الفصل الواحد والعشرون :أشعيا63-66في تفسير أفرام السرياني

الفصل الواحد والعشرون

أشعيا63-66في تفسير أفرام السرياني

 

63 1مَن هذا الذي يأتي من أدوم؟ سأل نفسه وأجاب نفسه بكلمة فقال: أنا أتكلَّم بالبرّ. وما هو البرّ، يا ربّ، الذي تتكلَّم عنه؟ دُستُ الشعوب بغضبي، لأنَّهم تعالوا على الشعوب في زمن غضبي.

3     دُستُ المعصرة وحدي. وما كان معي واحد من الشعوب، لأنَّ إسرائيل وحده ضربها بعد العودة.

4     لأنَّ يوم الحساب الذي يكون ببني أدوم، وُضع في قلبي. ويوم الخلاص وصل إليه الخلاص الذي يكونُ لشعبي.

5     تحرَّيتُ وليس من يساعد. تحرَّيت في الأدوميّين لأنَّ فيهم دمًا حسنًا لكي يتحنَّنوا لأجلهم، فما وجدتُ فيهم من يساعد.

6     ودُستُـهـم بغضـبـي، وأحـزنـتُـهـم بغيظي، وأحدرت عزيمتهم إلى الأرض. ذاك هو مثل هذا: إن ترفَّعت، وبين الكواكب تجعل قنَّك، ومن هناك أحدرك، قال الربّ.

7     أتذكَّر طيبة الربّ. إذًا، أشكره على الأمور القديمة. ''طيبة الربّ اذكر'' وهذا تجاه (الكلمة): لماذا أضللتني يا ربّ عن طريقك الذي هو توبيخ على الأمور الأخيرة؟

9     مـلاك الـوجـه خـلَّــصـهـم. أي مــا حاسبهم على كلِّ خطاياهم، من أجل موسى الذي تصرَّف أمـامـه، ولا أبــادهـم. ورفـعـهـم وشقلهم كلَّ أيّام الدهر بواسطة مآثر كانت لهم بواسطة الأنبياء، من زمن إلى زمن.

10    وهم مرمروا روحه القدّوس الذي كلَّمهم بواسطة الأنبياء.

11    وتذكَّر أيّام الدهر، أيّام موسى عبده، حين أصدر من البحر راعي القطيع.

12    دبَّر يمين موسى، ذراعًا خفيَّة، ذراع مجد الله.

13    قادهم في الغمر مثل جواد في البرّيَّة.

14    ولا ثقَّل عليهم كالبعير النازل في الوادي. روح الربِّ دبَّرهم. هكذا دبَّرتَ شعبك يا ربّ. بهذه كلِّها التي روى حول خروجهم من مصر، عرَفهم. وبالقوّات التي صنعها بيد موسى عبده، حين دعاه راعيَ قطيعه، وبيمينه قسم البحر بواسطة عصا رسمَتْ صليب المسيح. عصا هي الذراع الخفيّ لمجد الآب.

15    وإذ حسب هذه الأمور القديمة التي صنع لآبائهم حين خرجوا من مصر، عاد النبيّ، فأيقظ غيرة ربِّه فقال: أين غيرتك وجبروتك التي (بيَّنتها) في هذا الزمان وانقلاب إمعائك ومراحمك على هؤلاء الذين ما مالوا إلينا، والآن مالوا إلينا وعلينا؟ أنت هو أبونا. أبٌ لنا كما (أنت) أبٌ لهم.

16    إبراهيم ما عرفنا. وإسرائيل ما تعرَّف إلينا. حين صنعت الأمور القديمة (في مصر). نامَ آباؤنا وصمتوا. وأنت أيُّها الربُّ أبٌ. صنعت لهم. وأنت مخلص منذ الدهر.

17    لماذا يا ربّ، أضللتني من طريقك، وقسَّيت قلبي من مخافتك. اتِّهام فارغ أيضًا. سبق وقاله المسبيّ منذ موسى وجميع الأنبياء.

64 1        أما فتحتَ السماوات ونزلت لمساعدتنا؟ من قدّامك ذابت الجبال. دعا المصريّين والأموريّين والعماليقيّين جبالاً، بسبب تعاليهم.

2     توقد الآن نارك في أعدائك. وبسبب الحساب الذي تصنعه لنا، يُعرَف اسمُك لدى أعدائك.

3     حين صنعت أمورًا مخيفة، ما انـتـظــرنـاك إن خـطـئـنـا إلـيـك، (فالآيات) القديمة التي صنعتَ لهم، كانت بارَّة. والآن، فاصنع اثنين منها في تجلّيك علينا: لنا الخلاص ولأعدائنا النقمة.

4     فمن الدهر. أي من يوم انفصل عنك هذا الشعب. ما رأت عين إلهًا خارجًا عنك... لأنَّك تلتقي بعذوبة، بالذين يصنعون البرّ، وفي طرقك يتذكَّرونك في معجزاتك التي من أجلهم.

5     ها أنت غضبتَ، لأنَّنا خطئنا... بها يَخلص العالم. بمراحمك التي صنعتَ للعالم، بها يخلص العالم.

6     صرنا كلُّنا مثل أنجاس. هذه هي صلاتنا من أجلهم. نُثرنا كلُّنا مثل الورق هؤلاء سبوا في جيل جيل.

7     وليس من يدعو باسمك. لأنَّهم سجدوا للأصنام، وما صنعوا ذكرًا لاسمك. وليس من يتذكَّر لـيـتـحـصَّـن بـك. اتَّـكـلـوا عـلـى الأصنام واستندوا إليها.

65 1 طُلبتُ لدى الذين ما سألوا عنّي. الآن في شخص الابن، تجرأ أشعيا وقال في عين اليهود وما خاف، كما شهد الرسول بولس. ووُجدت لدى الذين ما طلبـونـي، أي لـدى الـشـعـوب. فقلتُ: ها أنا. ها أنا لشعب من الشعوب الذي لم ينادِ باسمي.

2     بسطتُ يدي النهار كلَّه. بسطتُ يدي بالصليب النهار كلَّه على شعب بيت إسرائيل الذي لا يقتنع. على شعب لا يقتنع. ولماذا لم يرد إسرائيل أن يقتنع، قال: لأنَّهم يسيرون في تفكُّراتهم.

3     يذبحون في الجنائن. ويضعون العطور على الحجارة. حسب ناموس السحر. دعا حجارة المذابح التي عليها ذبحوا أبناءهم للشياطين.

5-7   وقالوا: لا تقترب إليّ. خطاياهم وخطايا آبائهم ضاعفوها قدّامي، قال الربّ. أي كُتبت قدّامي وأنا لا أتحمَّل إلى أن يأتي متى الحساب مضاعفًا على خطاياهم (وخطايا) آبائهم. أحاسبهم ضعف الحساب في حضنهم وفي حضن آبائهم.

5-10  كما تُوجَد الخصلة في العنقود، فيقول إنسان: لا تفسدها، لأنَّ البركة هي فيها، ويكون الشارون مسكنًا للقطيع، وعمق عاكور مربضًا للبقر، فإن يكـن سـرُّ هـذه قد رُسم في الصدّيقين الذين بينهم، إلاّ أنَّ حقيقتها كملت في هذا الذي اختفى وانتقل في الصدّيقين من بيت يهوذا. فالكنيس حُفظ من أجل الأبرار. والأبرار وشعبهم من أجل المسيح الذي انتقل في شعبهم. الخصلة التي في العنقود تصوِّر في النمط الأبرار الذين في الشعب. والبركة التي في (الخصلة) وُعد بها إبراهيم الذي منه يظهر والذي فيه تتبارك كلُّ الشعوب المؤمنة. فالشارون هو نمط لكلِّ واحد من الأبرار، الذي كان سترًا للشعب. مثل موسى، ومثل يشوع، ومثل إيليّا ودانيال، عمق عاكور عمق الحساب هو، الذي يصوِّر المسيح الديّان والمجازي، الذي هو مسكن القطيع معًا ومربض البقر. فالقطيع يصوِّر بقيَّة الشعب كلِّه: البقر للصدّيقين وللأبرار الذين فيهم.

11-12وملأتم موائد للجداد، ومزجتم لهم الأجاجين، واخترتم ما لا أريد أنا. بهذه (الكلمات) وبَّخ الذين يركضون وراء الباطل، ويذبحون ويسكبون للقدر والجداد في ضلال قلبهم. وهذه يهتمُّ بها في كلِّ زمان، هو الذين لا يريدونني ولا أنا أرتاح بهم.

13    ها عبيدي يأكلون، وأنتم تجوعون. الشعوب عبيدي يأكلون الجسد الحيّ، ويشربون دواء الحياة، وأنتم تُحرَمون.

15    وعبيده يدعو باسم آخر، أي إسرائيل الله.

16    المبارك بالأرضيّات في الأرض مبارك في الروحانيّات في الله الذي هو الخالق. آمين. من الآن، أخذ لنفسه رسولاً هو لمجد الله. آمين.

17    فها أنا باري سماوات جديدة وأرضٍ جديدة. (يقال) هذا عن البيعة لما تسلَّمته من مواهب سماويَّة وروحيَّة قبلتها. فإن خدمتهم من أجل الأرضيّين الذين وعد لهم، فكم تخدم البيعة من أجل الفرح الذي كان للشعب في عودتها. ودعا أيضًا سماوات جديدة وأرضًا جديدة، التدبير الحيّ الروحيّ الذي وُهب للبيعة في مجيء المسيح.

20    ولا يكون هناك طفل رضيع يموت. وشيخ لا يُملئ أيّامه. لأنَّ الطفل يموت وهو ابن مئة سنة. أي يبطل موت المئة سنة. فكلُّ الطيِّبات تكون لهم في تلك المئة سنة. ومن خطئ يُلعن وهو ابن مئة سنة. فالحساب يبطل عنهم، خلال مئة سنة.

24    وقبل أن يدعوا أستجيبهم. وذلك (حسب) هذه: »يدعون في الآذان بصوت عالٍ ولا أسمعهم«.

25    الذئب والحمل يرعيان معًا، فيتثبَّت أنَّ هذا الذي صُنع في البيعة، رُسم نمطه في الكنيسة، فالذئب والحمل اللذان يرعيان معًا، هما ملكان يستريحان مع الساكنين في وسطهم([1]) ؟

 



[1] Sancti Ephraem Syri, Hymni et Sermones, Thomas Joseph Lamy, t. II (Mechliniae 1886), p. 187-202.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM