الفصل الثامن عشر المسيح حبر أمين ورحيم

الفصل الثامن عشر
المسيح حبر أمين ورحيم
عب 3: 1-5: 10
تكرّس عب مساحة واسعة لكهنوت المسيح بحيث نستطيع أن نعتبرها عظة مركّزة على هذا الموضوع. فيسوع المسيح وابن الله هو الكاهن الرفيع (10: 21)، الحبر الرفيع (4: 14). هو "رسول وحبر اعتراف إيماننا" (3: 1)، "حبر الخيرات الآتية" (9: 11).كل هذا نجده في عرض عن كهنوت المسيح يحتلّ القسم المركزي في الرسالة (3: 1- 10: 39).
1- إعلان الموضوع
نقرأ 2: 17: "كان عليه أن يشابه إخوته في كل شيء، حتى يكون حبرًا رحيمًا أمينًا في خدمة الله، فيكفّر عن خطايا الشعب".
إن تسمية يسوع "الحبر" (أو: عظيم الكهنة) ترد للمرّة الأولى في 2: 17. هذه الآية هي خاتمة توسّع يلامس الخلاص الذي أراده الله وقاده المسيح "مبدئ الخلاص" (2: 10). فالمسيح، كعظيم كهنة، يمحو خطايا الشعب، ويحقّق بشكل نهائيّ مخطط الخلاص. ومدلول عظيم الكهنة يدخل هكذا في رؤية الخلاص المسيحيّ، وهذا ما يدلّ على جرأة الكاتب. كانت قد طبِّقت بعض الألفاظ الذبائحيّة على يسوع: حمل بلا عيب ولا دنس في 1بط 1: 19. قربان وذبيحة لله طيّبة الرائحة في أف 5: 2. ولكن لم يتجرّأ كتاب من كتب العهد الجديد أن يقوم بهذا العبور الواضح من ألفاظ ذبائحيّة إلى تسمية المسيح كاهنًا وعظيم كهنة.
إن أولى هاتين الصفتين (رحيم، أمين) ترافق يسوع كحبر، فتقودنا إلى التشديد على تجديد ثان. فالوظيفة الكهنوتيّة تتضمّن تدخّل الكاهن (أو عظيم الكهنة) في علاقات البشر بالله. ولكن هذا التدخّل لا يتضمّن في العهد القديم أن يكون الكاهن (أو عظيم الكهنة) "شبيهًا بإخوته في كل شيء". فمسيرة الوساطة الكهنوتيّة كانت تفرض فصلاً ومسافة تنظّمهما طقوس دقيقة. أما الرحمة فلم تكن إحدى هذه الفضائل التي تحدّد الكهنوت أفضل تحديد. فهي توجّه القارئ نحو العلاقة مع الإخوة، وتمحو الفصل الضروري، وتلغي المسافة. وهكذا نكون أمام موضوع رفض فيه فيلون الاسكندراني الحقّ للكاهن بأن يبكي قريبًا له (الشرائع الخاصة 1: 17). أما في عب، فموضوع الكهنوت يأخذ في تطبيقه على المسيح سبيلاً لاعاديًا يجعله يعيش التشابه مع إخوته والرحمة تجاههم. والمسافة بين هذه الصورة والتي أعطاها عن نفسه رئيس الكهنة في بداية المسيحيّة تبدو واضحة. فعظماء الكهنة الذين تعاقبوا في أورشليم، لم يكونوا رحيمين تجاه شعبهم. ولكن ا& الذي اهتمّ بخلاص الانسان "نقّصه (= يسوع) قليلاً عن الملائكة وكلّله بالمجد والكرامة" (2: 6- 7). أخضع يسوع لذلّ الموت وكلِّل بالمجد والكرامة (2: 9). وهكذا أقيم يسوع في دوره الذي يعني جميع البشر: "ذاق الموت بنعمة الله لخير كل انسان" (2: 9).
إن تضامن يسوع مع الجنس البشري موضوع تقليديّ. ولكن أصالة عب أنها ربطته بالكهنوت. فمبدئ الخلاص الذي اقتيد بآلامه إلى التتمة، لعب الدور المنتظَر من عظيم الكهنة، وهو محو خطايا الشعب. انطلق الكاتب من تعليم تقليديّ حول آلام المسيح وحول دوره الخلاصيّ، فتوسّع في موضوع جريء هو كهنوت المسيح. منذ بداية الرسالة، يجب على الاسم الذي ورثه الابن (1: 4) أن يكون اسم عظيم الكهنة (= الحبر). فهذا الابن هو الذي "أتمّ تطهير الخطايا" (1: 3).
2- مكانة الكهنوت في عب
رأى عدد من الشرّاح في نهاية ف 4 أو بداية ف 5 بداية الشرح حول كهنوت المسيح. حينئذ يصبح 3: 1- 4: 16 جزءًا من توسيع حول كلمة الله. ولكن جاء من يعارض هذه النظرة. قال: موضوع الكهنوت الذي أدخل منذ ف 2، يتوسّع فيه الكاتب منذ بداية ف 3. هذا ما نجده بوضوح في 3: 1 مع لقب عظيم كهنة كما في 2: 17. "فيا إخوتي القديسين المشاركين في الدعوة السماوية، تأمّلوا يسوع رسول وحبر إيماننا".
هنا نكتشف عرضين متعاقبين حول كهنوت المسيح يظهران كما يلي:
3- العرض الأول حول الكهنوت: حبر أمين ورحيم (3: 1؛ 5: 10)
إن الصفتين (أمين ورحيم) اللتين ترافقان أول ذكْر ليسوع كعظيم كهنة في 2: 7، تعودان هنا وتحدّدان جزءين في العرض الأول: المسيح هو حبر أمين (3: 1؛ 4: 14). المسيح هو حبر رحيم (4: 15؛ 5: 10).
أ- حبر أمين (3: 1- 4: 14)
اختلف الشرّاح حول معنى هذه الصفة. هناك من يترجمها: "أمين". هذا معنى ممكن. وآخرون: "أهل للثقة". ويرى آخرون في 3: 2- 5 مدلول من "أتمّ إرادة السيّد". لا تريد عب أن تتحدّث عن فضيلة مارسها يسوع في الماضي، بل عن موقف يعيشه الآن.
أرادت عب أن تقابل كرامة المسيح لدى الله والكرامة التي ينعم بها موسى وهو الذي أقامه الرب نفسه على بيت الله. تفهمنا آ 3 أن المسيح هو باني البيت. بخلاف موسى الذي يتميّز حقًا عن البيت. فالمسيح كباني البيت مارس نشاطًا خاصًا بالله (آ 4). والمقابلة بين المسيح والله، عبر نشاط البناء، يصل إلى تمييز آخر بين يسوع وموسى: كان موسى أمينًا في البيت كخادم. أما المسيح فكالابن. عندئذ نفهم أن يكون بيت الله بيته لا بيت موسى. تلك هي سلطة المسيح على البيت.
إن موضوع المسيح باني البيت يستند إلى نبوءة ناتان، خصوصًا في شكلها المسيحاني كما في كتاب الأخبار. ففي 1 أخ 17: 12 أعلن الله: "هو (= أحد أبناء داود) يبني لي بيتًا وأنا أقيم عرشه إلى الأبد". وفي آ 14 نقرأ: "أجعله يثبت إلى الأبد في بيتي". وهكذا أدخلت عب في توسيعها المعطيات التقليديّة للمسيحانيّة الملكيّة.
ماذا يعني "رسول وحبر إيماننا" (3: 1)؟ إن المقابلة بين موضع موسى في البيت وموضع المسيح، تتوخّى أن تثبت سلطة كلام المسيح. فإن عد 12: 1- 8 الذي إليه تستند عب 3: 1- 6، يقدّم موسى على أنه أرفع من أي نبيّ، لأن الله لم يكلِّمه في رؤية، بل مباشرة، لا بألغاز بل باليقين. وهذا يرتبط بواقع يقول إن موسى أمين في كل بيت الربّ. فبما أن موضع المسيح كابن هو أسمى من موقع موسى، فسلطة كلمته تتجاوز سلطة كلمة موسى. إنه الحبر الذي ينقل كلمة الله الحاسمة. وعبارة "رئيس وحبر إيماننا" المستعملة في 3: 1 لتبدأ موضوع البيت، تجد تفسيرها الآن. فلا يكفي أن نقول إن المسيح هو عظيم الكهنة الذي به يعترف إيماننا. هو الذي به يمرّ اعتراف إيماننا. ذاك الذي، كعظيم الكهنة، يتكلّم باسم الله ويُصعد اعتراف إيماننا إلى الله جوابًا على الكلمة. إن صفة رسول المطبّقة على المسيح هي شواذ في العهد الجديد. ونحن لا نجدها في الأدب المسيحيّ قبل يوستينوس (الدفاع الأول 12). قوبلت مع يو 9: 7 في تعارض مع موسى الذي أخذ من بني اسرائيل ولم يُرسل كالابن. كما لاحظ بعضم أن الكاهن هو رسول (شليحا في الأراميّة) الله. كما قوبلت مع ملا 2: 7 الذي دلّ على الكاهن كرسول الله. ترجمت السبعينيّة "المرسل" بـ "ملاك". أما عب فترجمت: رسول، لتتجنّب كل مزج مع الملائكة.
يبقى لنا أن نردّ على الأمانة بالأمانة على ما فعله المسيح من أجلنا (3: 7- 4: 14). إن موضوع البيت الذي ارتبط بموضوع الكهنوت، قد حلّت الراحة هنا محلّه. فالعظة الطويلة (عظة داخل عظة) تستند إلى مز 95. في العهد القديم ترتبط الراحة بالحضور إلى بيت الرب (مز 132: 5، 13، 14). في 3: 6 عرفنا أننا من بيته. وتزيد العظة بُعدًا مقبلاً فتدعو المؤمنين للدخول إلى راحة الله بالايمان. المسيح دخل إلى الراحة كليًا (4: 10). واليوم كحبر عبر السماوات (4: 14)، هو يدلّنا على الطريق الذي يقود إلى ذاك الذي يمسك اعتراف الايمان بهذه الراحة النهائيّة.
ب- حبر رحيم (4: 15-5: 10)
أولاً: التحريض (4: 15- 16)
إن إمكانية يسوع عظيم الكهنة بأن يشفق (يتألّم، يحسّ مع) على ضعفنا (آ 15)، نربطها بالصفة "رحيم" (2: 17). وهنا يبدأ التوسّع حول إمكانيّة الشفقة هذه. نجد نفيين في آ 15 بدل تأكيد واحد، يقوداننا إلى جواب على اعتراض ممكن: حبرٌ مسكنُه في السماء. هل يستطيع أن يشفق على شقاء المسيحيين؟ فالحبر الذي يقيم في السماء حيث هو أمين، لم يتخلّ عن قربه من البشر. وهكذا بيّن الكاتب علاقة يسوع بالبشريّة، وهي علاقة ضروريّة لإقامة وساطة كهنوتيّة. منذ آ 16 بدأ النصّ يحثّنا على الإفادة من إمكانية الشفقة هذه لدى عظيم الكهنة. "فلنتقدّم بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونجد نعمة".
"جُرِّب في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة". ارتبطت امكانية الشفقة لدى يسوع بأنه جُرّب. قد نكون أمام المحنة (أو التجربة) التي بها امتحن الله شعبه (خر 16: 4). هذه المحنة التي تحمّلها يسوع طوال حياته وبشكل متواصل، تجعله شبيهًا بالبشر الذين صار حبرهم. ويأتي حالاً تفصيل مهم: "ما عدا الخطيئة". اهتمت عب بهذا التفصيل من أجل تحديد صالح لكهنوت المسيح بحيث يأخذ مسافته بالنسبة إلى الكهنوت اليهودي. فنحن لا نرى في أي مكان من التوراة أن عظيم الكهنة كان بلا خطيئة. وإن لا 4: 3 يتحدّث عن حالة يكون فيها عظيم الكهنة قد خطئ. فصار الشعب بسببه آثمًا.
ثانيًا: العرض 5: 1- 10
إن التصميم الذي أخذنا به والذي يجعل التعليم حول الكهنوت يبدأ في 3: 1، يعفينا من اعتبار آ 1- 4 تحديدًا كاملاً. مثلاً، لا نجد هنا شيئًا عن دخول عظيم الكهنة إلى القدس. كما لا نجد شيئًا عن دور كرازة عظيم الكهنة. نفهم هذين الاغفالين إن اعتبرنا آ 1- 4 في نهاية عرض واسع يمتدّ من 3: 1 إلى 5: 10.
ويظهر التوازي واضحًا بين آ 1- 4 وآ 5- 8. هناك تحديد للحبر (آ 1- 4) ينطبق على يسوع (آ 5- 8). أما آ 9- 10 فتهيّئان القسم التالي (5: 11؛ 10: 39).
آ 1 أ آ 5 أ
آ 1 ب أ 5 ب
آ 2 آ 6- 7
آ 3 آ 8 أ
آ 4 آ 8 ب.
إن آ 2 تقع في قلب الدرفة الأولى، وتستعيد موضوع الشفقة الذي توسّع فيه 2: 8- 10. وإن آ 6- 7 في قلب الدرفة الثانية تشيران إلى توسّل المسيح أمام الموت، وهكذا تعودان إلى موضوع آ 2 والشفقة.
وصورة عظيم الكهنة هنا تتلخّص في ثلاث نقاط: الأولى: يتحدّد في علاقته بالبشر وفي علاقته با&. ووظيفته الذبائحيّة هي: "تقديم القرابين والذبائح عن الخطايا" (آ 1أ وآ 1ب). الثانية: يتحدّد في إمكانيّة الشفقة. وهذه الشفقة ترتبط بضعفه. عليه أن يقدّم عنه وعن الشعب ذبائح عن الخطايا (آ 2- 3). الثالثة: يتحدّد كقابل كرامة الكهنوت من قبل الله، دون أن ينسبها إلى نفسه (آ 4).
نجد اللفظة اليونانيّة "متريوباتايا" التي تعود إلى العالم الهلنستي وتدلّ على عاطفة غير كاملة. أما فيلون فرأى فوقها "اباتايا" موسى. و"متروباتايا" التي هي ضعف قد تدخل في فضائل الشفقة تجاه القريب. أما في عب، فإن "متريوباتايا" عظيم الكهنة تدلّ على ضعف الشفقة وقوّتها.
وفي نهاية البرهان حول عظيم الكهنة، تقدم آ 4 صعوبة على مستوى التفسير. ما معنى: "الكرامة التي لا ينسبها لنفسه بل ينالها بنداء من الله«؟ يرى البعض أن نداء الله يمنح كرامة الدخول في طريق الكهنوت المتواضع حيث يلتقي الحبر الضعف والشفقة. أما سبيك فجعل هذه الكرامة تجاه مضمون الآيات السابقة التي تُبرز بشريّة عظيم الكهنة وضعفه. وهكذا تؤكّد آ 4 دعوة الحبر من قبل الله، وتشدّد على ضرورة سلطانه.
وتطبّق آ 5- 10 على المسيح التحديد الذي أعطي في آ 1- 4. ونشير إلى ثلاثة عناصر. الأول: تصوّر آ 5- 6 الطريقة التي بها صار المسيح عظيم كهنة. الثاني: تصوّر آ 7- 8 تقدمة المسيح. الثالث: تصور آ 9- 10 نتيجة هذه التقدمة.
نلاحظ منذ البداية أهميّة إيرادات من مز 2 ومز 110. يشدّد الإيراد الأول على بنوّة المسيح (دون أن يُعلن كهنوتَ المسيح كما يقول فانوا). والإيراد الثاني يعلن كهنوت المسيح إلى الأبد على رتبة ملكيصادق. فصورة ملكيصادق ومز 110 يلعبان دورًا كبيرًا في براهين ف 7. أما الآن فنلاحظ الاشارة إلى هارون وملكيصادق، الواحد قرب الآخر (آ 4- 6). يدعو الله الإنسان إلى الكهنوت كما دعا هارون (آ 4). ودعوة الله هذه تحدّدها آ 6.
وتشكّل آ 7- 8 جزءًا من جملة طويلة تبدأ منذ آ 5، تنطلق من جديد مع الموصول في آ 7 (وهو، هوس في اليونانيّة)، وتنتهي في آ 10. نجد هنا عدّة صعوبات تأويليّة هامّة. تبدو عبارة "استجيب له" وكأنها تناقض خبرَ جتسماني. وهناك من اقترح النفي فقال: "ما استجيب له". ولكنه اقتراح ضعيف. إن صعوبة التفسير تعود إلى وجهة التناقض في المتتالية. بعد أن قدّم الصلوات والتضرعات، وبعد أن استجيب... تعلّم ممّا تألّم الطاعة. إذا كان يسوع رأى ذاك الذي يتضرّع إليه لكي يخلّصه من الموت، قد استجاب له صلاته، فكيف يستطيع أن يتعلّم الطاعة ممّا تألّم؟ هناك من يشدّد على القيامة التي خلّصت المسيح من الموت وبالتالي استجيب طلبه. تجنّب فانوا هذا التحديد، وأخذ بعين الاعتبار التوازي بين 2: 5- 18 و4: 15- 5: 10. في الجزء الأول يتمّ التشديد على تضامن المسيح مع "إخوته" (2: 10- 18). في الثاني، على علاقاته بالله. وهكذا تقدَّم آلامُ المسيح في 2: 10- 18 كشهادة تضامن، ويُنظر إليها في 5: 7 كصلاة وتقدمة كهنوتيين. وهكذا استجيب توسّل النزاع بصفته صلاة كهنوتيّة. والاحترام الدينيّ الذي أظهره المسيح يدلّ على أن شخصه ينفتح كله على علاقة خضوع للآب: لهذا استجيبت صلاته.
هيّأت آ 9- 10 منذ الآن الطريق للعرض الثاني (5: 11- 10: 39)، واختتمتا في الوقت عينه التوسّع حول الحبر الرحيم (4: 15- 5: 10). نعرف فيهما أن المسيح صار كاملاً. هذه هي النتيجة المباشرة لآلامه (2: 10). ونحن لا نفهم هذا الكمال كوصول المسيح إلى الوضع الحقيقيّ للبشريّة، الذي هو التألّم. يجب أن نفهم في هذه الحالة: المسيح صار إنسانًا كاملاً. فالكمال يشير في الواقع إلى صفة الكاهن المخلّص التي اقتناها المسيح بآلامه. وربط سبيك هذا الكمال بفعل "اكتمل، تم" في يو 19: 30 فقال: "في يوم بشريّته الأخير، أتمّ في خدمته الكهنوتيّة للطاعة".
جُعل المسيح كاملاً في آلامه "فصار لجميع الذين يطيعونه علّة خلاص أبديّ". ننتقل هنا من التحوّل الذي يتمّ في شخص المسيح إلى إمكانيّة خلاص جميع البشر.سيكون كلّ هذا النقطةَ الجوهريّة في العرض الثاني (10: 1- 18). بما أن المسيح هو حقًا علّة خلاص أبدي، يستطيع أن يُسمّى عظيم كهنة. وتوضح آ 10 هذه التسمية: أعلن المسيح كاهنًا "على رتبة ملكيصادق". سيعود الكاتب إلى هذه النقطة في ف 7. إذا كان العرض التعليمي الذي قدّمناه في هذا الفصل، والذي ينتهي مع هذه الآية (3: 1- 5: 10) قد جُعل في مناخ التواصل بين المسيح والمؤسّسات التوراتيّة، فالعرض الثاني سيرفع أنظارنا إلى خصائص كهنوت المسيح. هذا ما نكتشفه في الفصل التالي.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM