القسم الخامس: النبي أشعيا قداسة الله

يتضمّن هذا القسم ثلاثة فصول:

1- في حياة إشعيا

2- في شعائر العبادة

3- قداسة الله في المجتمع.

إذا أردنا أن نتعرّف إلى أشعيا النبيّ، نبدأ معه في سنة 740 ق م، يوم ناداه الربّ وأرسله. كان ذلك خلال خبرة روحيّة فريدة. كان في الهيكل يصلّي، فرأى الله بشكل ملك عظيم، لا يجلس على عرش مثل سائر العروش، بل على عرش يرتفع فوق جميع العروش. إنه ملك الملوك، وسيّد السادة، وربّ الأرباب. هذا الذي هو، يملأ بأذياله الهيكل، فيدلّ على حمايته لموضع هو رمز حضوره وسط شعبه. وهذا الذي هو السيّد، يملأ الأرضَ كلَّها من مجده، كما يُنشِد له السرافون، هؤلاء الملائكة الذين هم نار تدلّ على أن الله نار محرقة بحيث لا يجسر مؤمن أن يقترب منها. هذا الاله هو القداسة بالذات، فكيف يتجاسر النبيّ أن يقترب؟ كيف يتجاسر أن يحمل الكلمة؟ ولكن جاءت جمرة من نار الله. حملها ملاك إلى شفتَي اشعيا فتطهَّرتا. ولما قال الربّ: من نرسل، ومن ينطلق إلينا؟ كان جواب النبي: ها أنا لك فأرسلني (اش 6:1 - 8). هكذا اكتشف اشعيا وجهَ الله القدوس في حياته، في شعائر العبارة لدى شعبه، في المجتمع الذي يعيش فيه مع الظلم الذي يضرب المساكين ولا من يُشفق، ولا من يَسمع كلام الله.

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM