القسم الأول: بداية التاريخ البشري أعطنا كل حين من هذا الخبز

أعطنا كل حين من هذا الخبز
صلاة البدء
نحن جائعون يا يسوع، وأنت تعطينا الخبز. ولكنك لا تريد أن يتوقّف جوعنا عند الطعام الفاني. نحن جائعون يا يسوع إليك، إلى حضورك في حياتنا، في عالمنا. فأعطنا كل حين من هذا الخبز. كن معنا يا ربّ، ولا سيّما حين يحيل النهار ويطلّ الظلام.
قراءة النص
نقرأ يو 6: 24- 35.
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، ونطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- تطلّع اليهود إلى يسوع. ماذا انتظروا منه؟ ولماذا خاب أملهم؟ ونحن، ماذا ننتظر؟
- ماذا قدّم لهم يسوع؟ لماذا رفضوه؟ ولماذا استصعبوا قبول يسوع؟
- ونحن، ماذا ننتظر من يسوع حين نقول له: أعطنا خبزنا كفاف يومنا؟
دراسة النصّ
كثّر يسوع الأرغفة، فاتّخذ المبادرة في ما فعل. وها هو يعود إلى الجمع. بمبادرة منه، فيفاجئهم بحضوره، ويرفع مستوى الحوار بحيث لا يحاول أن يبرّر موقفه. بدأ وحذّر أهل الجليل من ضياعهم في رغبتهم: توقّفوا عند الخبز الذي أكلوه وشبعوا منه. وما حرّكهم هو طعام الخبز الماديّ. ما أدركوا في عطيّة الخبز أكثر من الخبز. ما أدركوا إشارة إلى خبز يجب أن يطلبوه فيبقى حياة أبديّة. إلى خبز يعطيه ابن الإنسان. فما هو هذا الطعام الذي ينبغي أن يبحثوا عنه؟
هنا نتذكّر الماء الحيّ الذي يجري حياة أبديّة. وهناك الخبز الذي هو في النهاية يسوع المسيح. فيسوع لا يعطي خبزًا ماديًا وحسب. ولا يعطي فقط كلمة الله، بل يعطي ذاته خبزًا يجيء الناس إليه فلا يجوعون. ويعطي نفسه شرابًا يجيء إليه الناس فلا يعطشون. أجل، هو الخبز النازل من السماء، الذي يصعدنا معه في صعوده.
توقّف اليهود عند موسى، عند العهد القديم. وما أرادوا أن يصلوا إلى يسوع، موسى الجديد، إلى العهد الجديد. ظلّوا على مستوى المن وما أرادوا أن يصلوا إلى خبز الحياة.
توقّفوا عند الطعام الفاني، وما بلغوا الطعام الذي يصل بهم إلى الحياة الأبديّة. وحين طلبوا من هذا الخبز، شابهوا المرأة السامريّة التي مزجت بين ماء وماء، بين ماء نأخذه من بئر يعقوب بحبل ودلو، وبين ماء يجري في المؤمن حياة أبدية. واليهود أيضًا من جوابين خبز وخبز، فما استطاعوا أن يبلغوا إلى نور الحياة، لأنهم لم يتركوا الآب يجتذبهم إلى يسوع.
التأمّل
بعد صمت يمتدّ عشر دقائق، نتأمل يسوع يكلّم الجموع، ويحاول أن يرفعها من مستوى إلى آخر، من عالم الطعام والشراب والحاجة المباشرة، إلى عالم آخر هو عالم حضوره في العالم. هو الخبز الذي يشبع، وهو الماء الذي نستغني به عن كل ماء. أما هكذا فعلت السامريّة حين نسيت جرّتها، بل تركتها، وذهبت إلى بلدتها؟
المناجاة
نعيد قراءة النصّ ونتوقّف عند طلب اليهود من يسوع: أعطنا من هذا الخبز. ونحن، ماذا نطلب من يسوع؟ وهل السعادة في امتلاك الأمور الكثيرة؟ كم من أمور ماديّة تثقل مسيرتنا إلى الله؟ فإن لم نعرف التجرّد من الأمور الماديّة لن نبلغ إلى الأمور الروحيّة، لن نبلغ إلى يسوع.
تأوين النصّ
لو فهم اليهود فهمًا أفضل ما فعله يسوع لهم حين كثّر الأرغفة! لكانوا حينئذ تعلّقوا بيسوع، وما توقّفوا عند أمور ماديّة. أما أعمال الله التي يدعوهم إليها يسوع، فليست أعمالاً خارجيّة وعباديّة. هو لا يطلب إلا الإيمان بمن أرسله. توقّف اليهود في زمن موسى عند المن، واليهود في زمن يسوع عند الخبز الذي كثّره لهم. ونحن ماذا ننتظر حين نرفع إلى الله صلاتنا؟ هل نتوقّف عند العطيّة وننسى صاحب العطيّة. فإن نحن طلبنا من الربّ عطايا، فضّلنا عطايا الرب على العطايا.
صلاة الختام
أيها الآب أبانا، أعطنا خبزنا كفاف يومنا. يا يسوع، نؤمن أنك خبز الحياة. يا يسوع، أنت أعطيت حياتك للعالم. أحببت كل واحد منا، وبذلت نفسك من أجله.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM