وقدماء، أي براهين وبيِّنات من كلِّ نوع مطابقة لفهم السامعين وحالهم. وفَهِم الآباء الأقدمون بـ"جُددًا وقدماء" العهدين العتيق والجديد، فهما أخصّ ما تؤخذ عنه برهانات التعليم. وهذه العبارة مثَل كان العبرانيّون يعبِّرون به عن كلِّ ما هو ضروريّ ونافع للعيلة. كذا فسَّر إيلاريوس* وإيرونيموس* وغيرهما

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM