رجل يده يابسة.

 

رجل يده يابسة

آ9. وانتقلَ يسوعُ من هناك وجاء إلى مجمعِهم، أي مجمع اليهود. وزاد لو 6: 6: إنَّ هذا كان في السبت الآخر. فالمخلِّص اختار السبت عمدًا لصنع الأعجوبة الآتي ذكرها ،ليفنِّد تكرارًا ضلال الكتبة بأنَّه لا يجوز إبراء المسقومين يوم السبت.

آ10. وإذا برجلٍ هناك يدُه اليمنى، كما روى لوقا، يابسة. ويُفهم باليد هنا الذراع لا الكفّ مع الأصابع فقط. فسألوه، أي الكتبة والفرّيسيّون، قائلين: هل يَحِلُّ شفاؤُه يومَ السبت؟ وروى مرقس (3: 4) ولو 6: 9 أنَّ المخلِّص أورد عليهم سؤالاً آخر يحُلُّ سؤالهم وهو: هل يجوز فعل الخير أو الشرّ يوم السبت، أنفس تحيى أم تهلك؟ مبيِّنًا مضمَرًا أنَّ إهمال عمل الخير للمُصاب مع المِكنة، عليه هو عمل شرّ به، وإهمال حفظ الحياة مع القدرة عليه هو إهلاك لها. وبالتالي إنَّ عملاً كذا من حيث إنَّه مسموح به، بل مأمور من شريعة الطبيعة، فليس بمحرَّم بشريعة السبت الوضعيَّة. وقد سأله الكتبة والفرّيسيّون ذلك، لكي يثلبوه بأنَّه غير قادر أو غير رحوم إن لم يبرئ المصاب، وبأنَّه خالف وصيَّة السبت إن أبرأه.

آ11. فقالَ لهم: مَن منكم له خروفٌ واحدٌ، فإن سقط في حفرةٍ يومَ السبت، ألا يَمُدُّ يده ويقيمُه؟ كأنَّه يقول: إنَّكم أيُّها الكتبة تعلمون أنَّه لا يخالف وصيَّة السبت من يقيم خروفًا سقط في حفرة، فبأولى حجَّة يجوز إبراء إنسان من مرضه وسقمه يوم السبت.

آ12. فكم أحرى بالإنسان أن يكونَ أفضلَ من خروف، خاصَّة وإنَّ انتشال الخروف من الحفرة يقتضي تعبًا واشتغالاً أكثر من إبراء السقيم. فجيِّد إذًا هو فعل الخير يوم السبت. لم يقل إنَّه يجوز إبراء السقيم يوم السبت، كما سأل الفرّيسيّون، بل جيِّد هو فعل الخير يوم السبت، كما سأل هو الفرّيسيّين، بموجب ما روى مرقس ولوقا كما تقدَّم، وفعلُ الخير أعمُّ من إبراء السقيم وحده.

آ13. حينئذٍ قال لذلك الرجل الأشلّ: امدُدْ يدَك. ولمّا مدَّها بأمر المسيح وإعطائه القوَّة، استقامَتْ مثلَ رفيقتِها، أي مثل يده الأخرى. إنَّ المخلِّص فنَّد زعم الكتبة وجهلهم أوَّلاً بالبرهان، وهنا بالعمل أي الأعجوبة.

آ14. فخرج الفرّيسيّون من المجمع ومن بين الجمع، متآمرين عليه كيف يهلكونه، أي يقتلونه. إنَّ حسد الفرّيسيّين هذا وخبثهم كانا عظيمين، إذ تآمروا على قتل مانح الحياة.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM