تقديم

تقديم

ثمانية وعشرون بيتًا من الشعر. لا يبدو أنَّها نبيئة(1) من السيبلَّة، واسم السيبلَّة لا يظهر في أيِّ مكان. بل هي بالأحرى مديح لابن (الله) الخالد، اللامائت. ولكن بما أنَّ هذه القصيدة أدرجت في مجموعة الأقوال السيبلِّيَّة، وبما أنَّ لاكتانس نسب صراحة بعض الأشعار إلى السيبلَّة، لم يبقَ سببٌ للشكّ بالهويَّة البسودوغرافيَّة(2) للصوت الذي نسمعه فيها. هذا المديح الذي لا شكَّ في أصله المسيحيّ وطابعه، يرسم باختصار المحطّات الكبرى في حياة المسيح، دون أن يُذكر اسمُ المسيح مرَّة واحدة. وينتهي بدعاء موجَّه إلى خشب الصليب.

أراد بعضهم أن يرى هنا علامةَ هرطقة(3) في آ6، حين ضُمَّت النار إلى المعموديَّة، وإشارة ارتباط أدبيّ ولاهوتيّ بين الكتاب السادس والكتاب السابع في التوازي الذي يقدِّمه هذا الضمُّ في 7: 84. إذا كان لا شيء يتيح لنا أن نسند القول الأوَّل، فهناك عناصر أخرى تثبت القول الثاني، على ما يبدو.(4)

لا يمكن أن تكون هذه القصيدة دُوِّنت بعد لاكتانس، لأنَّه يورد منها عددًا كبيرًا من الأِشعار في بداية القرن الرابع في الكتاب الرابع من النظم الإلهيَّة(5). أمّا الطبقات الأقدم، مثلاً تلك التي تتطرَّق إلى المعموديَّة، فيمكن أن تعود إلى القرن الثاني. غير أنَّ التدوين الآخر جاء بلا شكّ بعد ذلك الوقت. أمّا التجذُّر الجغرافيّ لهذا النصّ، فيصعب التأكُّد منه. ولكنَّ هناك ميلاً إلى الكلام عن سورية أو فلسطين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM