الفصل الأول مدخل إلى الرسالة

الفصل الأول
مدخل إلى الرسالة

1- مضمون الرسالة وتصميمها
* العنوان والتحيّة (آ 1- 3). كتب بولس وتيموتاوس (كو 1: 1) إلى فيلمون "الحبيب والمعاون" للرسول. إلى أبفية التي هي مسيحيّة. إلى أرخبّس "رفيق السلاح". وإلى كل الكنيسة التي تجتمع في بيت فيلمون. جُعل أرخبّس مع فيلمون. يبدو أنه ابن فيلمون. وأبفية هي زوجته. وهكذا نفهم وجود صيغة المخاطب المفرد في آ 2.
* فعل الشكر (آ 4- 7). يرفع بولس الشكر من أجل الحب والايمان لدى فيلمون الذي أعان "القديسين" أكثر من مرّة.
* على فيلمون السيّد أن يغفر لعبده أونسيمس (آ 8- 17). فبولس هو شيخ وهو سجين. يحضّ فيلمون أن يغفر لأونسيمس الذي فرّ من العبوديّة، وأن يستقبله في بيته. فأونسيمس هذا قد صار مسيحيًا: التقى ببولس وكانا معه في السجن. إذن، عاد إلى كولسي كأخ حبيب (آ 16).
* دين متبادل (آ 17- 20). لينقل فيلمون على حساب بولس الدين الذي على أونسيمس. ولكن ليتذكّر أيضًا أنه مدين لبولس بنفسه، مدين له بارتداده إلى المسيحيّة.
* أمل بولس (آ 21- 22). يأمل بولس الكثير من فيلمون الذي سيفعل أكثر ممّا يطلب منه بولس. كما يأمل الرسول أن يُفرَج عنه بعد قليل بحيث يستطيع أن يذهب إلى كولسي.
* السلامات الأخيرة والبركة (آ 23- 25). تذكّر فلم ذات الاشخاص الذين ذكرتهم كو 4: 12- 14.

2- طابع الرسالة
هي تحفة أدبيّة تنبع من القلب وتدلّ على رهافة شعور الرسول الذي كتبها كلها بيده. عالج فيها الرسول بشكل جديد ومضيء قضيّة دقيقة حصلت بين سيّد مسيحي وعبده الذي صار مسيحيًا. هي رسالة خاصّة، شخصيّة. تتوجّه إلى فيلمون. وهي أيضًا رسالة عامّة، جماعيّة. لأنها تضمّ إلى فيلمون الكنيسة التي تجتمع في بيته. وهكذا أراد بولس أن يبيّن أن مثل هذه القضايا هي قضايا كنسية، لا قضايا خاصة فقط. هي قضايا جماعيّة، لا قضايا شخصيّة وحسب.
في أي ظرف كُتبت فلم؟ فرّ أونسيمس، عبد فيليمون، من بيت سيّده. والتقى ببولس. وارتد على يده إلى المسيحيّة، وذلك ساعة كان الرسول في السجن. هل سمع في كولسي بما عمله بولس، فذهب إليه؟ إذا كان الامر هكذا، نفهم الحرّية التي بها استقبل الرسول هذا العبد الفارّ. لقد لعب تجاهه دور "اللجوء". هذا ما يبدو معقولاً.
أما ما هو أكيد (رج كو 4: 9)، فإن علاقات من الصداقة القديمة وُجدت بين بولس وأونسيمس. فأونسيمس هذا عاد إلى كولسي حاملاً كو وفلم. قال الرسول لفيلمون: "استقبله كما تستقبلني أنا". وزاد عبارة "تجارة": "إذا كنت شريكًا لك" (آ 17). فيلمون هو عضو امتاز بالسخاء في كنيسة كولسي (آ 5- 7). ردّه بولس إلى الايمان (آ 19) فارتبط به ارتباطًا (آ 1). إن بولس يأمل منه أن يستقبل أونسيمس، لا كعبد، بل كأخ حبيب. بعد ذلك، يستطيع فيلمون أن يردّ أونسيمس إلى بولس لكي يكون شريكه في العمل الرسولي.
متى أرسلت فلم؟ ساعة أرسلت كو (كو 4: 7- 9)، والرسالتان حملهما أونسيمس. من كتب فلم؟ ليس هناك أي شك بأن بولس هو الذي كتب هذه الرسالة التي تنطلق من قلبه لتتوجّه إلى قلب فيلمون من أجل أونسيمس الذي هو ولده وأحشاؤه.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM