تراتيل درب الصليب
تراتيل درب الصليب
على المؤمن إذا مارس رتبة درب الصليب وحده، أن يتلو فعل الندامة ويتأمّل في كلّ مرحلة من مراحل درب الآلام متنقّلاً في الكنيسة من مرحلة إلى مرحلة.
أمّا في الرتبة الجمهوريّة فيتنقّل الكاهن يرافقه الصليب وشمعتان، من مرحلة إلى مرحلة، تاليًا التأمّل، وبين كلّ مرحلة ومرحلة ينشد المرتّلون بيتًا من نشيد "كانت الأمُّ الوجيعة" أو "مريمُ الأمّ الحزينة"، فيجيب الشعب كلّ مرّة "أيّتها الأمُّ القدّيسة" أو "يا شريكةَ الفداء"، جاثيًا وقت التأمّل، واقفًا وقت النشيد.
يا ربّي وإلهي أنا نادمٌ مِن كلِّ قلبي على جميعِ خطاياي لأنِّي بالخطيئةِ خسِرْتُ نَفسي والخيراتِ الأبديَّة، واستَحقَقْتُ العَذاباتِ الجهنّميَّةَ ولكنْ بالأكثرْ أنا نادمٌ لأنَّني أغظتُكَ وأهنتُكَ يا ربِّي وإلهي، المُستحِقَّ كلَّ كرامةٍ ومَحبَّة. لهذا السببِ أبغُضُ الخطيئةَ فَوقَ كلِّ شَرّ، وأُريدُ بِنعمتِكَ أنْ أموتَ قبْلَ أنْ أَغيظَكَ فيما بعْد. وأقصِدُ أنْ أهرُبَ مِنْ كلِّ سبَبِ خطيئَة، وأنْ أفيَ بقَدْرِ استِطاعَتي عن الخطايا الَّتي فعلتُها. آمين

كانت الأمُّ الوجيعة

كانتِ الأمُّ الوجيعةْ   والدُّموعْ منها سَريعةْ   واقفة تحتَ الصَّليب

اللازمة:

أيّتُها الأمُّ القدّيسةْ إجعَلي جراحاتْ وحيدِك في قلبي مُنطَبِعَةْ

المرحلة الأولى:

نفسُها تلكَ الحزينَةْ في توجُّعِها كمينَةْ صابَها سَيفٌ مُريبْ

المرحلة الثانية:

يا لأوجاعٍ مَهولَةْ صادَفَتْ تِلكَ البَتولَةْ أمُّ فادينا الحبيب

المرحلة الثالثة:

كابدَتِ المَوتَ مُرًّا قد أهالَ القلبَ جَهْرًا مِن جَرى الابنِ الحبيبْ

المرحلة الرابعة:

أيُّ قلبٍ ليسَ يَبكي إذْ يَرى العذراءَ تَشكي حُزنَ أحشاها المُذيبْ

المرحلة الخامسة:

مَنْ يُطيق مُرَّ التَّفكُّرْ أو بآلامِها التَّذكُّرْ حينَ لاقاها الحبيبْ

المرحلة السَّادسة:

مِنْ مَعاصي الشَّعبِ تَلقى بالعَذاب يسوعَ مُلقى مُحتمِلاً جَلْدًا مُذيبْ

المرحلة السّابعة:

وتَرى المَولودَ منها مائِتًا مَفروقًا عنها مُرتفِعًا فَوقَ الصَّليبْ

المرحلة الثامنة:

يا أمَّ ينبوعِ المحبَّةْ إمنَحيني منكِ هبَةْ التَّوجُّعْ والنَّحيبْ

المرحلة التّاسعة:

إمنَحي نارًا لِقلبي يَشتعِلْ بِيَسوعَ ربّي صاحبِ الحُبِّ العَجيبْ

المرحلة العاشرة:

إجعَلي أمّي الحنونَةْ الجراحاتِ الثَّمينَةْ قلبَنا القاسي تُصيبْ

المرحلة الحادية عشرة:

ابنُكِ مَجروحْ مُؤلَّمْ وهو مِن أجلي تألَّمْ أعطيني مِنهُ نَصيبْ

المرحلة الثانية عشرة:

أشْرِكيني في نَحيبِكْ حينما عُلِّقْ حَبيبِكْ واجرَحي قَلبي الكئيبْ

المرحلة الثالثة عشرة:

إمنَحي عَبْدًا ذَليلاً أنْ يكونْ لكِ خَليلاً ناجِيًا مِنَ اللَّهيبْ

المرحلة الرّابعة عشرة:

إذْ يموتُ الجِسمُ منّي بلِّغي نَفْسي التَّمنّي مجْدَ فادينا الحَبيبْ

أو تتلى هذه الأبيات:

مريمُ الأمُّ الحزينة

مريمُ الأمُّ الحزينةْ والبتولةُ الأمينَةْ واقفةْ عندَ الصَّليبْ

اللازمة:

يا شريكةَ الفِداء أمَّنا أمَّ العزاءِ إمنحينا أنْ نَتوبْ

المرحلةُ الأولى:

ربُّنا فادي الأنامِ دينَ من أجلِ الأنامِ فانْطَوى الحُكمُ الرَّهيبْ

المرحلةُ الثَّانية:

عاشَ في الدُّنيا وضيعا سِيقَ للمَوتِ مُطيعا حمَلُ اللهِ العَجيبْ

المرحلةُ الثَّالثة:

هوّذا باري البَرايا حامِلاً ثِقْلَ الخطايا رازِحًا تحتَ الصَّليبْ

المرحلةُ الرّابعة:

سيفُ آلامٍ دفينَةْ جازَ في قلبِ الحزينَةْ عندما جازَ الحبيبْ

المرحلةُ الخامسَة:

أعطِنا صَبْرًا جميلاً نَحمِلُ العُودَ الثَّقيلا إنَّهُ خَيْرُ نَصيبْ

المرحلةُ السَّادسة:

سيمَ تَجريحًا وضَرْبًا أينَ مِنديلُ المحبَّةْ يَمسَحُ الوَجهُ المَهيبْ

المرحلةُ السَّابعة:

أنا مِنْ طينٍ وخَزفِ إحمِني سقْطاتِ ضُعْفي واستَمِعْ لي يا مُجيبْ

المرحلةُ الثَّامنة:

لستُ أرثي لكَ ربّي إنَّما أَرثي لِقلبي تاهَ في الدَّربِ غَريبْ

المرحلةُ التَّاسعة:

إستمِعْ دعاءَ بُؤسي واحمِني سقَطاتِ يأسي وانْزَعِ الشَّكَّ الرَّهيبْ

المرحلةُ العاشرة:

ملكُ المجدِ مُعرّى يَرتوي خَلاً ومُرًّا والدَّمُ الغالي سَكيبْ

المرحلةُ الحاديةَ عشْرة:

مِنْ على المَجدِ تَخلّى وعلى العُودِ تَجلّى ماحِيًا عارَ الصَّليبْ

المرحلةُ الثَّانيةَ عشْرة:

ماتَ فانْشَقَّ الحِجابُ وكَسا الكَونَ ضَبابُ وبكَتْ شَمسُ المَغيبْ

المرحلةُ الثَّالثةَ عشْرة:

إنَّنا نَدعوكِ مريمْ بَلسِمي القَلبَ المُؤلَّمْ وامْسَحي دَمْعَ الحَبيبْ

المرحلةُ الرَّابعةَ عشْرة:

يا لَقبرِهِ المُنوَّرْ عندَهُ المَوتُ مُحيَّرْ لم يَعُدْ أمرًا مُريبْ

زيّاح الصَّليب

تُقام هذه الرتبة في الصوم الأربعينيّ كلّ يوم جمعة مساءً، وفي كلّ يوم من أسبوع الآلام، ما عدا يومي الجمعة والسبت. يوضع على المذبح صليب مغطة بوشاح أسود وإلى جانبيه شمعتان موقدتان.

يا شَعبي وصَحْبي أينَ عَهدُ الأَيمانْ

أينَ الوَفا بالحبّْ والوَدادْ والرِّضوانْ

كالقاتِلْ والعَدو دَفعتُموني للهوانْ

وما بينَ اللِّصَّين، صلبْتُموني عُرْيانْ

 

تُرى ماذا عَملي فصارَ هذا جَزائي

تُرى مَنْ هو المُدّعي، وما هو وُجوبْ قضائي

أما تَذكرونَ الجميلْ أما تَذكرون سَخائي

كَمْ عليلٍ كَمْ سَقيمْ شَفاهُ اعتِنائي

 

يا ناظرينَ شِدَّتي، يا مُبْصِرينَ بَلوَتي

يا سامِعينْ بُكائي وحَسَرات والِدتي

هلْ وَجدْتُم مَنْ بُلي وصابَتْهُ مَصيبَتي

هلْ مَنْ سُقي كأسي واستَطْعَم مَرارتي

 

يا مريم أمّي نَحيبُكِ يَزيدُ أدْمُعي

إرحَميني أُسكتي أُترُكيني إرْجَعي

يا أبتاه لماذا تَتركُني بِوَجَعي

خَنقَتْني الحسَراتْ وتَمزَّقَتْ أضلُعي

يتلو الكاهن صلاة للصليب المقدّس أو الأفعال الخمسة، تكريمًا لجراح السيّد المسيح الخمسة، وبعد كلّ منها يقولون، جوقين، أبانا وسلام والمجد.

المحتفل: تَبارَكتَ، أيُّها الصَّليبُ المُقدَّس، خَشبةُ الحياة، هادِمُ الضَّلالِ وواهِبُ العالَمِ الخَلاص. أنتَ رايةُ الظَّفَرِ في المعرَكة. بِكَ صُنِعَتِ الآياتُ العَجيبَة. إنَّكَ مُبطِلُ الذَّبائحِ ومُتَمِّمُ الأسْرار. بِكَ يأتينا السَّلامُ ويَحِلُّ فينا الفَرَح. بِكَ تَرتَفِعُ الكنيسةُ ويُصانُ أبناؤُها. بِكَ تَتقدَّسُ أجسادُنا وتَتنَقّى نُفوسُنا. بِكَ تُمحى زَلاتُنا ويَزيدُ بِرُّنا. بِكَ يُدرِكُ المُؤمنونَ الكَمال. بِكَ يَتسلَّحُ الأحياء. بِكَ يَستريحُ الرَّاقدون. بِكَ نَستَظِلُّ في اليومِ الآخِر. ومعَكَ نَسيرُ إلى مَنزِلِ الحياة، ونَرفَعُ المَجْدَ إلى المَسيحِ – الكلِمَةِ الَّذي صُلِبَ علَيك، وإلى أبيه وروحِهِ الحَيِّ القدُّوسِ إلى الآبَد.

الشَّعب: آمين.

(أو تتلى هذه الأفعال)

بسم الآب والابن والروح القدس. آمين

فعلُ الإيمان

يا سيّدَنا يسوعَ المسيح ، إنَّنا نُؤمنُ إيمانًا ثابتًا بجميعِ ما تُؤمنُ بهِ وتُعلِّمُنا أمُّنا الكنيسةُ المقدَّسةُ أنْ نَعتقِدَ به، لأنَّكَ أنتَ أوحيتَهُ لها، يا مَنْ أنتَ الصِّدقُ الَّذي لا تَغِشّ ولا تُغَشّ. فنَسألُكَ بمحبَّتِكَ لوالدَتِكَ القدّيسةِ مريمَ العَذراء وصفيِّكَ البارِّ القدِّيسِ يوسفَ البتول، وبِجُرحِ رجلِكَ الشِّمالِ أنْ تَمنحَنا نِعمتَكَ لِنَحيا ونَموتَ بها. آمين

فعلُ السُّجودِ والشُّكر

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا نَعترِفُ بكَ ونَسجُدُ لكَ بما أنَّكَ إلهُنا ومُخلِّصُنا وديّانُنا السَّامي، وإذْ نحنُ مُنحَنون أمامَ عظمتِكَ الإلهيَّة، نُقدِّمُ لكَ الشُّكرَ على حميعِ النِّعمِ الَّتي منحتَناها وسوفَ تَمنحُها لنا. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ القدّيسةِ مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ القدِّيسِ يوسفَ البتول، وبُجرحِ رجلِكَ اليَمين أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

فعلُ الرَّجاء

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا مُتَّكلونَ علَيكَ ومُترجَّون منكَ أنْ تُسعِفَنا وتُدبِّرَنا في حياتِنا هذه وتَصفَحَ عنّا ذنوبَنا وتُملِّكَنا نَعيمَكَ الدَّائمَ الأبديَّ لأنَّ كلَّ رجائِنا مُتعلِّقٌ على رحمتِكَ غَيرِ المَحدودةِ وصلاحِكَ غيرِ المَوصوف. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ القدّيسةِ مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ القدِّيسِ يوسفَ البتول، وبُجرحِ يدِكَ الشمال أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

فعلُ المطابقة

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنّنا مُسلِّمونَ إلى مشيئتِكَ الإلهيّةِ الكلِّيَّةِ الاستِقامَة، ونقبَلُ مِنْ كلِّ خاطرِنا الأمراضَ والمصائِبَ والمَوت وكأنَّها منك، بالنَّوعِ والزَّمانِ الَّذي تُريدُه أنت. ولا نَرغَبُ يا يسوعَنا الحبيب، إلاّ أنْ تَكمُلَ بنا مشيئتُكَ الصَّالحة، الآنَ ودائِمًا وفي كلِّ مكانٍ وزَمان. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ القدّيسةِ مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ القدِّيسِ يوسفَ البتول، وبُجرحِ يدِكَ اليَمين أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

فعلُ النَّدامةِ والمحبَّة

يا سيِّدَنا يسوعَ المسيح، إنَّنا نادمونَ مِن صَميمِ قلوبِنا، لأنَّنا أهنّاكَ بأفعالِنا السَّيِّئَةِ واستَحْقَقنا مِنكَ القصاصَ بِعذاباتٍ زَمنيَّةٍ ونِيرانَ جهنَّمِ الأبديَّةَ، وخسِرْنا لَذّاتِ ملكوتِكَ السَّماويَّةَ ولا سيَّما لأنَّنا أهنَّا محبَّتَكَ الأبويَّة. يا مَنْ أنتَ إلهٌ صالِحٌ ومُستحِقٌّ محبَّةَ جميعِ خلائقِكَ الدَّنيَّة. ونَعزَمُ العَزمَ الثَّابِتَ بعدَمِ الرُّجوعِ إلَيها ونَقبَلُ الموتَ ولا نَرتكِبُ خطيئةً واحدةً مُميتَة. فنسألُكَ بمحبَّتِكَ لِوالدتِكَ القدّيسةِ مريمَ العذراء وصفيِّكَ البارِّ القدِّيسِ يوسفَ البتول، وبُجرحِ جنبِك الطاهر أنْ تَمنحَنا نعمتَكَ لنَحيا ونموتَ بها. آمين

ويبخِّرُ الكاهن الصليب، ثمّ ينهض فيحمله ملتفتًا إلى الشعب، والشعب ينشد:

تشبوحتو لمريو

ماتَ ابنُ مُعذَّبًا عنّا فوقَ الصَّليبْ

وأسلمَ روحَهُ لأبيهِ رَبِّ الكونِ العَجيبْ

شُقِّقَتِ الصُّخورْ وتَفتَّحَتِ القُبورْ

واستَولى العَنا على كُلِّ المَعمورْ

طعَنوا بالرُّمحِ قلبَ الَّذي بهِ كلُّ شَيء كانْ

فجَرى منهُ دمٌ وماءٌ أحيا بَني الإنسانْ

تشبوحتو لمريو

إنَّ البيعةَ مُذْ أبصرَتْ شَمسَ البِرِّ المُنيرْ

على عُودِ العارِ مَصلوبًا وهو الإلهُ القَديرْ

حزِنَتْ جدًّا وبَكَتْ بِدَمْعٍ غَزيرْ

إذْ رأَتْ جِراحَهُ وآثارَ المساميرْ

خَضَعَتْ وقالَتْ لَهُ ها أنا يا غايَةَ المُنى

ساجِدَةٌ معَ أولادي إذْ مُتَّ لأجلِنا

(أو بالسِّريانيّة)

تِشْبوحْتو لْمُرْيُو، بَزْقيفُا أَشْلِمْ نَفْشِهْ بَرَالُهُو وْيَابْ رُوحُهْ بِيدَايْ أَبُوي هَوْ مُرُو دْعُلْمُو وَفْقَعْ قَبْرِه واصْطَرِي شُوعِه ويحَدْ تِمْهو لْخُلْهُنْ بِرْيُوتو وَبْرُومْحو تَرعُو لْدَفْنِهْ دَبْرُويُو دْخُولو وَرْدَوْ مِنِهْ دْمُو وْمايو حُوسُيُو لْعُلْمُو

تِشْبُوحْتُو لْمُرْيو، لْعِلْ مِنْ قَيْسِهْ دَصْليبُو حِزْتِهْ عِيتُو لْهَوْ شِمْشُو دْزَديقُوتُو دْمَنْهَرْ لِهْ لْعُلْمُو. حْزُتْ مَحْوُتِهْ وْسَكِي كِرْيَتْ لِهْ وْصِيصِهْ بِيدَاوْ وْلُو كُيْتو بْدَفْنِهْ قِرْباتْ صِيدَو وْسِغْدَتْ لِهْ وهُوخَنْ إمْرَتْ لِهْ دِانو وْيَلْدَي سُغْدِينْ لُخْ دْمِطُولُتَانْ مِيت.

(أو يتلى هذان البيتان)

تشبوحتو لمريو

فوقَ العُودِ مَمدودٌ قُدّوسُ اللهِ

جُرْحٌ مِنْ أعلى الرَّأسِ حتَّى الأقدامِ

كلُّ قَبْرٍ فُوهٌ مَفتوحُ

كلُّ صَخْرٍ مَصدوعٌ واهِ

قلْبُ مُبدِعِ الكُلِّ مَطعونٌ دامِ

يَجري مِنهُ الغُفرانُ يُروي المَعمورا

تشبوحتو لمريو

يا مَنْ تَرنو عَيناهُ مِنْ فَوقِ العُودِ

شَمسَ البِرِّ الوَهاجَ فيّاضَ الجُودِ

في كفَيهِ غاصَ المِسمارُ

شَقَّ الرُّمحُ قلبَهُ العاني

روَّيْتَ الصَّخرَ القاسي بِالدَّمِّ القاني

ربِّ ارْحَمْنا علِّمْنا ذاكَ التَّكفيرا

 

يحمل الكاهن الصليبَ ملتفتًا إلى الشعب وهم ينشدون بين جوقين:

قامَتْ مَريَم بِنتُ داوُد حِذاءَ العُودْ

تَندُبُ ابنَها المصلوبْ بأيْدي الجُنودْ

رُمْحُ الحُزنِ غائِصْ في نَفْسِها

ومِنْ ألمِهِ غابَتْ عنْ حِسِّها

ثُمَّ فاقَتِ الوالدَةْ

وصاحَتْ آهْ يا وَلداهْ

 

حبيبي حبيبي يا وَلداهْ خاطِبْني

كيفْ أراكَ عُرْيانْ ولا أنْدُبَكَ يا ابني

أَوجاعَكْ حرقَتْ أكبادي

آلامَكْ خَرَقَتْ فُؤادي

كيفَ تَحيا والدتَكْ

يا وَلداهْ بَعْدَ مَوتَكْ

 

يا عِزَّ أمِّكَ وثَمرَتَها الفَريدَةْ

يا وحيدَ أبيكْ وصُورتَهُ المجيدَةْ

إفتراقَكْ كَسِكِّينْ جَرَحَتْني

وعذابَكْ كَحرْبةْ طَعنَتْني

إِسْمَحْ لي أمُتْ قبلَكْ

ولا أنْظُرْ أحوالَكْ

 

ثَمرَةَ أحشاي ما هذِهِ الحالَةْ

دماؤُك تَجري والضَّرَبات بِكَ حالَّة

مَنْ يَرثي لِحالي مِنْ جَرائَكْ

مَنْ يَمزُجْ دِمائي بِدِمائَكْ

أنتَ مَصلوبٌ في الصَّليبْ

وأمَّكْ تَزيدُ في النَّحيبْ

 

ما هذهِ الكلُومْ في جِسمِكَ الطَّاهِرْ

أبدَلَتْ حُسنَكْ وجمالَكَ الزَّاهِرْ

بَهاءُ وجهَكْ تَغيَّرْ بالاصْفِرارْ

ودُموعَكْ تَذْرِفْ كالأمْطارْ

حسَراتَكْ أذابَتْني

عذاباتَكْ أَوْهَتْني

 

يا أمَّ يسوعْ بِنْتَ الآبِ الأكرَمْ

يا عَروسَ الرُّوحِ القُدّوسِ الأعظَمْ

أَشْرِكينا بآلامِ فادِينا

زَيِّنينا بِنعمَة بارينا

لِنَخْدُمَكِ على الدَّوامْ

مَدى السَّاعاتِ والأيّامْ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM