الأجــــــزاء

 

الأجــــــزاء


هذه مقاطع جاءت من الكتاب الثاني ومن الكتاب الثالث (3: 1-45) وحفظت في كتاب تيوفيل الانطاكي. ثمانية أجزاء مختلفة الطول جعلناها هنا بما فيها من طابع مسيحي.

1

يا مائتون(1)، ويا بشريُّون، ما أنتم سوى عدم.

كيف تعجِّلون وتفتخرون دون أن تتأمَّلوا في نهاية الحياة؟(2)

أما ترتجفون أمام الله، أما ترتعدون منه وهو الذي يراقبكم؟

هو العليّ العارف »كلَّ شيء« والشاهد لكلِّ شيء.

5 ومُقيت كلَّ شيء، والخالق الذي وضع في الجميع روحه(3) العذب

فجعله موجِّهًا لجميع المائتين.

واحد(4) هو الله. وحده يملك. هو كبير في عظمته وغير مولود.

كلِّيُّ القدرة لا يُرى وهو يَرى كلَّ شيء.

لا يُدركه بشرٌ مائت.

10 فأيُّ بشر يقدر بعينيه أن يُحيط بالإله السماويّ والحقيقيّ،

الإله الخالد الذي يقيم في السماوات؟

أمام(5) أشعَّة الشمس نفسها،

لا يقدر الناس أن يقفوا لأنَّهم مائتون

لأنَّهم شرايين ولحم على عظم.

15 فاعبدوه هو، رئيس الكون الوحيد

الموجود وحده من جيل إلى جيل

الذي لا يدين بوجوده إلاّ لنفسه، اللامولود، سيِّد كلِّ شيء على الدوام

والذي وزَّع الحُكم بين المائتين كلِّهم في النور المشترك(6).

فمن مشورتكم الفاسدة تتقبَّلون الأجر العادل،

20 أنتم الذين تُهملون أن تمجِّدوا الإله الحقيقيّ، الأزليّ

وأن تذبحوا له كثرة الذبائح المقدَّسة،

قدَّمتم ذبائحكم للشياطين(7) الذين يقيمون في الجحيم

سلكتم في العمى والجهل، تركتم السبيل الصالح

والطريق القويم، ومضيتم في ضلالكم عبر الأشواك

25 والصخور. أيُّها المائتون الباطلون، توقَّفوا

عن الضلال في ليلة سوداء، مظلمة وبلا نور!

اتركوا ظلمات الليل وتقبَّلوا النور.

فهو لكم جميعًا أكيد ويقين.

تعالوا، لا تسيروا دومًا وراء العتمة والظلمات.

30 فمن الشمس(8) يشعُّ نور بعينيه الحلوتين، بلمعان بهيّ.

ضَعوا الحكمة في قلوبكم واقتنوا المعرفة!

فالإله الوحيد يُرسل المطر والرياح والزلازل،

والبروق والمجاعات والأوبئة والنجوم التعيسة

والثلج والبرَد. ولكن لماذا نقول كلَّ شيء بتفصيل؟

35 يهدئ السماء، يدبِّر الأرض، هو الموجود حقٌّا.

2

... إن(9) كان صحيحًا أنَّ الآلهة تلد وتظلُّ خالدة

فتكون الآلهة أكثر عددًا من البشر

فلا يعود للمائتين موضع يقيمون فيه.

3

إن كان(10) كلُّ من وُلد يجب أن يموت، فالله لا يمكن أن يَخرج

من فخذ رجل ومن رحم امرأة.

كلاّ. فالله واحد، وحيد، ويسمو على الجميع. صنعَ

السماءَ والشمس والنجوم والقمر،

5 والأرض الخصبة وأمواج مياه البحار،

والجبال الرفيعة وسيْلَ الينابيع المتواصل.

وولد أيضًا عددًا كبيرًا لا يُحصى من الكائنات المائيَّة.

ووهب الحياة للزحّافات التي تزحف على الأرض

ولعددٍ متنوِّع من الطيور التي تزقزق بصوت عذب

10 وجليّ، فتشقُّ الهواء بصوت أجنحتها المتناسقة.

ووَضعَ في وديان الجبال النسل المتوحِّش، نسلَ وحش البرّ

وأخضع لنا، نحن المائتين، جميع الحيوانات الداجنة.(11)

فهو كسيِّدِ الأشياء نظَّم الإنسان الذي خلقتْه يدُ الله(12)

وأخضعها له في كلِّ تنوُّعها بحيث لا يستطيع الفكر أن يُحيط بها.

15 فأيُّ بشر بين المائتين يقدر أن يعرفها كلَّها؟

وحده يعرفها ذاك الذي خلقها في البدء،

الخالق الذي لا يَفنى، الأزليّ، الذي يقيم في الأثير،

الذي يمنح الخيِّرين خيرًا(13) يفوق كلَّ تصوُّر،

وعلى الخطأة والظالمين، يُحرِّك سخطه وغضبه،

20 الحرب والوباء والأوجاع التي تجعلهم يذرفون الدموع.

فيا أناس، لماذا تفتخرون بالباطل إن وجب عليكم أن تُقتلَعوا؟

اخجلوا حين تحوِّلون النمس والبهيمة إلى إله.(14)

أما(15) حُرم العقل من الحسِّ بالجهالة والكلب،

إن كان الآلهة يسلبون الصحون ويسرقون القدور؟

25 فبدلاً من إقامة في ذهب السماء الفسيحة،

أصنامكم لها وجه مسوَّس في خيوط العنكبوت الكبيرة التي نُسجت حولها.

يا بلداء، تسجدون أمام حيّات وكلابٍ وهررة.

وتعبدون الطيور والحيوانات التي تزحف على الأرض،

صورًا منحوتة في الحجر، تماثيل مصنوعة بأيديكم

30 ولوحات(16) حجارة على جانب الطرق. هذا ما تعبدون،

وعددًا آخر من الأغراض الباطلة(17) التي لا نستطيع أن نسمّيها دون أن

نحمرّ خجلاً.

تلك هي الآلهة التي تخدع المائتين الذين غابت عنهم المشورة:

من فمها(18) يسيل سمٌّ قتّال.

ولكنَّ الذي هو الحياة، ذاك اللافاسد والنور الأبديّ،

35 والذي يصبُّ للبشر فرحًا أحلى من العسل،

أمامه(19) وحده أُحنوا جباهكم،

فيفتح لكم طريقَ أجيالِ التقوى.

وإذ تركتم كلَّ هذا، اجتذبتم إليكم كأسًا مملوءة عقابًا(20)

كأسًا قويَّة، ثقيلة، خمرُها نقيّ ولا زغل فيه،

40 أنتم كلُّكم، بعقل مليء بالجنون.

لا تريدون أن تحرِّكوا رقاد سكركم وتستعيدوا عقلاً عاقلاً

فتعرفوا الملك، الإله الذي يسهر على الكون.

لهذا يصل عليكم لهيبُ نار متَّقد(21).

تُحرَقون بمشاعل(22) على مدِّ يومكم، في الأبديَّة،

45 فتخجلون من أصنامكم الكاذبة واللامفيدة.(23)

أمّا الذين يعبدون الإله الحقيقيّ، الأزليّ،

فيرثون الحياة(24)، وخلال كلِّ زمن الأبديَّة،

يُقيمون معًا في جنَّة الفردوس الخصبة

ويأكلون خبزًا(25) عذبًا من سماء منجَّمة.

4

اسمعوا(26)، يا مائتون. مَلكَ الملِكُ الأزليّ.

5

... الذي(27) هو وحده الله، الخالق الذي لا يقف أمامه شيء

فهو الذي حدَّد شكل وجه المائتين(28)،

الذي ركَّب طبيعة الجميع، الذي هو أبو الحياة.

6

حين يأتي(29)

تكون نار وسط ليل الظلمة والسواد.

7

الله(30) هو من لا صفة حسِّيَّة له.

8

إذن(31)، توجَّهت سيبلَّة إريترايا إلى الله فقالت: «لماذا، أيُّها السيِّد، تَفرض عليَّ فرضًا بأن أتنبَّأ ولا تحملني إلى أعالي السماء، وبعيدًا جدٌّا عن الأرض، وتحفظني هناك إلى يوم مجيئك(32) السعيد؟»

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM