الخاتمة

الخاتمة

فصل من الرسالة...، كتاب في جزئين. لأنّنا اعتدنا في القراءة الربّيّة أن لا نجعل الكتب ضخمة. كتاب واحد. لهذا كانت خاتمة واحدة.

فالقراءة الربّيّة غير قراءة من القراءات تعطينا بعض المعلومات. ولا هي محاولة قراءة الكتاب المقدّس كلّه في سنة أو في أقلّ من سنة. مثل هذا العمل "البطوليّ" ليس هدفنا. القراءة الربّيّة تسير على مهل. فيه العودة إلى الكتاب بقدر ما فيها من الصمت. والقراءة لا تتمّ لكلّ واحد في مفرده، وهو يحاول تحليل الكلمات والمعاني، أو اكتشاف البُنى البلاغيّة. هذا أمر يقوم به الأخصّائيّون ليسهّلوا لنا الطريق. فنحن لا نحتاج إلى فلاحة الأرض، وتسميدها وزرعها بانتظار قطاف الغلّة. القراءة الربّيّة تقدّم لنا الثمرة، وتقول لنا: ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ.

في مثل هذه القراءة نعطي بقدر ما نأخذ. كما الآتي إلى اجتماع الأحد والمشاركة في الإفخارستيّا، في ذبيحة القدّاس. إن كنّا متفرّجين، فلا بدّ من أن نضجر، لأنّ ما نراه اليوم، رأيناه في الأحد الماضي، أو البارحة. لكن إذا دخلنا في قلب القدّاس، وصرنا أعضاء في الجماعة المشاركة، لم يعُد القدّاس يشبه قدّاسًا آخر.

ونقول الشيء عينه عن الكتاب المقدّس. نقرأه، نقرأه، نحفظه غيبًا، ولكنّنا لم نهضمه. لم نفهمه. لم يصبح في قلبنا صلاة. إذًا، لسنا في معرض القراءة الربّيّة، لأنّ العظة التي حاولنا أن نقدّمها ليست كلامًا من الخارج. هي تفترض أنّ الكاهن تأمّل في نصوص الكتاب، واكتنز التأمّل الذي قدّمناه قبل أن يقدّمه. إذا لم يكن الكتاب المقدّس صلاة في قلوبنا، لا يمكن أن ينتقل إلى قلوب الآخرين. حينئذٍ يصبح "وعظنا" صنج يرنّ أو نحاس يطنّ. وفي أيّ حال، هو لا ينفع شيئًا. لا يفيد السامعين.

في كتابنا "إرفعوا الكسر" في مجموعة "صفحات روحيّة" التي تصدرها المكتبة البولسيّة، قدّمنا قرابة خمسًا وعشرين دراسة قصيرة للإنجيل، يمكن أن ينطلق منها الكاهن من أجل عظته، أو المؤمن من أجل تأمّله في مناسبة من مناسبات السنة الطقسيّة. والآن، قدّمنا عددًا كبيرًا من التأمّلات المشدّدة على "الرسالة"، رسالة القدّيس بولس، أو نصّ من العهد الجديد. هناك تأمّل بين كتاب وكتاب.

ولكن ما انتهينا. ونحن نرجو أن نصدر كتابًا تأمّليًّا عن أناجيل السنة يكون عنوانه: كونوا في السكوت. وهكذا نكون تجاوبنا مع عدد من الكهنة لا في كنيسة واحدة، بل في جميع الكنائس التي تصلّي في اللغة العربيّة، لأنّ الفهرس في النهائيّة يقدّم النصوص ويشير إلى الموضع الذي فيه شُرحت، بما أنّ الطلاّب الذين رافقناهم في مسيرتهم إلى الكهنوت ينتمون إلى جميع الطوائف، فلماذا لا يتوجّه كتابنا هذا إليهم جميعًا. بل هو يتوجّه. وأقلّه حاولنا. والله يبارك جهودنا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM