أبوّة الله في الشرق القديم

1-   العالم الأشوريّ والبابليّ

إنليل هو ملك جميع الآلهة وأبوها

يا أبًا رحيمًا وشفوقًا في تدبيره

أنت تمسك بيدك حياة الكون كلّه

يا ربّ، يا أبًا ولد الآلهة والبشر

وأسّس الهياكل ورتّب التقادم

يا أبًا والدًا تنظر عاطفًا

إلى جميع الخلائق الحيّة

يا سيّدًا على مصير السماء والأرض،

لا يقدر أحدٌ أن يبدّل كلمتك.

في الصلاة، يعبّر المؤمن عن إيمانه بأبوّة الله، وعن علاقة شخصيّة مع ذاك الذي يطلب حنانه ورحمته. هنا يتوجّه الملك إلى إلاهة لاغاش:

أنا لا أمّ لي، فأنتِ أمّي

أنا لا أب لي، فأنتِ أبي

حملتني في قلبك

وولدتِني في الهيكل

2-   العالم الحثّيّ

صلاة مديح وتوسّل تعود إلى القرن 14ق.م، وتتوجّه إلى شمش، الإله الشمس.

والآن، يا إلهي، أصرخ وأصرخ الرحمة

فيا إلهي، إسمع لي

الصديق يمسك بيدي، ولطيفًا.

أنت لي، يا إلهي، أبي وأمّي

فيا إلهي، لم يبقيا لي.

فأنتَ يا إلهي عاملني مثل أبي.

3-   مصر القديمة

أمون، في مصر، هو "خالق السماء والأرض"، "والد جميع الآلهة ووالدتهم"، "أبو الآلهة والبشر".

ينحني الآلهة أمام جلالك،

ويعظّمون القدرة التي خلقتهم

يقولون لك: تعال بسلام،

يا أبا الآباء وجميع الآلهة.

ترفع السماء وتنحي الأرض

تجد الموجود وتكوّن الكائنات.

يا سلطانًا على رأس جميع الآلهة،

نسجد لقدرتك لأنّك صنعتنا

نسجد لك، لأنّك ولدتنا

نسجد لك، لأنّك تعبت لأجلنا.

أمون هو أبو الآلهة، وأبو فرعون. أنشده رعمسيس الثاني في القرن 13ق.م.

حينئذٍ قال جلالته قال:

ماذا الآن، يا أبي أمون

وهي ينسى الأب ابنه؟

هل قلت شيئًا ما أرضاك؟

أما سرتُ وتوقّفتُ بحسب كلمتك؟

ما تجاوزتُ يومًا أوامرك

وعلى مشيئتك ما تعدّيتُ

ما أعظم ربّ مصر العظيم!

عظمتك لا تترك الغرباء في طريقك

فماذا يكون أهل آسية، يا أمون؟

رجال أدنياء لا يعرفون الله

يصلّي الملك ويصلّي الفقير المسكين. وهذه صلاة أعمى كُتبت حوالي سنة 1400ق.م.

قلبي يرغبُ في رؤيتك،

قلبي يملأه الفرح،

يا أمون، يا حامي الفقير

أنت أبو من لا أمّ له

أنت زوج الأرملة

جعلتَني أرى الظلمة التي وهبتَ

فاجعل النور لي فأراك

إنحنِ عليّ انحناء،

أحنُ وجهك الجميل، المحبّ.

فأنت تأتي من البعيد.