الفصل الثاني عشر: الضلال مرض

 

الفصل الثاني عشر

الضلال مرض

1 الضلال بين الكافرين هو مَعين الأضرار(1)

فأراد الحبُّ أن يكون طبيبًا في الحالات القاسية:

يُوجِع بلا غضب، ويؤلِم بلا سخط

فما من طبيب يقطع (العضو) بغضًا.

وإذ حبُّه جميل جدٌّا، حديدُه مخيف وقاسٍ.

هو عذبٌ بمساعداته، ومُرٌّ في علاجاته.

اللازمة: مبارك من فضح مكائد الشمال(2).

الحسد

2 الحسد(3) هاج وأكثرَ، ونهش بني البشر،

سمُّه يبيِّنه فيَضرب كلَّ من يجد (في طريقه).

السخطُ داخلَ قلبه واللعنةُ داخل فمه.

سمٌّ هو نبعُه وأصله

يُزهر فيُضلُّك. والثمرَ الذي يَجعل أمامك

هو من داخل سدوم، غَلَّةُ تفكيره(4).

3 ملء الخسارة مرميٌّ له في كلِّ زمان

جدالِه هو افتخار فيكون مفسَدًا في الخصام

فخَّه صلَى كما يجب، وظنَّ أنَّه الملجأ.

سحابةٌ معتَّمة هو تفكيره

حين ينتفض الموت في صحوٍ (سماء صافية) لا غيم فيه

تمتلئ أهراؤه برَدًا يصوغه في كلِّ زمان.

4 من الداخل ماكرٌ معتَّم، من الخارج بشوشٌ ومحبّ

يكون مبتهجًا وهو يسرقك، وهادئًا وهو يرميك

يبدو كلُّه وكأنَّه منك، وهو كلُّه يقابلك.

ناسجٌ كلَّ نير في كلِّ زمان،

يضحك وهو يمكر بك، يقبِّلك وهو يلدغك

يبدو حلوًا ويخنقك، يبدأ بك وينتهي.

5 بضعَ مرّات يكون الأسدُ مرتخيًا في البرِّيَّة،

والحيَّةُ داخلَ البيت تسكن ولا تسيء.

غيظٌ في الخارج وفي الداخل، يُسيء ولا يهدأ

وأيضًا برجٌ من اللحم (= الفيل) في المشرق،

بإرادته يحني ارتفاعه لبني البشر.

ركوبُه مملوء أمانًا وراكبه مملوء افتخارًا.

6 إن رأيت حيَّة لا ترهَب كثيرًا

وإن التقى بك الشرّير(5) فاحتقرْه ولا تهدأ.

والغيرةُ إن صادفتك فاختمْ (فاضبط) نفسك واهرب

والحسد إن وضع عليك (يده) لا تنتقم.

اخرج، امضِ، ادعُ أيّوب(6) وانظر نفسك (كما في مرآة) في آلامه.

فالموتُ يهبُّ وينفخ ويُفسدك.

7 إذا امرأة أحبَّتكِ فحِصَّتُك حصَّةُ يوسف هي(7).

وإذا امرأة أبغضتك نصيبك نصيبُ إيليّا(8)

وإذا أخوك نظرك شذرًا فاقتنِ أجنحة يعقوب(9).

هابيل منحك خصمًا (الحسد)(10).

إذا كنت تبحث عن الحسد كلِّه،

انظر ربَّنا واجعل لك حدودًا إذ هو صُلب وما أَثم(11).

تحذير المؤمنين

8 أما الأمر أنَّ الحسد (= إبليس) استلَّ حربته

وبالدم رطَّب ظمأ تفكيره.

(ولكنَّ) الطبيب (يسوع) فتح (الجرح) وأخرج الحديد ليعيننا

فالحبُّ أصدر حكمه بأن يشفي الأوجاع.

فإن تعافت أو لا، بُكِّتتْ كم ظلمَتْهُ (الطبيب)

فالمتعافون يفرحون لأنَّ تحذيراته حفظتهم.

9 كم حسدَ الشرّيرُ بجسد برديصان(12)،

بفمه قطع رجاءه وشتمَ نصفه (نفسه).

مدَّ لسانه وكفر بانبعاثه (قيامة الربّ).

وأهاج مرقيون(13) وجعله مجنونًا

فقاوم صانعَه وقبَّح خالقَه.

ولبس ماني(14) كما أداة (= لسانه) وتكلَّم به.

10 وهب (إبليس) لبرديصان مخزن الزؤان(15)

فأخفى الحنطة وخنقها (مت 13: 30) بأشواكه وزؤانه.

أسره أسرًا مع (أهل) الزؤان

ووهب لمرقيون رسلاً ذئابًا (مت 7: 15).

ولبس مانيَ مثل خنزير وحرَّك الحمأة في كلِّ ساعة (2 بط 2: 22).

11 كلام برديصان في العلن هذيان،

وفي الخفاء هو جنون في سرِّ التجديف.

هو امرأة فاسقة فجرَت في المخدع.

مرقيون هو زانية تجاسرت (وزنت)

ماني تقيَّأ وأكثر تقيُّؤَ التنين

سمومًا غثا (يغثو) لأبنائه ولتلاميذه القشور.

12 بالثياب واللآلئ زيَّن (إبليسُ) برديصان،

ووشَّح مرقيون مسحًا ليحوِّل أبناء النور إلى ظلام.

باليرقان صبغَ ماني ليُضلَّ به

وسلَّحهم كلَّهم بكلِّ الشرور:

مرقيون بالتجديف، برديصان بالضلال،

وداخل ماني أفرغ العكَرَ الذي رسبَ وزاد(16).

مؤلّفات، كتب، أناشيد

13 وشرع أبناءُ الحيَّة (مت 3: 7) يزحفون على المسكونة

ليُضلُّوا البراءة ويَسبُوا الطفولة

شابهوا رأس عشيرتهم، الحيَّة الأولى (تك 3: 4ي)

التي رأت في عدن حوّاءَ البريئة.

ملَّقتها فاتَّكلت وبنُصحها ابتهجت،

باغتتها فندمت، وضربتها فحزنت.

14 اهتزازُ الأعضاء وتطيُّر الأزمان،

أسفار، سفر الرعود(17)، وآخر سفر الأسرار(18)

سفر الأفواج قبالة الأبراج (الاثني عشر)

وبدل اعتناء الكنيسة

شاةٌ تجترُّ في أسفار القدّيس

ها هم يطيِّنون بأسفار الخسارة.

15 مَن جسمُه سليم، جلبوا المرض إلى وجدانه،

ومن هو مريض، عملوا لكي يموت حين يتعافى.

من كُسر، جَبروا كسره ليُسرع إلى فخاخهم

إذ يناغون الطفل الذي لُدغ،

العقربُ ضربه من الخارج وكلدغةٍ ضربتُه من الداخل.

فألقى الجاهل بنفسه بين موتين اثنين.

16 إيزابيل غلبت آخاب فكانت خاتمة عقابه،

ختمت الرسالة والضلال لبرديصان.

نصَّت بلسانه كتابًا لتلومه

ومرقيون أيضًا وضع يده (وقَّع)

في سفر ذنوبه. وماني بمدارشه (بقصائده)

نصَّ لرفيقه وباع حرِّيَّته.

17 في أوكار برديصان الأصوات والأنغام(19):

رأى الفتيانَ يتوقون إلى الكلام الحلو.

فحرَّك الأطفال بإنشاد تراتيله

ومرقيون مثل حيَّة كان صائمًا.

عظَّم كلمات الحيَّة وألقاها في مسمعه.

ماني فتح فمه وجرفه بالمواعيد.

18 فجأة دمَّروا صومعة برديصان،

فما قرأ فيها الأنبياء، أبناءُ الحقّ

قرأ فيها كتُبَ الأبراج وترجمَ.

ومرقيون الذي كفرَ أيضًا بخالقه،

توعَّدته الخليقةُ فارتجف منها وارتعد.

وماني نهق وأكثرَ، وأبناءُ المشرق (= الفرس) احتقروه(20).

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM