الوصايا العشر

 

الوصايا العشر

 

1- بروق ورعود

وصل الشعب إلى جبل سيناء واستعدّ للقاء الربّ. وهذا اللقاء، استعدّ له الشعب مدّة ثلاثة أيّام. غسلوا ثيابهم وغسلوا قلوبهم. وسبق اللقاء الرعود والبروق وربّما بعض البراكين، والدخان كان يرتفع نحو السماء. كلّ هذه هي رموز، رموز إلى حضور إلهيّ، حضور الله.

قال لهم النصّ في 19: 16: »رعود، بروق، سحاب كثيف«. نتذكّر أنّ الرعد يدلّ على صوت الله. هكذا كان الأقدمون يقولون. وحتّى في حضارتنا اليوم، عندما يكون الرعد، يقول الناس »قدّوس«. كأنّهم سمعوا صوت الله. وهناك أيضًا كما قلت: الدخان. الدخان يعني النار. لهذا السبب اعتبر بعضهم أنّنا أمام صور مأخوذة من موضع كان فيه بركان.

الربّ يتكلّم من خلال كلّ هذا، وسوف نرى مرّة من المرّات أنّ الربّ كلّم موسى من خلال الرعد. نتذكّر دومًا أنّ كلام الربّ يأتي إلى عمق القلب. كلامُ الربّ يصل إلى القلب ونحن نكتشفه من خلال الطبيعة، من خلال أصوات البشر. ولماذا لا نكتشفه من خلال البروق والرعود والسحاب؟

كلّ هذا ممكن، والربّ يكلّمنا بجميع الوسائل، وبجميع الأشخاص سواءٌ كانوا كبارًا أو صغارًا. إذًا. صعد موسى إلى الجبل، وظلّ الشعب في أسفل الجبل. ومن هناك تسلّم الوصايا. ونحن نقرأ الوصايا، الوصايا العشر. هذا هو عنوان حديثنا اليوم، الوصايا العشر، فصل 20: 1-6.

»وتكلّم الربّ فقال: أنا الربّ إلهك الذي أخرجك من أرض مصر، من دار العبوديّة. لا يكن لك آلهة سواي. لا تصنع لك تمثالاً... لا تسجد لها ولا تعبدها، لأنّي أنا الربّ إلهك إله غيور أعاقبُ ذنوب الآباء في الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع ممّن يبغضونني وأرحم إلى ألوف الأجيال من يحبّونني ويعملون بوصاياي«.

وتكلّم الربّ. هنا نتذكّر أنّ صوت الربّ يأتي إلى الأعماق. وصل إلى أعماق قلب موسى من خلال وحي، من خلال إلهام. هو تكلّم إلى موسى، وموسى سوف يكلّم الشعب. في أيّ حال، هذا ما سيقوله الشعب لموسى. قالوا له في 20: 19: كلّمنا أنت فنسمع. ولا يكلّمْنا الله لئلاّ نموت. كانوا يعتبرون أنّهم إن رأوا الله سيموتون خوفًا ورعدة، بل يموتون حقٌّا. لهذا دعاهم موسى فقال: لا تخافوا. في أيّ حال تكلّم الربّ، جعل كلمته في فم موسى، وموسى حملها إلى الشعب.

2 - أنا الربّ إلهك

آ 2: »أنا الربّ إلهك«. أوّل كلمة مهمّة جدٌّا »أنا«. الربّ جعل نفسه تجاه كلّ واحد منّا، أنا، أنت، بين الحبيبين. أنا أنت بين رجل وامرأته. أنا أنت بين الوالد وابنه وبين الأمّ وابنتها، بين الصديق وصديقه. أنا وأنت. جعل الربّ نفسه على مستوى الإنسان، على مستوى الشعب. »أنا«. هذا الأنا هو الربّ يهوه، يعني الكائن الذي هو، ذلك الذي كان في الماضي، وهو اليوم وسيكون إلى الأبد.

نقول في اللغة العربيّة: من الأزل إلى الأبد، من بداية البدايات التي لا نستطيع أن نتصوّرها أبدًا، إلى نهاية النهايات التي لا نستطيع أن نتصوّرها أيضًا. أنا الربّ، أنا حاضر هنا، حاضر بكلّ قدرتي، بكلّ عظمتي، بكلّ رحمتي، بكلّ حناني، بكلّ غفراني، بكلّ عطاياي. أنا الربّ إلهك. كلمة الله موجودة في كلّ اللغات، حتّى السابقة للعبرانيّين وللتوراة والكتاب المقدّس، الإله، الإله هو هنا.

والإله يرتبط بالقدرة وإيل هو القدير. من هنا عندنا هذه الكلمة بالسريانيّ »إيلونو« السنديان هو قويّ جدٌّا. والله عندما يسمّي نفسه الربّ، يدلّ على حضوره، حضوره الدائم. وعندما يقول الله، يدلّ على قدرته وعلى قدرته الفاعلة. يستطيع الإنسان أن يختبئ وراء هذه السنديانة فيحتمي. نتذكّر هنا كلام الربّ يسوع. هذه الحبّة الصغيرة تصبح شجرة كبيرة فيعشّش الطير في أغصانها. والربّ هو مثل سنديانة نختفي فيها، نعشّش في أغصانها.

أنا الربّ إلهك. كما قلت أنا، أنت. كأنّ الربّ يخصّنا، هو إلهنا. نحن هنا في تبادل. من جهة، نحن شعب الله، ومن جهة هو إلهنا. هي علاقات حميمة كما يقول نشيد الأناشيد: »أنا لحبيبي وحبيبي لي«. كما تقول النفس المؤمنة: أنا لحبيبي، أنا لله. والله هو لي. هذه علاقات المحبّة، علاقات المبادلة.

نشعر هنا، أحبّائي، بهذه العظمة. من أنا حتّى يكون بيني وبين الربّ محبّة؟ من أنا حتّى يكون بيني وبين الربّ مبادلة؟ كما الخطّيب مع خطّيبته، والعريس مع عروسه. نعمة فريدة، نعمة كبيرة يعطيها الربّ لكلّ واحد منّا، يعطيها لكلّ جماعة من جماعاتنا. وكلمتُه التي قيلت منذ الآف السنين، ما زالت تتردّد اليوم. هو يقول لي أنا، أنت، أنتِ، وكلّ واحد منّا. يقول لنا في أعماق قلوبنا. أنا تجاه الأنت. أنا الربّ الحاضر في حياتك، أنا الإله القدير .يمكنك، أن تستند إليّ كما يقول القدّيس لوقا، وهو يورد كلام الربّ المسيح: »لا تخف أيّها القطيع الصغير«.

3 - أنا الذي أخرجك

ولكن ما الذي يبيّن للشعب العبرانيّ أنّ ذاك المتكلّم هو الربّ الحاضر، والإله القدير؟ يقول النصّ: الذي أخرجك من أرض مصر. لا يتكلّم موسى في الهواء وفي النظريّات، بل ينطلق من الواقع، ينطلق من خبرة خلاص عاشها الشعب العبرانيّ. الربّ أخرجه من أرض مصر. مع أنّ القوى لم تكن متكافئة. بضع قبائل: قبيلة إفرائيم، قبيلة لاوي وقبيلة يهوذا.

ما هذه القبائل وما قوّتها تجاه أقوى دولة في ذلك الزمان، الدولة المصريّة؟ من خلّص هذه القبائل؟ الربّ هو الذي أخرجها من أرض مصر. إذًا الربّ فعلَ في الماضي. الربّ كان لدى شعبه، الربّ جعل يده القديرة تفعل مع شعبه. أَخرجَك من أرض مصر، وماذا كانت أرض مصر؟ دار العبوديّة.

في الواقع كان الشعب العبرانيّ شعبًا من العبيد في أرض مصر. ويقول النصّ: اشتغلوا في الحقول، اشتغلوا في الأبنية، وخصوصًا في المدن الحصينة. جاؤوا من دار العبوديّة. هم لم يكونوا أحرارًا. والآن بعد أن صاروا عند جبل سيناء، صاروا أحرارًا. كانوا في مصر ولم يعودوا الآن في مصر. كانوا عبيدًا، والآن لم يعودوا عبيدًا. صاروا أحرارًا بحرّيّة أبناء ا؟. هذه الخبرة بين الشعب وبين الربّ، تجعل الربّ يقدّم وصاياه. هنا نتذكّر فكرة العهد. في العهد يعني يتعاهد اثنان. في العهد، الكبير يعد الصغير بالحماية. والصغير يعد الكبير بالأمانة. الربّ وعد فحمى شعبه، أخرجه من أرض مصر، من أرض العبوديّة. يبقى على الشعب أن يدلّ على أمانته. وهو يدلّ على هذه الأمانة عندما يحفظ الوصايا. كم نحن بعيدون عن آدم الذي رفض أن يطيع الربّ. وسوف نرى أنّ الشعب العبرانيّ سوف تكون مع الربّ له جولاتّ، من الخيانة، من الرفض، من التمرّد، يسمّيها حزقيال الرقبة القاسية. هم شعب قساة الرقاب: أنا الربّ إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبوديّة.

4 - لا آلهة سواي

آية 3: »لا يكن لك آلهة سواي«، نلاحظ هنا كلمة آلهة. هي في صيغة الجمع. يعني كان هناك آلهة عديدون. فمصر لها آلهتها رع وسيت وغيرهما. وبابل لها آلهتها. وفينيقية لها آلهتها ملقارت وبعل... وأوغاريت لها آلهتها. ولكنّ الشعب العبرانيّ الذي تعاهد مع الربّ، لا يحقّ له أن يلتفت إلى آلهة غير الإله الواحد. فهو إن خان ا؟، اعتُبر كالزانية ويستحقّ العقاب.

نشدّد، أحبّائي، على أنّ الشعب العبرانيّ في البداية لم يكن يؤمن أنّ الكون كلّه له إله واحد، كما نؤمن نحن اليوم في إطار التوحيد. كلاّ. كان يعتبر الشعب العبرانيّ أنّ الربّ هو سيّد في فلسطين فقط. بدأ في سيناء ثمّ في فلسطين. لكنّ الربّ ليس سيّدًا مثلاً في العراق أو في إيران أو في تركيا. كلاّ. كلّ أرض لها إلهها، والشعب العبرانيّ له إلهه، لذلك سمّى معبوده إله إبراهيم، إله إسحق، إله يعقوب.

لكن فيما بعد تطوّرت فكرة الله عند الشعب العبرانيّ. في المرحلة الأوّلى، كان عندنا إله وغيرنا عنده إله. في مرحلة ثانية، نحن عندنا إله وغيرنا عنده إله. لكنّ إلهنا هو الأقوى. هنا نتذكّر خبرة إيليّا النبيّ والشعب الذي كان معه. إيليّا هزئ من عبّاد البعل. قال لهم: إلهكم نائم أو هو في سفر. اهتفوا، اصرخوا. ربّما يستيقظ. لأنّه كان مقتنعًا بأنّ الله، بأنّ الإله الواحد أقوى من البعل مع أنّهم كانوا يعتقدون بأنّ البعل يقدّم الماء، يقدّم المطر والخصب: خصب الحقول، خصب الحيوان. ومع ذلك بالنسبة إلى إيليّا النبيّ، إلهه هو أقوى من كلّ الآلهة المجاورة. تلك كانت المرحلة الثانية. إلهنا أقوى من سائر الآلهة.

وأخيرًا عندما خرج الشعب العبرانيّ من فلسطين ومضى إلى أرض الشتات، إلى بلاد الرافدين ما يقابل تركيا، العراق، إيران إلخ... فهموا أنّ الله هو إله الكون كلّه. وهذا يعني: لا إله إلاّ الإله الواحد. عند ذاك صاروا يعتبرون الآلهة الوثنيّة تماثيل حجر، ذهب، معدن، فضّة وخشب. ويقولون فيها: لها أفواه ولا تتكلّم، لها عيون ولا ترى، لها آذان ولا تسمع، لها أيدٍ ولا تفعل، ولها أرجل ولا تستطيع أن تخلّص نفسها، فيأخذها السابي ويجعل منها آلة من آلاته. أنا هو الربّ إلهك لا يكن لك إله سواي، نحن هنا على مستوى الأمانة الكاملة بين الله وشعبه.

5 - لا تمثال ولا صورة

آ 4: »لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة شيء ممّا في السماء من فوق ولا ممّا في الأرض من تحت ولا ممّا في المياه من تحت الأرض«. هنا نلاحظ التشديد التامّ عند الشعب العبرانيّ على رفض، الرفض التامّ لأيّ تمثال. أيّ صورة أيّ تمثال، أبدًا ممنوع. تمثال منحوت في الحجر أو في الخشب أو في المعدن. والصورة رسم أو خيال، بما أنّ الله لا يُرى، بما أنّ الله روح، فلا يمكن أن يُصوَّر الله لا بصورة ولا أن يُنحت بتمثال.

ونلاحظ هنا الموقف الواضح بالنسبة إلى الشعوب المجاورة. هناك شعوب عبدت الكواكب، عبدت الشمس، عبدت القمر: شمش: الشمس، القمر: سين، من هنا جبل سيناء هو جبل الإله القمر. مثلاً أخنتون الفرعون المصريّ تعلّق بالقرص الشمسيّ. وعبدوا الكواكب. خصوصًا الكلدان. وكانوا ينتظرون من هذه الكواكب أن تحدّد مصير البشر. وهكذا بدأ الكاتب ومنع العبرانيّين من صنع أيّ تمثال ممّا في السماء. لا يعبدون شيئًا ممّا في السماء، ولا ممّا في الأرض من تحت، كلّ الحيوانات.

هناك مثلاً من عبد البقرة، الجاموس. هناك من جعل إلهه بشكل ثعلب، بشكل طير عقاب. في مصر مثلاً، هناك صور عديدة استُعملت لتصوّر الإله، لتصوّر قدرة الإله. ونحن نعرف أنّ في صقارة (قرب القاهرة) مدفن للعجول، للثيران الكبيرة، التي ترمز إلى الخصب.

وسوف نرى العبرانيّين يجعلون لهم تمثالاً لعجل أو لثور يعبدونه. وهنا أيضًا نحسّ أنّ الكاتب يهاجم الذي يصوّرون الله بشكل حيوان. وأخيرًا: ولا ممّا في المياه من تحت الأرض. يعني الأسماك هناك الأسماك في البحار. وتلك التي في الأنهار. مثلاً في مصر النيل مؤلّه. وكذا نقول عن سائر الأنهار. والمياه عند العالم الرومانيّ لها إلهها أبولون. إذًا الأنهار هي إله. ومن يعطي المياه؟ بعل،الذي هو أيضًا إله. ونحن لا ننسى أيضًا أنّ التمساح إله سُمّيَ لاويتان.

إذًا الكاتب كان واضحًا جدٌّا. ممنوع أن نتصوّر الله. وسوف يقول فيما بعد: عندما تبني مذبحًا لله، لا تشغل الإزميل، ربّما وأنت تشغله بدت صورة من الصور، أو نَحتٌ من الأنحات. كلاّ. يُجعل الحجرُ طبيعيٌّا كما هو. لا نطبع في الحجر صورتنا: لا تصنع أيّ تمثال لا في السماء ولا ممّا في الأرض ولا تحت الأرض.

6 - الله وَحدَه يُعبَد

ويتابع النصّ فيقول: لا تسجد لها ولا تعبدها. تسجد لها، يعني تركع أمامها، كانوا يسجدون، يقبّلون التمثال، يقبّلون رجله. والعبادة هي تكرّس. نرتمي على الأرض أمام التمثال. نطلب منه الحياة وهو لا حياة فيه. نطلب منه القوّة وهو لا يستطيع حتّى أن يخلّص نفسه. لا تسجد لها ولا تعبدها.

هنا نتذكّر، أحبّائي، أنّه إن لم يكن بعدُ آلهة من الحجر، من الخشب، من الحديد، هناك آلهة من نوع آخر، فهناك أشخاص نتعبّد لهم. أشخاص أغنياء ومن خلالهم نتعبّد للغنى. هناك الجنس الآخر. نتعبّد لشخص من الأشخاص وفي النهاية نتعبّد للجنس، نجعله كأنّه مطلق، نضحّي بكلّ شيء من أجله. وهناك أيضًا مثلاً عبادة التجمّعات، الأحزاب. هناك أحزاب تعتبر نفسها كلّيّة القدرة، تعتبر أنّها تحمل الخلاص، تحمل الراحة، تحمل الرفاهيّة للبشر.

من هنا كان حديث في العالم الشيوعيّ القديم عن الفردوس على الأرض. ومن يؤمّن هذا الفردوس؟ الذي يؤمّنه هو الحزب. لا ننتظر من أبينا السماويّ خبزنا اليوميّ، بل ننتظره من الحزب الذي يؤمّن لنا الطعام واللباس، ولو أخذ حرّيّتنا، ولو استعبدنا، ولو جعلنا أقلّ من مستوى الحيوان. في حياتنا اليوم، هناك أناس يقولون إنّ كلّ تمثال منحوت ممنوع، إن كلّ صورة ممنوعة، لماذا في الكنائس الشرقيّة والكنائس الكاثوليكيّة عامّةً هناك مثلاً أيقونات، هناك صور، هناك تماثيل مع العلم أنّ التماثيل جاءتنا من عالم الغرب. لماذا توجد كلّ هذه؟

أوّلاً: لا نصوّر أبدًا الله الآب. إن صوّرنا فنحن نصوّر الابن. فالابن كان له جسدٌ، تجسّد، تألّم، مات، قُبر. نُصوّره في المذود، نصوّره راعي القطيع، نصوّره على الصليب، نصوّره نوعًا ما رمزيٌّا قائمًا من القبر مع اللون الأبيض المسيطر، أو نصوّر العذراء مريم أو القدّيسين، هؤلاء كلّهم نصوّرهم لأنّ لهم أجسادًا، ويمكن أن نصوّرهم على الورق، على الشاشة، أو على غير هذا من الأمور. لكنّ الله لا نصوّره أبدًا. إلاّ أنّه ينبغي علينا أن لا نغرق في الصور، وفي التماثيل التي لا ذوق فيها ولا فنّ فنشكّك إخوتنا.

هذا، أحبّائي، هو معنى الوصيّتين الأولى والثانية: أنا الربّ إلهك لا يكن لك آلهة غيري. لا تصنع لك تمثالاً ولا منحوتًا. يبقى علينا نحن أن لا نعبد إلاّ إلهًا واحدًا. فإلهنا إله غيور لا يرضى أن يسيطر على قلبنا أحد. هو أحبّنا. بدأ وأحبّنا، ونحن نبادله الحبّ بالحبّ. هكذا تكون لنا السعادة، لأنّنا خُلقنا للربّ، وسعادتنا أن نتّحد به في هذه الدنيا وفي الآخرة. آمين

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM