الأحد الثالث بعد القيامة

الأحد الثالث بعد القيامة

الرسالة : عب 13: 18-25

الإنجيل : يو 21: 1-14

إله السلام أقام المسيح

يا إخوتي، صلّوا لأجلنا، فنحن واثقون لسلامة ضميرنا، راغبون أن نحسن التّصرّف في كلّ شيءٍ. أطلب إليكم هذا بإلحاحٍ، حتّى يردّني الله إليكم في أسرع وقتٍ.

وأرجو إله السّلام الذي أقام من بين الأموات، بدم العهد الأبديّ، راعي الخراف العظيم ربّنا يسوع، أن يجعلكم كاملين للعمل بمشيئته في كلّ شيءٍ صالحٍ، وأن يعمل فينا ما يرضيه بيسوع المسيح له المجد إلى أبد الآبدين، آمين.

وأطلب إليكم، أيّها الإخوة، أن يتّسع صدركم لرسالتي هذه، لأنّي كتبتها باختصار. أخبركم أنّ أخانا تيموثاوس أخلي سبيله. فإن حضر عمّا قريبٍ، جئت معه لأراكم.

سلّموا على جميع مرشديكم وعلى جميع الإخوة القدّيسين. يسلّم عليكم الإخوة الذين في إيطالية. لتكن النعّمة معكم أجمعين.

بعد موت المسيح، خاف التلاميذ وأغلقوا على أنفسهم في العليّة وأوصدوا الأبواب. ومع أنّ يسوع دخل عليهم أكثر من مرّة، ظلّ الخوف يرافقهم، بل هم اعتبروا أنّ الموت سيطر على يسوع كما سيطر على جميع البشر. لا شكّ في أنّه قام، كما يقوم كلّ إنسان، على ما قالت مرتا ليسوع: "أعرف أنّه سيقوم في القيامة، في اليوم الآخر" (يو 11: 24). ما فهمت مرتا ولا الرسل إلى أن يعرفوا أنّ يسوع هو القيامة. لا فقط ذاك القائم من الموت، ولا قيامة لإنسان إلاّ به. وهو الحياة، ولا حياة إلاّ بحياته. هي تحتاج إلى الإيمان "بالمسيح ابن الله الآتي إلى العالم" (آ 27).

1- إله السلام

كم يحتاج الرسل إلى السلام، بعد أن أضاعوا وجهة حياتهم، فعادوا إلى عملهم السابق. مضوا ليصطادوا سمكًا كما كانوا يفعلون قبل أن يدعوهم يسوع. هي الحياة العاديّة، البشريّة. والسلام الذي هو ضدّ الحرب، بعيدٌ جدًّا. الإنسان الخاطئ خسر السلام، أحسّ أنّه يستحقّ غضب الله وعقابه. فمن يا ترى يخلّصه من هذا الغضب وهذا العقاب؟

وحده إله السلام. هو الذي صالحنا. كنّا "معادين الله"، فأرسل لنا ابنه مع أنّنا خطأة. والآن وقد تبرّرنا، هذه المصالحة هي حاضرة. قبل الله أن يموت ابنه مع أنّنا كنّا معادين. واليوم نحن نخلص بحياته. وهكذا عاد السلام بين السماء والأرض، بين الله والإنسان، بعد أن عاد الرباط الذي قُطع بخطيئة الإنسان.

2- بدم عهد أبديّ

منذ بداية الكون كان عهد بين الله والبشر، بواسطة نوح. هي معاهدة واتّفاق، بأن لا تدمّر الأرض من بعدُ في طوفان مريع. أمّا العلامة فكانت قوس قزح في السماء. جعل الله قوسه في الغمام، كأنّه ترك الحرب ووعد البشريّة بالسلام. وكان عهد حبّ مع إبراهيم الذي ترك الأرض والعشيرة والبيت ومضى إلى حيث يدعوه الربّ. والعهد مع موسى على الجبل مع الوصايا. هو الله لا يريد أن يترك البشريّة في شرّها وخطيئتها. ولكنّها عهود لم تتعدّ هذه الأرض.

أمّا مع يسوع فالعهد الأبديّ لا نهاية له، ولا يمكن لعهد آخر أن يحلّ محلّه، لأنّ الواقف أمام الله ليس إنسانًا وحسب، بل هو الإله الإنسان. وعهده جديد دومًا ولا يمكنه أن يشيخ ويبلى وبالتالي يمضي إلى الزوال. راعي الخراف العظيم، يسوع المسيح، هو صالح البشر مع الله. كان البشر خرافًا مشتّتة لا راعي لها، فكان هو الراعي. أمّا العلامة فدمه على الصليب من أجلنا ومن أجل الكثيرين لمغفرة الخطايا.

3- أقام الله من بين الأموات

كان موت المسيح ذبيحة قدّمت لله الآب. وما الذي يبيّن أنّ هذه الذبيحة قُبلت ؟ القيامة. فحين أقام الله ابنه من بين الأموات، دلّ على أنّ هذا العهد الذي قُطع في ذلك العشاء الأخير عن الخبز والخمر، صار واقعًا حيًّا في الموت والقيامة.

أقام الله ابنه الذي هو بكر الراقدين. وهو سيقيم جميع الموتى. والمسيح يقوم بقدرته، لأنّه ابن الله والمساويّ للآب. وهو سيُدخلنا في العهد معه. فهذا الذي قال منذ دخوله العالم: ما شئت ذبائح ومحرقات، فقلت: ها أنا أتٍ لأصنع مشيئتك يا الله، هو نفسه يدعونا للعمل بمشيئة الله. هكذا نشاركه حقًّا في مسيرته الفصحيّة بما فيها من موت وقيامة، حيث يحقّق إله السلام ما يرضيه تعالى في كلّ صلاح.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM