رسالة كورنثوس الثانية - الفصل 4

خدمة العهد الجديد

3 هَلْ عُدنا إلى تَعظيمِ شأْنِنا أم أنَّنا نَحتاجُ، مِثلَ بَعضِ النّاس ِ، إلى رَسائِلِ تَوصِيَةٍ مِنكُم أو إلَيكُم؟
أنتُم أنفُسُكُم رِسالَتُنا، مكتوبَةً في قُلوبِنا، يَعرِفُها ويَقرَأُها جميعُ النّاس ِ.
نعم، تَبيَّنَ أنَّكُم رِسالةُ المَسيحِ جاءَتْ على يَدِنا، وما كَتَبناها بِحِبرٍ، بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحَيِّ، لا في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ، بَلْ في ألواحٍ مِنْ لَحمِ ودمِ، أي في قُلوبِكُم.
هذِهِ ثِقَةٌ لنا بالمَسيحِ عِندَ اللهِ،
لا لأنَّنا قادِرونَ أنْ نَدَّعِيَ شيئًا لأنفُسِنا، فقُدْرَتُنا مِنَ اللهِ.
فهوَ الّذي جَعَلنا قادِرينَ على خِدمَةِ العَهدِ الجديدِ، عَهدِ الرُّوحٍ لا عَهدِ الحَرفِ، لأنَّ الحَرفَ يُميتُ والرُّوح يُحيي.
فإذا كانَت خِدمَةُ الموتِ المنقوشَةُ حُروفُها في ألواحٍ مِنْ حجَرٍ أُحيطَت بالمَجْدِ، حتّى إنَّ بَني إِسرائيلَ ما قَدِروا أنْ يَنظُروا إلى وَجهِ موسى لِمَجدِ طَلعَتِهِ، معَ أنَّهُ مَجدٌ زائلٌ،
فكيفَ يكونُ مَجدُ خِدمَةِ الرُّوحِ!
وإذا كانَت خِدمَةُ ما أدَّى إلى الحُكمِ على البَشَرِ مَجدًا، فَكم تَفوقُها مَجدًا خِدمَةُ ما يُؤدّي إلى تَبرِيرِهِم.
فما كانَ في الماضي فائِقَ المَجدِ، زالَ بِفَضلِ المَجدِ الّذي يَفوقُهُ الآنَ.
وإذا كانَ لِلزَّائِلِ مَجدٌ، فكَمْ يكونُ مَجدُ الخالِدِ؟
ولأنَّ لنا هذا الرَّجاءَ، فنَحنُ نتَصَرَّفُ بِجُرْأَةٍ.
فما نَحنُ كموسى الّذي كانَ يَضعُ قِناعًا على وَجهِهِ لِئَلاَّ يرى بَنو إِسرائيلَ نِهايَةَ ما يَزولُ.
ولكِنْ عَمِيَتْ بَصائِرُهُم، فلا يَزالُ ذلِكَ القِناعُ إلى اليومِ غَيرَ مكشوفٍ عِندَ قِراءَةِ العَهدِ القَديمِ، ولا يَنزِعُهُ إلاَّ المَسيحُ.
نعم، إلى اليومِ لا يَزالُ القِناعُ على قُلوبِهِم عِندَ قِراءَةِ شريعةِ موسى،
ولا يَنزِعُ هذا القِناعَ إلاَّ الاهتداءُ إلى الرَّبِّ.
فالرَّبُّ هوَ الرُّوحُ، وحَيثُ يكونُ رُوحُ الرَّبِّ، تكونُ الحُرِّيَّةُ.
ونحنُ جميعًا نَعكِسُ صُورَةَ مَجدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مكشوفَةٍ، فنَتَحوَّلُ إلى تِلكَ الصّورَةِ ذاتِها، وهيَ تَزدادُ مَجدًا على مَجدٍ، بِفَضلِ الرَّبِّ الّذي هوَ الرُّوحُ. واللهُ برَحمَتِهِ أعطانا هذِهِ الخِدمَةَ، فلا نتَوانى فيها،
2بَلْ نَنْبُذُ كُلَّ تَصرُّفٍ خَفِيٍّ شائِنٍ، ولا نَسلُكُ طريقَ المَكرِ ولا نُزَوِّرُ كلامَ اللهِ، بَلْ نُظْهِرُ الحقَّ فيَعظُمُ شأنُنا لَدى كُلِّ ضَميرٍ إنسانيٍّ أمامَ الله.
3فإذا كانَت بِشارَتُنا مَحجوبَةً، فهِيَ مَحجوبَةٌ عَنِ الهالِكينَ،
عَن غَيرِ المُؤمنينَ الّذينَ أعمى إلهُ هذا العالَمِ بَصائِرَهُم حتّى لا يُشاهِدوا النُّورَ الّذي يُضيءُ لهُم، نُورَ البِشارَةِ بِمَجدِ المَسيحِ الّذي هوَ صُورَةُ اللهِ.
5فنَحنُ لا نُبَشِّرُ بأنفُسِنا، بَلْ بيَسوعَ المَسيحِ رَبًّا، ونَحنُ خَدَمٌ لكُم مِنْ أجلِ المَسيحِ.
6واللهُ الّذي قالَ: ((ليُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ النُّورُ)) هوَ الّذي أضاءَ نورُهُ في قُلوبِنا لِتُشرِقَ مَعرِفَةُ مَجدِ اللهِ، ذلِكَ المَجدِ الّذي على وَجهِ يَسوعَ المَسيحِ.
7وما نَحنُ إلاَّ آنِيَةٌ مِنْ خَزَفٍ تَحمِلُ هذا الكَنزَ، ليظهَرَ أنَّ تِلكَ القُدرَةَ الفائِقَةَ هِـيَ مِنَ اللهِ لا مِنَّا.
8يشتَدُّ علَينا الضِّيقُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ ولا نَنسَحِقُ، نَحارُ في أمرِنا ولا نَيأَسُ،
9يَضطَهِدُنا النّاس ُ ولا يَتخَلَّى عنّا اللهُ، نَسقُطُ في الصِّراعِ ولا نَهلِكُ،
10نَحمِلُ في أجسادِنا كُلَّ حينٍ آلامَ موتِ يَسوعَ لِتَظهَرَ حياتُهُ أيضًا في أجسادِنا.
11وما دُمنا على قَيدِ الحياةِ، فنَحنُ نُسَلَّمُ لِلموتِ مِنْ أجلِ يَسوعَ لِتَظهَرَ في أجسادِنا الفانِيَةِ حياةُ يَسوعَ أيضًا.
12فالموتُ يَعمَلُ فينا والحياةُ تَعمَلُ فيكُم.
13وجاءَ في الكِتابِ: ((تكَلَّمتُ لأنِّي آمَنتُ)). ونَحنُ أيضًا بِرُوحِ هذا الإيمانِ الّذي لنا نَتكَلَّمُ لأنَّنا نُؤمِنُ،
1عارِفينَ أنَّ اللهَ الّذي أقامَ الرَّبَّ يَسوعَ مِنْ بَينِ الأمواتِ سيُقيمُنا نَحنُ أيضًا معَ يَسوعَ ويَجْعلُنا وإيَّاكُم بَينَ يَديهِ،
15وهذا كُلُّهُ مِنْ أجلِكُم. فكُلَّما كَثُرَتِ النِّعمَةُ، كَثُرَ عدَدُ الشّاكِرينَ لِمَجدِ اللهِ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM