تفسير مثل الزؤان.

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

تفسير مثل الزؤان

آ36. حينئذٍ تركَ يسوعُ الجموعَ وجاء إلى البيت، الذي كان استأجره في كفرناحوم، كما تقدَّم، والذي خرج منه كما ذُكر في آ1 هنا. فتقدَّم إليه تلاميذُه وقالوا له: فسِّرْ لنا مثَلَ الزؤانِ والحقل، لأنَّه كان يبان لهم أكثر غماضة من باقي الأمثال.

آ37. فأجابَهم قائلاً: إنَّ الذي زرعَ الزرعَ الجيِّدَ هو ابنُ الإنسان. كأنَّه يقول: أنا هو زارع الزرع الجيِّد أي الإنجيل وكلام الله، لا بذاتي فقط بل بواسطة رسلي أيضًا، الذين أغرس في عقول سامعيهم ما يُنذرونهم به خارجًا.

آ38. والحقلُ هو العالم، لا الكنيسة، لأنَّ كثيرين يفهمون بالزؤان الأراطقة، وهؤلاء ليسوا في الكنيسة لا سيَّما المشهورين منهم. والزرعُ الجيِّدُ هو بنو الملكوت، أي المؤمنون والأبرار الثابتون بالبرِّ، ويُدعَون زرعًا لأنَّه، وإن كان الزرع بالحصر هو كلام الله كما ذكر لو 8: 2، فمع ذلك من حيث إنَّ ثمرة هذا الزرع هي الارتداد إلى الإيمان وتبرير المؤمنين، فيدعى المؤمنون الأبرار زرعًا، لأنَّهم ثمرة الزرع. والزؤان هو بنو الشرّير، أي الشيطان. وارتأى فم الذهب* وأغوسطينوس* وغيرهما أنَّه يراد بهؤلاء الأراطقة الذين هم أعظم ضررًا للمؤمنين. إلاَّ أنَّ مار أغوسطينوس* قد رجع عن رأيه المذكور في ك 2 في ارتجاعاته رأس 28 وعلَّم نقلاً عن كبريانوس* أنَّه يراد بهم كلّ الأشرار الذين في الكنيسة، وكذا علَّم غريغوريوس* وأمبروسيوس* وغيرهما.

آ39. والعدوُّ الذي زرعَهُ هو الشيطان، الذي يُدخل دائمًا الضلال بالحقّ، كما قال فم الذهب*. والحصادُ هو منتهى العالم، حين يجمع الله الناس بواسطة الملائكة، كما قال. والحصّادون هم الملائكة. ويميِّز يومُ الدينونة الأخيار من الأشرار.

آ40. وكما أنَّهم يجمعون الزؤانَ أوَّلاً ويُحرَقُ بالنار هكذا يكونُ في انتهاء هذا العالم.

آ41. يُرسلُ ابنُ الإنسان ملائكتَه فيجمعون من مملكتِه كلَّ الشكوك. إنَّ الأشرار الذين سمّاهم قبلاً زؤانًا وبني الشيطان، يدعوهم هنا شكوكًا، لأنَّهم كانوا عثرة وسببًا للخطيَّة والدمار لأنفسهم ولغيرهم. وزاد ذلك توكيدًا وتفسيرًا بقوله: وكلَّ فاعلي الإثم.

آ42. ويُلقونهم في أتُّون النار، أي نار جهنَّم ولاحظَ فم الذهب* أنَّه أشار هنا إلى نوعَي العذاب، أي عذاب الخسران بقوله: يجمعون فاعلي الإثم من مملكته، أي ليكونوا منفيّين من السماء ولا يدخلوا مُلكه، وعذاب الحسِّ بقوله: ويلقونهم في أتُّون النار. هناك، إي في جهنَّم، يكون البكاء وصرير الأسنان. وهذا قد مرَّ تفسيره في مت 8: 12.

آ43. فيضيء حينئذٍ، أي بعد اقتلاع الزؤان وحرقه، الصدّيقون مثْلَ الشمسِ في ملكوتِ أبيهم. الضياء دليل على المجد، وكثيرًا ما ورد تشبيه الطوباويّين بالشمس والقمر والكواكب. زعم بعض الأراطقة أنَّ جسدنا البشريّ سوف يقوم في القيامة بهيئة كرة مستديرة مضيئة، سندًا على هذه الآية. وهذه الأرطقة نسبها المَلك يوستنيانوس* إلى أوريجانوس*، ونهى عن اتِّباعها بمرسومه الذي أورده بارونيوس* في تاريخه سنة 538. فالصورة المستديرة ليست صورة الجسد البشريّ، ولا صورة جسد المسيح الممجَّد الذي سيكون جسدنا مثله في القيامة. مَنْ له أذنان لِيسمَعَ فليسمع. هذا قد مرَّ تفسيره مرارًا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM