الفصل الثاني عشر: تعاليم متنوعة

الفصل الثاني عشر
تعاليم متنوعة

1- معمودية الاطفال
يقول الشهود: ان يسوع لا يجيز هذه المعمودية بقوله في مر 16: 6: "من آمن واعتمد يخلص" والولد لا يعرف الايمان، بل هو مفروض عليه بإرادة غريبة. (ليكن الله صادقاً ص 361 و362). وان العماد يجب ان يكون بالتغطيس (لتكن مشيئتك على الأرض 137- 138).
جوابنا: نقرأ في أع 2: 38- 39، بعد موعظة بطرس:
"ماذا علينا أن نصنع أيها الرجال الاخوة؟ أجاب بطرس: توبوا، وليعتمد كل منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة خطاياكم فتنالوا موهبة الروح القدس. لأن الموعد هو لكم ولأولادكم... فاعتمد الذين قبلوا كلامه، وانضم إلى الكنيسة في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس.
وفي أعمال 16: 14- 15 "ليدية بياعة الارجوان التي فتح الربّ قلبها فآمنت واعتمدت هي وأهل بيتها جميعاً...".
كذلك بولس عمد أهل بيت استفانا (1 كو 1: 14- 16) وسجّان بولس وسيلا الذي آمن واعتمد هو وذووه أجمعون (أع 16: 30- 31) ولا شك أنه بين هؤلاء الأهل أولادهم وأنه عندما يؤمن الأهل لا خوف بعد على اضطهاد الأولاد.
بخصوص التغطيس: لا شك أنه موجود منذ أيام الكنيسة الأولى، غير أنه ليس الوسيلة الوحيدة للمعموديّة في الكنيسة. فإن الـ 5 آلاف الذين قبلوا نعمة العماد في بداية الكنيسة لم يغطسوا لأن ذلك مستحيل مع هذا العدد، ولندور مجاري المياه في أورشليم (أع 2: 4) (أع 4: 4). وكذلك العمادات التي مُنحت في البيوت.
في أعمال 10: 47... ليس هناك مجاري ماء ولا بركة في البيت... نحن نولد، ثم نعي الحياة... وليس العكس... الأهل لا ينتظرون عمر الشباب ليسألوا أولادهم عمّا هو صالح لهم (وهل يريدون الغذاء مثلاً) بل يعطونهم الغذاء والحليب وبالتالي أثمن ما عندهم منذ الصغر.
وأهم شيء هو الإيمان والعماد للدخول في الحياة المسيحية.

2- الاعتراف للكاهن
يقول الشهود: الاعتراف هو تأسيس بشري يجب ان يرذل (كشف القناع ص 18).
الرد: في يو 20: 23: نفخ فيهم وقال خذوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت...
وقوله في مت 28: 20: هاءنذا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر. هذا القول ليس لهم وحسب بل لخلفائهم إلى انقضاء الدهر.
وتتميماً لقوله، لم يغفر الربّ يسوع لشاول (بولس) عندما توجه إليه مباشرة، بل أرسله إلى حنانيا كاهن الشام (أع 9).
وفي رسالة يعقوب 5: 15 عند خدمة الكاهن للمريض: "صلاة الايمان تخلص المريض وان كان قد اقترف خطايا تغفر له". الكاهن هو خادم السر باسم الرب. لا يمنح هو الغفران بل الربّ نفسه بخدمته وهو يعترف لأخيه وليس لله مباشرة. لأنه لا أسرار خارج سر الكنيسة ولا حلول للروح القدس خارج الاسرار.

3- الشفاعة وذخائر القديسين والصور
يقولون: لا شفاعة... لأن الوسيط واحد لذلك فان إكرام القديسين وذخائر القديسين محرم (ليكن الله صادقاً 180 و؟؟؟؟).
الرد: بخصوص الشفاعة:
نقرأ في أيوب 42: 8: "عبدي أيوب يصلي من أجلكم".
وفي أشعيا 37: 35: "فأحمي هذه المدينة وأخلصها من أجلي ومن أجل داود عبدي".
وفي تك 18: "يقبل الرب شفاعة ابراهيم في سدوم وعموره لو وجد ثمة باراً واحداً فيها".
وفي روما 15: 30: يطلب بولس الجهاد معه بالصلاة لأجله.
وفي مزمور 131: 10: من أجل داود عبدك لا تردّ وجه مسيحك".
وفي تك 26: 24: "أكثر نسلك يا اسحق من أجل عبدي ابراهيم".
وعن ذخائر القديسين: "فبينما هم يقبرون رجلاً، أبصروا الغزاة فألقوا الرجل الميت في قبر اليشاع. فلما هبط الرجل ومسّ عظام اليشاع عاد على قدميه.
وفي أعمال 19: 12: "كانوا يأخذون عن جسم بولس مناديل ومآزر إلى المرضى فتفارقهم الامراض وتخرج منهم الارواح الشريرة.
وعن صورة القديسين: طبعاً تحرم الكنيسة عبادتها كأصنام، كما فعل هارون وجماعة اليهود بصنع العجل الذهبي لما أبطأ موسى في الجبل (خر 32).
ففي الوصية: "لا تصنع لك منحوتاً ولا صورة... لا تسجد لهن ولا تعبدهّن" (خر 20: 2-5).
غير ان الله أمر بصنع تابوت العهد وملائكة وصور وزهور.
ففي خر 25: 10 وخروج 25: 18: "واصنع كروبين من ذهب صنعة طرق تصنعها على طريق الغشاء" (وكذلك في خر 37: 9).
وفي 1 ملوك 6: 23: وضع في المحراب كروبين من خضب العتم سمك كل واحد عشر أذرع ونقش على جميع جدران البيت، على مدارها صور كروبين ونخيل وزهور متفتحة وغشاها بذهب (1 مل 6: 29- 35).
وعلى درجات العرش الست، أسد على كل جانب والكروبين... الخ. لم يصنع له نظير في جميع الممالك (1 مل 8: 6-8) (1 مل 10: 19- 20).
وفي النهاية كل هذه الأمور هي قانونية فيما يخص الإيمان ونحن لا نعبد إلاّ الله إنما نكرم الذين اقتفوا طريق البر ليكونوا قدوة لنا وللعالم في سلوك طريق الرب وفي الفضائل.

4- مريم العذراء
يقول الشهود: "مريم لم تكن بتولاً بدليل النصّ: فأخذ أمرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر... وسماه يسوع" (مت 1: 24- 25). وهذا يعني ان يوسف عرف مريم بعد ولادتها يسوع المعرفة الزوجية. ويركّزون على كلمة "حتى" و"البكر".
وان مدلول عبارة "الابن البكر" يعني حتماً أن ليسوع اخوة ولدوا بعده. فمريم ليست إذاً بتولاً. ويعتمدون أيضاً على (مت 13: 53- 56) و(مر 6: 2- 3): "أليس هو ابن النجار. اليست امه تسمى مريم واخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا؟ اليست اخواته كلهن عندنا"؟
فهؤلاء بنظرهم هم اخوة يسوع من مريم أمه ويوسف الذي تزوجها بعد ولادة يسوع (ليكن الله صادقاً ص 46). كما انهم يقولون ان ليس لمريم شفاعة على الارض، فكيف يكون لها ذلك في السماء بدليل قول يسوع لها في (يو 2: 4)... ما لي ولك يا امرأة؟ هذا بنظرهم توبيخ لها لتدخلها فيما لا يعنيها.
الرد الكتابي: "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (11: 24- 25). نقرأ في الترجمة القديمة المنقولة على النسخ الأصلية "وبدون أن يعرفها ولدت ابنها البكر" "حتى": ان كلمة "حتى" لا تعني انه فيما بعد عرفها. ففي سفر صموئيل الثاني 6: 23: "لم تلد ميكال ابنة شاول ولدا حتى ماتت". فهل هذا يعني انها ولدت بعد موتها؟
وفي المزمور 109: 1: "قال الربّ لربي اجلس عن يميني حتى اجعل أعداءك موطئاً لقدميك"... فهل هذا يعني انه بعد الغلبة سيبعده من عن يمينه؟ على العكس تماماً هو المعنى.
نقول بالعربية: "لم أشعر بالدوار حتى وصلت المرفأ"... يعني فيما كان ينبغي لي أن أشعر بالدوار ولم أشعر به... إلى أن وصلت المرفأ.
فيوسف حين كان يظن انه عرفها، لم يعرفها- وولدت ابنها البكر. "البكر". ان كلمة البكر تعني ولدا لم يتقدمه ولد آخر.
يقول القديس إيرونيموس مترجم وشارح الكتاب المقدس: "من العادة في الكتاس المقدس ان لا يدعى هكذا البكر الذي جاء بعده أخوة... إنما الذي كان أول مولود".
هذه التسمية "البكر" كانت ضرورية في العهد القديم، لأجل إتمام فرائض الناموس الموسوي بخصوص افتداء هذا البكر بتقدمة إلى الربّ (خر 13: 11- 12) على أن تتم هذه التقدمة في غضون أربعين يوماً بعد الولادة (وطبعاً بعد أربعين يوماً من الولادة لا تلد المرأة ولداً آخر. ومع ذلك فالأول يدعى بكراً...)
هناك كتابة رثاء كشفت على قبر فتاة يهودية ماتت سنة 5 ق. م. "ان القدر قادني إلى آخر حياتي في آلام ولادتي لابني البكر". فهل ولدت بعد موتها؟ ومع ذلك دعي ولدها بكراً...

5- اخوة يسوع
من هم هؤلاء الذين يذكرهم مت 13: 55 ومرقس 6: 3؟
ان كلمة "اخ" في العبرية... تستعمل لأبناء العم والخال والانسباء بالمعنى الواسع... وليس فقط للشقيق. فابراهيم يدعو لوطا أخاه وهو ابن أخيه (تك 13: 12 و14 و16) ولابان يدعو يعقوب أخاه وهو ابن اخته (تك 29: 15).
وورد في أخبار الأيام الأولى (23: 21- 22) عن ابنا مرارى "محلي وموشي" وابنا محلي العازر وقيش ان بنات لعازر عندما مات والدهن أخذهن اخوتهن بنو قيس" وفي سفر الأحبار 10: 4: "ميشائيل والصافان أبناء عم هارون، دعوا اخوة لأولاد هارون" "ناداب وابيهو" اللذين ماتا في الخدمة.
فمن هم إذا هؤلاء الذين دعوا اخوة يسوع:
نقرأ في مت 27: 55- 56: "وكان هناك نساء كثيرات ينظرن عن بعد وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدلية ومريبم أم يعقوب ويوسى وأم ابني زبدى...
وفي مر 15: 40: "كان أيضاً نساء ينظرن عن بعد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير وأم يوسى وسالومة".
وفي يوحنا 19: 25: "كانت واقفة عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم التي لكلاوبا ومريم المجدلية".
في مقابلة هذه النصوص نلاحظ انه كان عن الصليب ثلاث مريمات:
مريم أم يسوع... هذه لم تتغير.
مريم المجدلية... هذه أيضاً لم يتغير اسمها.
مريم أم يعقوب ويوسى... هذه هي... وزوجة كلوبا... وأم يعقوب الصغير... وأم يعقوب ويوسى...
ونستنتج أن يعقوب الصغير ويوسى وسمعان ويهوذا (الذين دعوا أخوة يسوع)، هؤلاء امهم تدعى مريم... وهي زوجة كلوبا.
والواقع ان مريم هذه تزوجها أولاً حلفى فولدت له يعقوب ويوسى (لو 6: 15) (أع 1: 13).
ولما ترملت تزوجها كلوبا "أخو القديس يوسف" فولدت له سمعان ويهوذا (وقد حفظ لنا أخبار هؤلاء هجزيب البحّاثة الكنسي الذي عاش في القرن الثاني وتناول بالبحث بنوع خاص أسرة يسوع... وكتب عنه أوسابيوس المؤرخ الشهير في القرن الرابع... فلأجل هذه القرابة من جهة "كلوبا" أخ يوسف و"مريم" نسيبة العذار دعي هؤلاء أخوة يسوع...
وليعقوب ويهوذا رسائل في الانجيل. ففي بدء رسالته يقول يعقوب المدعو "أخو الربّ" من يعقوب عبدالله والرب يسوع... وليس أخاه (يع 1: 1). وكذلك يهوذا المدعو من اخوة يسوع يقول: من يهوذا عبد يسوع المسيح وأخي يعقوب" (يهوذا 1: 1).
ونعود إلى يوحنا (19: 26- 27): "فلما رأى يسوع امه والتلميذ الذي يحبه واقفاً قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ هذه أمك، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته.
فلو كان ليسوع اخوة من مريم أمه، لكان من الطبيعي أن تعيش مريم مع أحد أولادها هؤلاء وليس مع يوحنا... خصوصاً أن يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا هم جميعاً من تلاميذ الربّ ورسله.
فمريم العذراء هي إذاً بتول، ولم تلد في أحشائها سوى الرب يسوع على ما يقول حزفيال (44: 1- 2) "هذا الباب يبقى مغلقاً لا يدخله رجل... لأن منه أتى الربّ".
فإذا كان موسى في العهد القديم لم يستطع أن يقترب من العليقة الملتهبة وهي لا تحترق (خر 3: 5) فمن يستطيع إذاً أن يقترب من هذه "العليقة" الملتهبة بحلول الروح القدس وتجسد الابن في أحشائها.
لذلك أراد يوسف أن ينسحب من حياتها، لأنه وجد أنها حبلى من الروح القدس... وان هذا المكان محفوظ للربّ. ولا دخل له فيه... لذلك سماه الانجيل "صديقاً" (مت 1: 19) فلو كان ظنه غير ذلك لما دعاه الكتاب المقدس "باراً" و"صديق" ولأجل ذلك اختاره الله مربياً ليسوع، لكونه باراً، لا لكونه خطيب مريم.
مريم هي "امرأة" لأنها ام الإيمان:
نقرأ في إنجيل يوحنا فصل 2، ان "ساعة يسوع" بدأت في عرس قانا الجيل يوم طلبت منة مريم أن يحوّل الماء خمراً. وبذلك بدأت حياته العلنية... وبالتالي بدأ رؤساء الكهنة اليهود المؤامرة عليه حتى وصل إلى الصليب وهو ساعة ليسوع". ونعلم انها كانت الآية الأولى التي صنعها يسوع... فآمن به تلامذد. إذاً تلاميذه لم يؤمنوا به إلاّ بعد هذه الآية (يو 2: 11).
بينما مريم وحدها آمنت به قبل الأعجوبة- لذلك أصبحت فيما بعد أم كل الذين آمنوا وسوف يؤمنون به، لأنها أول من آمنت. ومن أجل ذلك دعاها امرأة (يو 2: 4) لأنها ليست فيما بعد أم يسوع وحسب، بل أصبحت أم "المسيح الكلي"، أم المؤمنين. كما دعي ابراهيم في العهد القديم "أبا" المؤمنين لأنه أول من آمن بالله (تك 19: 5) ولذلك هي حواء الجديدة "أم الأحياء" الذين آمنوا بالرب (تك 3: 20).
وهذا القول "يا امرأة" قاله يسوع لأمه من على الصليب أيضاً، عندما "أتت ساعته" (يو 19: 26) لأنها أم الايمان بالمسيح يسوع مصلوباً... فبينما تركه تلاميذه وتفرقوا من الخوف، وحدها مريم كانت واقفة عند الصليب ومعها التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يوحنا) وليس لأنه أفضل من باقي التلاميذ. دعي يوحنا ابن مريم، بل لأنه عرف أن يتبع يسوع حتى الصليب (لأن تباع يسوع إلى الشعانين كثيرون، أما تباعه إلى جبل الجلجلة فقليلون)... ولذلك مريم (الامرأة) هي أم كل الذين يتبعون يسوع حتى الصليب.
وهكذا من على الصليب يشرك "آدم الجديد" "حواء الجديدة" في الولادة السريّة لأبناء العهد الجديد بالايمان...


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM