الجواهر للخنازير.

 

الجواهر للخنازير.

 

آ6. لا تعطوا القدسَ، أي الأمور المقدَّسة، للكلاب، ولا تُلقوا جواهرَكم قدّامَ الخنازير لئلاّ تدوسَها بأرجلِها وترجعَ فتُمزِّقُكم. علَّم قبلاً كيف يجب أن يكون من يرشدون ويوبِّخون غيرهم. وهنا يعلِّم كيف يجب أن يكون من يقتضي إرشادهم وتوبيخهم. ويريد بالقدس والجواهر التعليم الإنجيليّ وحقائق الإيمان والأسرار. ويريد بالكلاب والخنازير الوقحين والمُصرّين على إثمهم. ويعلِّم أنَّه لا يجب تعريض الأمور المقدَّسة أمام هؤلاء للإهانة والازدراء لئلاّ يدنِّسوا جواهر الكنز الإلهيّ الثمينة، ويحتقروا الأمور المقدَّسة، والذين يرشدونهم يعرِّضون نفوسهم لخطر المضرَّة. كذا فسَّر مار أغوسطينوس*. هذا إذا لم يدعُ إلى ذلك اضطرار الحاضرين ولم يُصدر الصمت شكًّا أو مضرَّة بمجد الله. ففي حادث كذا، لا تُلقِ القدس والجواهر قدّام الكلاب والخنازير وإن كانوا حاضرين، بل قدّام الله ومختاريه. فكذا قد أنذر المسيحُ وبولسُ الرسول وإسطفانوسُ اليهودَ وإن كانوا أردياء ومُصرِّين. قال مار إيرونيموس*: يراد بالخنازير الكفّار، وبالكلاب المسيحيّين الذين يعودون بعد إيمانهم إلى غيِّهم. وقال فم الذهب*: الكلاب كناية عن الكفّار، والخنازير كناية عن المسيحيّين الشهوانيِّين. والأكثرون لا يفرِّقون على الأصحّ بين الخنازير والكلاب بالتشبيه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM