القسم السادس: الشيع والكنيسة خاتمة

خاتمة
ونطرح في النهاية سؤالاً: ما هو موقفنا من الشيع؟
لا نكن أغبياء. مواقف وأساليب الشيع تدمّر الشخصيّة، تجعل الفوضى في العائلات وفي المجتمع. تعاليمها بعيدة جداً عن تعاليم المسيح والكنيسة. وقد يكون وراء بعض الشيع قوى إيديولوجيّة ومصالح اقتصاديّة وسياسيّة غريبة عن الاهتمام الحقيقيّ بالإنسان، بكل إنسان. إذن، يجب أن نأخذ حذرنا. وفي كلّ حال نبتعد عنهم ابتعاد الآكلة كما يقول بولس (2 تم 2: 17).
نقدّم معلومات إلى المؤمنين ولا سيّما الشبان منهم. نحذّرهم من الخطر الذي يقعون فيه، فيكونون كضحيّة في شبكة ولا يستطيعون أن يفلتوا منها. كما نفهمهم أن لا سبيل إلى الحوار مع أفراد الشيع. فهم مغلقون على كل حوار في تكبرّ يجعلهم يحسبون نفوسهم أنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة. فكيف يستطيعون أن يأخذوا "شيئاً" ممّن يتحاورون معه؟ ثم إن مثل هذا التحجّر هو عائق كبير على مستوى العمل المسكونيّ.
نكون أمناء لما نؤمن به. للمبادىء التي نقول بها: احترام الشخص البشريّ. احترام الحرية الدينيّة. إيمان بعمل الروح. لا نكتفي بأن نطرد أصحاب الشيع وأن نتجنّبهم، بل نغذّي إيماننا تغذية عميقة. ونفهم أهميّة الجماعة التي ندخل فيها فتساعدنا على تكوين شخصيتنا ونموّ حريتنا الحقيقية. ولا نكتفي أن ننتقد الكنيسة أو الرعيّة أو الكاهن. بل نتساءل: ماذا عملنا على مستوى التربية الدينيّة، على مستوى العمل الرعائي، على مستوى الالتزام في الكنيسة؟ لا نكتفي بالجهل والبكاء على الأطلال، بل نفهم أن حياة الكنيسة ورسالتها ترتبطان بعمل كلّ واحد منا، سواء كان أسقفاً أو كاهناً أو علمانياً. سواء كان فقيراً أم غنياً، كبيراً أم صغيراً، متعلّماً أم أمياً. حين يقتنع كلّ واحد منا أن له دوراً في الكنيسة فريداً، لن ينجذب بشيع تبدأ فتفتح له يدها وقلبها بانتظار أن تستغلّه وتستعبده وتبقيه طفلاً لا يجسر أن يتّخذ مبادرة إلاّ في الخطّ الذي ترسمه له.
وننهي كلامنا عن الشيع بقول ورد للقديس برنردس: لتلهم المحبّة غيرتنا لا روح الانتقام والرغبة في الانتصار على الآخر. ولتعلّمنا المعرفة، المعرفة الحقّة التي لا تتباهى بل تبدو متواضعة ومتحفّظة. ولنبق ثابتين في بحثنا عن الحقيقة وملء الحقيقة، ولنتحلّ بالشجاعة فلا يوقفنا فشل أو لامبالاة. فالحقيقة في النهاية هي يسوع الذي قال عن نفسه إنه الحق، إنه الطريق، إنه الحياة.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM